# المصريون فى الميدان .. والله رجعنا زى زمان.. !!
.. والله رجعنا زى زمان ايد واحدة فى
الميدان .. هو شعار هتافى اهتزت له مشاعر المحتشدين بميدان
التحرير بالقاهرة خلال اليومين السابقين فور نطق المستشار أحمد رفعت قاضى محكمة
جنايات شمال القاهرة بالأحكام الصادرة ضد الرئيس المصرى المخلوع حسنى مبارك ونجليه
علاء وجمال ووزير داخليته السابق حبيب العادلى ومساعديه وتم ابتكارهذا الهتاف من
قبل المعتصمين بالميدان فور اكتمال عقدهم ورؤية بعضهم البعض وجهاً لوجه بعد انقطاع
دام شهوراً فى أعقاب تباين المواقف واختلافها من تيار لآخر وقد تصاعدت وتيرة هذا
التباعد تدريجياً باقتراب موعد انتخابات مجلسى الشعب والشورى وخلالها وبعدها فى ظل
اتهامات وجهتها القوى الثورية لبعضها البعض بانحراف منهجها الثورى الجمعى الهادف
للتغيير السياسى الشامل وقد مثل التوتر
بين الأخوان المسلمين ممثلين فى زراعهم السياسى حزب الحرية والعدالة والكيانات
الثورية الأخرى أكثر ما شاب علاقة الثوريين من انقسام وتباين فى وجهات النظر ولكن بالرغم من كل ذلك فان مشاعر النضال
المشترك غلبت بقوتها على المحتشدين يوم السبت الماضى فى الميدان الذى شهد صمودهم
وتآزرهم مع بعضهم البعض فى أحلك الظروف وأخطرها على الاطلاق وقد حمى أحدهم ظهر
أخيه المناضل و مارض آخر جرح رفيقه حتى شفاه الله .. أيام نضال ذهبية قفزت
ذكرياتها هكذا على فجاءة فى الميدان فاندفعت الأجساد تعانق بعضها البعض والشفاه
تقبل الوجوه والجباه .. عادت أيام الثورة فوجد الهتاف مكانه من القلوب والعقول ..
والله رجعنا زى زمان ايد واحدة فى الميدان ..
.. ومن أجل الثورة بدأت المواقف تتقارب على نحو متسارع بالرغم من عمق
الخلاق بين بعض هذه التيارات الثورية خاصة مع الاخوان المسلمين وحزبهم الحرية
والعدالة وبالرغم من الطرح الذى يحاول البعض من خلاله التبرير للغموض الذى شاب
مواقف الاخوان خلال أيام الاحتشاد فى الميدان عندما رفضوا التنسيق المشترك مع
الكيانلت الأخرى ورفضوا فى مرات متتالية التظاهر معها تلبية لدعوات أطلقتها هذا
التيارات للتنديد بمواقف المجلس العسكرى الا أن التبرير هنا يصعب على منطق الثورة
وجذوتها المستعرة خاصة وأن هذا الفريق التبريرى يرى بأن مواقف الأخوان الغامضة
والانسحابية هذه قد صبت فى اطار حماية الثورة والحفاظ عليها عبر تنسيق حصيف مع
المجلس العسكرى وفات على هؤلاء منطق الثورات التاريخى الذى يقول بأن الثورات تحمى
نفسها ولأ يحميها أحد غير بنيها وصانعيها ومناضليها ومن فكر بأن المجلس العسكرى
المصرى قد حمى الثورة المصرية فاننا نحيله الآن الى ما أفضت اليه هذه الحماية
اليوم .. فهاهو النظام القديم يكاد يفلح فى انتاج نفسه من جديد ولسخرية القدر فانه يريد أن يفعل ذلك بأدوات الثورة نفسها أى
عبر صناديق الاقتراع .. عبرها يفوز السيد أحمد شقيق آخر رئيس وزراء فى عهد مبارك
وأحد أهم معاونيه التاريخيين والشخصية الأكثر قرباً من العقل الأمريكى والقلب
الاسرائيلى .. من الذى ساعد الرجل فى بلوغ هذه المرحلة .. من .. ؟؟ .. من زور له
ومن دفع له ومن فى الأصل خلصه من قانون العزل السياسى الذى صادقت عليه كافة القوى
الثورية .. من يا هؤلاء لديه القدرة الحركية واللوجستية ليربط تآمر الخارج ضد
القوى الثورية والأخوان المسلمين بشفيق ومساعديه فى الداخل للمستوى الذى يحتل فيه
الرجل المركز الثانى الذى تم اعداده له بذكاء خارق ودقة متناهية والذكاء هنا أن
يأتى الرجل خلف مرشح الأخوان محمد مرسى فقط بنسبة واحد فى المائة لأ أكثر ولأ أقل
.. لماذا .. ؟؟ .. طبعاً بالاضافة لهدف دخوله و انفراده دون المرشحين الآخرين فى جولة الاعادة
لانتخابات الرئاسة مع محمد مرسى مرشح الأخوان فان
العقل المدبر لشفيق يعلم بأن أى نتيجة لأ يحصل فيها مرشح الأخوان على
المركز الأول ستكون نتيجة غير منطقية قياساً لحجم نجاح الأخوان فى انتخابات الشعب
والشورى كما أن خلو مضمار السباق الأخير من الأخوان يمكن أن تكون نتيجته كارثية
نظراً لقوة الأخوان التنظيمية فى الشارع
المصرى كما أن وضع شفيق على المقدمة بأكثر من خمسين بالمائة أمر بالطبع فوق
المستحيل بل وفوق المحتمل على الشعب المصرى المغلوب على أمره والذى كان سيثور على
نحو لأ يمكن تصور درجة غضبه لو أعلن شفيق
فائزاً بالجولة الأولى .. اذاً كان من الأوفق لمن دبر لشفيق ما دبر له أن يأتى
الرجل بعد مرشح الأخوان مباشرة فى نتيجة يأمل عبرها شفيق وأنصاره بالداخل والخارج
فى انتاج فزاعة الاخوان المسلمين من جديد بحيث يصبح رجل مثله أفضل من خيار اجلاس
الأخوان المسلمين على كرسى الرئاسة بمصر وهنا تحديداً يبدو تآمر المجلس العسكرى
جلياً بمحاولته ايقاع الأخوان المسلمين فى فخ الخلاف والتباعد بينهم والتيارات
الثورية الأخرى من خلال محاولة خلق تفاهمات من وراء الستار بينه وقيادات الأخوان
النافذة بحجة الحفاظ على الثورة الشىء الذى أفقد الأخوان مقعد قيادة الثوريين
باعتبارهم القوة الأكثر تنظيماً وحضوراً على الساحة المصرية الآن كما أفقدهم فرصة الاعلان
عن مشروع سياسى ثورى يستوعب كافة الكيانات التى ساهمت فى انجاح الثورة المصرية وقد
كان هذا الأمر متيسراً اذا ما أعملت جماعة الأخوان المسلمين العقل واذا ما قرأت
الساحة الداخلية والخارجية بعقلانية بعيداً عن الغرور والزهو بما تحقق والثقة
المفرطة فى النفس بعد النتائج المبهرة لهم فى انتخابات مجلسى الشعب والشورى ..
ولعل غياب القيادات المزدوجة النبوغ (
نبوغ الرؤية الفكرية مع نبوغ
الرؤية السياسية الحركية ) كان له أثراً
مباشراً على الارتباك فى اتخاذ القرار بطرح ذلك المشروع السياسى الذى كان يمكن أن
تقود الجماعة عبره كافة القوى السياسية الثورية ليست قيادة عضوية مباشرة بحيث
يتبعها الآخرون كالنعاج ولكن قيادة فكرية – سياسية تؤمن للجميع عبور المرحلة حتى
يدور ترس الديمقراطية وتبادل السلطة لانجاح مرحلة التغيير برمتها كهدف أساسى يعلو
على كل الأهداف الأخرى ثم وباستقرار الحالة السياسية على هذا النجاح وهذا العبور
تمارس القوى السياسية حقها فى الساحة السياسية ليأتى الشعب بمن يريد وقت ما شاء
حينها تضحى جماعة الأخوان المسلمين كيان مثل سائر الكيانات السياسية تنجح احياناً
وتخفق أحياناً اخرى بمثل ما ينجح الآخرون ويخفقون و هذا هو الوضع الديمقراطى
المثالى .. هذا المنطق كان يمكن أن يكون هو الممسك الفكرى الذى تطرح عبره جماعة
الأخوان المسلمين مشروعها على القوى السياسية الثورية لتؤمن معها المرحلة .. مرحلة
الخلاص من النظام السابق الذى تثبت التجربة الآن أنه لأ زال موجوداً على الساحة
المصرية يريد ومن جديد بعث النظام وانتاجه عبر وجه وآلية جديدة قدمت من أجلها مصر
وشعبها أكثر من تسعمائة شهيد والآلاف الآلاف من المصابين ومن الغريب بحق أن لأ
تستصحب الجماعة تجربتها الطويلة والزاهية فى مصادمة نظام مبارك القمعى بحيث تعجز
عن قراءة ما يمكن أن يحدث .. فهل كانت الجماعة تتصور أن يكون المجلس العسكرى هكذا
نزيهاً للحد الذى معه يفرش لها الطريق ورداً حتى بوابة القصر الرئاسى المصرى .. ؟؟
.. أولهذا هادنته وساومته .. ؟؟ .. أولهذا ضحت بعلاقتها القيادية مع
القوى الأخرى ويمشروعها الاستيعابى للساحة والقوى الثورية .. ؟؟ .. من أجل هدف و أمل كاذب ساقها تجاهه وبخبث
المجلس العسكرى المتآمر بلا شك مع النظام المصرى المخلوع .. ؟؟ .. اذاً اين هذا الأمل وأين هذا الهدف
الآن .. النتيجة تقول بأن النظام المصرى القديم وبمساعدة المجلس العسكرى الذى زور
وساعد فى تزوير صناديق الاقتراع لصالح أحمد شفيق بتأييد ومساعدة دولية تقودها
الولايات المتحدة واسرائيل ( تمثل فضيحة أخلاقية ستتكشف يوماً ما ) يوشك هذا النظام الآن أن يعود للحكم بوجه جديد
اذا عجزت الساحة المصرية الثورية وقواها الشعبية فى اللحاق بالأمر وعمات يداً
واحدة لمؤازرة المرشح محمد مرسى مرشح الأخوان باعتباره الممثل الوحيد الآن للقوى
الثورية المصرية .. اذاً على جماعة
الاخوان المسلمين الاعتراف الآن بأنهم قد خدعوا فى المجلس العسكرى وتعهداته
الكاذبة .. وبالفعل أعلنت الجماعة هذا الاعتراف عملياً من خلال دعوتها الحاسمة
لكافة منتسبيها للنزول الى كافة الساحات والبقاء فيها حتى النصر وكما جاء فى تعبير
مرشحهم محمد مرسى : ( أن البقاء فى
الساحات أضحى هو الضمان الوحيد لاستمرار الثورة ونجاحها ) وهو الموقف والتقدير
الذى رفضته يوماً ما جماعة الأخوان حتى تسرب الشك الى الآخرين بتآمرها مع المجلس
العسكرى ضد الثورة .. نعم الى هذا الحد وصل ظن البعض في الجماعة بما أوجد وضعاً
خطيراً كان يمكن أن يجهض الثورة التى يقول المنطق التاريخى أنها وبتيها فقط من
يحمون ثورتهم لأ الآخرون ولو تدثروا بثياب المؤمنين بها وبأهدافها ..
.. ولكن ولدقة الموقف فان الحديث عن الأخطاء
يبدو حديثاً صعباً وفى غبر أوانه والعقل يقول بأن على جميع القوى الثورية المصرية
التفكير الآن فى هدف واحد فقط .. انجاح الثورة والعبور بها ولتنجح الثورة المصرية
وتعبر آخر مراحلها بسلام يجب أن يبقى الشعار هتافاً على الشفاه .. والله رجعنا زى زمان ايد واحدة فى الميدان ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق