الثلاثاء، 29 مايو 2012


#  مصر والأخوان  ..  وطن فى خطر .. !!

        بالاعلان الرسمى لنتائج الانتخابات الرئاسية المصرية المحدد له اليوم الثلاثاء ..  تكون جماعة الأخوان المسلمون وبما حققته حتى الآن فى الانتخابات الرئاسية قد وضعت الساحة السياسية المصرية على المحك أو هكذا وضعتهم الأقدار بمثل ما وضعت الجميع شعباً وقوى سياسية وشعبية .. الجميع الآن عليهم الوقوف مع الاخوان ومرشحهم للرئاسة الدكتور محمد مرسى فى جولة الاعادة للانتخابات المقرر اجراؤها فى يومى السبت والاحد الموافقين لتاريخ السادس عشر والسابع عشر من يونيو المقبل أى  بعد حوالى سبعة عشر يوماً فقط من تاريخ اليوم وذلك فى مواجهة المرشح احمد شفيق الذى تعتبره كافة القوى الثورية المصرية أحد فلول النظام السابق بل وتعتبره مرشح المجلس العسكرى والخيار المريح للولايات المتحدة الأمريكية واسرائيل التى تدخل داعماً حقيقياً لشفيق اعتباراً لخوفها من سيطرة القوى الثورية المصرية وعلى رأسها الاخوان المسلمون على سدة الحكم بمصر ..

     .. هذا هو الموقف الآن وقد مثل لبعضهم الموقف المضغوط بقوة المطرقة والسندان فمن بعض القوى السياسية المصرية المعادية بلا شك لاحمد شفيق (  الذى يرونه متورطاً فى قتل المتظاهرين المصريين الثوريين خاصة فى موقعة الجمل الشهيرة .. ) .. من لديه مواقف تاريخية معادية أيضاً  للنهج الاخوانى بمثل ما لدى آخرون من القوى الثورية المصرية وبعض القوى الشبابية فيها كحركة السادس عشر من أبريل وحركة كفاية والناصريين وغيرهم تحفظات حول مواقف حركة الاخوان المسلمون خلال التدافع الثورى فى مواجهة المجلس العسكرى الحاكم ويالفعل فقد ساعدت المواقف الغامضة وغير الواضحة لجماعة الاخوان المسلمين خلال اعتصامات ميدان التحرير وفعالياته الجماهيرية فى ايداع فهم خطير لدى القوى الثورية المصرية بوجود اهداف ما لدى جماعة الاخوان الى الحد الذى تصور معه بعض هؤلاء بوجود تنسيق ومصالح مشتركة بين الاخوان والمجلس العسكرى حتى أن ابرز القيادات الشبابية فى الثورة أعلنت وعقب الاعلان غير الرسمى للانتخابات الرئاسية عن اعتقادها الجازم بوجود صفقة بين الاخوان والمجلس العسكرى لتقاسم السلطة بحيث يهيمن الأخوان على الأجهوة التشريعية والنيابية الشورية بينما يترك منصب الرئيس لخيار يحدده المجلس العسكرى وهذا التقدير على غرابته بل واستحالته من جهة أن الاخوان ومهما كانت درجة تفاهماتهم مع المجلس العسكرى فانهم لن يغامروا أبداً بعودة رموز النظام السابق على أى مستوى كان حتى وعلى أدنى المستويات فكيف يقبلون على أن تكون العودة للنظام السابق من بوابة الرئاسة نفسها .. ؟؟ .. هذا تقدير بالطبع غير منطقى ويبدو ساذجاً الا أن انحدار التفكير الى مستواه  كان بلا شك بسبب تعامل جماعة الاخوان المسلمون غير الحكيم فى أغلب الأحوال مع معطيات الساحة الثورية بحيث عجزت الحركة عن استيعاب هذه الساحة بكافة قواها الثورية عبر مشروع وطنى كبير على الأرض يعبر بالجميع مرحلة التغيير.. مشروع حقيقى  لأ على شعارات الجماعة وأدبياتها الانتخابية المنشورة فما يكتب وما يعلن عنه ان لم يجد الحاضن الواقعى على الأرض يصبح بلا معنى وجماعة الاخوان المسلمون وبما خاضته من مسيرة  جهادية ونضالية رائعة وشجاعة فى مواجهة النظام السابق كان حرياً بها أن تدرك بأن الأمر الذى خضع لقوتها ودينمايكيتها الانتخابية خلال انتخابات مجلسى الشعب والشورى سيختلف خلال الانتخابات الرئاسية اعتماداً على سببين منطقيين .. الأول يتمثل فى حتمية مقاومة القوى غير الثورية بالداخل ومن بين هؤلاء أتباع النظام السابق الذين أثبتت التجربة بأنهم لازالوا على الساحة بريدون اعادة انتاج نظامهم عبر عدة وسائل هذا بجانب موقف المجلس العسكرى المشكوك فى مواقفه من مبدأ تسليم السلطة وفقاً للاجراءات الانتخابية الجارية الآن .. هؤلاء غير الثوريين لابد وأن بلتقوا فى أهدافهم مع قوى خارجية داعمة يمكنها أن تحدث شيئاً مؤثراً وخطيراً على الساحة المصرية قبل أن بستقر الحال ويحدث الانتقال للسلطة وفق الوصفة الديمقراطية ( وللمفارقة الأمريكية الغربية ) وتنتقل السلطة للقوى الثورية والاخوان المسلمين وهذه القوى الخارجية بالطبع هى الولايات المتحدة واسرائيل فالأولى تخشى على مصالحها السياسية والاقتصادية الخاصة اذا ما تصاعد النفس الثورى المصرى وبات متطلعاً الى تغيير مسارات الخطاب المصرى الخارجى المؤثر بلا شك على المنطقة العربية الأغنى بالثروات النفطية والمعدنية والأكثر استحوازاً على الكتلة النقدية الحرة .. واسرائيل تخشى بالطبع أن يتم تمزيق اتفاقية كامب ديفيد ان لم يكن على الورق فعلى الواقع المباشر أو المتخفى وراء تناقضات وغموض بنود الاتفاقية التى استطاعت عبرها اسرائل تحييد مصر وفصمها عن محيط الاهتمام العربى بالقضية الأم ممثلة فى القضية الفلسطينية وهنا يبدو قطاع غزة وكأنه برميل البارود الذى ينتظر الانفجار اذا ما عادت يوماً اسرائيل لردعه عسكرياً نتيجة لأى توترات متوقعة تحدث تحت عين القوى الثورية المصرية والاخوان اذا ما نجحوا للوصول لمقعد الرئيس بمثل ما نجحوا فى الوصول للمقاعد النيابية وأيضاً ( على الوصفة الأمريكية الخالصة .. !! ) .. والأمر الثانى الذى كان على الاخوان قراءته  بعمق قبل دخولهم الانتخابات الرئاسية يتمثل فى تأثير الاكتساح الانتخابى للجماعة فى انتخابات الشورى ومجلس الشعب على الساحة السياسية المصرية حيث أثار هذا الاكتساح الذى اى نعم جاء بقوة التعاطف الشعبى مع الاخوان المسلمين باعتبارهم أكثر المناضلين فى مواجهة النظام السابق الا أن ميزة الاخوان الكبرى فى هذا الاكتساح تمثل فى القوة التنظيمية الحركية للجماعة فى وقت ظلت فيه التجربة والقدرات ضعيفة لدى القوى الثورية الأخرى .. لذا فان قطاعات واسعة من الشعب المصرى قد وجدت نفسها فى موقف مباشر مع مرشحين آخرين غير قيادات الاخوان يطرحون برامجهم على الهواء الطلق بوضوح كامل وشفافية مطاقة عبر القاءات المباشرة وعبر كافة وسائل الاعلام المؤثرة بقوة فى الرأى العام المصرى وقد برع بعض من هؤلاء المرشحين فى خطب ود عدد كبير من قطاعات الشعب المصرى بمثل ما فعل حمدين صباحى مرشح الحزب الناصرى الذى طرق على مشكلات المجتمع المصرى وحالة الفقر والعوز على وجه خاص كما استفاد عبد المنعم أبو الفتوح المحسوب فكرياً لازال على جماعة الاخوان المسلمين من موقف عدد كبير من أصحاب التوجهات الاسلامية والميول العقدى الاسلامى المعتدل الرافض للتيار الاخوانى الذى يراه بعضهم متطرف بمثل ما يراه آخرون من هؤلاء متأخراً عن استيعاب المتغيرات المعاصرة والدولية بما يصيغ خطابه صياغة جديدة تتجاوز الخطاب القديم بتطرفه وحدته كما يرى هؤلاء ..  لذا فقد اتجه عدد كبير من الاسلاميين الى مؤازرة أبو الفتوح .. وبينما تعثر وتأخر حظ عمرو موسى الدبلوماسى المصرى ( القدير ) كما جاء فى اللفظ الاستقطابى المغازل للقيادى بحركة الاخوان المسلمين عصام العريان الذى ظهر هكذا فجأة بعد غياب شيه كامل خلال فترة الحمى الانتخابية ليعلن مبادرة ( وطن فى خطر ) التى تقدم بها الاخوان المسلمون عقب الاعلان عن النتائج غير الرسمية للانتخابات الرئاسية .. جاءت المفاجأة الكبرى بتقدم أحمد شفيق آخر رئيس للوزراء فى عهد حسنى مبارك وحصوله على ما أهله لخوض المعركة منفرداً مع مرشح الاخوان المسلمين الدكتور محمد مرسى .. وبالرغم من هول المفاجأة التى تلقاها هنا الشعب المصرى بصعود أحمد شفيق الا أن ما حدث يعطى مؤشراً خطيراً وخطيراً جداً على أن هنالك بالفعل من لديه يد مؤثرة وفاعلة دفعت بالرجل للحد الذى أوصله هذه المرحلة المتقدمة التى يوشك معها أن يجلس رئيساً على كرسى الرئاسة المصرية .. من هذا .. ؟؟ .. نعم انه أحمد شفيق آخر رئبس وزراء مصرى فى عهد مبارك وأبرز رموزه التى عملت معه سنوات طويلة .. هذه هى الحقيقة الصاعقة ومن حاول تبسيطها أو تجميلها بقوله بأن الشعب المصرى قد تضجر من استمرار الفوضى ( الثورية ) وانفراط العقد الأمنى بالبلاد وبالتالى ساند أحمد شفيق .. يكون هذا قد أعجزته المفاجأة عن رؤية الأمور على وجهها الحقيقى قالنظام السابق لازال موجوداً والقوى الخرجية تريد وعلى الأقل انتاجه على شكل جديد مستوعب للمتغيرات الجديدة .. هذه هى الحقيقة بلا شك   .. !! ..

    وياله من قدر .. فبعد تجافى وانقطاع لحبل التواصل بينها هاهو احمد شفيق والقوى المساندة له يدفع ومن جديد القوى المصرية الثورية بتكويناتها الرئيسية للدخول فى مربع التوحد والتآزر فى مواجهة النظام المطاح به ومرشحه المحسوب وبالكامل على نظام ومجموعة الرئيس المعزول بالقوة حسنى مبارك .. فهل سيفلح التحالف الثورى المصرى ومن جديد فى عبور المرحلة الأخيرة من مضمار التغيير السياسى بمصر وصولاً الى ميس الاستقرار السياسى المعافى أم تنتظر مصر لا قدر الله أحداثاً خطيرة تطيح بالآمال التى عقدتها الأمة  العربية من المحيط الى الخايج على مصر الثورة وراهنت عليها كأول عروس عربية تخرج بكامل زينتها فى موسم الربيع العربى .. ؟؟!! ..  
    .. قلوبنا وعقولنا معك يا أرض الكنانة ..   


ليست هناك تعليقات: