الجمعة، 8 ديسمبر 2023

في حضرة إبن الخطاب رضي الله عنه ..!!

 في حضرة ابن الخطاب  .. !!

-----------------------------------

د. خالد حسن لقمان

-------------------------


.. أرسل “عقبة بن فرقد” عامل الخليفة “عمر بن الخطاب” رضي الله عنه على أذربيجان سفيره ليسلمه رسالة.. فوصل السفير في جوف الليل وقد نامت المدينة بأهلها فآثر الرجل أن يبيت ما تبقي من الليل في المسجد  ليقابله عند صلاة الفجر وبالفعل توسد السفير  يديه واسلم جسده لأرض المسجد ولَم يمر عليه وقت طويل حتى سمع مناجياً يناجي ربه : ( أقبلت توبتي يا الله فأهنئ نفسي أم رفضت تضرعي فأعزيها ..؟؟ ) .. ومن التكرار المهيب لصوت المتضرع يرفع السفير رأسه إليه ويسأله من أسمك يا رجل ..؟؟ .. أجاب الرجل : أنا “عمر بن الخطاب” فطار النوم من عين الرجل وهب إلي عمر  يقول إلا تنام يا أمير المؤمنين وتأتي الإجابة المدهشة : ( إن نمت الليل أضعت حق الله وإن نمت نهاراً أضعت حق عباده ) وفِي بيت الخليفة يتوسد الرجلان الحصير الخشن وتأتي “أم كلثوم” بخبزتين وحصوات من الملح .. ولحظه العاثر يكمل السفير مهمته  فيقدم صندوقاً لعمر رضي الله عنه .. فيسأله ما هذا ..؟؟ .. يقول السفير مبتسماً: ( حلوى أذربيجان الشهيرة يا أمير المؤمنين يهديك إياها عقبة بن فرقد.. ) وماهي إلا لحظات حتى ظن الرجل إن  الذي يجالسه قد استبدل بآخر كما وفعل السحر .. (  أكل المسلمين أعطيتهم هكذا ..؟؟ ) يقول السفير مرتجفاً: (لا يا أمير المؤمنين هذه الحلوى تصنع فقط في أذربيجان ) .. إذاً فخذها ووزعها على فقراء المسلمين وعد لصاحبك وقل له يقول لك عمر: ( إن عدت لمثلها أنزلت عليك مصيبة ) ..

الجمعة، 1 ديسمبر 2023

الترابي .. الأمريكان أغبياء ..!!

 الأمريكان أغبياء) عبارة شهيرة نطق بها يوماً ما الراحل الشيخ الدكتور “حسن الترابي”، ولأن الرجل دقيق وذكي في عباراته التي يطلقها فقد كان لهذه العبارة ظرفها الزماني الذي خرجت فيه، وكان ذاك عندما وجد الأمريكان أنفسهم في حيرة للتعامل مع النظام الحاكم في السودان، فأغلقوا ملفه بالكامل وأعلنوه بلداً متفلتاً وراعياً للإرهاب، وحتى هذه ما كانت لتدعو “الترابي” بكل حجمه وضخامته الذهنية، ليطلق عبارته هذه، وما حدث أن الرجل ساءه أن يكشف صناع القرار الأمريكي عن ما يجري في الخرطوم، ببطارية وكاشف ضوء طرف ثالث لديه خصوماته مع الخرطوم، ويقررون ما يلزمهم حياله وفقاً لتقارير هذا الطرف وتوصياته، في حين أن الرجل قد اجتهد أيما اجتهاد ليوصل لهم ما يفيد بوجود عقل منفتح في الخرطوم يمكنه أن يكون أكثر نفعاً وفائدة من ما يقدمه هذا الطرف الثالث وبقية الأطراف الأخرى، التي ما فتئت آنذاك تعبث بالملف السوداني وقد وصل اجتهاد “الترابي” في هذا للدرجة التي أوصلته حتى المجالس الأمريكية الحاكمة بنفسه، ليقدم فكره وما تحمله فكرة الخرطوم (المشروع الحاكم) إلا أن كل ذلك، وكما أفاد الرجل بنفسه أضاعه هذا الغباء المزمن للعقل الأمريكي، والآن وبعد مرور سنوات ورحيل الرجل بدأت الأوساط الأمريكية ومع عودة رياح الحرب الباردة في التفكر فيما يمكن أن يتم انتهاجه مع حالة المنطقة وذلك عبر مسارات أعلنتها وحددتها فإذا هي مسارات الترابي الفكرية نفسها ولكنها تخرج من هؤلاء الآن بلا ساقين بعد أن انطلق الجميع إلى موسكو وأقطاب أخرى واعدة بوعودها وأحلامها.. رحمك الله “الترابي” كنت إمام الجميع عقلاً وفكراً وذهبت وتركتهم لا زالوا خلفك يتخبطون ويتمخطون..

السبت، 15 يوليو 2023

الترابي .. الأمريكان أغبياء..!!

 دكتور خالد حسن لقمان 

يكتب :

الترابي ..الأمريكان أغبياء..!! !

——————————

..  (الأمريكان أغبياء) عبارة شهيرة نطق بها يوماً ما الراحل الشيخ الدكتور “حسن الترابي”، ولأن الرجل دقيق وذكي في عباراته التي يطلقها فقد كان لهذه العبارة ظرفها الزماني الذي خرجت فيه، وكان ذاك عندما وجد الأمريكان أنفسهم في حيرة للتعامل مع النظام الحاكم في السودان، فأغلقوا ملفه بالكامل وأعلنوه بلداً متفلتاً وراعياً للإرهاب، وحتى هذه ما كانت لتدعو “الترابي” بكل حجمه وضخامته الذهنية، ليطلق عبارته هذه، وما حدث أن الرجل ساءه أن يكشف صناع القرار الأمريكي عن ما يجري في الخرطوم، ببطارية وكاشف ضوء طرف ثالث لديه خصوماته مع الخرطوم، ويقررون ما يلزمهم حياله وفقاً لتقارير هذا الطرف وتوصياته، في حين أن الرجل قد اجتهد أيما اجتهاد ليوصل لهم ما يفيد بوجود عقل منفتح في الخرطوم يمكنه أن يكون أكثر نفعاً وفائدة من ما يقدمه هذا الطرف الثالث وبقية الأطراف الأخرى، التي ما فتئت آنذاك تعبث بالملف السوداني وقد وصل اجتهاد “الترابي” في هذا للدرجة التي أوصلته حتى المجالس الأمريكية الحاكمة بنفسه، ليقدم فكره وما تحمله فكرة الخرطوم (المشروع الحاكم) إلا أن كل ذلك، وكما أفاد الرجل بنفسه أضاعه هذا الغباء المزمن للعقل الأمريكي، والآن وبعد مرور سنوات ورحيل الرجل بدأت الأوساط الأمريكية ومع عودة رياح الحرب الباردة في التفكر فيما يمكن أن يتم انتهاجه مع حالة المنطقة وذلك عبر مسارات أعلنتها وحددتها فإذا هي مسارات الترابي الفكرية نفسها ولكنها تخرج من هؤلاء الآن بلا ساقين بعد أن انطلق الجميع إلى موسكو وأقطاب أخرى واعدة بوعودها وأحلامها.. رحمك الله “الترابي” كنت إمام الجميع عقلاً وفكراً وذهبت وتركتهم لا زالوا خلفك يتخبطون ويتمخطون..

الجمعة، 16 يونيو 2023

سيف الدين حسن يحقق فوزاً عالمياً جديداً للسودان في مهرجان تونس العالمي للافلام الوثائقية ..!!ا

 في زمان الحزن والألم المرير .. 

سيف الدين حسن ينتزع للسودان فوزاً عالمياً كبيراً في تونس ..  

—————————-   

من جديد كان الليلة  المخرج السوداني العالمي  سيف الدين حسن علي الموعد وانتزع لبلاده فوزاً نوعياً كبيراً في مهرجان تونس للافلام الوثائقية عبر فلم ( جبل مرة ) الذي شارك به وعبر شركة نبتة للانتاج الاعلامي في مهرجان  الافلام الوثائقية العالمي  بتونس ( الذي حظي بمشاركات عالمية من أوروبا و الصين وروسيا )   رافعاً رصيده من الانجازات الكبيرة خلال مسيرته الفنية الابداعية التي امتدت لأكثر من عقدين و نصف من الزمان حقق خلالها أكثر من عشرين فوزاً  في منصات التتويج في المهرجانات العربية للافلام الوثائقية في مقدمتها مهرجان الجزيرة للافلام الوثائقية و مهرجان الإبداع السينمائي – التلفزيوني العربي بالقاهرة و مهرجان الانتاج الاعلامي بالبحرين ومهرجان  اتحاد الدول الافريقية بكينيا  وغيرها من المهرجانات العالمية بجانب  ما حققه من انتاج وثائقي نوعي  وصل قمته  عبر سلسلة أرض السمر التي اعتبرها النقاد والخبراء الاعلاميون مشهداً جديداً تماماً في ساحة الابداع المرئي الوثائقي العربي عامة و السوداني علي وجه خاص وهو العمل الذي جهد كبير  غطي خلاله   كل أرجاء  السودان عارضاً  الجغرافيا و الديموغرافيا مع التنوع الثقافي و الارث الحضاري للمجتمع السوداني الذي يتحدث أكثر من مائة و خمسة عشرة لغة ويتمدد علي مساحة تفوق في مجملها عشرات من مساحة الدول الأوروبية الكبري ..

  هذا وقد انهالت فور سماع الخبر وانتشاره التهانئ علي المخرج سيف الدين حسن  مبددة شئ من الأحزان  والمرارات  التي يعيشها هذه الفترة الشعب السوداني وقد تمني الجميع للأستاذ سيف الدين حسن المزيد  من النجاحات و المزيد من التفوق الذي يرفع من قدر البلاد و يضعها في منصات التتويج و النبوغ والتفوق  ..فوز عام

الثلاثاء، 18 أبريل 2023

نحن وإسرائيل .. هكذا نفهم ما يحدث لنا ..!

 د. خالد حسن لقمان 


يكتب : 


نحن و إسرائيل .. هكذا نفهم ما يحدث لنا .. !!

——————————-

 

لدي قناعة كاملة ورغم انف من يتمترس بغباء وجهل أمام ما أسموه بنظرية التآمر .. بأن اسرائيل هي مفتاح لفهم كل ما يدور في الفلك العربي و ما يتاخم هذا الفلك من فضاء سواءً علي مستوي الارتباط الجغرافي او الاقتصادي او السياسي ومنطلقي الذي اشير فيه هنا ببساطة سيكون عبر النظر  لما لدي هذا الكيان  من مصالح استراتيجية مضي  في تحقيقها بنجاح كبير حتي الآن و هو النجاح الذي أجلي الخارطة الاقليمية للمنطقة العربية علي ما هي عليه الآن .. ماذا حققت اسرائيل فقط خلال العقدين الماضيين ..؟؟!! .. اليكم ما حققته : انتهت من الجيش العراقي الذي كان يهددها بأكبر قائد عربي داعم للقضية الفلسطينية .. ادخلت الجيش السوري ( بإعتباره جيش المجابهة الثاني أمامها بعد الجيش المصري )  في صراعات داخلية افقدته دوره واتزانه واقصته عن المسارات الحية   المناهضة لها .. انتهت من ليبيا القوة المالية و زعيمها الثوري المزعج و زجت أخيراً بالسعودية و ايران كأكبر البلدان الاسلامية في حرب مذهبية كرهت ان تتدخل الصين  الآن لاخمادها بنجاح حتي تبادل السفراء والأسري .. !! .. من بقي لها اذاً لتدمره ليكتب لها البقاء بسلام من غير جيوش عربية تهددها .. ؟؟!! .. بقيت فقط  مصر و جيشها الذي يصنف كأكبر واقوي جيوش المنطقة لاستفادته من مساعدات كامب ديفيد التي لازالت مستمرة رغم انف ترمب وبايدن ( والا فروسيا موجودة .. روسيا التي تبني الآن لمصر مفاعلها النووي في الضبعة .. عندما طلب ترمب الملف المصري وقرأه قذف به الي الأرض وقال لمساعديه : لماذا ندفع لهم و لماذا نساعدهم ..؟؟ .. اوقفوا هذه المساعدات لمصر ..  ( هذا الجاهل يقصد مساعدات اتفاقية كامب ديفيد التي توقفت عبرها الحرب العربية المصرية و بمقتضاها اصبحت مصر رقيبة علي قطاع غزة الذي نما وازدهر نتيجة لهذه الرقابة مع تضافر المساعدات العربية التي اقامت له بنيته الاساسية في مقابل وقف الهجمات الثورية الفلسطينية التي ازعجتها بحيث يمضي أمر السلام بدخول الفلسطينيين انفسهم فيه و هو ما حدث بالفعل في اوسلو  )  افضل هذا التصرف من جانب ترمب  الرئيس  السيسي الذي سافر بعده وفي اقل من اسبوع لروسيا لتجن اسرائيل و لوبياتها الضاغطة علي الادارة الامريكية فكانت النتيجة ان ابتلع ترمب افكاره و نواياه تجاه مصر واعاد الامور اما كانت عليه الا ان ذلك اسفر عن اول شرخ في التحالف التاريخي العربي - الامريكي منذ انتهاء الحرب وهو ما شجع الملك سلمان لينتهج نفس منهج السيسي عندما واجهه الغبي بايدن بقضية خاشوقجي .. فعلها بايدن ببرود باعتبار الرجل الذي امامه مثله مثل ملوك الدولة العربية الاكثر غنيً بالبترول وهو في هذا يبر بوعده لمنتخبيه الامريكان عندما وعدهم بسياسة جديدة تجاه السعودية لا تتجاهل فيها قضايا العدالة التي جسموها في قضية خاشوقجي .. ولكن الامير الشاب غضب من الاستفزاز المهين وما ان وصل ترمب لمكتبه في البيت الابيض حتي وضع امامه تقرير عاجل عن اتفاق دول الاوبك بلس بقيادة السعودية علي تخفيض الانتاج ورفض المجموعة الانصياع للرغبة الامريكية خاصة .. هنا تضحك روسيا عبر لافروف من الكابوي الامريكي وهو يفقد أكبر دولة حليفة له في المنطقة بل و تهديها الدب الروسي والتنين الصيني بكل اريحية وكرم  .. من هنا بدأت مسيرة التحالفات العربية الجديدة فمضي بن سلمان و عزز موقفه ذاك خوفه من تكرار حادثة الملك فيصل فيتم القضاء عليه لان الخيار الآخر للامريكان الغاضبين عليه كان احداث بلبلة داخل الاسرة المالكة تطيح به او الخيار الثالث وهو احداث ثورة شعبية وبالطبع فهذا الخيار الأخير ليس له حظ كما ان سيطرة بن سلمان وحسمه للوضع في الاسرة منذ وقت مبكر  جعل الخيار الاوسط هو الآخر غير موضوعي علي الاطلاق .. اذاً فهو الخيار الأول المخيف والذي بمقتضاه تبدل  مزاج الملك وبالتالي المناخ الملكي بمن فيه حول البيت المالك و تبدلت شركات الحماية لتظهر القامات القصيرة بوجوهها الصفراء و القامات الطويلة بأجسامها الممتلئة ووجوهها البيضاء كما وحليب ارض تهامة .. الآن اصبح الوجود الروسي - الصيني واقعاً في أرض العرب  .. ) .. علي ظلال هذه التحولات التحالفية الضخمة و المثيرة في المنطقة تستبق اسرائيل ما يحدث لتنفذ هدفها الأخير و الأهم وهو اضعاف مصر من حدودها الجنوبية عبر دولة فاشلة تجرها لصراعات تنهكها وتنهك جيشها القوي حتي يضعف رويداً رويداً فتنقض عليه سواءً بيدها أو عبر الآخرين الذين تبني معهم الآن التحالفات في المنطقة و تعزز خصوماتهم مع مصر ايضاً رويداً رويداً .. ومع مصر وضعفها تختنق المملكة السعودية عبر سيطرة  اسرائيلية علي البحر الاحمر الذي يعتبر للسعودية ومصر ممر امني من الدرجة الاولي وهو سعي بدأ بالفعل عبر  عملاءها حتي من العرب الذي يلبسون العقالات وان كانت بلون آخر غير الاسود علي الملفحة البيضاء  .. ولكن الزمن يمضي خانقاً هذا الكيان العنيد  ولابد من تسريع الخطوات  .. و من أين يتم اضعاف مصر .. ؟؟ .. لا سبيل لذلك سوي عبر السودان  بإحالته لدولة فاشلة ينتهي بها المطاف لاضعاف جارتها الشمالية عبر توريطها في حروب ميليشيات طاحنة و ليبيا حاضرة في الذهن المصري وهي تجربة كادت ان تحقق لاسرائيل هدفها لولا التعامل المصري الحاسم و القوي .. الآن اثيوبيا علي الخط و سد النهضة سيظل هو مشروع الصراع الحتمي في المنطقة ولابد من دولة قوية في الجنوب لتمثل العمق اللوجستي المثالي لمصر  .. السودان الآن لمصر أهم لقادتها من اي وقت قدروا فيه هذا .. ومثل هذا الشعور لم ينموء قط الي هذا المستوي حتي خلال مشاريع الوحدة الاولي حين كان  البلدان لا زالا يتنسمان عبير الاستقلال و لا حتي خلال سنوات التكامل القوي بين الصديقين النميري و السادات .. الآن السودان ليس حلم للمخيلة المصرية .. بل واقع حي امامها تتعامل معه بالسنتيميتر و القطرة التي تنزل من أمبولة السائل   الحيوي .. انها قضية وجودية من الدرجة الأولي .. هذه هي الحقيقة التي تجاهلتها مكرهة اسرائيل و هي تسابق الزمن قبل ان تنجلي صورة العالم الجديد وتتغير خارطة التحالفات الدولية   بتقاطعاتها مع تحالفات المنطقة الاقليمية العربية عطفاً علي تحالفات العالم الجديد الذي تمثله الصين وروسيا والهند والبرازيل و عدد من الاقطاب الواعدة بإمكانياتها وأدوارها  ومنها دول عربية كبيرة وافريقية ناهضة بوعي جديد  هؤلاء  تدرك اسرائيل انهم ما ضون معاً في رحلة تدمير الامبراطورية الامريكية الدولارية في تحالف قوي مع كبار هذا المحور الذين لم يبقي لهم شئ سوي تحديد ساعة الانقضاض خاصة مع ضعف حليف  فريستهم الاوروبي التائه الآن من غير ارادة ولا رؤية تحافظ علي وحدته مع ضعفه المريع  في بنيته الاقتصادية وتصدعها المتوالي الآن .. واسرائيل مستيقظة لهذا بل و متحسبة له تماماً وهي تفكر الآن بتسارع و تسائل نفسها :

أين  سيكون موقعها بين المتوارين من دسك الكبار و القادمون الي صالون  العالم الجديد الذين سيدخلون بحلفائهم العرب المناهضين لمشروعها الاستراتيجي .. هذه هي المحنة الاسرائيلية التي تفسر اهتزاز صورة الدولة العبرية خلال الفترة الاخيرة التي شهدها العالم لأول مرة للدرجة التي ازعجت الامريكان الحلفاء فتدخلوا لانقاذها ..


.. اذاً نحن أيها السادة لسنا في هامش المخيلة الاسرائلية بل في لبها و عقر وعيها .. و من هنا نفهم الدور الاسرائيلي في السودان و نقرأه بموضوعية و ذهن منفتح وليس متمترس حول الكفر المباح بنظرية المؤامرة علي الوجود الاسلامي - العربي مقابل التمكين للوجود الصهيوني الطامح بقوة لا تلين وارادة  لا تفتر ..

الجمعة، 14 أبريل 2023

محمد حاتم سليمان .. هل هذه هي العدالة ..؟؟!!

 د. خالد حسن لقمان 

يكتب :

محمد حاتم سليمان .. هل هذه هي العدالة  .. ؟؟!!

——————————————

.. هل نحن في هذا البلد نحتاج لإعادة تعريف مصطلحات القانون و العدالة و الإنسانية و الأخلاق ..؟؟!! .. إذاً كيف يمكن أن تقولوا في شخص يحبس لأكثر من أربعة أعوام كاملة و تزيد و يعرض علي قاعة المحاكمة لما يناهز الخمسين جلسة دون أن يصدر قراراً  نهائياً بشأنه ويظل محبوساً في السجن طيلة تلك الفترة في انتهاك صريح لحقوقه الدستورية والإنسانية ..  ؟

  

     .. هل تصدقون ان السجين محمد حاتم سليمان المدير السابق للهيئة السودانية للاذاعة و التلفزيون يقبع الآن في السجن لأربعة سنوات و يزيد و قد منع خلال هذه الفترة من متابعة كل شئون حياته الطبيعية حتي حضور دفن شقيقه الأكبر الذي تولي رعايته حتي عبر المراحل الدراسية والجامعية و كان بمثابة والده الذي رعاه ووضعه علي مسار الحياة  وهذا الشقيق ليس بالرجل النكرة وإنما هو سفير لجمهورية السودان بل و من أكثرهم ذكاءً و ثقافة و تأثيراً في فضائه الدبلوماسي الذي عرف به و فيه .. السفير إدريس سليمان الذي توفي خلال الأسبوع المنصرم و جيئ بجثمانه من دولة مصر الشقيقة و نعته الدولة السودانية علي كل مستوياتها بدءاً من مجلس السيادة و وزارة الخارجية و البعثات الدبلوماسية بالخرطوم والمنظمات الدولية والاقليمية كافة اضافة لمكونات المجتمع السوداني السياسية و الاجتماعية و القطاعات الاستثمارية و الاقتصادية و رجالات المجتمع السوداني .. كل هؤلاء عرفوا قدر  فقيد البلاد السفير ادريس سليمان وجميعهم مثلوا جهاتهم الاعتبارية و الاجتماعية و استقبلوا الجثمان ثم واروه الثري في وفاء وطني ليس بغريب علي السودان و أهله .. ولكن الغريب هو أن يمنع أقرب الناس الي هذا الفقيد من أن يكون بين كل هؤلاء .. حتي محطة التلفزيون القومي الذي كان مديراً له نعت شقيقه الفقيد مع كافة الفضائيات والإذاعات   !!!! .. ما الذي كان سيحدث اذا ما راعينا الحقوق الدستورية والانسانية بل و راعينا أخلاقنا و مثلنا الوطنية مع هذه الحالة ..؟؟ .. لماذا كل هذا الإيذاء المعنوي ..  ؟؟!! .. فقط ساعة من الزمن يقبر فيها الرجل شقيقه الأكبر و يعود لمحبسه الذي فيه .. ذلك المحبس الذي حبس فيه أربعة سنوات كاملة دون صدور إدانة حتي الآن متعرضاً لأعلي معدل جلسات عرفناها لقضية علي ساحات القضاء السوداني .. خمسون جلسة ..؟؟؟!! .. هل هذه هي العدالة ..؟؟!! .. محمد حاتم سليمان كان فقط مديراً للتلفزيون القومي وقد شهد عهده أكبر القفزات في الإمكانيات الفنية و البرامجية  للتلفزيون القومي .. بمعني أنه شخصية قدمتها البلاد لتمثل   كبريات مؤسساتنا الوطنية ذات الإرتباط الوجداني بالشعب السوداني وقد رأيناه بالأمس  في قفص داخل ( عربة نقل صغيرة ) بعد ان سمح له وبعد جدال طويل بالحضور لمنزل شقيقه ليلتقي العزاء بعد أيام من دفنه ومن قبل كان منعه من حضور زواج ابنته الكبري و منعه أيضاً من زيارة زوجته التي لا زالت تعالج من داء عضال في إحدي المستشفيات ..!! ..  لأ أحد كبير علي العدالة مطلقاً  بل علي العكس يجب ان يوضع في هذا القفص كل من يتعدي علي حقوق هذا الشعب و ماله و حرياته .. ولكن هل فعل محمد حاتم سليمان شئ من هذا ؟ .. إذاً حاسبوه و أصدروا قراركم القضائي العادل ضده وفق البينات اللازمة و نحن علي ثقة تامة بقضاء بلادنا الذي نحترمه و نوقره .. إذا فعلتم ذلك وأعلنتم الرجل مداناً فلن يدافع عنه حينها أحد .. ولكن ان يحبس شخص كالأستاذ محمد حاتم سليمان وبمثل ما عرف عنه من أخلاق وعفة و استقامة هكذا ولأكثر من أربعة سنوات دون صدور قرار ضده فإن هذا هو ما يدعوا للسؤال ألف مرة ومرة .. هل هذه هي العدالة ..؟؟!! .. الغريب ان التهم الموجهة لهذا الرجل تهم جنائية عادية تتلخص في تصرفات ادارية خارج اطار اللوائح و القوانين .. !!!! ... نعم هذه هي التهم .. بمعني ان هذا السجين ليس بقاتل و لا ارهابي و لا قاطع طرق .. فقط كان مديراً لتلفزيون البلاد القومي .. هل هذه هي العدالة .. ؟؟!! .. 


    .. اللهم انا نسألك في هذه الأيام المباركات أن لا تورثنا في بلادنا  ظلماً يحل به علينا غضبك .. إنك لطيف بعبادك ..

السبت، 25 مارس 2023

الجمعة، 17 مارس 2023

تحالفات العالم الجديد .. أمريكا توشك علي الإنهيار ..!!

 دكتور خالد حسن لقمان

——————————- 

يكتب :

————


تحالفات  العالم الجديد .. أمريكا توشك علي الانهيار !! 

———————————

.. روسيا و الصين وإيران واالمملكة السعودية والخليج  وإفريقيا الجديدة و اللاتينية القافزة بتوالي هندسي ملفت ..  عالم جديد يتشكل الآن  بل  يكاد يصبح واقعاً معاشاً من خلال المعطيات الراهنة التي تشهد انقلاباً في التحالفات و ميزان القوي الاقتصادية والعسكرية العالمية .. روسيا القوة العائدة بقوة وبنصر مرتقب بات وشيكاً علي تحالف الغرب والامريكان ..   و الصين الناهضة بإقتصادها الضخم الذي اصبح مسيطراً و متخطياً كافة اقتصاديات العالم الأول و ايران بثورتها الصامدة و نزعاتها الاستقلالية القوية و السعودية المملكة  الاسلامية العربية بثقلها الاقليمي و تاريخها العقدي و الحضاري ومن ورائها الخليج النفطي الغني  ومصر القوة الاقليمية الضاربة بموقعها و قوتها العسكرية والبشرية و قدراتها اللوجستية و الامنية والاستخباراتية و التقنية والعلمية تؤسس لعلاقات جديدة مع موسكو و الشرق البعيد في كافة المجالات الاقتصادية والعسكرية و السياسية و الدبلوماسية كما تعيد أول أمس فقط علاقاتها الدافئة مع تركيا وافريقيا المستعبدة المظلومة المقهورة  تعيد الآن زمان تحررها علي وجه جديد ووعي جديد وتطرد ماكرون وجنوده وشركاته الناهبة للثروات  .. مشهد مدهش يصرخ الآن بأسئلة ملحة عاجلة لا تنتظر الكثير للاجابة عليها .. كيف سيتشكل العالم الجديد و اين سنكون فيه نحن الافارقة و المسلمين و العرب و دول عالم الجنوب المنكوب و المظلوم و المتآمر عليه ودول اللاتينية الطموحة الولادة الولود  .. من سيكون في المقدمة ومن سيجلس علي كابينة قيادة العالم الجديد ..؟ .. وابن سينتهي المشهد بالقوي القديمة المتهالكة .. كيف ستنزوي امريكا العظيمة و كيف ستتواري اوروبا التي الهبت بسياطها ظهر  العالم الفقير المعدم و وسيطرت عليه في افريقيا وآسيا بتآمرها و طرق استعمارها الجديد من نهب للثروات تحت سقف و دخان  حروبات  تخطط لها بل وتشعلها وتديرها  لتواصل فعلها القبيح الظالم هذا سنوات و عقود طويلة ناطحت  القرن من الزمان .. و الآن  

 و لمفارقة زمانها المنسحب بظلمه وتجبره وواقعها البائس  اللئيم تمضي الآن هذه الاوروبا لقدرها مسلوبة الارادة وراء أمريكا و بايدن العجوز التائه.. الآن فقط يمكن رسم جدارية الانهيار الكبير لهذه الكتلة البيضاء الظالمة المجرمة .. 

 .. حتماً سيحدث هذا لانها سنة الخالق في ارضه حيث تنهار امبراطوريات الظلم و التجبر وان تطاولت و تطاول وجودها و تعاظم قدرها و تمدد زمنها وزمانها .. سبحان الله انها سنة الحياة التي يغفل عنها الجبارون الظالمون وكأنهم عمي صم لا يفقهون .. !! ..

.. سيحدث هذا حتماً قريباً جداً لتبقي الأسئلة الأكثر وعياً و عقلانية وأاهمية لنا جميعاً كجنس بشري كتب له ان يحيا في هذه الكوكب البائس .. 

.. بماذا سينعكس ذلك علي الجنس البشري في عقله ووعيه و ادراك واقعه في ارضه التي خلق منها ويموت عليها ويخرج منها  .. اية عقلية بشرية جديدة  ستصيغها هذه التحولات المفصلية .. ؟؟ .. هل سيتجاوز الانسان اصطراعه الذاتي مع ذاته في تاريخه و حضارته ولونه ولغته و اطماعه و طموحاته ليوحد خطواته علي نمط جمعي يعي المصير الواحد و الجغرافيا الواحدة والديموغرافيا المقدرة بقدرية الخالق و ارادته و حكمه .. 

هل من  يجيب ايها السادة .. ؟؟!!

الاثنين، 6 مارس 2023

الترابي .. وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر ..!! .. !!

 د. خالد حسن لقمان

يكتب ؛

الترابي .. وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر ..!!

———————————


.. قد يختلف الآن الكثيرون – وشخصي الضعيف منهم – حول الراحل الدكتور الشيخ “حسن الترابي” فيما فعله في الثلاثين من يونيو من العام 1989م حين قال للرئيس السابق “عمر البشير” اذهب الآن للقصر رئيساً وسأذهب أنا إلى السجن حبيساً فكانت الإنقاذ عاماً تلو آخر حتى بلغت الثلاثين من عمرها تخللها ما تخللها من أخطاء عديدة تراكمت حتي أصبحت جبالاً انهارت علي رؤوس وهامات أهلها قبل أن تتساقط على رؤوس الآخرين، ولعل من أخذ على هذا الرجل هذا المأخذ (الذي يمثل خطأ عمره التاريخي بالرغم مما أحاط بتلك الفترة من أحداث تراصت معها موضوعيات دفع بها “الترابي” واتباعه آنذاك كدفوعات لما قاموا به حيث تآمر عليهم حلفاؤهم في حكومة الوفاق الوطني وأرادوا إخراجهم ومن ثم إلغاء القوانين الإسلامية ..) رغم هذا فإن منطق هؤلاء المنتقدين لفعل “الترابي” الانقلابي هذا أيده “الترابي” بنفسه حين اعترف به كخطأ بشجاعة نادرة وأمام العالم كله، بل ووصفه بخطئه الشخصي التاريخي وهو الخطأ الذي لم يقف فقط في دائرة قضية اغتصاب السلطة الديمقراطية بانقلاب عسكري، بل أن هنالك آخرين من داخل صفوف حركة الرجل نفسه أشاروا ومنذ الوهلة الأولى إلى خسران الحركة الإسلامية بانقلاب الإنقاذ وهي الحركة التي جعلت لخطي الفعل السياسي الوطني ضلعاً ثالثاً بعد أن كان يسير على خطين متوازيين مثلهما حزبا البيتين الكبيرين بقيادة آل “الميرغني” وآل “المهدي” إلا أن القفزات المتسارعة لحركة الترابي بتيارها الإسلامي السياسي الحديث والمستوعب للشباب والمثقفين قد جعلها تحوز وبجدارة على ضلع المثلث الثالث في القوى السياسية السودانية، بل ووضعها ذلك كحصان أسود توقع له الجميع أن يكون في المقدمة إذا ما اكتملت دورة الانتخابات التي كسرها الترابي بنفسه وكأنه حينذاك قد فقع عينيه بأصبعيه .. نعم اختلف الكثيرون حول “الترابي” تحديداً في هذا الجانب وهذا الفعل الذي قام به ولم يختلفوا مطلقاً عليه كسياسي فذ ومفكر ضخم وفقيه مجتهد وقانوني دستوري لم تعرف المنطقة من يبزّه خلال سنوات طويلة وعقود متتالية شكلت مجتمعات المنطقة بحداثتها وتطورها.. والآن عندما ننظر لحالنا والأزمة التي تواجهها بلادنا حتماً يطل وجه “الترابي” ليقول شيئاً كان يمكن أن يكون فعلاً كبيراً يخرجنا من ما نحن فيه وكم من مأزق سياسي كان للرجل ريادة الفعل في تجاوزه وكم من موقف معقّد ساهم الرجل في حلّه والعبور بالناس منه .. وما حدث عقب وفاته و ( حتي قبل وفاته بسنوات عبر اقصائه و ابعاده بمؤامرة دنيئة ماكرة من خونة كتب الله لهم بقدره وارادته  ان ينجحوا فيما فعلوا  لحكمة الهية أبانت كيف تكون خيانة أمانة التكليف حتي من أقرب الأقربين )  إنما يشير لدور الرجل وخطورته علي أعداء هذا البلد وكيف لا و الترابي هو من خدع الأمريكان وأخرج شيفرون  ( تلك الشركة التي لعبت علي مايو ورجلها الشجاع الراحل جعفر نميري )   من السودان و أقتلع منها  حقوقها الاستكشافية التي جمدتها عن قصد و تآمر علي بلادنا فأقعدتها سنوات وعقود طويلة  كان يمكن ان ننهض فيها ونصبح أكبر اقتصاد ليس علي مستوي الاقليمين العربي والافريقي ولكن علي مستوي العالم كله فما الذي كان ينقصنا سوي الطاقة المحركة لنزرع ارضنا من نمولي الي حلفا و لنخرج ثرواتنا المعدنية كلها في الوسط و الشرق والشمال والغرب والجنوب الذي فصلوه غصباً و غدراً ..  الترابي هو السياسي الوحيد الذي نجح في استخراج بترول السودان و قد ضحك عليه من ضحك عندنا انتوي ذلك فتندروا همساً انه لن يستطيع ان يفعل ذلك وكيف يفعل والامريكان علي رأس كل العالم يرصدون الخطوات و يحبسون  الانفاس ويوءدون  الافعال النازعة للاستقلالية في مهدها في دول العالم الثالث الذي ارادوه مخزناً لطاقتهم وثرواتهم حتي اذا احتاجوها اخرجوها عن طريق خونتهم و عملائهم .. ولكن الترابي فعل و انجز و جعل علي رؤوس الجميع الطير فجاء بالصينيين الذين قال البعض انهم لن يجرأوا  علي مساعدة الترابي ودولته و استهان الآخرين بقدراتهم الفنية ولكن هؤلاء الصفر المدهشين ابروا للرجل قسمه فخرج البترول وجاء الترابي بالنميري معترفاً بفضله وسوار الذهب محترماً لقدره وأداروا معه المقبض الذي تفجر منه السائل الاسود الذي كاد ان يحقق معجزة السودان في اقتصاد الذي لا يقهر .. نعم فعلها الترابي وترك الجميع حياري  خائبين الرجاء و مخطئين التوقع .. وهذا هو سبب استدعاء المستعمرون الجدد للخونة فجاؤوا بعددهم و عتادهم و مؤمراتهم النتنة فأقصوا الرجل و ابعدوه فرجل بهذه الارادة السياسية الصلبة الامينة علي وطنها وشعبها و امتها  وهذه العقلية الذكية المدهشة لا يجب ان تستمر بتأثيرها علي دولة كالسودان يجب ان يذهب الترابي .. هذا هو القرار الاممي الصامت الذي صدر حينها .. وكيف لا يذهب الترابي وهو السياسي الوحيد الذي سجله تاريخنا السياسي الحديث  الذي استطاع ان يحقق اكتفاءً ذاتياً لبلاده من القمح وهو ما حدث بالفعل بين موسمي 1990- 1991م عندما حول الامريكان آخر باخرة امريكية محملة بالقمح الي جيبوتي و حاصروا السودان فأستدعي الترابي احد اكفأ الزراعيين السودانيين فأستطاع الذي الرجل الخبير  المهني - الاكاديمي الفذ وفي موسم واحدٍ ان يفي بحاجة البلاد من القمح بل و يفيض عن حاجتها بآلاف الاطنان التي لا مخازن ولا مستودعات لتخزينها .. !! .. رجل كهذا يجب ان يذهب .. هكذا قرر أعداء السودان الذين هم أعداء كل دول الجنوب الفقيرة المعدمة .. يريدونها معدمة فقيرة تعاني من النزاعات و الحروب التي يشعلونها بأنفسهم و بسلاحهم و تحت رصاصها و دوي راجماتها و قاذفات قنابلها و طائراتها يسرقون ذهبها وفضتها وكل ثرواتها ( وحياكم الله اهل مالي و بوركينا فاسوا الذين استيقظوا الآن وعرفوا من هو عدوهم فطردوه وبهم وبريادتهم هذه  بحول الله تحرر افريقيا وتنعتق من جلادها الذي لا زال يلعب ظهرها بأسوأ ما كان يفعل في براري أمريكا و اودية المانيا و ساحات فرنسا   ) .. الترابي بهذا المقياس  شخصية خطيرة يجب ان تقصي وتحبس وتسجن و ياله من رجل عندما رفض الفتنة فأبي مواجهة ابنائه الذي خانوه وترك الأمر لله وحده يجريه كما يشاء و يرسم فيه بأقداره جدارية ( الارادة و الخيانة ) لتظل معادلة هذا البلد الي ان تأتي حواء السودانية برجال  يعبرون كل هذا الألم الي زمان العزة والكرامة الحقيقية بعيداً  عن فعل خونة البلاد و عملاء أعدائها و هو زمان يوشك ان يطل وفجر يكاد ان يشرق  ..    

والآن  تمر بالبلاد ذكري رحيل هذا الرجل المحوري الفعل و التأثير    فإن لا أحد  يستطيع أياً كانت درجة خصومته أو عدم اتفاقه مع الشيخ الراحل الدكتور “حسن الترابي” الذي صادف يوم أمس   الخامس من مارس   ذكرى رحيله.. أن ينفي بأن الرجل قد مثل حجر الزاوية وقطب الرحى في الساحة السودانية علي وجهها السياسي والاجتماعي وبالتالي الفكري والثقافي خلال نصف قرن كامل من الزمان عبر تأثيره البالغ على وجهه بل و(متن) الحياة السودانية والإقليمية وربما العالمية من حولها.. فهكذا يقدر الله للأمم والأوطان أن يندفع وميض من بين ركامها المعتم ليحدث بحركته وفكره هالة عظيمة من الضوء والتوهج فتنجذب إليه القلوب وتنتبه إليه العقول، والراحل “الترابي” كان بجهده الذي آمن به وسعى إليه وعاش من أجله بإيمان كامل ويقين راسخ متحملاً كل تبعات ما يفعل تضييقاً وتنكيلاً وحبساً وسجناً طوال مراحل حياته شاباً ورجلاً وكهلاً وشيخاً طاعناً هو هذا الوميض المتوهّج الذي أنار للشباب طريقهم وللنساء دربهن، فأخرج من هؤلاء العابدات الطاهرات والعاملات في كل ضروب الحياة بمثل ما أخرج من أولئك رجالاً شهباً مضى أزكاهم وأطهرهم في سبيل دعوة الحق التي لا تفني وان ضعفت ووهنت  ولا تموت وان اعتلت و مرضت ..!!

 .. حياك رب الحق وأنت في ملكوته الأبدي يا شيخ “حسن” وأجزل لك العطاء بمثل ما أعطيت واجتهدت ورحمك الله إمام “علي” الشيخ حين شدوت:

فتى أخلاقه مُثل

وملء ثيابه رجل

يعج الحق في دمه

ويزحم صدره الأمل

تراه الصبح مبتسماً كأن حياته جدل..

ينم سلوكه عنه ويتبع قوله العمل.. وإن دارت معاركها فلن يتزحزح الجبل ..

———————————

.. نعم ودونما تعصّب فكري أو حزبي يجب أن نعترف بأن الساحة في زمان أزمتنا الحالية قد افتقدت رجلاً اسمه “الترابي” ..