.. ما الذى يدعو روسيا والصين لكل هذا التعنت تجاه الوضع فى سوريا للحد الذى تأمر كلاً منهما مبعوثها الدائم فى مجلس الأمن لرفع يده يوم الجمعة الماضى اعلاناً لاستخدام دولته لحق النقض – الفيتو – لاسقاط المشروع العربى الذى تقدمت به المجموعة العربية لدعمها فى معالجة الوضع المتردى والخطير بسوريا .. ؟؟ !! .. ألم يصل الحال بعد والى الآن للحد الذى تدرك فيه كلاً من بكين وموسكو بأن الأمر فى سوريا قد وصل لنهاياته الحتمية والتى بدأ فيها النظام وبالفعل يترنح للدرجة الذى تدور معها الآن اشتباكات مستمرة ومتتالية داخل ضواحى العاصمة دمشق أفضى بعضها الأسبوع الماضى الى سيطرة الجيش السورى الحر على بعض تلك الضواحى ولم تفلح كتائب الجيش السورى الموالية لبشار بمثل ما لم تفلح الفصائل الأمنية والقوات الخاصة السورية التى يقودها ( الأسد أخوان ) فى اعادة السيطرة عايها الا بعد ثلاثة أيام كاملة شهدت معارك طاحنة وقوية أظهرت فيها القوات الثورية للجبش الحر قدرات عالية فى القتال ..
.. ردة الفعل الدولية كانت متباينة فى حدتها الا أن الموقف البريطانى كان أكثر غضباً عندما أعربت لندن رسمياً عبر وزير خارجيتها وليم هيج عن استيلئها لاستخدام روسيا والصين للفيتو متهمة كلا البلدين بالتخلى عن الشعب السورى كما جاء الرد الفرنسى بذات القوة حيث أعلن الرئيس الفرنسى نيوكولاى ساركوزى عن استغرابه للخطوة الصينية الروسية معلناً نية باريس انشاء مجموعة اتصال دولية أوروبية – عربية – أمريكية لمتابعة الشأن السورى فيما وصف وزير الخارجية آلان جوبيه نتائج الفيتو الصينى – الروسى بأنه أصاب المجتمع الدولى بالشلل كما وعبرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلنتون عن امتعاضها قائلة بأن الوضع الآن فى سوريا وفى أعقاب الفيتو المزدوج الروسى – الصينى سيزداد سوءاً وخطورة .. بان كى مون الأمين العام للأمم المتحدة ناشد كعادته المجتمع الدولى بسرعة اتخاذ خطوة ايجلبية للحاق بالوضع السورى المتأخر يوماً بعد يوم .. أم التعليق الروسى على الموقف الرسمى لموسكو فقد جاء على لسان المندوب الروسى الذى ذكر بأن المشروع الذى رفضته بلاده كان كما وصفه ببرود مدهش ( غير متوازن بارساله لرسالة غير متوازنة ) .. كما واتهم الدول الغربية بالتقصير فى معالجة الحالة السورية عبر حل سياسى يرضى جميع أطراف الأزمة .. !! .. وبذات حالة البرود واللامبالاة وصف المندوب الصينى موقف بكين المستخدم لحق النقض بأنه قد سعى ( لاتاحة الفرصة للحل السياسى .. !!!! ) .. هكذا قال المندوب الصينى الذى تحاشى فور انتهاء الجلسة التطلع للوجوه العرببية من على مقاعدها كما اقتصر تعليقه على كلمات قصيرة مقتضبة عبرت عن ما أراده فيما نالته المقل العربية بنظرات نارية قاسية وكأنها تتهمه بخداعها وكذبه عليها ..
ردة الفعل العربية الرسمية الأولى جاءت من المندوب المغربى الذى قدم عن طريقه المشروع حيث أعلن عن خيبة أمله من الموقفين الصينى والروسى كما قال أنه لابديل لحل المشكل السورى الا عبر المبادرة العربية فيما مثل الموقف التونسى والى الآن أقوى المواقف العربية حيث أدانت تونس القرار ومضت أكثر لتسحب اعترافها بالسفير السورى الحالى لديها كما دعا الرئيس التونسى الرئيس السورى بشار الأسد للتنحى هذا بينما صمت عدد كبير من العواصم العربية فيما كانت ردة الفعل محزنة للغاية على وجوه الحاضرين العرب للحد الذى جعل بعضهم يمسك رأسه بكلتا يديه مطأطئاً على المنضدة أمامه فى تعبير عن الحسرة والوجوم معاً وقد جاء هذا الاحباط العربى مبرراً رغم الموقفين الروسى والصينى المعلنين سلفاً الا أن ما بذلته الكتلة العربية خلال الثلاث أيام الأخيرة من جهد كان خرافياً لتعديل موقفى الدولتين وعلى الأقل عبر تعديل لمسودة المشروع يرضى موسكو وبكين وبالفعل خرجت بارقة أمل رفعت من تطلعات المندوبين والمراقيبن العرب المتابعين للملف حيث أمن الجانب الصينى أو أو أنه أوهم بخبث الطرف العربى بامكانية تغيير موقفه وبالتالى الموقف الروسى وحتى اللحظات الأخيرة من طرح المشروع العربى للتصويت كان الترقب ايجابياً لحد كبير الا أن اليد الروسية بأصابعها المتجمدة والصينية بلونها الأصفر وأناملها القصيرة أبت الا وأن تنزل فاجعة الفيتو لأ على الوفد العربى المتابع من قاعة ودهاليز مجلس الأمن ولكن على كل حارة سورية تقف على صدر بابها أم سورية مكلومة على طفلها الجريح أو ابنها الشهيد أو زوجها المفقود وكذا على كل شرفة عربية تطل منها امرأة مصرية أو تونسية أويمنية تعيش مع أهلها وبنيها الآن مخاض التغيير بآلامه وخوفه وهلعه الكبير من أجل وضع الطبقات الراسخة لتعبيد طريق الربيع العربى الزاهر بمعانى الحرية والكرامة والعدل .. اذاً كيف يفهم هذا الموقف الروسى – الصينى .. ؟؟ .. هل يمكن أن تكون هنالك مصالح صينية – روسية ما أكبر من مصالحهما المباشرة مع الدول العربية خاصة دول السائل الحيوى – البترول - .. ؟؟ .. من المعلوم بأن بترول الدول العربية الكبرى يذهب جزءاً كبيراً وأساسياً منه الى الصين وقد كشفت دراسات اقتصادية علمية حديثة تم الكشف عنها مؤخراً أن حجم النفط الذى ستستورده الصين من منطقة الخليج فى عام 2025م سيبلغ ثلاثة أضعاف ماتستورده الولايات المتحدة من الدول الخليجية الآن .. كما وأن حجم التبادل التجارى بين الصين والدول العربية بلغ بنهاية العام 2010م ما وصل الى 145 مليار دولار أمريكى بنسبة زيادة مضطردة بلغت حوالى 34 % فبينما كان حجم التبادل العربى – الصينى فى العام 2004م 36 مليار دولار ارتفع فى العام 2009م الى 115 مليار دولار ثم أخيراً فى 2010م وصل الى حوالى 145 مليار دولار وهذه النسبة من الزيادة تعتبر نسبة كبيرة وقياسية .. كما وسجل النشاط الاستثمارى الصينى فى الدول العربية ما وصل الآن الى 4 مليار دولار وفى المقابل بلغت الاستثمارات العربية فى الصين ما وصل الى 3 مليار دولار وبالتالى فان العرب الآن يحتلون المركز الثامن ضمن شركاء الصين الاقتصاديين فيما تحتل المملكة العربية السعودية المركز الأول ضمن هذه الدول العربية كشريك اقتصادى قوى للصين بحجم تبادل وصل الى 43 مليار دولار ثم تأتى بعدها دولة الامارات العربية المتحدة ب 35 مليار ثم سلطنة عمان ب 10 مليار فالعراق ب 9 مليار والسودان ب 8 مليار دولار وهذه الوضعية تشير وبوضوح الى النموء المتسارع للتكامل الاقتصادى الصينى – العربى الشىء الذى يدفع بالسؤال حول حقيقة الموقف الصينى من الفيتو الذى تشارك فيه بكين موسكو فى اتخاذه وللمرة الثانية خلال أربعة شهور فقط بهدف الوقوف ضد أى قرار موجه ضد النظام السورى .. لماذا تفعل بكين ذلك .. ؟؟ .. الجواب يقول بأن الصين قد وصلت الى مرحلة نفوذ اقتصادى كبير يصيبها الآن بحالة من التطلع للعب الدور الأساسى بالمنطقة بنفوذ وحيوية أكبر وهى كأنها تقول من خلال موقفها الأخير هذا بأنها الآن أصبحت الشريك الأكبر للمنطقة متجاوزة أوروبا والولايات المتحدة نفسها كما وتريد أن تبلغ الجميع بأن المعادلة السياسية بالمنطقة قد تغيرت تبعاً للمنعرج الاقتصادى الذى دفع بها الى الصدارة حاضراً ومستقبلاً .. !! .. هذا هو سر الموقف الصينى الذى أصبح الآن غير مبال وكما يبدو لردة الفعل من جانب للدول العربية التى غرقت حتى آذنيها فى البركان الصيني الحارق الأكبر للسائل الحيوى والمنتج الأكبر للسوق الشرق أوسطى بل والمسلح المستقبلى للمنطقة الأفريقية – العربية والسودان جزء من اللعبة لأ يمكن اغفاله هنا .. فأين سيذهب البترول العربى الذى لا زال الى الآن يمثل كمادة خام عماد الاقتصاديات العربية .. ؟؟ .. والى أين ستتجه الأسواق العربية التى باتت تتحدث الصينية بمثل ما تنطق العربية بلهجاتها فى رقاعها الجغرافية المختلفة .. ؟؟ .. لأ بديل ولا مفر .. اذاً كيف لا يعترف العرب بذلك وقد لازالوا يحتمون بالموقف الأمريكى – الأوروبى وحده .. ؟؟ .. نحن الآن على الخط .. هذا هو الموقف الصينى وهذه هى دوافعه .. أما الموقف الروسى فله جانبان .. الأول مباشر وهو التعاون مع ايران التى تمثل الحليف العربى الأول لدمشق والأسد وهو محور لم تفلح روسيا وحتى الآن فى التماس طريق آخر غيره لتحقق تقدماً ما على طول المنطقة العربية وعرضها ( .. بالطبع هذا اذا ما استثنينا ما حدث أخيراً وخلال الأسبوع الماضى بين روسيا والسودان حيث تم التوقيع على تعاون ضخم وكبير فى كافة المجالات بين الخرطوم وموسكو فى بادرة تدعو للتفكر هى الأخرى اعتباراً للتقارب الذى ظل بين الخرطوم ودمشق من جهة والخرطوم وطهران من الجهة الأخرى مع المحور الروسى من جهة ثالثة ) .. الآن روسيا تريد لها كلمة على شواطىء الأنهار العربية بمثل ما تريد لها شأن على سواحل بحارها ولكن هنا لأبد من الاعتبار للموقف السيلسى الروسى الداخالى الذى ربما ينال من هذا التقدير الأخير للموقف حيث يسعى فلادمير بوتن الآن العودة للحكم بقوة من خلال الفيتو الأخير كما أنه و من خلال الموقف المتصلب ضد الارادة الأمريكية الأوروبية يعلن لشعبه وبصراخ مدوى عن افاقة الدب الروسى من بياته الشتوى وعودته الى المياه الدافئة مزاحماً للولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين فى منطقة الشرق الأوسط الغنية ذلك بما يحرك لأشواق المنتخب الروسى بذكرياته أيام الحرب الباردة حين كان للروس ما قبل بروسترويكا غورباتشوف فى بداية العقد التسعينى من القرن الماضى أصواتاً مرتفعة و أوداجاً منتفخة .. اذاً بوتين يريد أن يعود للحكم على جثامين الشعب السورى .. يا له من بطل .. !!
.. ولكن و مع تطلعات الصين وأهل بكين ومع أشواق روسيا وأحلام موسكو ونرجسية بوتين وقصر قامته وفكره .. تولد المنطقة العربية من جديد .. والفيتو الصينى – الروسى لن تفهمه المنطقة العربية بشعوبها الجديدة المنتفضة سوى أنه عمل عدائى تاريخى فى حقها كشعوب تتورط فيه الآن بكين المتوارية خجلاً وراء الدب الروسى الذى يبدو أن عودته ستطول طويلاً طالما أراد العودة بعين واحدة وعقل عاجز و ضمير غائب ..
.. ولكم الله يا أحفاد خالد فهكذا كتبت لكم الأقدار أن تعودوا دوماً من المعركة وحدكم أبطالاً متوجين برايات النصر وعبق الشهادة ..
.. ردة الفعل الدولية كانت متباينة فى حدتها الا أن الموقف البريطانى كان أكثر غضباً عندما أعربت لندن رسمياً عبر وزير خارجيتها وليم هيج عن استيلئها لاستخدام روسيا والصين للفيتو متهمة كلا البلدين بالتخلى عن الشعب السورى كما جاء الرد الفرنسى بذات القوة حيث أعلن الرئيس الفرنسى نيوكولاى ساركوزى عن استغرابه للخطوة الصينية الروسية معلناً نية باريس انشاء مجموعة اتصال دولية أوروبية – عربية – أمريكية لمتابعة الشأن السورى فيما وصف وزير الخارجية آلان جوبيه نتائج الفيتو الصينى – الروسى بأنه أصاب المجتمع الدولى بالشلل كما وعبرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلنتون عن امتعاضها قائلة بأن الوضع الآن فى سوريا وفى أعقاب الفيتو المزدوج الروسى – الصينى سيزداد سوءاً وخطورة .. بان كى مون الأمين العام للأمم المتحدة ناشد كعادته المجتمع الدولى بسرعة اتخاذ خطوة ايجلبية للحاق بالوضع السورى المتأخر يوماً بعد يوم .. أم التعليق الروسى على الموقف الرسمى لموسكو فقد جاء على لسان المندوب الروسى الذى ذكر بأن المشروع الذى رفضته بلاده كان كما وصفه ببرود مدهش ( غير متوازن بارساله لرسالة غير متوازنة ) .. كما واتهم الدول الغربية بالتقصير فى معالجة الحالة السورية عبر حل سياسى يرضى جميع أطراف الأزمة .. !! .. وبذات حالة البرود واللامبالاة وصف المندوب الصينى موقف بكين المستخدم لحق النقض بأنه قد سعى ( لاتاحة الفرصة للحل السياسى .. !!!! ) .. هكذا قال المندوب الصينى الذى تحاشى فور انتهاء الجلسة التطلع للوجوه العرببية من على مقاعدها كما اقتصر تعليقه على كلمات قصيرة مقتضبة عبرت عن ما أراده فيما نالته المقل العربية بنظرات نارية قاسية وكأنها تتهمه بخداعها وكذبه عليها ..
ردة الفعل العربية الرسمية الأولى جاءت من المندوب المغربى الذى قدم عن طريقه المشروع حيث أعلن عن خيبة أمله من الموقفين الصينى والروسى كما قال أنه لابديل لحل المشكل السورى الا عبر المبادرة العربية فيما مثل الموقف التونسى والى الآن أقوى المواقف العربية حيث أدانت تونس القرار ومضت أكثر لتسحب اعترافها بالسفير السورى الحالى لديها كما دعا الرئيس التونسى الرئيس السورى بشار الأسد للتنحى هذا بينما صمت عدد كبير من العواصم العربية فيما كانت ردة الفعل محزنة للغاية على وجوه الحاضرين العرب للحد الذى جعل بعضهم يمسك رأسه بكلتا يديه مطأطئاً على المنضدة أمامه فى تعبير عن الحسرة والوجوم معاً وقد جاء هذا الاحباط العربى مبرراً رغم الموقفين الروسى والصينى المعلنين سلفاً الا أن ما بذلته الكتلة العربية خلال الثلاث أيام الأخيرة من جهد كان خرافياً لتعديل موقفى الدولتين وعلى الأقل عبر تعديل لمسودة المشروع يرضى موسكو وبكين وبالفعل خرجت بارقة أمل رفعت من تطلعات المندوبين والمراقيبن العرب المتابعين للملف حيث أمن الجانب الصينى أو أو أنه أوهم بخبث الطرف العربى بامكانية تغيير موقفه وبالتالى الموقف الروسى وحتى اللحظات الأخيرة من طرح المشروع العربى للتصويت كان الترقب ايجابياً لحد كبير الا أن اليد الروسية بأصابعها المتجمدة والصينية بلونها الأصفر وأناملها القصيرة أبت الا وأن تنزل فاجعة الفيتو لأ على الوفد العربى المتابع من قاعة ودهاليز مجلس الأمن ولكن على كل حارة سورية تقف على صدر بابها أم سورية مكلومة على طفلها الجريح أو ابنها الشهيد أو زوجها المفقود وكذا على كل شرفة عربية تطل منها امرأة مصرية أو تونسية أويمنية تعيش مع أهلها وبنيها الآن مخاض التغيير بآلامه وخوفه وهلعه الكبير من أجل وضع الطبقات الراسخة لتعبيد طريق الربيع العربى الزاهر بمعانى الحرية والكرامة والعدل .. اذاً كيف يفهم هذا الموقف الروسى – الصينى .. ؟؟ .. هل يمكن أن تكون هنالك مصالح صينية – روسية ما أكبر من مصالحهما المباشرة مع الدول العربية خاصة دول السائل الحيوى – البترول - .. ؟؟ .. من المعلوم بأن بترول الدول العربية الكبرى يذهب جزءاً كبيراً وأساسياً منه الى الصين وقد كشفت دراسات اقتصادية علمية حديثة تم الكشف عنها مؤخراً أن حجم النفط الذى ستستورده الصين من منطقة الخليج فى عام 2025م سيبلغ ثلاثة أضعاف ماتستورده الولايات المتحدة من الدول الخليجية الآن .. كما وأن حجم التبادل التجارى بين الصين والدول العربية بلغ بنهاية العام 2010م ما وصل الى 145 مليار دولار أمريكى بنسبة زيادة مضطردة بلغت حوالى 34 % فبينما كان حجم التبادل العربى – الصينى فى العام 2004م 36 مليار دولار ارتفع فى العام 2009م الى 115 مليار دولار ثم أخيراً فى 2010م وصل الى حوالى 145 مليار دولار وهذه النسبة من الزيادة تعتبر نسبة كبيرة وقياسية .. كما وسجل النشاط الاستثمارى الصينى فى الدول العربية ما وصل الآن الى 4 مليار دولار وفى المقابل بلغت الاستثمارات العربية فى الصين ما وصل الى 3 مليار دولار وبالتالى فان العرب الآن يحتلون المركز الثامن ضمن شركاء الصين الاقتصاديين فيما تحتل المملكة العربية السعودية المركز الأول ضمن هذه الدول العربية كشريك اقتصادى قوى للصين بحجم تبادل وصل الى 43 مليار دولار ثم تأتى بعدها دولة الامارات العربية المتحدة ب 35 مليار ثم سلطنة عمان ب 10 مليار فالعراق ب 9 مليار والسودان ب 8 مليار دولار وهذه الوضعية تشير وبوضوح الى النموء المتسارع للتكامل الاقتصادى الصينى – العربى الشىء الذى يدفع بالسؤال حول حقيقة الموقف الصينى من الفيتو الذى تشارك فيه بكين موسكو فى اتخاذه وللمرة الثانية خلال أربعة شهور فقط بهدف الوقوف ضد أى قرار موجه ضد النظام السورى .. لماذا تفعل بكين ذلك .. ؟؟ .. الجواب يقول بأن الصين قد وصلت الى مرحلة نفوذ اقتصادى كبير يصيبها الآن بحالة من التطلع للعب الدور الأساسى بالمنطقة بنفوذ وحيوية أكبر وهى كأنها تقول من خلال موقفها الأخير هذا بأنها الآن أصبحت الشريك الأكبر للمنطقة متجاوزة أوروبا والولايات المتحدة نفسها كما وتريد أن تبلغ الجميع بأن المعادلة السياسية بالمنطقة قد تغيرت تبعاً للمنعرج الاقتصادى الذى دفع بها الى الصدارة حاضراً ومستقبلاً .. !! .. هذا هو سر الموقف الصينى الذى أصبح الآن غير مبال وكما يبدو لردة الفعل من جانب للدول العربية التى غرقت حتى آذنيها فى البركان الصيني الحارق الأكبر للسائل الحيوى والمنتج الأكبر للسوق الشرق أوسطى بل والمسلح المستقبلى للمنطقة الأفريقية – العربية والسودان جزء من اللعبة لأ يمكن اغفاله هنا .. فأين سيذهب البترول العربى الذى لا زال الى الآن يمثل كمادة خام عماد الاقتصاديات العربية .. ؟؟ .. والى أين ستتجه الأسواق العربية التى باتت تتحدث الصينية بمثل ما تنطق العربية بلهجاتها فى رقاعها الجغرافية المختلفة .. ؟؟ .. لأ بديل ولا مفر .. اذاً كيف لا يعترف العرب بذلك وقد لازالوا يحتمون بالموقف الأمريكى – الأوروبى وحده .. ؟؟ .. نحن الآن على الخط .. هذا هو الموقف الصينى وهذه هى دوافعه .. أما الموقف الروسى فله جانبان .. الأول مباشر وهو التعاون مع ايران التى تمثل الحليف العربى الأول لدمشق والأسد وهو محور لم تفلح روسيا وحتى الآن فى التماس طريق آخر غيره لتحقق تقدماً ما على طول المنطقة العربية وعرضها ( .. بالطبع هذا اذا ما استثنينا ما حدث أخيراً وخلال الأسبوع الماضى بين روسيا والسودان حيث تم التوقيع على تعاون ضخم وكبير فى كافة المجالات بين الخرطوم وموسكو فى بادرة تدعو للتفكر هى الأخرى اعتباراً للتقارب الذى ظل بين الخرطوم ودمشق من جهة والخرطوم وطهران من الجهة الأخرى مع المحور الروسى من جهة ثالثة ) .. الآن روسيا تريد لها كلمة على شواطىء الأنهار العربية بمثل ما تريد لها شأن على سواحل بحارها ولكن هنا لأبد من الاعتبار للموقف السيلسى الروسى الداخالى الذى ربما ينال من هذا التقدير الأخير للموقف حيث يسعى فلادمير بوتن الآن العودة للحكم بقوة من خلال الفيتو الأخير كما أنه و من خلال الموقف المتصلب ضد الارادة الأمريكية الأوروبية يعلن لشعبه وبصراخ مدوى عن افاقة الدب الروسى من بياته الشتوى وعودته الى المياه الدافئة مزاحماً للولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين فى منطقة الشرق الأوسط الغنية ذلك بما يحرك لأشواق المنتخب الروسى بذكرياته أيام الحرب الباردة حين كان للروس ما قبل بروسترويكا غورباتشوف فى بداية العقد التسعينى من القرن الماضى أصواتاً مرتفعة و أوداجاً منتفخة .. اذاً بوتين يريد أن يعود للحكم على جثامين الشعب السورى .. يا له من بطل .. !!
.. ولكن و مع تطلعات الصين وأهل بكين ومع أشواق روسيا وأحلام موسكو ونرجسية بوتين وقصر قامته وفكره .. تولد المنطقة العربية من جديد .. والفيتو الصينى – الروسى لن تفهمه المنطقة العربية بشعوبها الجديدة المنتفضة سوى أنه عمل عدائى تاريخى فى حقها كشعوب تتورط فيه الآن بكين المتوارية خجلاً وراء الدب الروسى الذى يبدو أن عودته ستطول طويلاً طالما أراد العودة بعين واحدة وعقل عاجز و ضمير غائب ..
.. ولكم الله يا أحفاد خالد فهكذا كتبت لكم الأقدار أن تعودوا دوماً من المعركة وحدكم أبطالاً متوجين برايات النصر وعبق الشهادة ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق