# حكومة السادة الجدد بين حيرة المهدى وسيناريوهات الترابى ..!!
,, ماذا يعنى تعيين كلاً من جعفر الصادق نجل السيد محمد عثمان الميرغنى رئيس الحزب الاتحادى الديمقراطى ( الأصل ) – زعيم طائفة الختمية - وعبدالرحمن نجل السيد الصادق المهدى رئيس حزب الأمة القومى وامام الأنصار .. مساعدين لرئيس الجمهورية المشير عمر البشير رئيس المؤتمر الوطنى الحاكم .. ؟؟ .. كيف يمكن أن يكون الشعب السودانى وجماهير هذه الأحزاب والكيانات الطائفية والدينية قد فرأت هذا التعيين الذى جاء ضمن التشكيلة الرئاسية الجديدة لمستشارى ومساعدى رئيس الجمهورية .. ؟؟ .. هل هو اعلان صريح يصل الى مستوى الاعتراف الكامل من قبل المؤتمر الوطنى وقيادته الاسلامية التى وصلت الى سدة الحكم فى 30 يونيو 1989م ولا زالت تحكم البلاد بأنه لا فكاك البتة من شكل وطبيعة التركيبة السياسية التى خرج عليها شكل الحكم بالسودان منذ خروجه من قبضة الاستعمار فى 1956م وربما ما قبل ذلك منذ أن تشكلت اللحمة الوطنية المناهضة للوجود الأجنبى بالبلاد والتى قادتها أو ساندتها وتبنتها القيادات التاريخية لهذه الكيانات الطائفية .. ؟؟ .. أم أن ما يعيشه المؤتمرالوطنى وأهله الآن من صعوبة واضحة فى التعامل مع معطيات الراهن السياسى تهديه الآن وبموضوعية وحكمة الى ما اهتدى اليه و ( بمحض ارادته وكامل قواه العقلية ) لاعادة دورة التاريخ من جديد ليسجل دورة ( طائفية ) جديدة كما هو وصفها فى أدبيات اسلاميبى الحركة الاسلامية التى قفزت يالحاكمين الآن لسدة الحكم .. ؟؟ .. وأخيراً هل سينجى هذا المنحى الذى سيتطور ويتسع من خلال التشكيلة الحكومية الجديدة التى من المنتظر اعلانها اليوم أو على أكثر تقدير غداً ( سفينة الانقاذ ) من أقدار تشابه أقدار دول الربيع العربى .. ؟؟ ..
.. ولعله من من منطق القول أن ما ظل يدفع المؤتمر الوطنى خلال الفترة الماضية لدفع الحزبين الكبيرين للدخول للتشكيلة الحكومية أمر لاشك يتعلق بالقراءة ربما الموضوعية للحالة السياسية السودانية فبعد جهد كبير قام به لاضعاف قوة غريميه وهو الجهد الذى أفلح فيه لحد كبير .. يدرك الآن الحزب الحاكم بأن دخول الرموز السياسية التاريخية ممثلة فى حزبى الصادق المهدى ومحمد عثمان الميرغنى أمر هام للوصول للشكل والوصفة المطلوبة للعبور بالمرحلة الى بر الأمان خاصة مع تصاعد رياح الربيع العربى الذى ظل ينتقل بأحداثه بسرعة البرق من دولة الى أخرى ومن ( دار الى دار ومن زنقة الى زنقة ) .. تماماً كامتداد مياه الطوفان ولا عاصم من أمر الله .. وربما كانت هذه بالفعل حكمة وتعامل ذكى قارىء بفطنة ويقظة للمسرح السياسى خاصة بعد النجاح فى اشراك الزعيم محمد عثملن الميرغنى وحزبه وطائفته الدينية فى التشكيلة الجديدة وأيضاً بعد اجلاس نجل الصادق المهدى نفسه على أحد المقاعد المخصصة لمساعدى رئيس الجمهورية بالرغم من عدم الوصول مع المهدى وحتى الآن لاتفاق مماثل للمشاركة الكاملة بمثل ما حدث مع زعيم الحزب الاتحادى .. الا أن ذلك كله لن يلغى ما رسخ فى الأذهان من نعت الاسلاميين لهذين الحزبين الكبيرين بالطائفية البغيضة التى يجب أن تزال وتحارب من أجل واقع جديد لممارسة الحكم بعيداً عن أهواء ومزاجات البيت الختمى والبيت المهدى وهى عبارات أصبحت بترديدها المتكرر نص ثابت فى أدبيات ( الانقاذيين ) الذين لازالوا يحكمون والذين أعلنوا مراراً أن المناطق التاريخية والمعاقل التاريخية والولاء التاريخى الذى كان يتمتع به ( المهدويون والختميون ) قد انتهى وانهار لصالح الفقه السياسى الانقاذى ( فى وقت سابق ) و الوطنى ( الآن ) .. وهذه الحقيقة قد لا تفيد الآن فى شىء بل أن عرضها يبدو سازجاً قياساً بأصل الممارسة السياسية التى توجهها المصالح وتصيغها المواقف الراهنة .. الا أن الأمر يبدو مختلفاً تماماً بالنسبة الى جماهير الحركة الاسلامية التى ظلت تعانى ومنذ فترة ليست بالقصيرة معاناة بالغة وهى تعايش حالتها الانقسامية الحادة وترقب انهيار برامجها أمام أعينها الواحد تلو الآخر سواءً على مستوى التطبيق الأشمل للشرع الاسلامى فى دولة يحسبون على من يحكموها ويقودوها أو على مستوى البرنامج الاقتصادى أو الاجتماعى المعلن من قبل من يحسبون اليهم من المتنفذين وأصحاب القرار فى حكومتهم الاسلامية ( ربما قسراً بارادة من يصنفون المسرح السياسى بالبلاد ) حتى اذا استعصم هؤلاء بالبرنامج السياسى على تقلباته باعتباره أملاً لأ ينقطع .. جاء نجلاء السيدين الصادق والميرغنى ليعلنا أنهما وطائفتهما وكيانهما جزءً أصيلاً وأساسياً من مستقبل قادم مع نفى قاطع لانتهاء دورهما ودور حزبيهما وطائفتهما وكأنك يا ( محمد أحمد ما غزيت ) .. !! .. هذا هو الاحباط الذى شعرت به جماهير الحركة الاسلامية الحائرة لا زالت بين القصر والمنشية .. وفبل أن ( نبحث عن الترابى ) وهذا هو فهمى المركزى فى كل ما يحدث خاصة عند حدوث الأحداث والكبيرة والمنعطفات الخطيرة .. دوماً أقول ( أبحثوا عن الترابى ) .. فلنبحث هنا عن الصادق المهدى أولاً .. أين يقف مما يحدث .. ؟؟ .. الموقف المعلن للرجل أنه يقف على أربعة شروط طرحها للمشاركة الكاملة .. الاتفاق على اعلان دستورى يتجاوز أزمة دستور 2005م الذى كما قال يبغضه ويكرهه فى انتظار التواضع على مسودة الدستور الدائم .. قضية المحكمة الجنائية والتعامل معها ( وهو أمر يبدو غامضاً فى فحواه من جانب السيد الامام ) .. هذا بجانب القوانين والحريات .. هذه شروط الصادق للمشاركة والتى أعلن انسداد أفق التفاهم فيها مع المؤتمر الوطنى معلناً قبوله المشاركة فى قضايا وطنية أخرى كايجاد حل لقضايا الرحل ومعضلة النفط ( كما أسماها ) بين الجنوب والشمال والشريك الصينى بجانب قضية المياه بين دول الحوض وأثيوبيا .. موقف منطقى وان كان فيه من الروح الأكاديمى أكثر من الروح السياسى الذى طالب به هو نفسه واصفاً (ومن على شاشة التلفزيون القومى فى حوار مشترك مع الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل السبت الماضى على واجهة الأستاذ أحمد البلال الطيب ) من يقفل باب الحوار ( بالتجم أو الدمك ) .. ولكن الغريب وغير المنطقى أن يحاول المهدى اقناع الناس بأن مشاركة نجله عبدالرحمن وتعيينه مساعداً للرئيس جاء فقط كهامش حرية ( أبوية ) وهامش حرية ( تنظيمية ) كما قال .. !! .. وهامش حرية أبوية يمكن هضمها ولو بعسر وصعوبة مع قليل من ( الحلبة وكثير من الحرجل والنعناع ) .. ولكن كيف هو هامش الحرية التنظيمية هذه يا سيادة الامام .. ؟؟ .. ( الولد قد السلك ) كما يقول أهل الجيش وفى الفقه التنظيمى المتبع حتى فى أدبيات حزب الأمة أسس التعامل مع هذه الحالة معروفة وواضحة .. ولكنك تعود لتستدرك بأن عبدالرحمن الآن خارج دائرة الحزب والالتزام التنظيمى وأنه الآن فقط عقيد فى الجيش السودانى !! .. اذاً كان يمكن للحكومة اختيار أى عقيد آخر من الجيش لبكون أحد مساعدى رئيس الجمهورية ..؟؟ .. شىء عجبي و هل يحتاج من هو خارج التنظيم أصلاً لهامش حرية تنظيمية .. ؟؟ .. ما هذا التناقض .. ؟؟ .. ولكن المدهش بحق فى حديث الصادق الأخير للتلفزيون ما جاء على لسانه وهو يتحدث عن ابنه ( مساعد رئيس الجمهورية الجديد ) أنه شرع فى وقت سلبق لتلغيم العاصمة الخرطوم بكاملها وعندما أعطاه الأستاذ أحمد البلال الفرصة للتراجع عن ذلك قائلاً له ( أن الأمر كان فى اطار التفكير والتخطيط فقط أليس كذلك .. ؟؟ ) .. ركل الامام الفرصة وعاد ليؤكد بأن ابنه عبدالرحمن بالفعل كان قد لغم العاصمة وأنه شخصياً أى الصادق المهدى بتفسه منعه عن ذلك .. !! .. شىء عجيب وغريب .. هل حدث هذا بالفعل أم أن الصادق رمى بهذا الحدبث لأشياء أخرى ربما يشير بعضها لتدهور حاد فى علاقة الأب بالابن للحد الذى يدفعه لالقاء تهمة خطيرة كهذه عليه .. تهمة ربما تدفع الشعب السودانى لتشكيل صورة جديدة وغير طيبة بالمرة تجاه نجله المقرب اليه .. ترى لماذا أقدم الصادق على ذلك مؤكداً بأن هذا التفكير الحاد جزء أصيل من طريقة تفكير ابنه لمعالجة ومناهضة الوضع خلال تلك الأيام التى كان فيها عبد الرحمن المهدى قائداً لجبش حزب الأمة .. ؟؟ .. شىء ستكشفه حتماً الأيام القادمة .. ولكن لنعود للترابى و ( أبحثوا عن الترابى ) .. ووفقاً لما يؤمن به شخصى الضعيف بشأن ( مسرحية الانشقاق الكاذب بين الوطنى والشعبى ) فقد كان حدسى يشعرنى بأن الرجل سيقدم على تصرف حاد حال الاعلان عن دخول الميرغنى والمهدى حكومة الوطنى فى شراكة سياسية .. ذلك من ظنى الذى يكاد يصل حد اليقين بأن الرجل يخطط ليحكم هكذا مطلقاً ويعارض هكذا مطلقاً فى آن واحد بحيث يظل الوطنى قابضاً على الحكم من الداخل والشعبى على المعارضة من الخارج ( .. وهذا أمر كبير وطويل ذهبنا فيه دائماً بعبدا بعيداً .. ) .. الا أن الصادق لم يدخل الحكومة فدفع بولده ليكون لآل المهدى وجود رغم أنف الصادق المهدى وقد كان .. الا أن ما سيظل يقلق الترابى وفقاً لفرضيتى الخاصة هذه هو منازعة المهدى للترابى خلال المرحلة المقبلة فيما بتصل بكرسى المعارضة .. هل سيسلم المهدى فى لحظة قادمة ويضع كلتا قدميه على سفينة الوطنى والميرغنى التى ستبحر لا شك فى أمواج متلاطمة أم سيصمد ليكون أقرب لخيارات التغيير اذا ما هبت نسائم الربيع العربى على الخرطوم وهو هنا ( أى الصادق المهدى ) يرى خصمه اللدود المخادع حسن الترابى على الرصيف ينتظر ابحار السفينة ولا يحاول مطلقاً اللحاق بها .. وقد تعلم الصادق عبر تحارب عديدة أن يكون منتبهاً بكل حواسه لما يتفوه به أو حتى يومىء به الترابى خاصة عند اللحظات الحرجة والمواقف الفاصلة ومن يعلم فربما تعلم الرجل أكثر عن الترابى وحيله السياسية لدرجة تدفعه الآن للدفع بابنه عبدالرحمن ليكون جزءً من الحكومة ويظل هو بالخارج مع المعارضة وبالقرب من غريمه الداهية ( الترابى ) حتى اذا هبت الرياح ركب معه امواج الجماهير المنادية بالتغيير والربيع السودانى .. وحتما عبدالرحمن مغفور له اذا ما تاب من بعد وعاد لآل المهدى تائباً وربما ظافراً .. من يدرى .. انها سيناريوهات الأقدار القادمة .. أما الشيخ حسن الترابى وبافتراض حدوث أسوأ ما يتوقعه وينتظره بوقوع ما حدث فى المنطقة العربية من ربيع عربى فسيتيح له تصدره المعارضة آنذاك النجاة بحركته وحزبه بمثل ما خرج به فى أوقات سابقة كان أشهرها عقب انتفاضة أبريل الشهيرة عندما تحول الاسلاميون بفضله من خانة السدنة المساندين والمشاركين مع النظام المايوى البائد الى أحد أركان الحكم الديمقراطى الجديد .. !!
.. نعم انها سيناريوهات الشيخ حسن .. !!
,, ماذا يعنى تعيين كلاً من جعفر الصادق نجل السيد محمد عثمان الميرغنى رئيس الحزب الاتحادى الديمقراطى ( الأصل ) – زعيم طائفة الختمية - وعبدالرحمن نجل السيد الصادق المهدى رئيس حزب الأمة القومى وامام الأنصار .. مساعدين لرئيس الجمهورية المشير عمر البشير رئيس المؤتمر الوطنى الحاكم .. ؟؟ .. كيف يمكن أن يكون الشعب السودانى وجماهير هذه الأحزاب والكيانات الطائفية والدينية قد فرأت هذا التعيين الذى جاء ضمن التشكيلة الرئاسية الجديدة لمستشارى ومساعدى رئيس الجمهورية .. ؟؟ .. هل هو اعلان صريح يصل الى مستوى الاعتراف الكامل من قبل المؤتمر الوطنى وقيادته الاسلامية التى وصلت الى سدة الحكم فى 30 يونيو 1989م ولا زالت تحكم البلاد بأنه لا فكاك البتة من شكل وطبيعة التركيبة السياسية التى خرج عليها شكل الحكم بالسودان منذ خروجه من قبضة الاستعمار فى 1956م وربما ما قبل ذلك منذ أن تشكلت اللحمة الوطنية المناهضة للوجود الأجنبى بالبلاد والتى قادتها أو ساندتها وتبنتها القيادات التاريخية لهذه الكيانات الطائفية .. ؟؟ .. أم أن ما يعيشه المؤتمرالوطنى وأهله الآن من صعوبة واضحة فى التعامل مع معطيات الراهن السياسى تهديه الآن وبموضوعية وحكمة الى ما اهتدى اليه و ( بمحض ارادته وكامل قواه العقلية ) لاعادة دورة التاريخ من جديد ليسجل دورة ( طائفية ) جديدة كما هو وصفها فى أدبيات اسلاميبى الحركة الاسلامية التى قفزت يالحاكمين الآن لسدة الحكم .. ؟؟ .. وأخيراً هل سينجى هذا المنحى الذى سيتطور ويتسع من خلال التشكيلة الحكومية الجديدة التى من المنتظر اعلانها اليوم أو على أكثر تقدير غداً ( سفينة الانقاذ ) من أقدار تشابه أقدار دول الربيع العربى .. ؟؟ ..
.. ولعله من من منطق القول أن ما ظل يدفع المؤتمر الوطنى خلال الفترة الماضية لدفع الحزبين الكبيرين للدخول للتشكيلة الحكومية أمر لاشك يتعلق بالقراءة ربما الموضوعية للحالة السياسية السودانية فبعد جهد كبير قام به لاضعاف قوة غريميه وهو الجهد الذى أفلح فيه لحد كبير .. يدرك الآن الحزب الحاكم بأن دخول الرموز السياسية التاريخية ممثلة فى حزبى الصادق المهدى ومحمد عثمان الميرغنى أمر هام للوصول للشكل والوصفة المطلوبة للعبور بالمرحلة الى بر الأمان خاصة مع تصاعد رياح الربيع العربى الذى ظل ينتقل بأحداثه بسرعة البرق من دولة الى أخرى ومن ( دار الى دار ومن زنقة الى زنقة ) .. تماماً كامتداد مياه الطوفان ولا عاصم من أمر الله .. وربما كانت هذه بالفعل حكمة وتعامل ذكى قارىء بفطنة ويقظة للمسرح السياسى خاصة بعد النجاح فى اشراك الزعيم محمد عثملن الميرغنى وحزبه وطائفته الدينية فى التشكيلة الجديدة وأيضاً بعد اجلاس نجل الصادق المهدى نفسه على أحد المقاعد المخصصة لمساعدى رئيس الجمهورية بالرغم من عدم الوصول مع المهدى وحتى الآن لاتفاق مماثل للمشاركة الكاملة بمثل ما حدث مع زعيم الحزب الاتحادى .. الا أن ذلك كله لن يلغى ما رسخ فى الأذهان من نعت الاسلاميين لهذين الحزبين الكبيرين بالطائفية البغيضة التى يجب أن تزال وتحارب من أجل واقع جديد لممارسة الحكم بعيداً عن أهواء ومزاجات البيت الختمى والبيت المهدى وهى عبارات أصبحت بترديدها المتكرر نص ثابت فى أدبيات ( الانقاذيين ) الذين لازالوا يحكمون والذين أعلنوا مراراً أن المناطق التاريخية والمعاقل التاريخية والولاء التاريخى الذى كان يتمتع به ( المهدويون والختميون ) قد انتهى وانهار لصالح الفقه السياسى الانقاذى ( فى وقت سابق ) و الوطنى ( الآن ) .. وهذه الحقيقة قد لا تفيد الآن فى شىء بل أن عرضها يبدو سازجاً قياساً بأصل الممارسة السياسية التى توجهها المصالح وتصيغها المواقف الراهنة .. الا أن الأمر يبدو مختلفاً تماماً بالنسبة الى جماهير الحركة الاسلامية التى ظلت تعانى ومنذ فترة ليست بالقصيرة معاناة بالغة وهى تعايش حالتها الانقسامية الحادة وترقب انهيار برامجها أمام أعينها الواحد تلو الآخر سواءً على مستوى التطبيق الأشمل للشرع الاسلامى فى دولة يحسبون على من يحكموها ويقودوها أو على مستوى البرنامج الاقتصادى أو الاجتماعى المعلن من قبل من يحسبون اليهم من المتنفذين وأصحاب القرار فى حكومتهم الاسلامية ( ربما قسراً بارادة من يصنفون المسرح السياسى بالبلاد ) حتى اذا استعصم هؤلاء بالبرنامج السياسى على تقلباته باعتباره أملاً لأ ينقطع .. جاء نجلاء السيدين الصادق والميرغنى ليعلنا أنهما وطائفتهما وكيانهما جزءً أصيلاً وأساسياً من مستقبل قادم مع نفى قاطع لانتهاء دورهما ودور حزبيهما وطائفتهما وكأنك يا ( محمد أحمد ما غزيت ) .. !! .. هذا هو الاحباط الذى شعرت به جماهير الحركة الاسلامية الحائرة لا زالت بين القصر والمنشية .. وفبل أن ( نبحث عن الترابى ) وهذا هو فهمى المركزى فى كل ما يحدث خاصة عند حدوث الأحداث والكبيرة والمنعطفات الخطيرة .. دوماً أقول ( أبحثوا عن الترابى ) .. فلنبحث هنا عن الصادق المهدى أولاً .. أين يقف مما يحدث .. ؟؟ .. الموقف المعلن للرجل أنه يقف على أربعة شروط طرحها للمشاركة الكاملة .. الاتفاق على اعلان دستورى يتجاوز أزمة دستور 2005م الذى كما قال يبغضه ويكرهه فى انتظار التواضع على مسودة الدستور الدائم .. قضية المحكمة الجنائية والتعامل معها ( وهو أمر يبدو غامضاً فى فحواه من جانب السيد الامام ) .. هذا بجانب القوانين والحريات .. هذه شروط الصادق للمشاركة والتى أعلن انسداد أفق التفاهم فيها مع المؤتمر الوطنى معلناً قبوله المشاركة فى قضايا وطنية أخرى كايجاد حل لقضايا الرحل ومعضلة النفط ( كما أسماها ) بين الجنوب والشمال والشريك الصينى بجانب قضية المياه بين دول الحوض وأثيوبيا .. موقف منطقى وان كان فيه من الروح الأكاديمى أكثر من الروح السياسى الذى طالب به هو نفسه واصفاً (ومن على شاشة التلفزيون القومى فى حوار مشترك مع الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل السبت الماضى على واجهة الأستاذ أحمد البلال الطيب ) من يقفل باب الحوار ( بالتجم أو الدمك ) .. ولكن الغريب وغير المنطقى أن يحاول المهدى اقناع الناس بأن مشاركة نجله عبدالرحمن وتعيينه مساعداً للرئيس جاء فقط كهامش حرية ( أبوية ) وهامش حرية ( تنظيمية ) كما قال .. !! .. وهامش حرية أبوية يمكن هضمها ولو بعسر وصعوبة مع قليل من ( الحلبة وكثير من الحرجل والنعناع ) .. ولكن كيف هو هامش الحرية التنظيمية هذه يا سيادة الامام .. ؟؟ .. ( الولد قد السلك ) كما يقول أهل الجيش وفى الفقه التنظيمى المتبع حتى فى أدبيات حزب الأمة أسس التعامل مع هذه الحالة معروفة وواضحة .. ولكنك تعود لتستدرك بأن عبدالرحمن الآن خارج دائرة الحزب والالتزام التنظيمى وأنه الآن فقط عقيد فى الجيش السودانى !! .. اذاً كان يمكن للحكومة اختيار أى عقيد آخر من الجيش لبكون أحد مساعدى رئيس الجمهورية ..؟؟ .. شىء عجبي و هل يحتاج من هو خارج التنظيم أصلاً لهامش حرية تنظيمية .. ؟؟ .. ما هذا التناقض .. ؟؟ .. ولكن المدهش بحق فى حديث الصادق الأخير للتلفزيون ما جاء على لسانه وهو يتحدث عن ابنه ( مساعد رئيس الجمهورية الجديد ) أنه شرع فى وقت سلبق لتلغيم العاصمة الخرطوم بكاملها وعندما أعطاه الأستاذ أحمد البلال الفرصة للتراجع عن ذلك قائلاً له ( أن الأمر كان فى اطار التفكير والتخطيط فقط أليس كذلك .. ؟؟ ) .. ركل الامام الفرصة وعاد ليؤكد بأن ابنه عبدالرحمن بالفعل كان قد لغم العاصمة وأنه شخصياً أى الصادق المهدى بتفسه منعه عن ذلك .. !! .. شىء عجيب وغريب .. هل حدث هذا بالفعل أم أن الصادق رمى بهذا الحدبث لأشياء أخرى ربما يشير بعضها لتدهور حاد فى علاقة الأب بالابن للحد الذى يدفعه لالقاء تهمة خطيرة كهذه عليه .. تهمة ربما تدفع الشعب السودانى لتشكيل صورة جديدة وغير طيبة بالمرة تجاه نجله المقرب اليه .. ترى لماذا أقدم الصادق على ذلك مؤكداً بأن هذا التفكير الحاد جزء أصيل من طريقة تفكير ابنه لمعالجة ومناهضة الوضع خلال تلك الأيام التى كان فيها عبد الرحمن المهدى قائداً لجبش حزب الأمة .. ؟؟ .. شىء ستكشفه حتماً الأيام القادمة .. ولكن لنعود للترابى و ( أبحثوا عن الترابى ) .. ووفقاً لما يؤمن به شخصى الضعيف بشأن ( مسرحية الانشقاق الكاذب بين الوطنى والشعبى ) فقد كان حدسى يشعرنى بأن الرجل سيقدم على تصرف حاد حال الاعلان عن دخول الميرغنى والمهدى حكومة الوطنى فى شراكة سياسية .. ذلك من ظنى الذى يكاد يصل حد اليقين بأن الرجل يخطط ليحكم هكذا مطلقاً ويعارض هكذا مطلقاً فى آن واحد بحيث يظل الوطنى قابضاً على الحكم من الداخل والشعبى على المعارضة من الخارج ( .. وهذا أمر كبير وطويل ذهبنا فيه دائماً بعبدا بعيداً .. ) .. الا أن الصادق لم يدخل الحكومة فدفع بولده ليكون لآل المهدى وجود رغم أنف الصادق المهدى وقد كان .. الا أن ما سيظل يقلق الترابى وفقاً لفرضيتى الخاصة هذه هو منازعة المهدى للترابى خلال المرحلة المقبلة فيما بتصل بكرسى المعارضة .. هل سيسلم المهدى فى لحظة قادمة ويضع كلتا قدميه على سفينة الوطنى والميرغنى التى ستبحر لا شك فى أمواج متلاطمة أم سيصمد ليكون أقرب لخيارات التغيير اذا ما هبت نسائم الربيع العربى على الخرطوم وهو هنا ( أى الصادق المهدى ) يرى خصمه اللدود المخادع حسن الترابى على الرصيف ينتظر ابحار السفينة ولا يحاول مطلقاً اللحاق بها .. وقد تعلم الصادق عبر تحارب عديدة أن يكون منتبهاً بكل حواسه لما يتفوه به أو حتى يومىء به الترابى خاصة عند اللحظات الحرجة والمواقف الفاصلة ومن يعلم فربما تعلم الرجل أكثر عن الترابى وحيله السياسية لدرجة تدفعه الآن للدفع بابنه عبدالرحمن ليكون جزءً من الحكومة ويظل هو بالخارج مع المعارضة وبالقرب من غريمه الداهية ( الترابى ) حتى اذا هبت الرياح ركب معه امواج الجماهير المنادية بالتغيير والربيع السودانى .. وحتما عبدالرحمن مغفور له اذا ما تاب من بعد وعاد لآل المهدى تائباً وربما ظافراً .. من يدرى .. انها سيناريوهات الأقدار القادمة .. أما الشيخ حسن الترابى وبافتراض حدوث أسوأ ما يتوقعه وينتظره بوقوع ما حدث فى المنطقة العربية من ربيع عربى فسيتيح له تصدره المعارضة آنذاك النجاة بحركته وحزبه بمثل ما خرج به فى أوقات سابقة كان أشهرها عقب انتفاضة أبريل الشهيرة عندما تحول الاسلاميون بفضله من خانة السدنة المساندين والمشاركين مع النظام المايوى البائد الى أحد أركان الحكم الديمقراطى الجديد .. !!
.. نعم انها سيناريوهات الشيخ حسن .. !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق