الثلاثاء، 22 نوفمبر 2011

# طهران ودمشق .. وواشنطن وتل آبيب .. أزمة المواقف .. !!

.. هل يمكن أن يتفاجأ العالم بضربة عسكرية اسرائلية – أمريكية مباغتة لايران فى أية لحظة .. ؟؟ .. هل بات الأمر بالفعل على هذا النحو وهذا الاحتمال الخطير .. ؟؟ .. ما هى المسوغات الموضوعية التى تؤكد ذلك وتجعله احتمالاً موضوعياً بل ومنطقياً بفعل تطورات الموقف ووصوله الى مرحلته الحالية .. ؟؟ .. وقبل هذا ما هو الشكل الذى ستتم اجازته واعتماده لخطة التنفيذ من قبل الأجهزة العسكرية والأستخباراتية الأمريكية والاسرائيلية اذا ما أعطت القيادات السياسية فى واشنطن وتل آبيب الضوء الأخضر لها لبدء تجهيزاتها النهائية الحاسمة .. ؟؟ .. هل ستضرب المنشآت العسكرية النووية فقط كما حدث من قبل عندما قامت الطائرات العسكرية الاسرئلية بتدمير المفاعل النووى العراقى .. أم ستطال الضربة منشآت عسكرية وربما غير عسكرية أخرى فى ايران .. ؟؟ .. ومن سيقوم بالضربة .. الطائرات الاسرائلية وحدها أم سيشارك معها ويدعمها سلاح الجو الأمريكى وربما البريطانى والفرنسى بتخويل دولى من مجلس الأمن الدولى كما جرت العادة أن يتشكل هكذا تحالف ضد دول المنطقة .. ؟؟ .. وأخيراً وليس آخراً ما هو السيناريو الذى سيخرج عليه الموقف السياسى العربى والاسلامى من جهة والدولى من الجهة الأخرى .. ؟؟ ..

.. ولعل التفكير فى وصول الأمر الآن الى مراحل خطيرة يبدو حديثاً بالفعل موضوعياً الى حد كبير نظراً لتطور االأحداث عبر ثلاثة مواقف سياسية شهدتها وتشهدها المنطقة الآن للولايات المتحدة واسرائيل وبالتأكيد صلة مباشرة بها سواءً فى صناعتها أو التأثبر والايعاز لصناعتها أو الدعم لتطورها وامتداد أثرها فى محاولة لخنق الموقف الايرانى وتهيئة المناخ الاقليمى والدولى لاستيعاب أو هضم حدث مفاجىء وخطير كتوجيه ضربة عسكرية جوية مباغتة لايران .. الموقف الأول شكله الاتهام الغريب والمفاجىء الذى وجهته الحكومة الأمريكية منتصف أكتوبر الماضى وعلى أعلى مستوياتها السياسية ممثلة فى الرئيس باراك أوباما لايران بالتخطيط والتدبير لاغتيال السقير السعودى فى واشنطن وهو الحدث الذى ورغم غرايته وضعف بيناته التى عرضت من قبل الأمريكان الا أنه وبفعل الرغبة الأمريكية واصرارها الكبير وجد رواجاً اعلامياً ضخماً بمثل ما وجد تأييداً مندفعاً من بريطانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبى ومجلس الجامعة العربية بمشاركة عدد كبير من الدول العربية على رأسها دول التعاون الخليجى والمملكة السعودية التى أدانت العملية المحبطة والمعلن عنها من قبل الولايات المتحدة والمحت بجانب سحب كامل لبعثتها الدبلوماسية من ايران لامكانية تقديم شكوى ضد طهران فى المحكمة الدولية ومن جانبها أعلنت واشنطن ومع تطورات الموقف عن نيتها فرط عقوبات على البنك المركزى الايرانى مع جملة من العقوبات الاقتصادية الأخرى والتى لم تجد حماساً من أطرف أخرى كالصين وروسيا مما جعل المحاولة الأمريكية كسيحة ومعطلة وبالرغم من فشل وتراجع أثر هذا الحدث الذى دفعت به واشنطن للمنطقة قياساً بالمناخ الذى أخرجته فيه الا أن الفشل هنا يصعب وصفه بالفشل المطلق الكامل اذا ما وضع الأمر فى دائرة الاعداد المخدوم والطيخ الجيد على الطريقة الأمريكية – الاسرائلية ذلك انتظاراً لأحداث ومواقف أخرى تدفع هى الأخرى للمنطقة لتتسق مع بعضها تشكيلاً ونسجاً لمسوغات لفرض المزيد من العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية وربما السياسية التى تتوج بعمل عسكرى يخرج فى نهاية المطاف منطقياً بحكم الآلية الحاكمة الآن للدماغ الدولى على وجه عام و الاقليمى العربى على وجه خاص وهو الذى يحتاج وكما جرت العادة فى مثل هذه الحالات لحقنه بعدة مواقف متلاحقة يدعمها زخم اعلامى كثيف ومتوالى ليشكل فى ذهنيته صورة تقبل وتستوعب حدثاً كبيراً كدخول المنطقة العربية والاسلامية ومن جديد ولثالث مرة على التوالى وفى أقل من عشرين عاماً فى حرب اقليمية طرفها هذه المرة ايران من جهة وتحالف أمريكى غربى عربى من جهة أخرى لتقف اسرائيل وكالعادة خلف الستار والدولى .. وبالفعل مضت الأحداث سريعاً لتفاجىء الولايات المتحدة العالم بحدث آخر دفعته للمنطقة كموقف وحدث جديد .. وهو الحدث الذى أعلن و قبل عشرة أيام عن قيام ايران ( بفعل ما ) كما وصفه الخبر ينقل القدرات الايرانية فى اطار سعيها لتطوير برنامجها النووى الى مستوى جديد وخطير .. هكذا دفع بالخبر الذى وجد هو الآخر حظه من الزخم الاعلامى الكثيف بمثل ما أثار خبر الاعلان عن المؤامرة الايرانية لاغتيال السفير السعودى بواشنطن .. وبالطبع وجد هذا الاعلان الأخير صدى واسعاً فى المنطقة العربية التى ما فتئت تتخوف وتخوف من اليوم الذى تعلن فيه ايران عن امتلاكها لسلاح نووى وهو الأمر الذى ظل يثير وبقوة حفيظة المملكة السعودية على وجه خاص لجملة من الأسباب المعلومة فى اطار الخلاف السياسى و المذهبى التاريخى بجانب أحداث معاصرة ألقت فيها الرياض الاتهام على طهران وعلى رأسها أحداث شرق السعودية والحراك الشيعى المذهبى السياسى المتصاعد والمتطور فى البحرين .. هذا الموقف الأخير بربطه بموقف وحدث مؤامرة اغتيال السفير السعودى لأ شك يدعم الاتجاه لاتخاذ خطوات أكثر جرأة من جانب المجموعة العربية وعلى رأسها المملكة السعودية الأكثر انزعاجاً بالموقفين على السواء .. واذا ما أضيف ما يحدث الآن فى سوريا كموقف ثالث لهذين الموقفين لاشك تكتمل المواقف التى تشير وبجلاء الى المحاولة المدروسة لخنق الموقف الايرانى بهدف تهيئة المناخ لأية ضربة عسكرية مباغتة فما يحدث فى سوريا الآن يعتبر بالفعل ضربة قوية لطهران التى شكل تحالفها الاستراتيجى مع دمشق ما يمثل لها الآن قيمة وجودها فى المنطقة العربية بأبعاده السياسية والأمنية وحال نغير الوضع السياسى فى سوريا ستجد ايران نفسها فى حالة من العزلة المتعمدة ضدها من جيرانها العربيات فى ذات الوقت الذى ستتعرض فيه معادلتها الأمنية والسياسية فى المنطقة لهزة كبيرة خاصة فى لبنان ومناطق المواجهة الحدودية مع اسرائيل فى الأرض المحتلة ذلك الى الوقت الذى تنضج فيه الثورات العربية برائحتها الاسلامية فى كلاً من مصر وتونس وليبيا وهذه الحقيقة الأخيرة ربما جعلت خيارات من يقفون ( من الخارج ) مع التغيير فى سوريا محدودة زمنياً بما يجعلهم الآن يتعجلون اتمام مراحل الثورة فيها بغية ضرب التحالف السورى مع ايران تفادياً لتأثيرات مستقبلية تفرزها تطورات الموقف فى مصر خاصة بما يوجد خطوطاً جديدة للتعامل بين مصر و ايران الحليف الرئيسى الآن للنظام السورى وبالفعل هذا هو الموقف الآن .. الضغط بقوة على ايران مع تسريع خطوات التغيير فى سوريا وهو موقف أشبه ما يكون بالموقف العسكرى الميدانى عند اضطرار مجموعة واحدة لتقسيم نفسها لفرقتين احداها تقاتل على الميدان والأخرى تمارس فعل النغطية والحماية وبالرغم من أن المتقدمون الآن تجاه قصر بشار الأسد هم ثوار سوريون اسلاميون لا علاقة لهم بموقف هؤلاء ( من الخارج ) الا أن من مصلحة الولايات المتحدة واسرائيل ( اللتان تقومان هنا بدور التغطية ) وبالتأكيد انهيار نظام الأسد لتحطيم التحالف بين النظام السورى وايران .. هذا من جهة ومن الجهة الأخرى اكمال مراحل تهيئة المناخ لتوجيه ضربة مباغتة لايران فليس من المعقول تصور توجيه ضربة لايران قبل انهيار وزوال نظام الأسد الحليف العربى لايران فعند حدوث مثل هذا الاحتمال سيدخل هذا المنطقة العربية فى مريع الاحتمالات التى ينتهى عليها شكل الموقف العربى الاسلامى من مبدأ توجيه ضربة عسكرية ضد ايران فيما ستتجنب اسرائيل احتمالات أية ضربات عسكرية توجه لها من داخل الحود السورية أواللبنانبة ) أما بزوال النظام السورى وانشغال الوضع الداخلى بها بواقع وترتيبات ما بعد الثورة ( بمثل ما هو الوضع الآن بمصر وتونس حيث لم ينضج الوضع بعد ولم يفلح الثوار الاسلاميون والى الآن فى العبور بثورتهم وتشكيل حكوماتهم الجديدة ) .. فان الوضع سيكون ملائماً نماماً لضرب ايران اما بعمل اسرائيلى منفرد خارج الأمم المتحدة كما هو الحال مع التجارب الاسرائيلية المنفردة واما بعمل ( امريكى – اسرائيلى مشترك خارج الأمم المتحدة أيضاً ) .. واما بترتيب أممى شاق نحتاج فيه الولايات المتحدة لاستخدام كل ما تملك من نقوذ دولى لاقناع حلفاء طهران الدوليون ( وخاصة روسيا ) للتخلى عنها والانضمام لعمل عسكرى دولى شامل ضد ايران التى تكون فى ذلك الوقت قد عزلت تماماً من المنطقة العربية بزوال النظام السورى ..


ليست هناك تعليقات: