# القذافى .. آلام النزع وأحزان الأنتقام .. !!
.. مشاعر عديدة اختلطت على الناس وهى تشاهد على شاشات الفضائيات العربية والدولية اللحظات الأخيرة من حياة الرئيس الليبى العقيد معمر القذافى قبل أن يسجى جسده عارياً هكذا دونما شىء يستره ويستر مع جثمانه حال الأمة العربية التى وقفت من محيطها الى خليجها فاغرة فاها تنظر بألم بالغ الى زعيم عربى بلغ به الحال هذه الدرجة وهذه الصورة المذلة والمهينة و القاسية على تاريخ الأمة وكرامتها .. شىء مقزز ومحزن ومثير للشفقة والأسى أن بشهد العالم وخلال سنوات قليلة زعيمين عربيين يطلان على وسائل الاعلام الدولية بصورها المرئية والمنشورة على أوضاع مهينة مثيرة لكل مشاعر الأسى والحزن .. ليس من السهل على من ينظر للأمر من هذه الزاوية أن يتجاوز هذه المشاعر الحزينة والمريرة مهما أعطى لما ينظره أمامه من مبررات وتأويلات وموضوعيات فليس أشق على الناس من أن يرووا زعماءهم فى هكذا مواقف تنال من قدر أمتهم وتاريخها فالأمم تنحو للاقتخار بقادتها وزعمائها بأكثر مما ترغب فى ادانتهم والنيل منهم .. ولكن بالمقابل ماذا تفعل الشعوب عندما يجثو على صدرها جبار من جبابرة الظلم والبطش يبطش بها وينكل بها و ينال من كرامتها وشرفها كما ويصادر حريتها و حقها فى العيش الكريم .. وهنا تختلط المشاعر بمثل ما اختلطت على الناس وهى ترى القذافى الزعيم المحسوب بحكم الجغرافيا والديموغرافيا والتاريخ والعقيدة والثقافة والفكر ووحدة المصير ضمن زعماء أمة المحيط والخليج والبحر والنهر .. تتبادله الصفعات على وجهه و القبضات على صدره ضرباً وتنكيلاً حتى سالت الدماء على وجهه طالباً الرحمة والاشفاق من شعبه الذى لم يراعى فيه يوماً رحمة ولا شفقة .. شعب وصفه يوم انتقض عليه بالحشرات و بالجرذان .. ما أصعب لحظات النزع يا قذافى وما أقسى لحظات الانتقام با أيها الشعب الليبى البطل ..
.. والأمور على ظاهرها وباطنها قطعاً تختلف بين ما حدث الأسبوع الماضى للقذافى وبين ما حدث للرئيس العراقى صدام حسين الذى أعدم قبل خمس سنوات فى 30 ديسمبر من العام 2006م الذى صادف أو أختير بعناية ليقع فى فجر يوم عيد الأضحى المبارك العاشر من ذو الحجة وكأنما من خطط لذلك أراد أن تذبح الأمة العربية بنفسها زعيماً لها لتسيل دماؤه وتختلط مع نهر دماء الأضحية الذى تفجر نبعه الأول على يد خليل الله ابراهيم عليه السلام الذى نعته ربه بالأمة كما وصفه سبحانه بالأواه الحليم .. فبينما لقى الأول مصرعه على يد شعبه الثائر عليه والغاضب منه والمقاتل له .. لقى الرئيس العراقى حتفه شنقاً عقب محاكمة استعراضية شهدها العالم أجمع ليسلم بعدها من قبل القوات الأمريكية الغازية للعراق لخصومه الذين أعدموه بتشفى وانتقام فى لحظات لأ يختلف حولها اثنين فى أنها مثلت لحظات بطولة ابتسم فيها الرجل وهو يواجه الموت ابتسامة حيرت جلاديه الى اليوم لينطق بعدها الشهادة كاملة واضحة رزينة سمعها الجميع فى دهشة و انبهار .. وقد يصدق تقدير البعض فى أن صدام كان ديكتاتوراً متحكماً فى شعبه وقد شهد الجميع تجبره وتجبر أبنائه على الشعب العراقى الا أن كل هذا لم بمنع التاريخ أن يكتب له تلك البطولة وهو يواجه القوات الأمريكية وهو يواجه حيل المشتقة وهو ينظر اليه رافضاً أن تغطى عينيه ونعصب بقناع الرحمة كما وهو الحال عند تنفيذ حالات الاعدام على مقصلة الموت وهى اللحظات التى اختلطت فيها أيضاً مشاعر الناس وهى ترى زعيماً لها يشنق أما عينيها .. هل تزغرد وتهلل لموت ديكتاتور جبار كبل حرية شعبه ونكل به أم تكبر لصدام الذى تحدى اسرائيل وهدد يحرقها فى نصف ساعة .. صدام الذى صرح الفلسطينيون عقب شنقه بأنهم فقدوا أكبر ممول لهم ومساعد لهم ضد العدو الاسرائيلى وهذه حفيفة تركها الرجل خلفه فبينما كان الجميع قد وصل بهم الحال ما وصل اليه من خوف وهلع من مراقبة اسرائيل والولايات المتحدة لعلاقاتهم بالفلسطينيين وحركاتهم المجاهدة ظل دعم الرئيس صدام ربطاً ثابتاً لم ينقص مليماً واحداً حتى ساعة سقوط حكمه .. وبالرغم من الاختلاف الجوهرى بين نهاية صدام والآن نهاية القذافى الذى رقض قدره أن يستلهم قصة الرمز الليبى للبطولة والشجاعة عمر المختار البطل الذى أعدمه الطليان فى الرابع من جمادى الأول 1350 من التاريخ الهجرى الموافق السادس من سبتمبر من العام 1931م أمام حشد ضخم ومهيب من أبناء الشعب الليبى الذين شهدوا البطولة على أجلى وجهها وأنصع صفحاتها بعدما سطر بشجاعته عبارته الشهيرة .. ( .. اننا نقاتل لأن علينا أن نقاتل فى سبيل ديننا وحريتنا حتى نطرد الغزاة أو نموت نحن وليس لنا أن نختار غير ذلك .. ) .. هذا بعكس ما شهده أبناء ليبيا بالأمس القريب وهم ينظرون زعيمهم المسمى كذباً وبهتاناً بالزعيم الأممى تركله أقدام أبناءهم ومجاهديهم حانقة منتقمة .. ما أوسع الشقة هنا بين مشهد استشهاد البطل المجاهد عمر المختار على مقصلة الفاشيون الطليان بقيادة موسولينى وبين مشاهد النزع الأخير للقذافى على يد أبناء شعبه الغاضبين المنتقمين .. ولكن وبالرغم من هذه الشقة الكبيرة بين استشهاد البطل واغتيال الديكتاتور الا أن مشاعر الحزن ظلت حاضرة فى قلوب ونفوس الشعب الليبى والشعوب العربية وهى تشاهد دماء العقيد على وجهه وشعره المسدل دوماً على كتفيه يجر وينزع من على فروة رأسه بعنف وفسوة وانتقام .. فهنا زعيم عربى ينال مشهد اهانته وضربه والتنكيل به من كرامة وتاريخ أمة كريمة عرفت وعلى التاريخ كيف تنجب القادة الأبطال وتفتخر لهم .. وبالرغم من بعض الحق فى ظن يعضهم ممن يرون بأن فى الأمر مؤامرة من بعض من بسعدهم رؤية الزعماء العرب هكذا يهانون وينال منهم بما يحدث خدشاً على الوجدان العربى المسلم تاركاً بصمة انهزام وانكسار نتيجة لكسر زعاماته وقياداته .. الا أن ما يحدث الآن فى المنطقة العربية يعد بحق تغييراً حقيقياً وجوهرياً كان من المفترض حدوثه حتى ما قبل الزلزال السياسى والعسكرى الكبير الذى حدث للكتلة الشرقية والاتحاد السوفيتى فليس من المقبول أن يتقدم العالم بكامله على أمتنا العربية المسلمة ليبنى مؤسساته الاجتماعية والسياسية و نظمه المجتمعية الواعية لحقوق مجتمعاتها وواجباتها بما يؤسس للدولة الحديثة المستوعبة للحاجات الانسانية البشرية بنزعتها تجاه استقلالها وحاجتها لأن تمتلك كرامتها و حريتها ..
.. ولكن .. والربيع العربى يمضى ليكمل مؤسمه لأبد للشعوب العربية المنتفضة الآن وتلك التى تنضج ثوراتها على نار هادئة أن تستفيد من التجربة اللبيبة ومشهد سقوط القذافى واغتياله على الوجه الذى أغتيل به هو أو الذى صفى عبره نجله المعتصم بعد أسره والقبض عليه فلهذه الأمة من ارث القتال وفقه الجهاد وكمال العقيدة ما يجعلها واعية للحظات غضبها وانفعالها وقتالها ذلك حتى يكنمل النصر ويعلم الجميع من خان الأمة ومن تآمر عليها ومن حاربها من قوى الخارج .. ومن يدرى فلربما من حال دون اعتقال القذافى وأسره وفضل اغتياله بعض ممن يخافون وحال تقدبم الرجل لمحاكمة أن يخرج أسرار الكبار والصغار فيخلط الأوراق ويفضح المواقف فليس هنالك رجل عرف بعلاقاته المعقدة والمشبوهة بمثل ما عرف به القذافى بتاريخه السياسى الطويل على مدى أكثر من أربعة عقود من الزمان ..
.. مشاعر عديدة اختلطت على الناس وهى تشاهد على شاشات الفضائيات العربية والدولية اللحظات الأخيرة من حياة الرئيس الليبى العقيد معمر القذافى قبل أن يسجى جسده عارياً هكذا دونما شىء يستره ويستر مع جثمانه حال الأمة العربية التى وقفت من محيطها الى خليجها فاغرة فاها تنظر بألم بالغ الى زعيم عربى بلغ به الحال هذه الدرجة وهذه الصورة المذلة والمهينة و القاسية على تاريخ الأمة وكرامتها .. شىء مقزز ومحزن ومثير للشفقة والأسى أن بشهد العالم وخلال سنوات قليلة زعيمين عربيين يطلان على وسائل الاعلام الدولية بصورها المرئية والمنشورة على أوضاع مهينة مثيرة لكل مشاعر الأسى والحزن .. ليس من السهل على من ينظر للأمر من هذه الزاوية أن يتجاوز هذه المشاعر الحزينة والمريرة مهما أعطى لما ينظره أمامه من مبررات وتأويلات وموضوعيات فليس أشق على الناس من أن يرووا زعماءهم فى هكذا مواقف تنال من قدر أمتهم وتاريخها فالأمم تنحو للاقتخار بقادتها وزعمائها بأكثر مما ترغب فى ادانتهم والنيل منهم .. ولكن بالمقابل ماذا تفعل الشعوب عندما يجثو على صدرها جبار من جبابرة الظلم والبطش يبطش بها وينكل بها و ينال من كرامتها وشرفها كما ويصادر حريتها و حقها فى العيش الكريم .. وهنا تختلط المشاعر بمثل ما اختلطت على الناس وهى ترى القذافى الزعيم المحسوب بحكم الجغرافيا والديموغرافيا والتاريخ والعقيدة والثقافة والفكر ووحدة المصير ضمن زعماء أمة المحيط والخليج والبحر والنهر .. تتبادله الصفعات على وجهه و القبضات على صدره ضرباً وتنكيلاً حتى سالت الدماء على وجهه طالباً الرحمة والاشفاق من شعبه الذى لم يراعى فيه يوماً رحمة ولا شفقة .. شعب وصفه يوم انتقض عليه بالحشرات و بالجرذان .. ما أصعب لحظات النزع يا قذافى وما أقسى لحظات الانتقام با أيها الشعب الليبى البطل ..
.. والأمور على ظاهرها وباطنها قطعاً تختلف بين ما حدث الأسبوع الماضى للقذافى وبين ما حدث للرئيس العراقى صدام حسين الذى أعدم قبل خمس سنوات فى 30 ديسمبر من العام 2006م الذى صادف أو أختير بعناية ليقع فى فجر يوم عيد الأضحى المبارك العاشر من ذو الحجة وكأنما من خطط لذلك أراد أن تذبح الأمة العربية بنفسها زعيماً لها لتسيل دماؤه وتختلط مع نهر دماء الأضحية الذى تفجر نبعه الأول على يد خليل الله ابراهيم عليه السلام الذى نعته ربه بالأمة كما وصفه سبحانه بالأواه الحليم .. فبينما لقى الأول مصرعه على يد شعبه الثائر عليه والغاضب منه والمقاتل له .. لقى الرئيس العراقى حتفه شنقاً عقب محاكمة استعراضية شهدها العالم أجمع ليسلم بعدها من قبل القوات الأمريكية الغازية للعراق لخصومه الذين أعدموه بتشفى وانتقام فى لحظات لأ يختلف حولها اثنين فى أنها مثلت لحظات بطولة ابتسم فيها الرجل وهو يواجه الموت ابتسامة حيرت جلاديه الى اليوم لينطق بعدها الشهادة كاملة واضحة رزينة سمعها الجميع فى دهشة و انبهار .. وقد يصدق تقدير البعض فى أن صدام كان ديكتاتوراً متحكماً فى شعبه وقد شهد الجميع تجبره وتجبر أبنائه على الشعب العراقى الا أن كل هذا لم بمنع التاريخ أن يكتب له تلك البطولة وهو يواجه القوات الأمريكية وهو يواجه حيل المشتقة وهو ينظر اليه رافضاً أن تغطى عينيه ونعصب بقناع الرحمة كما وهو الحال عند تنفيذ حالات الاعدام على مقصلة الموت وهى اللحظات التى اختلطت فيها أيضاً مشاعر الناس وهى ترى زعيماً لها يشنق أما عينيها .. هل تزغرد وتهلل لموت ديكتاتور جبار كبل حرية شعبه ونكل به أم تكبر لصدام الذى تحدى اسرائيل وهدد يحرقها فى نصف ساعة .. صدام الذى صرح الفلسطينيون عقب شنقه بأنهم فقدوا أكبر ممول لهم ومساعد لهم ضد العدو الاسرائيلى وهذه حفيفة تركها الرجل خلفه فبينما كان الجميع قد وصل بهم الحال ما وصل اليه من خوف وهلع من مراقبة اسرائيل والولايات المتحدة لعلاقاتهم بالفلسطينيين وحركاتهم المجاهدة ظل دعم الرئيس صدام ربطاً ثابتاً لم ينقص مليماً واحداً حتى ساعة سقوط حكمه .. وبالرغم من الاختلاف الجوهرى بين نهاية صدام والآن نهاية القذافى الذى رقض قدره أن يستلهم قصة الرمز الليبى للبطولة والشجاعة عمر المختار البطل الذى أعدمه الطليان فى الرابع من جمادى الأول 1350 من التاريخ الهجرى الموافق السادس من سبتمبر من العام 1931م أمام حشد ضخم ومهيب من أبناء الشعب الليبى الذين شهدوا البطولة على أجلى وجهها وأنصع صفحاتها بعدما سطر بشجاعته عبارته الشهيرة .. ( .. اننا نقاتل لأن علينا أن نقاتل فى سبيل ديننا وحريتنا حتى نطرد الغزاة أو نموت نحن وليس لنا أن نختار غير ذلك .. ) .. هذا بعكس ما شهده أبناء ليبيا بالأمس القريب وهم ينظرون زعيمهم المسمى كذباً وبهتاناً بالزعيم الأممى تركله أقدام أبناءهم ومجاهديهم حانقة منتقمة .. ما أوسع الشقة هنا بين مشهد استشهاد البطل المجاهد عمر المختار على مقصلة الفاشيون الطليان بقيادة موسولينى وبين مشاهد النزع الأخير للقذافى على يد أبناء شعبه الغاضبين المنتقمين .. ولكن وبالرغم من هذه الشقة الكبيرة بين استشهاد البطل واغتيال الديكتاتور الا أن مشاعر الحزن ظلت حاضرة فى قلوب ونفوس الشعب الليبى والشعوب العربية وهى تشاهد دماء العقيد على وجهه وشعره المسدل دوماً على كتفيه يجر وينزع من على فروة رأسه بعنف وفسوة وانتقام .. فهنا زعيم عربى ينال مشهد اهانته وضربه والتنكيل به من كرامة وتاريخ أمة كريمة عرفت وعلى التاريخ كيف تنجب القادة الأبطال وتفتخر لهم .. وبالرغم من بعض الحق فى ظن يعضهم ممن يرون بأن فى الأمر مؤامرة من بعض من بسعدهم رؤية الزعماء العرب هكذا يهانون وينال منهم بما يحدث خدشاً على الوجدان العربى المسلم تاركاً بصمة انهزام وانكسار نتيجة لكسر زعاماته وقياداته .. الا أن ما يحدث الآن فى المنطقة العربية يعد بحق تغييراً حقيقياً وجوهرياً كان من المفترض حدوثه حتى ما قبل الزلزال السياسى والعسكرى الكبير الذى حدث للكتلة الشرقية والاتحاد السوفيتى فليس من المقبول أن يتقدم العالم بكامله على أمتنا العربية المسلمة ليبنى مؤسساته الاجتماعية والسياسية و نظمه المجتمعية الواعية لحقوق مجتمعاتها وواجباتها بما يؤسس للدولة الحديثة المستوعبة للحاجات الانسانية البشرية بنزعتها تجاه استقلالها وحاجتها لأن تمتلك كرامتها و حريتها ..
.. ولكن .. والربيع العربى يمضى ليكمل مؤسمه لأبد للشعوب العربية المنتفضة الآن وتلك التى تنضج ثوراتها على نار هادئة أن تستفيد من التجربة اللبيبة ومشهد سقوط القذافى واغتياله على الوجه الذى أغتيل به هو أو الذى صفى عبره نجله المعتصم بعد أسره والقبض عليه فلهذه الأمة من ارث القتال وفقه الجهاد وكمال العقيدة ما يجعلها واعية للحظات غضبها وانفعالها وقتالها ذلك حتى يكنمل النصر ويعلم الجميع من خان الأمة ومن تآمر عليها ومن حاربها من قوى الخارج .. ومن يدرى فلربما من حال دون اعتقال القذافى وأسره وفضل اغتياله بعض ممن يخافون وحال تقدبم الرجل لمحاكمة أن يخرج أسرار الكبار والصغار فيخلط الأوراق ويفضح المواقف فليس هنالك رجل عرف بعلاقاته المعقدة والمشبوهة بمثل ما عرف به القذافى بتاريخه السياسى الطويل على مدى أكثر من أربعة عقود من الزمان ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق