الثلاثاء، 2 أغسطس 2011

# الفضائيات العربية فى رمضان .. اللهم أصرف عنا السوء والفحشاء ..!!

.. بذات هذا العنوان وقبل سنوات خلت وعبر صحيفة الرأى العام كتبت ونحن فى رحاب رمضان المعظم عن حال الاعلام العربى والفضائيات العربية خاصة فى هذا الشهر الذى وصفه الله تعالى فى كتابه الكريم بالأيام المعدودات .. ولكننى أضفت فى عنوانى اليوم كلمة الفحشاء مضافة الى السوء وان كانت الكلمتان متلازمتان ليكملا معنىً متلازماً هو الآخر بتفسيراته الا أن الفحشاء فى تقديرى تنفرد بقبحها الشديد والممعن فى الأذى الأخلاقى من السوء الذى ربما كان معنىً مخففاً لفعل أو قول فيه سوء هو بالتأكيد أقل حدة من فعل أو قول يوصف بأنه فاحش وربما أردت هذا التفريق والتمييز بين المعنيين عند كتابنى للمقال السابق .. أردت بالتأكيد معنىً أقل حدة من الفاحشة وكنت حينها أحسب أن المستقبل بصحوته الاسلامية المتنامية كفيل بأن يرينا وخلال سنوات قلائل واقعاً جديداً يعود الناس فيه الى الله بقلوبهم وعقولهم ومعهم يرشد اعلامهم ويعود هو الأخر الى الله .. !! ..

.. لأ شك أننى كنت حينها مفرطاً فى الخيال والأمنيات بل أننى أشعر اليوم بأن ذلك أكبر من أن يحمله معنى السوء وحده حيث أصبحت الفاحشة هى الكلمة والمعنى الأكثر دقة لوصف الحالة الراهنة فقد تخطى الواقع المرئى العربى الآن أكثر مما أفرط فيه خيال المتشائمين حيال الأمر ولم تعد هنالك خطوطاً حمراء يقف عندها المتعرى فى جسده أو فكره ويكاد أكثر الناشطين فى الميديا العربية المؤثرة والقوية بمالها ونفوذها أن يكون قد تحلل الآن تماماً من أية قيود عقدية أو أخلاقية فى انتاج وعرض ما يريد حتى أن معايير لجان الرقابة لم تضحى ذات المعايير فقد أصابها هى الأخرى وبفعل الضغط المستمر عليها من قبل المنتجين الفاسدين الفساق ما جعلها تترنح وتدخل معهم فى حالة سكر عقلى وكثيراً ما تم التأثير والاختراق لهذه اللجان فى معظم الدول العربية على نحو متفاوت هنا وهناك وقد شهدت هذه الساحة فضائحاً مشهودة تورط فيها عدد كبير من أصحاب شركات الانتاج والتسويق فى رشاوى وصلت حد الـتأثير فى تعديل تلك المعايير الرقابية فضلاً عن الرشاوى المباشرة لتمرير المشاهد واللقطات والنصوص .. !! .. ما الذى يحدث هل يسعنا أن نفسر هذا التطور المنحدر بنا الى درك أسفل فقط من باب حمى الانتاج والتسويق وجنى الأرباح حيث أضحى الانتاج الاعلامى المرئى من أكثر مجالات السوق المربحة التى تدر على أصحابها الأموال الطائلة .. ؟؟!! .. أم أن الأمر فيه ما يدعو الى الوقوف على أكثر من ذلك لمن أراد النظر والتمعن فيما يجرى حولنا وأمامنا على شاشات القنوات العربية التى بات بعض ملاكها لأ يعبأ بمن يصف قناته أو شركته الانتاجية بالعارية أو حتى العاهرة فللأسف المحزن أن هؤلاء الفساق لم يفلحوا فى تغيير تلك المعايير الضابضة للمواد المنتجة فقط بل أفلحوا فى زحزحة المفاهيم الأخلاقية لكثير من مالكى القنوات والشركات العربية الناشطة فى الحقل الانتاجى المرئى فيما أفلحوا فى اسقاطها وبالمرة من عقول وقلوب البعض منهم .. والأكثر حزناً أن يكون هؤلاء قد أفلحوا بالفعل فى زحزحة تلك المفاهيم حتى من أفئدة وعقول قطاعات واسعة من المجتمع العربى المتعرض لرسائلهم العارية جسداً وعقلاً وهنا يطل قطاع الشباب العربى على وجه يدعو بالفعل للأسى فما اصبح عليه شبابنا العربى المسلم اليوم هو وبلا شك انعكاس مباشر لقوة الاعلام العربى بملامحة الجديدة بسفورها وفسقها والمثير أن لأ تفلح هذه القنوات فى تحييد الشباب العربى عن دينه وقيمه فقط بل أفلحت فى تغيير ملامح الرجولة فيه وقد ذهبت الأن أخلاق النخوة والبسالة والغيرة على الشرف والدين واللأوطان .. الآن أمامك وفى كل مكان من المدن العربية وطرقاتها شباب أشبه ما يكونون بمجموعات الهيبز التى غزت فى سنوات مضت ولأ زالت مدن أوروبا وأمريكا .. هؤلاء الفوضويون الذين أعلنوا أن لأ شىء يقيدهم أو يحد من حريتهم وحياتهم .. الآن المدن العربية تشهد نموءاً مضطرداً لهذا النوع من الحياة الشبابية الضالة بل أن الموضوع الجنسى وبالرغم من حساسيته البالغة تاريخياً وأخلاقياً فى المجتمعات العربية أفلحت تلك القنوات فى جعله موضوعاً مباحاً يدخل فى اطار السعى لتحقيق حرية الفرد الكاملة ..!! .. هكذا تصل هذه المعانى للشباب العربى اليوم فيؤمنون بها اما وقوفاً عليها من بعضهم موقفاً فكرياً شاذاً وغريباً عن المكونات الفكرية والثقافية للوسط العربى بدينه الخاتم وقيمه الموروثة أو يكون الأمر هكذا عبر انتماء أجوف ينجرف مع التيار العام وهو التيار الذى وللأسف أصبحت تصوغه وتشكله هذه الفضائيات بكل جرأتها وفسقها وخوائها الفكرى .. من يقف خلف كل هذا .. ؟؟ .. هل هو السوق .. سوق الاعلام والميديا بأرباحه الطائلة وكسبه اللامحدود .. ؟؟ .. أم أن هنالك من يقف وراء ذلك فى اسقاط مباشر لفرضية المؤامرة على المنطقة العربية والاسلامية .. ؟؟ .. سؤال أصبح مملاً بتكراره السمج .. ولكنه يظل السؤال الذى يجب التعامل معه لأ من باب محاولة الوصول لاجابته بل لمواجهة ما يشير اليه من أزمة حقيقية خطيرة ومستفحلة تواجه الاعلام العربى والفضائيات العربية ..
.. أليس من المثير أن يعلم الناس أن الوليد بن طلال الأمير العربى المسلم كان أول المدافعين عن امبراطور الاعلام الدولى اليهودى روبرت مردوخ خلال الأزمة الأخيرة التى أثارتها فضيحة التصنت التى تورطت فيها صحيفة نيوزأوف زى وورد االتى تمثل احدى أهم صحفه .. ؟؟ !! .. الصحيفة تورطت فى فضيحة تتعلق بتجسس تم على هواتف نقالة لعدد من الأشخاص تبين فيما بعد أنهم كانوا شخصيات تمت تصفيتها باعتبارهم منتمين الى حركات دينية ارهابية .. وقف العالم مشدوهاً ولعظم الفضيحة وخطورتها ذهب البعض بظنه بأنها كفيلة بتحطيم امبراطورية مردوخ اليهودية واخراجها من سوق الاعلام الدولى بعد سيطرة عليه استمرت لعقود طويلة عبر فيها الاعلام الدولى أكثر مراحله حسماً سواءً على مستوى المهنة بذاتها عبر ما أصابها من تطورات مذهلة تقنياً وتكنولوجياً بفضل فتوحات علمية مدهشة فى مجال الاتصالات ووسائل البث والانتاج .. أو من خلال حسمها لصراعات دولية سياسية أسست لوجه العالم الحالى بسيطرته الأحادية الأمريكية – اليهودية .. ومن يستطيع أن ينكر أن الاعلام كان له الدور الحاسم فى أكثر المعارك التى خاضتها تاريخياً الولايات المتحدة ومن ورائها اللوبيات اليهودية والدولة اليهودية المسماة الآن باسرائيل .. ؟؟ !! .. والعراق يبدو هنا المثال الأكثر وضوحاً عندما استطاعت الولايات المتحدة احتلال بغداد وقهر نظام صدام حتى قبل أن تطأ قدم جندى أمريكى واحد أرض العاصمة العراقية فيما عرف بالصاعقة الاعلامية ومن يستطيع أن ينكر الآن بأن الاعلام الدولى المؤثر بالفعل والمسيطر على تدفق المعلومات والأخبار وصياغة الرأى العام الدولى لأ زال الى هذه اللحظة فى يد روبرت مردوخ اليهودى ونجله جيمس بل المثير أن يفلح هذا الأخير الآن فى استقطاب أموال عربية لتضخيم امبراطوريته عبر الأمير العربى الوليد بن طلال الذى بات اليوم شريك أصيل له .. هل تصدقوا بأن الوليد بن طلال العربى المسلم السعودى الجنسية وأحد أفراد الأسرة الحاكمة بات يملك7% من أسهم مجموعة نيوز كورب التى يرأسها اليهودى روبرت مردوخ والذى يمتلك بدوره 12 % من أسهم المجموعة وهل تصدقوا بأن الوليد بهذه الحصة بعتبر ثانى أكبر مساهم بعد الامبراطور مردوخ نفسه .. ؟؟!! .. ولكن فيما العجب اذا علمنا بأن الوليد بن طلال هذا بدأ يستثمر فى مجموعة مردوخ منذ 20 عاماً .. !! .. ومن هو روبرت مردوخ .. ؟؟ .. هو الاعلامى اليهودى الذى بعتبر من أكبر الداعمين والمؤيدين للكيان اليهودى وله صلات متعددة وواسعة مع كبار الشخصيات اليهودية ورجال السياسة والجيش والأمن الاسرائيلى ويوصف بأنه امبراطور الاعلام الدولى لما يمتلكه من مؤسسات اعلامية ضخمة جداً فى قدراتها المالية ورؤوس أموالها وتشمل محطات التلفزة والاذعات والصحف المنتشرة فى كل العالم ومنها مؤسسات ضخمة فى أمريكا وأستراليا وبريطانيا وكذا فى عدد كبير من دول المنطقة الآسيوية والأوروبية استطاع عبرها مردوخ من دعم الكيان الاسرائيلى والترويج والتسويق لمواقفه ضد مواقف دول المنطقة العربية بما فى ذلك دفع الرأى العام العربى لاتخاذ مواقف معادية لكل توجه اسلامى واصماً وعبر امبراطوريته المنظمات والكيانات والأنظمة العربية و الاسلامية بالتطرف والارهاب .. الآن يستعد الرجلان روبرت مردوخ والوليد بن طلال لاطلاق أكبر قناة ناطقة باللغة العربية فى العالم بهدف السيطرة على سوق الأخبار العربية بغية التفوق على قناة الجزيرة الاخبارية .. !! .. والمعروف أن واقع سيطرة مردوخ على الاعلام الدولى تأسست عليه ئظريات الاعلام الحديثة فيما يتصل بمعادلات التأثير والتدفق الاعلامى من الغرب الى الشرق حتى باتت للأجيال العربية تؤمن به باعتباره الأساس المنطقى لعلم الاعلام والأخبار بما شكل فى جوهره ومظهره أمراً واقعاً مسلماً به تماماً كما والمعادلات العلمية الكيميائية بعناصرها وأرقامها الشىء الذى أدى لعجز عربى كامل وشلل دائم حال دون بلوغ العقل العربى لالتماس ما يصنع واقعاً عربياً جديداً ينعتق معه من قبضة مردوخ وامبراطوريته .. ولكن كيف للعرب بذلك الواقع الجديد وهاهو الوليد بن طلال بخرج كل ما فى كنانته من أسهم ليدافع بها عن شريكه اليهودى الذى ترنح أخيراً حتى كاد أن يسقط تماماً ..ولكن الأمير العربى الشهم انبرى ليحول دون سقوط الرجل وامبراطوريته .. الوليد وفى أول رد فعل له بعد فضيحة التصنت الأخيرة يتحدث وبملء ارادته فى مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية ( بى بى سى ) قائلاً ( .. بأنه لا زالت لديه ثقة كاملة بشركائه روبرت مردوخ ونجله جيمس .. لن أبيع أسهمى فى نيوز كورب .. لن ينهار مردوخ ولن تنهار نيوز كورب .. ) .. هذا هو الوليد بن طلال صاحب ومؤسس أكبرمجموعة للقنوات الفضائية المتخصصة فى المنوعات والغناء والرقص فى المنطقة العربية وأكبر شريك لليهودى امبراطور الاعلام الدولى روبرت مردوخ .. أنظروا الى هذا الواقع و ( لن تستطيعوا بعد ذلك أن تغمضوا عيونكم .. ) .. لن تستطيعوا أن تغمضوا أعينكم ليس بمشاهدتكم لمجموعة الوليد بن طلال الراقصة الماجنة والمسماة روتانا .. بل لن تغمضوها بعد اليوم لقلقكم على واقع عالمنا العربى المسلم ومستقبله الذى رهنه أهله للوليد بن طلال وشريكه اليهودى مردوخ ليفعلوا به ما شاؤوا عبر فضائيات واعلام ردىء ومنحط لأ يحكمه دين ولأ تصوغه أخلاق ..
.. ولنعود لنفحات هذا الشهر الكريم الملىء بالروحانيات والذى تتجه فيه أمة النبى الخاتم الرسول محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم لربها صائمة قائمة مسبحة بحمده شاكرة لأنعمه وندعو الله عز وجل فى هذه الأيام المعدودات الطيبات .. أن ينظر حالنا الاعلامى وفضائياتنا الاعلامية من فوق سبع سماوات ليخرس بفضله الصوت الفاجر وليمنع عنا الصورة الشيطانية الماجنة .. اللهم انا نسألك فى هذا الشهر الكريم أن تصرف عنا السوء والفحشاء .. اللهم آمين ..

ليست هناك تعليقات: