الثلاثاء، 28 يونيو 2011

# الخرطوم فى حضرة عبدالرحمن الخضر و مجذوب الخليفة ..!!

.. ما الذى يحدث فى شوارع الخرطوم وفى أسواقها وأزقتها وأنديتها .. من أين جاء كل هذا السفور والعرى ولماذا كل هذا الصياح الأبله والرقص الأجوف .. من أين جاءت كل هذه الأماكن المليئة برائحة الدخان والنارجيلة والشواء المختلطة رائحتة برائحة الأجساد العارية من أمامها ومن خلفها .. من كل هؤلاء الأجانب الذين يحملون جنسيات دول مجاورة بعضها لأتفهم لغتها وأخرى تفهمها ( بتأثير المسلسلات والأفلام ) .. من جاء بكل هؤلاء وصرح لهم للعمل فى هذه الأماكن المتعفنة العفون .. ؟؟ .. ما الذى يحدث فى عاصمتنا .. كيف زحف هؤلاء ودونما متابعة أو رقابة من أحد ليسكنوا فى أحياءنا الشعبية وليمارسوا فيها ما شاؤوا من أنواع الرزيلة والعادات القبيحة الدخيلة على مجتمعنا .. ؟؟ .. من المسئول عن هذه الفوضى التى باتت تخيف ولاة الأمور على أبنائهم وبناتهم .. ؟؟ .. حديث مخيف يدور حول نشاط هؤلاء فى ترويج المخدرات داخل الأحياء ووسط أسواق المدينة وفى جامعاتها ومتنزهاتها العامة .. !! .. لماذا أصبحت الخرطوم هكذا عارية صاخبة ماجنة تكاد تفقد وجهها الأصيل وهويتها السودانية .. ؟؟ .. السؤال ليك يا ... يا سيادة الوالى الدكتور عبدالرحمن الخضر حفظك الله ورعاك وأسبغ نعمه عليك ظاهرة وباطنة .. ؟؟؟!! ..
.. قبيل رحيله بسنوات وفى أوج عنفوان ولايته على ولاية الخرطوم وفى يوم من أيام الخرطوم الزاهرات مر الراحل الدكتور مجذوب الخليفة أحمد وفى صحبته عدد من معاونيه على أحد شوارع الخرطوم التى تشقها من الغرب الى الشرق فوقعت عيناه على فتيات يلبسن لباساً أصفر اللون ( كان شعاراً ولوناً لاحدى شركات البترول التى غادرت البلاد مؤخراً ) وهن يمسكن بمسدسات طلمبة للوقود فأوقف على فوره الركب وترجل على قدميه دون أن يتفوه بكلمة واحدة متجهاً الى حيث تقف أولئك الفتيات فوجدهن يتضاحكن وهن يسكبن لسائقى الحافلات والسيارات الأخرى الوقود فى مشهد ملفت وغريب للمارة المتجمهر بعضهم مستنكراً والآخر مستهزءاً والأغلب منهم متعجباً مندهشاً .. !! .. لم يقف مجذوب ولو للحظة واحدة حائراً فالرؤية لدية دائماً كانت أمامه أوضح من ضوء النهار وأبلج من شعاع الشمس .. بل عاد مسرعاً ليركب سيارته ويبدأ سيلاً غاضباً من التوجيهات لمن يهمه الأمر من معاونيه ومسئولييه وقد خرجت عباراته الملتقطة من مرافقيه غاضبة حاسمة على نحو لم يألفه حتى أقربهم اليه من أعوانه .. كانت التوجيهات الأولى تنص وبصرامة على سحب كل هؤلاء الفتيات من جميع طلمبات هذه الشركة خلال ثلاث ساعات فقط لأ غير يتم فورها زيارة جميع هذه الطلمبات فى مناطق الولاية من مسئولين حددهم بالاسم للتأكد من تنفيذ القرار بنسبة لأ يجب أن تقل مطلقاً عن مائة بالمائة لتبدأ بعدها مرحلة المساءلة .. وقد حدث بالفعل أن تم تنفيذ القرار وفى نصف المدة الزمنية التى حددها الراحل مجذوب رحمه الله ورحم أيامه التى نعمت فيها الخرطوم بالأمن والسلام والحشمة والطهر كما لم تنعم فى أيام من سبقوه ومن جاؤوا من بعده .. !! .. كان هذا الرجل أمة عرف واجبه الدنيوى بمثل ما عرف واجباته ومسئولياته الآخروية .. ومجذوب عرف بطاقاته الكبيرة وليله الذى كان كنهاره لأ يفتر والجميع يذكر كيف استطاع الرجل وفى يوم واحد من جمع كل السلاح المتفلت يوم أبيحت الخرطوم لمن شاء أن يحمل ما شاء فيها من عتاده وعدته العسكرية وهوالرجل الذى أوجد الموازنة المطلوبة بين السعى بالسلطان والأخذ بالقرآن .. فلم يكن غليظاً متغلظاً فى محافظته على ولايته قدر ما استطاع طاهرة بعيدة عن الممارسات الشاذة والدخيلة على المجتمع وفى هذا نجح نجاحاً كبيراً ومقدراً وفى ظروف بالغة التعقيد فى المحافظة على مظهر الخرطوم العام دون أن يترك الحبل على القارب لمن بيده السلطة ودون أن يترك الأمر مستباحاً للمتفلتين ليفعلوا ما شاؤوا بقيم المجتمع وعاداته الأصيلة فما كان أحداً يشاهد فى الخرطوم ما يشاهده الآن من مظهر خليع تشابه فيه الشباب بالشابات ظاهراً وباطناً وما كان أحداً قلقاً من حركة الأجانب حتى يخاف منهم على أينائه وشبابه وأسرته وأهله وما كان يتصور أحد أن يأتى يوم ليرى كل هذه الخلاعة والعرى فى شوارع الخرطوم وأسواقها وجامعاتها وأنديتها بعد أن تبدل الحال وصحا الناس لدينهم وعاداتهم السمحة بحشمتها وطهرها .. رحم الله مجذوب الرجل القوى الأمين على دينه ومسئوليته ومجتمعه ..
حكى لى أحد الاخوة حادثة حدثت له فى مجمع تجارى بالخرطوم عندما حاول أحدهم تنبيه شاب صغير السن الى ( نزول بنطاله ) عن وسطه الى مستوى يستدعى منه رفعه .. حدث هذا من الرجل ببراءة تامة فما كان من الشاب الا وأن لوى شفتيه ممتعضاً من نصيحة الرجل ومهمهماً بكلمات منخفضة قبل أن يسرع للحاق بأصحابه .. !! .. وبالطبع لم يخطىء الرجل فى نصيحته للشاب ولكنه لم يكن لحظتها مواكباً للموضة التى جعلت هذا الشاب وبحر ارادته يترك بنطاله دون وسطه ليتبين للمارة بعض من عورته .. !! .. الطريف أن الرجل عندما أبلغ بذلك رفع حاجبيه مندهشاً وقال لصاحبنا ( الولد ده براهو بطلع عورتو للناس .. ؟؟ .. لأ حول ولا قوة الا بالله .. والله يا أستاذ نحن الواحد من شدة الموضوع ما هاميهو لغاية ما كبرنا اليوم .. كل ساعة نتأكد من تكة سروالنا .. زمن عجيب .. !! .. ) .. والله فعلاً زمن عجيب يا رجل .. هذا هو شباب اليوم الذى يزهو بكشف عورته للناس .. !! .. من المسئول عن كل هذا يا سيادة والى الخرطوم .. هذه ولايتك ولديك حكومة كاملة تعمل فى كل مجالات الحياة الاجتماعية والخدمية والاقتصادية بل ولديك وزارات وادارات معنية بالشباب والمجتمع وحياة الناس كافة كما لديك أجهزتك المعنية بالمحافظة على حياة الناس وأمنهم وسلامتهم فكيف بعد هذا يحدث ما نراه الآن .. أين الجهات المسئولة عندك عن استيراد ملابس الشباب والشابات العارية هذه .. أين أجهزتك الضايضة للحركة التجارية والأسواق .. وأين هذه الأجهزة لتمنع وتوقف كل أوكار الممارسات الخادشة لحياء الحياة السودانية الأصيلة .. ألم تسمع أو ترى يوماً ما يحدث فى مطاعم وقهاوى الأجانب فى أحياء الولاية المختلفة ألم يبلغك تقرير واحد يعلمك بوجود ما يخجل فى هذه الأماكن .. ألم تسمع .. ؟؟ .. اذاً يا سيادة الوالى انى أدعوك لزيارة هذه الأماكن فى أكثر من منطقة فى ديوم مدينة بحرى وفى حوارى أمدرمان وفى ديوم الخرطوم بطولها وعرضها وفى منطقة الصحافات جنوبى الخرطوم وفى هنا وهناك وفى كل مكان يخطر ببالك سيادة الوالى ستجد ما يجعلك تصعق .. الكثير من شبابنا الآن داخل هذه المنازل والقهاوى المشبوهة يفعلون كل ما قد لأ يخطر ببالك بداية بالممارسات الفاحشة نهاية بالمخدرات .. المخدرات يا سيادة الوالى التى تكاد الآن أن تفتك بعدد مهول وضخم من شبابنا حتى فى الجامعات ان لم تكن قد فتكت بهم بالفعل .. ما أن يحل الليل الا وانطلق هؤلاء الشباب الى هذه الأماكن يقضون فيها ساعات طوال حتى أصبح بعضهم يتقن ( لغات أهل هذه الأماكن ويرطن بها مباهيا ومنهم من أصبحت له صاحبة يأتيها كل حين ويدلق أمامها ما أكتسبه فى ساعات نهاره ان كان يعمل والا من مال أبيه ان كان ميسور الحال .. ومن أين اصبح اباه ميسور الحال .. من يسأل !! ) .. ومالى أنا أدعوك سيادة الوالى للتعرف على هذا وكأنك لأ تعرف .. ؟؟ .. ألا يجب عليك أن تعرف من تلقاء نفسك بحكم مسئوليتك كراعى لشعب العاصمة االخرطوم .. ؟؟ .. ألم تقسم على ذلك عندما تم اختيارك لتكون والياً على هذه الولاية .. ؟؟

وأخيراً سيادة الوالى ..
.. يوثق الكاتب المصرى احسان عبدالقدوس لنفسه بحادثة حدثت له عندما قرأ عبد الناصر كتابه الشهير ( بناتنا فى الصيف ) .. قال دخلت على عبدالناصر فوجدته منزعجاً لحد كبير وفى يده نسخة من الكتاب فبادرنى قبل أن يسلم على ( .. أيه ده يا عبدالقدوس .. كيف تكتب كده .. بناتنا وشبابنا بيعملو كده فى الصيف .. ؟؟ !! .. ) .. قال : قلت له وبلهجة واثقة : نعم يا سيادة الرئيس يفعلن كل هذا وأكثر .. قال عبد القدوس بعدها صمت عبدالناصر ولم يكمل معى الحديث ولو بكلمة واحدة .. !! .. وذهب عبدالناصر بعدها ليلقى ربه ولكن بعد أن جرع أهله وأمته وفى مثل أيامنا هذه من العام 1967م أسوأ طعم لهزيمة أصبحت عاراً على كل عربى من المحيط الى الخليج .. هل دلت اجابة عبدالقدوس عبدالناصر حينها الى ما حدث فى حزيران الهزيمة والخزى والعار فصمت صمت أهل القبور .. ؟؟ !! .. فلنبحث عن الاجابة معك سيادة الوالى و .. لن نسألك هنا عن بداية العام الدراسى بالولاية ولا عن ( البرنامج الاسعافى ) ولا عن ( حكاية الخبز المدعوم ..!! ) .. دعمك الله و أعزك وأطال عمرك ..





ليست هناك تعليقات: