# ويسألونك عن التاسع من يوليو .. !!
فقط ثمانية عشر يوماً وفى يوم السيت الموافق التاسع من يوليو 2011م يحل التاريخ الذى بات ينتظره و ( بصير يكاد ينفد ) الآن الجميع .. ماذا يمكن أن يحدث فى هذا اليوم الحاسم وما يليه من أيام .. ؟؟ .. تكهنات عديدة يضعها الآن الكثيرون كسيناريوهات متوقعة بحلول هذا التاريخ وما يتبعه .. البعض بلغت به الهواجس مبلغاً رسم معه هذا اليوم فى مخيلته كابوساً حقيقياً ينتظر أهل السودان خاصة فى الشمال وفى المقابل وفى ردة فعل تبدو أيضاً غريبة وموغلة فى ظن البعض فى الخيال .. اجتهد آخرون فى اظهار سخريتهم من ( كابوس الفرقة المولولة ) على نحو أظهرهم ببرود انجليزى فريد .. هؤلاء يؤكدون أن لأ شىء خطيرسيحدث فى هذا التاريخ وما يليه من أيام قادمات .. كل شىء سيمضى وفق مسار قطار نيفاشا ( القشاش ) الذى لم يتوقف لحظة واحدة من ساعة انطلاقه رغم صياح البعض هنا وهناك .. وهذه حقيقة يمكن أن تقدم هذا التيار وتجعل تكهناته تبدو مثيرة وفى ذات الوقت منطقية ..!! .. فريق ثالث يبدو أنه أخذ من أولئك المتشائمين بعضاً من هواجسهم ومن هؤلاء ( الباردين الانجليز ) شيئاً من برودهم المتهكم وربما تفاؤل بعضهم الحذر .. هذا الفريق الأخير يحاول أن يقف من بحثه هنا وهناك عن صورة تمضى بالأمر على النحو المرضى ان لم يكن الجيد على المستوى المطلق .. وبالرغم من تداخل واختلاف أراء وتوقعات هؤلاء الا أنهم جميعاً باتوا الآن على يقين بانشطار القطر السودانى تماماً بحلول التاسع من يوليو القادم واعلان قيام دولة الجنوب الجديدة جنوباً مع صدور خارطة جغرافية جديدة لدولة الشمال الحالية تبدو للناظر اليها أشبه بنهايات فطيرة التهمها بعضهم على عجل من أمرهم ..
.. ولتتم القراءة الموضوعية الهادئة بتحليلها وتفنيدها لمآلات الأمر وما يمكن أن يحدث بالفعل لأبد هنا من الوقوف على ثلاثة جوانب رئيسية بالرغم من تداخلها وارتباطها العضوى مع بعضها البعض .. الآمر الأول يتصل بالموقف السياسى لحكومة الشمال بقياداتها القوية والمتنقذة فى المؤتمر الوطنى الحاكم وهو أمر جوهرى له صلته المباشرة بكافة المآلات فيما يبدو حسمه و قطعيته ترتبط فى نهاية المطاف بالاعلان عن الاعتراف بدولة الجنوب الجديدة أوعدمه .. أما الأمر الثانى فهو المتصل بالحالة العسكرية والوضع الأمنى المتوقع عند حدوث كافة الاحتمالات المتوقعة خاصة فى ظل الارتفاع المفاجىء الذى يمكن حدوثه فى أية لحظة بداية بالمناطق الملتهبة فى أبيى وجنوب كردفان الى مناطق أخرى يصعب مع الروح العام المتفاءل بتجاوز الأمر التفكير أو النظر فيها .. !! .. والأمر الثالث يتعلق بالحالة الاقتصادية والمالية لدولة الشمال حال فقدانها للايرادات البترولية التى قامت عليها موازناتها لسنوات طويلة وهو أمر له ارتباطه المباشر بالتغييرات الهيكلية والقانونية التى ستصيب الجسم الحكومى الشمالى وهو ما بات يعرف الآن بالمرحلة السياسية الجديدة والحكومة الجديدة والسياسات الاقتصادية والاجتماعية الجديدة .. !! .. وبمحاولة تفنيد الموقف السياسى لحكومة الشمال نجد أن الأمور بالفعل وكما هو موقف أولئك ( الباردون المتهكمون ) فان قطار نيفاشا لم يتوقف أبداً فى أية محطة بالرغم من تمهله فى بعض المناطق وتأخره فى بعضها الا أنه دوماً ما أوفى بتواريخ وصوله لمحطاته الرئيسية وهو أمر هام وحاسم لفهم الموقف المتوقع من جانب الشمال وحكومته و عند النظر فيه ينبئك تأملك بوجود ارادة سياسية حقيقية قوية ستحسم الأمر بوصول القطار دونما حادث طارىء الى محطته الأخيرة أو الى ( الميس ) كما كان يعبر الصادق المهدى عن حلم وصول حكومته فى مثل هذه الأيام من العام 1989م الى اكمال دورتها .. !! .. و ( ميس ) نيفاشا هو لحظة اعلان قيام دولة الجنوب واعتراف الشمال بها وهو فى اعتقادى ما سيحدث على صورة ميكانيكية آلية هى ما سارت عليه المسيرة منذ لحظة التوقيع الشهيرة بين مؤسس الحركة الشعبية جون قرنق وعلى عثمان طه ( كما يحلو اسمه للفضائيات وبعض المتنطعين بيننا ) .. لأشىء سيحول دون اعلان دولة الشمال اعترافها الفورى بالدولة الجديدة بل أن دولة الشمال ستحجز وبكل تأكيد الرقم ( 1 ) على لوحات سياراتها الدبلوماسية التى ستجوب يوماً ما شوارع جوبا وملكال وعلى متنها سفير السودان بدولة الجنوب ومساعدوه .. !! .. فيما سيأذن الموقف السودانى هذا لمعظم الدول العربية ان لم يكن كلها للاعتراف الفورى بدولة الجنوب الجديدة وكذا لمعظم الدول الاسلامية الأخرى .. سيتم ذلك بالرغم من كل ما يمكن أن يحدث من تطورات فالطرفان الآن أكثر حرصاً من أى وقت مضى على بلوغ ذلك ( الميس ) مهما كانت المعوقات والأحداث المتوفعة ومسيرة نيفاشا تؤكد بأن اللجام ومقود القطار وعصا سرعته وكابحة فرامله دوماً ما بقيت فى أيدى الأقوياء على الجانبين يعرف كلاً منهما متى يزيد معدل السرعة والصراخ ومتى يبطئها و يسكت الصراخ .. وبالوقوف على الأمر الثانى المتعلق بالموقف والحالة العسكرية والأمنية عند توقع كافة النتائج فلأمر بوضوحه يؤكد ارتباط هذا الأمر بالموقف السياسى نفسه على الجانبين ليبقى فقط توقع ما سيتم على الساحة والميدان وأعتقد هنا جازماً بقدرة قيادات الحركة الشعبية العسكرية على تجاوز الأمر أياً ما كان شكله على الميدان بمعنى أنه وحتى ولو بقيت قوات الشمال على مواقعها الحالية دون التوصل لأية حلول أخرى فان الحركة الشعبية بقياداتها النافذة القوية ستلجم أصوات الآخرين لديها وعلى رأسهم ( أولاد أبيى بالحركة ) ممن يأملون فى تحقيق ما يهدفون اليه فى أبيى قبل أن يطوى ملف الاتفاقية باعلان الدولة الجدبدة واعتراف الشمال بها .. وهو موقف موضوعى للحركة بكل المقاييس بالنظر لحاجتها التاريخية لاعلان دولتها الوليدة ومن ثم الالتفات الى مرحلة ترسيخ وجودها وسيطرتها على الأوضاع تمهيداً لحالة مستقرة لدولة وليدة تحتاج لمرحلة بناء سريعة وفاعلة مع وجود جار شمالى يربطها به رباط بستحيل الفكاك منه قريباً وهو أمر يبدو واضحاً أكثر من زاوية الثروة النفطية والحاجة الماسة لايراداتها دون أى تعطيل أو تأخير فى هذه المرحلة الهامة من ترسيخ الحالة الأمنية والاستقرار السياسى بالجنوب وليس هنلك فراراً من الشمال الذى تمر أنابيب السائل الحيوى بأراضيه على مسافات بعيدة الى مواقع تصديرها ولابديل لذلك على الأقل لسنوات غير قليلة .. هذه هى قراءة قائد الحركة الشعبية رئيس دولة الجنوب سيلفاكيير ميارديت ومساعدوه الأقوياء من العسكريين والسياسيين أيضاً وهى ذات القراءة التى خرجت بها حكومة الشمال وقيادييها من الحزب الحاكم وجاءت بمقتضاها كما يبدو الأحداث العسكرية الأخيرة بأبيى وردة فعلها فى عملية كادوقلى ( المحدودة بذكاء مدهش ) من الحركة الشعبية التى بدأت الآن تتخلص من بعض ما حملته على ظهرها مجبرة طوال سنوات القتال الصعبة .. !! .. على العموم الأمر هنا سيمضى بقوة ارادة قطار نيفاشا الذى سيفرض بوصوله ( لميسه ) على الجانبين مواقفاً ما سيرحلها تاريخ التاسع من يوليو الى زمان آخر تنضج خلاله النتائج الحالية الى مستوى يسمح لأولاد أبييى فى الحركة الشعبية من رفع صوتهم مرة أخرى للوصول لوضعية دائمة بمنطقتهم بمثل ما يسمح للمسيرية باعلاء مستوى مطالبهم بحقوقهم فى منطقة كان يوماً ما يشرب فيها دينق مجوك صباحاً القهوة فى دار بابو نمر ليتناول الأخير غداءه أخر اليوم فى دار الأول .. هل ستهدأ أبيي بعد التاسع من يوليو أم ستتفجر .. ؟؟ .. سؤال فى رحم المستقبل ولكن المؤكد أن الجانبين سيصلان لتسوية تتيح لهما عبور هذا التاريخ على أى وجه من التنازلات كان من هنا وهناك .. أخبراً يبقى الحديث عن الحالة الاقتصادية والمالية لدولة الشمال عقب التاسع من يوليو المنتظر .. ماذا سيحدث .. ؟؟ .. هل بالفعل سندخل فى مرحلة الفول المدمس ولأ أقول ( الكسرة ) كما قال السيد / وزير المالية أو ( البسكويت ) كما قالت مارى انطوانيت .. هل ستطبق وبالفعل علينا سياسة تقشفية قاسية تردنا الى ما قبل حقبة موازنات البترول .. ؟؟ .. هل يمكن أن نصدق بأن اقتصاديينا وسياسيينا ( النبهاء ) سيوصلوننا الى هذه النتيجة .. ؟؟ .. هنلك ثلاثة مجموعات لديها هنا أيضاَ تحليلات مختلفة وبعضها لأ يخلو من الطرافة .. المجموعة الأولى تعتقد بأن لهذه الحكومة ثقة تاريخية فى نفسها وفى قدرتها على تجاوز الأزمات وقد تشكلت هذه الثقة من قدرتها الكبيرة فى العبور من منعطفات خطيرة كانت يمكن أن تشكل أزمات اقتصادية خطيرة وهذا الشعور مع تراكم التجارب والخبرات وكذا تراكم السنوات أضحى شعوراً يسيطر بطريقة مغناطيسية الآن على القيادات الصانعة للفعل والقرار السياسى وبالتالى فان هؤلاء الآن على ثقة تامة بخروجهم من هذه المرحلة ( سواءً كانت ميزانية بترول أو ميزانية بطاطس ) المهم سيعبرون بنا .. !! .. المجموعة الثانية تعتقد بأن ترتيبات الكبار فى المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية ستعبر بنا المرحلة على وجه ما لأ يعلمونه وبالطبع لأ نعلمه نحن ولا الآخرون .. !! .. هنالك مجموعة أخيرة أأسميتها هنا ( مجموعة الحالمون ) .. هؤلاء وشخصى الضعيف يتشرف بالانتماء لهم يعتقدون خيراً فى من يقودون خطانا الاقتصادية .. لذلك نحن نصدق بأن هنالك ترتيبات حكومية بترولية كاملة تستند على وجود آبار الآن على كامل جاهزيتها للضخ فى وسط السودان وشماله وبعض مناطقه الغربية .. آبار جاهزة لرفع الغطاء عنها وبداية الضخ والتصدير فور خروج بترول الجنوب من الموازنة .. انى أصدق ذلك لذا وضعت نفسى ضمن هذه المجموعة .. ( مجموعةالحالمون ) ..
.. وأخيراً يسألونك عن حكومة 9 يوليو الجديدة .. ممن ستتكون وكيف سيكون وضعها الهيكلى وعلاقاتها الأفقية والرأسية .. صدقونى لأ أعلم هنا الا كما يعلم قارىء الصحف فى المحطة الوسطى .. ولكن العصفورة أخبرتنى أخيراً بتردد عدد غير قليل من رجال الدولة والتنظيم الحاكم على صالونات الحلاقة والتجميل التى تعيد الشباب الى الوجوه عسى ولعل أن يشار لأحدهم يوماً ما بالرئيس الشاب القادم .. أو كما قال من قال .. !!
فقط ثمانية عشر يوماً وفى يوم السيت الموافق التاسع من يوليو 2011م يحل التاريخ الذى بات ينتظره و ( بصير يكاد ينفد ) الآن الجميع .. ماذا يمكن أن يحدث فى هذا اليوم الحاسم وما يليه من أيام .. ؟؟ .. تكهنات عديدة يضعها الآن الكثيرون كسيناريوهات متوقعة بحلول هذا التاريخ وما يتبعه .. البعض بلغت به الهواجس مبلغاً رسم معه هذا اليوم فى مخيلته كابوساً حقيقياً ينتظر أهل السودان خاصة فى الشمال وفى المقابل وفى ردة فعل تبدو أيضاً غريبة وموغلة فى ظن البعض فى الخيال .. اجتهد آخرون فى اظهار سخريتهم من ( كابوس الفرقة المولولة ) على نحو أظهرهم ببرود انجليزى فريد .. هؤلاء يؤكدون أن لأ شىء خطيرسيحدث فى هذا التاريخ وما يليه من أيام قادمات .. كل شىء سيمضى وفق مسار قطار نيفاشا ( القشاش ) الذى لم يتوقف لحظة واحدة من ساعة انطلاقه رغم صياح البعض هنا وهناك .. وهذه حقيقة يمكن أن تقدم هذا التيار وتجعل تكهناته تبدو مثيرة وفى ذات الوقت منطقية ..!! .. فريق ثالث يبدو أنه أخذ من أولئك المتشائمين بعضاً من هواجسهم ومن هؤلاء ( الباردين الانجليز ) شيئاً من برودهم المتهكم وربما تفاؤل بعضهم الحذر .. هذا الفريق الأخير يحاول أن يقف من بحثه هنا وهناك عن صورة تمضى بالأمر على النحو المرضى ان لم يكن الجيد على المستوى المطلق .. وبالرغم من تداخل واختلاف أراء وتوقعات هؤلاء الا أنهم جميعاً باتوا الآن على يقين بانشطار القطر السودانى تماماً بحلول التاسع من يوليو القادم واعلان قيام دولة الجنوب الجديدة جنوباً مع صدور خارطة جغرافية جديدة لدولة الشمال الحالية تبدو للناظر اليها أشبه بنهايات فطيرة التهمها بعضهم على عجل من أمرهم ..
.. ولتتم القراءة الموضوعية الهادئة بتحليلها وتفنيدها لمآلات الأمر وما يمكن أن يحدث بالفعل لأبد هنا من الوقوف على ثلاثة جوانب رئيسية بالرغم من تداخلها وارتباطها العضوى مع بعضها البعض .. الآمر الأول يتصل بالموقف السياسى لحكومة الشمال بقياداتها القوية والمتنقذة فى المؤتمر الوطنى الحاكم وهو أمر جوهرى له صلته المباشرة بكافة المآلات فيما يبدو حسمه و قطعيته ترتبط فى نهاية المطاف بالاعلان عن الاعتراف بدولة الجنوب الجديدة أوعدمه .. أما الأمر الثانى فهو المتصل بالحالة العسكرية والوضع الأمنى المتوقع عند حدوث كافة الاحتمالات المتوقعة خاصة فى ظل الارتفاع المفاجىء الذى يمكن حدوثه فى أية لحظة بداية بالمناطق الملتهبة فى أبيى وجنوب كردفان الى مناطق أخرى يصعب مع الروح العام المتفاءل بتجاوز الأمر التفكير أو النظر فيها .. !! .. والأمر الثالث يتعلق بالحالة الاقتصادية والمالية لدولة الشمال حال فقدانها للايرادات البترولية التى قامت عليها موازناتها لسنوات طويلة وهو أمر له ارتباطه المباشر بالتغييرات الهيكلية والقانونية التى ستصيب الجسم الحكومى الشمالى وهو ما بات يعرف الآن بالمرحلة السياسية الجديدة والحكومة الجديدة والسياسات الاقتصادية والاجتماعية الجديدة .. !! .. وبمحاولة تفنيد الموقف السياسى لحكومة الشمال نجد أن الأمور بالفعل وكما هو موقف أولئك ( الباردون المتهكمون ) فان قطار نيفاشا لم يتوقف أبداً فى أية محطة بالرغم من تمهله فى بعض المناطق وتأخره فى بعضها الا أنه دوماً ما أوفى بتواريخ وصوله لمحطاته الرئيسية وهو أمر هام وحاسم لفهم الموقف المتوقع من جانب الشمال وحكومته و عند النظر فيه ينبئك تأملك بوجود ارادة سياسية حقيقية قوية ستحسم الأمر بوصول القطار دونما حادث طارىء الى محطته الأخيرة أو الى ( الميس ) كما كان يعبر الصادق المهدى عن حلم وصول حكومته فى مثل هذه الأيام من العام 1989م الى اكمال دورتها .. !! .. و ( ميس ) نيفاشا هو لحظة اعلان قيام دولة الجنوب واعتراف الشمال بها وهو فى اعتقادى ما سيحدث على صورة ميكانيكية آلية هى ما سارت عليه المسيرة منذ لحظة التوقيع الشهيرة بين مؤسس الحركة الشعبية جون قرنق وعلى عثمان طه ( كما يحلو اسمه للفضائيات وبعض المتنطعين بيننا ) .. لأشىء سيحول دون اعلان دولة الشمال اعترافها الفورى بالدولة الجديدة بل أن دولة الشمال ستحجز وبكل تأكيد الرقم ( 1 ) على لوحات سياراتها الدبلوماسية التى ستجوب يوماً ما شوارع جوبا وملكال وعلى متنها سفير السودان بدولة الجنوب ومساعدوه .. !! .. فيما سيأذن الموقف السودانى هذا لمعظم الدول العربية ان لم يكن كلها للاعتراف الفورى بدولة الجنوب الجديدة وكذا لمعظم الدول الاسلامية الأخرى .. سيتم ذلك بالرغم من كل ما يمكن أن يحدث من تطورات فالطرفان الآن أكثر حرصاً من أى وقت مضى على بلوغ ذلك ( الميس ) مهما كانت المعوقات والأحداث المتوفعة ومسيرة نيفاشا تؤكد بأن اللجام ومقود القطار وعصا سرعته وكابحة فرامله دوماً ما بقيت فى أيدى الأقوياء على الجانبين يعرف كلاً منهما متى يزيد معدل السرعة والصراخ ومتى يبطئها و يسكت الصراخ .. وبالوقوف على الأمر الثانى المتعلق بالموقف والحالة العسكرية والأمنية عند توقع كافة النتائج فلأمر بوضوحه يؤكد ارتباط هذا الأمر بالموقف السياسى نفسه على الجانبين ليبقى فقط توقع ما سيتم على الساحة والميدان وأعتقد هنا جازماً بقدرة قيادات الحركة الشعبية العسكرية على تجاوز الأمر أياً ما كان شكله على الميدان بمعنى أنه وحتى ولو بقيت قوات الشمال على مواقعها الحالية دون التوصل لأية حلول أخرى فان الحركة الشعبية بقياداتها النافذة القوية ستلجم أصوات الآخرين لديها وعلى رأسهم ( أولاد أبيى بالحركة ) ممن يأملون فى تحقيق ما يهدفون اليه فى أبيى قبل أن يطوى ملف الاتفاقية باعلان الدولة الجدبدة واعتراف الشمال بها .. وهو موقف موضوعى للحركة بكل المقاييس بالنظر لحاجتها التاريخية لاعلان دولتها الوليدة ومن ثم الالتفات الى مرحلة ترسيخ وجودها وسيطرتها على الأوضاع تمهيداً لحالة مستقرة لدولة وليدة تحتاج لمرحلة بناء سريعة وفاعلة مع وجود جار شمالى يربطها به رباط بستحيل الفكاك منه قريباً وهو أمر يبدو واضحاً أكثر من زاوية الثروة النفطية والحاجة الماسة لايراداتها دون أى تعطيل أو تأخير فى هذه المرحلة الهامة من ترسيخ الحالة الأمنية والاستقرار السياسى بالجنوب وليس هنلك فراراً من الشمال الذى تمر أنابيب السائل الحيوى بأراضيه على مسافات بعيدة الى مواقع تصديرها ولابديل لذلك على الأقل لسنوات غير قليلة .. هذه هى قراءة قائد الحركة الشعبية رئيس دولة الجنوب سيلفاكيير ميارديت ومساعدوه الأقوياء من العسكريين والسياسيين أيضاً وهى ذات القراءة التى خرجت بها حكومة الشمال وقيادييها من الحزب الحاكم وجاءت بمقتضاها كما يبدو الأحداث العسكرية الأخيرة بأبيى وردة فعلها فى عملية كادوقلى ( المحدودة بذكاء مدهش ) من الحركة الشعبية التى بدأت الآن تتخلص من بعض ما حملته على ظهرها مجبرة طوال سنوات القتال الصعبة .. !! .. على العموم الأمر هنا سيمضى بقوة ارادة قطار نيفاشا الذى سيفرض بوصوله ( لميسه ) على الجانبين مواقفاً ما سيرحلها تاريخ التاسع من يوليو الى زمان آخر تنضج خلاله النتائج الحالية الى مستوى يسمح لأولاد أبييى فى الحركة الشعبية من رفع صوتهم مرة أخرى للوصول لوضعية دائمة بمنطقتهم بمثل ما يسمح للمسيرية باعلاء مستوى مطالبهم بحقوقهم فى منطقة كان يوماً ما يشرب فيها دينق مجوك صباحاً القهوة فى دار بابو نمر ليتناول الأخير غداءه أخر اليوم فى دار الأول .. هل ستهدأ أبيي بعد التاسع من يوليو أم ستتفجر .. ؟؟ .. سؤال فى رحم المستقبل ولكن المؤكد أن الجانبين سيصلان لتسوية تتيح لهما عبور هذا التاريخ على أى وجه من التنازلات كان من هنا وهناك .. أخبراً يبقى الحديث عن الحالة الاقتصادية والمالية لدولة الشمال عقب التاسع من يوليو المنتظر .. ماذا سيحدث .. ؟؟ .. هل بالفعل سندخل فى مرحلة الفول المدمس ولأ أقول ( الكسرة ) كما قال السيد / وزير المالية أو ( البسكويت ) كما قالت مارى انطوانيت .. هل ستطبق وبالفعل علينا سياسة تقشفية قاسية تردنا الى ما قبل حقبة موازنات البترول .. ؟؟ .. هل يمكن أن نصدق بأن اقتصاديينا وسياسيينا ( النبهاء ) سيوصلوننا الى هذه النتيجة .. ؟؟ .. هنلك ثلاثة مجموعات لديها هنا أيضاَ تحليلات مختلفة وبعضها لأ يخلو من الطرافة .. المجموعة الأولى تعتقد بأن لهذه الحكومة ثقة تاريخية فى نفسها وفى قدرتها على تجاوز الأزمات وقد تشكلت هذه الثقة من قدرتها الكبيرة فى العبور من منعطفات خطيرة كانت يمكن أن تشكل أزمات اقتصادية خطيرة وهذا الشعور مع تراكم التجارب والخبرات وكذا تراكم السنوات أضحى شعوراً يسيطر بطريقة مغناطيسية الآن على القيادات الصانعة للفعل والقرار السياسى وبالتالى فان هؤلاء الآن على ثقة تامة بخروجهم من هذه المرحلة ( سواءً كانت ميزانية بترول أو ميزانية بطاطس ) المهم سيعبرون بنا .. !! .. المجموعة الثانية تعتقد بأن ترتيبات الكبار فى المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية ستعبر بنا المرحلة على وجه ما لأ يعلمونه وبالطبع لأ نعلمه نحن ولا الآخرون .. !! .. هنالك مجموعة أخيرة أأسميتها هنا ( مجموعة الحالمون ) .. هؤلاء وشخصى الضعيف يتشرف بالانتماء لهم يعتقدون خيراً فى من يقودون خطانا الاقتصادية .. لذلك نحن نصدق بأن هنالك ترتيبات حكومية بترولية كاملة تستند على وجود آبار الآن على كامل جاهزيتها للضخ فى وسط السودان وشماله وبعض مناطقه الغربية .. آبار جاهزة لرفع الغطاء عنها وبداية الضخ والتصدير فور خروج بترول الجنوب من الموازنة .. انى أصدق ذلك لذا وضعت نفسى ضمن هذه المجموعة .. ( مجموعةالحالمون ) ..
.. وأخيراً يسألونك عن حكومة 9 يوليو الجديدة .. ممن ستتكون وكيف سيكون وضعها الهيكلى وعلاقاتها الأفقية والرأسية .. صدقونى لأ أعلم هنا الا كما يعلم قارىء الصحف فى المحطة الوسطى .. ولكن العصفورة أخبرتنى أخيراً بتردد عدد غير قليل من رجال الدولة والتنظيم الحاكم على صالونات الحلاقة والتجميل التى تعيد الشباب الى الوجوه عسى ولعل أن يشار لأحدهم يوماً ما بالرئيس الشاب القادم .. أو كما قال من قال .. !!
هناك تعليق واحد:
الحقيقة مدونتك رائعة يا أخ خالد ..كما انك تتميز بأفق واسع وتفكير هادىء وطرح مواضيع قيمة حتى فى اسلوبك روعة تحياتى لك وادعوك لزيارة مدونتى(مدونة الشاعر المصرى ابراهيم خليل)..كما اننا نحتاج الى قلمك لتشاركنا التعبير فى قضايا أمتنا والمصير وهذا ت للجريدة:0118373154 (جريدة التل الكبير كوم)..ولولا تميز قلمك وما لة من تأثير مادعوناك الى التفكير فى الأتصال بنا مع تحياتى (ابراهيم خليل-رئيس تحرير جريدة التل الكبير كوم).
إرسال تعليق