للمرة الثانية وخلال أيام قليلة متقاربة أجد نفسى مشدوداً وبقوة للوقوف على حديث للسيد / رئيس الجمهورية الفريق عمر البشير .. الأولى كانت الثلاثاء الماضية وارتيطت بما جاء فى تصريحات لفخامته بشأن الترتيبات التى كشف عنها والخاصة بعزم الحكومة على اجراء تعدبلات هيكلية وأخرى قانونية على واقع النشاط الاستثمارى بالبلاد وهو الأمر الذى انتويت المواصلة فيه خلال هذا الأسبوع الا أن حديثاً آخراً جاء على لسان السيد / رئيس الجمهورية – رئيس حزب المؤتمر الوطنى الحاكم ( لدى مخاطبته الجلسة الختامية لدورة الانعقاد الثالثة لشورى المؤتمر الوطنى يوم الجمعة الماضية ) جعلنى أقف عليه اليوم ربما لأهميته البالغة أو لاصابته شيئاً ما أعاد أشواقاً دافقة الى نفوس قطاع واسع من الاسلاميين الذين هزتهم وبقوة الصورة التى رسمها السيد / الرئيس للفجر الذى يصلى فيه الناس جماعات بالمساجد ليتحلقوا بعده فى حلقات الذكر وتلاوة القرءان .. الصورة التى هتفوا لها عمراً طويلاً وجاهد من أجلها الصادقين منهم عمراً وأياماً طويلة .. !! .. حياة المساجد التى يعرف أهلها بعضهم البعض فى أحوالهم وآلامهم وأحلامهم وتطلعاتهم .. حياة التكافل والتعاضد والتسامح والدعوة الى الله .. الدعوة الشاملة .. كما تمت تسميتها من قبل أهل العقد والحل .. الدعوة التى تنسج نسيجاً اجتماعياً متماسكاً بروح الدين القويم بعدله وسماحته وطيب خلقه للوصول يوماً ما لمجتمع الايثار وحب الخير للجميع من الجميع .. !! ..
.. انها الصورة التى رسمها السيد / الرئيس يوم الجمعة الماضية أمام منتسبى حزبه لما ينطلع اليه خلال المرحلة القادمة مؤكداً تمايز الصفوف بخروج المكون المسيحى المقدر الذى كان جزءاً من المؤتمر الوطنى قبل اعلان نتيجة استفتاء الجنوب بما يشير الى تقدير سيادته بأنه كان العقبة الرئيسية لتعطيل وربما تعليق برنامج الدعوة الشاملة بما يعنى الآن أن الوقت قد حان لزمان الأوبة والعودة الى الله عبر برنامج الدعوة الشاملة الذى أكد ساخراً لمن يمكن أن يأتيه عقب حديثه هذا رافعاً له تقديرات تكلفة باهظة لتنفيذه وتعميمه .. يأنه لأ يحتاج ( اللسيارات والميزانيات الضخمة .. ) .. بل فقط الى رجل يخرج بنفسه الى صلاة الفجر يشارك الناس صلاتهم ومجلس ذكرهم وهمومهم ليعود ومن جديد لذات المجلس عند صلاة المغرب أو العشاء لينظر معهم ما تم وما يجب عمله من أمور الدنيا والآخرة .. يا لها من صورة .. !! .. ولعل المثير الذى يدعو بحق للوقوف على هذا الأمر أن السيد / الرئيس كان حديثه جلياً فيما يتصل بمن يجب أن يقود هذا البرنامج .. ذلك الذى يخرج الى صلاة الفجر ليصلى مع الناس جماعة ثم يجالسهم ويستمع اليهم بمثل ما يسمع منهم .. نعم كان من الواضح أن الرئيس يشير ويرمى بهذا الحديث وعلى وجه خاص جداً الى من يحدقون فيه من قيادات حزبه ثم الى بقية منتسبيه من الأعضاء .. ماذا يعنى هذا .. ؟؟ .. فى تقديرى الخاص أنه يعنى الكثير والكثير جداً .. فى المقام الأول أإنه يعنى بأن السيد / رئبس الجمهورية بات على قناعة تامة بأن هنلك مشكل حقيقى يواجهه كرأس دولة فيما يتصل بالشأن الاجتماعى فى اطاره المتصل بعافية النسيج الاجتماعى والوضعية الطبقية له بما ينسحب على قضايا أساسية يأتى فى مقدمتها المستوى المعيشى والقدرة على مكابدة الحياة فى ظل ترشيحات بدخول مرحلة اقتصادية جديدة تتطلب انفاذ سياسات تقشفية ربما تكون قاسية على الطبقات الدنيا من المجتمع بأكثر مما قد تمس حياة الطبقات المقتدرة والمترفة التى نمت قدراتها خلال السنوات الماضية على نحو مذهل ومدهش حتى بات الطراز العمرانى السكنى للخرطوم ينبئك بأنك فى احدى عواصم النفط الغنية بمثل ما قد تنبئك المحال التجارية الاستهلاكية الضخمة بأنك فى قلب العالم الغنى المنعم بخيرات الدنيا وملذاتها حتى اذا خرجت منها رأيت نموذجاً آخراً من البؤس والعوز والمرض .. !! .. هذه الصورة وتلك فى اعتقادى الخاص أنها باتت تؤرق الآن السيد / الرئيس بما يدفعه لالتماس المعالجة والتقويم عبر الدعوة الى انزال قيم التكافل والتراحم والتعاون بجانب سياسات تنظيمية أخرى حاسمة سيحرص سيادته وفق ما أرى حرصاً بالغاً على أن تتبناها و تتبعها الجهات المنظمة لانسياب السلع والخدمات لكافة قطاعات الشعب دونما تمييز أو محاباة تنتهك حرمة تلك المعانى التربوية والعقدية .. وفى المقام الثانى الذى ربما مثل محور هذا المقال يتصل باحساسى وتقديرى الخاص بوصول السيد / رئيس الجمهورية – رئيس حزب المؤتمر الوطنى الى قناعة تامة بوجود كارثة حقيقية داخل حزبه تتصل بالنمط الأخلاقى لعدد غير قليل من قيادات الحزب العليا وعدد أكثر من القيادات الوسطى والدنيا المنتسبين للمؤتمر الوطنى خاصة فيما يتصل بحرمة المال العام والكسب غير المشروع الذى تتعدد صوره وأشكاله من الاستغلال المباشر للسلطة والنفوذ الى الاستغلال غير المباشر للعلاقات المنفعية المتبادلة هنا وهناك بين من يتولون أو يتصلون بمراكز القرار السياسى والاقتصادى ولأ بد أن أذن السيد / الرئيس وعينه قد باتتا الآن مفتوحتين الى آخر مدى يمكنه استخدامه لسماع ورؤية المثير والغريب من الفضائح التى تورط فيها عدد كبير من منتسبى الحزب الذين أخذتهم شهوة المال الى مدى آخر تجاوز تلك المعايير الأخلاقية والقيمية التى يريد سيادته الآن أن يرد هؤلاء اليها عبر خطابه الأخير .. ولكن .. السؤال هنا يقول .. هل سيفلح الأمر .. ؟؟ .. هل يمكن وبالفعل أن تنجح هذه الثورة الأخلاقية الجديدة لتصل رياحها الى معاقل كل هؤلاء بكل قدراتهم النافذة وتأثيرهم الحاسم .. ؟؟ !! .. هل سترينا الأيام القادمات أوبة حقيقية الى تلك المعانى الرفيعة .. هل يمكن أن تفلح هذه السياسات الجديدة التى بشر بها الرئيس البشير على مستوى الحزب القائد الى بروز تيار يرفع شعار سنعيدها سيرتها الأولى .. صورة الزهد والصدق والأمانة والخروج بالنفس والمال الى الله لأ الى الدنيا وملذاتها .. حدثنى أحد الأصدقاء القدامى بأنه قد قام مؤخراً بزيارة الى منزل أحد القيادات الحزبية الذى حمل له ومنذ وقت مبكر من شبابه حباً وتقديراً كبيراً لأنه زرع فيه قيم الاستعلاء على الدنيا استعلاء المؤمن بايمانه بأنها دار خير زائل ومتاع بال ونفس هالكة لأ محالة .. ويا ليته لم يذهب كما أسر الى .. فاستعلمته الأمر فوجدته ينكر على شيخه ومربيه حال الدنيا الذى شغله عن علمه الذى كان حريصاً على وصوله للناس وزهده الذى أفل باقباله على طيب المقام فى الدنيا .. فهممت أن أرده عن فكرته وتقييمه للرجل هكذا من زيارة واحدة ولم أفلح فقد كانت صدمته فى شيخه أكبر من قدرتى على محو الفكرة أو تطييب الخاطر لصديق أعرف تماماً صدقه وأمانته .. ولكن ما لصديقى هذا يسكب دمعه فقط على معلمه وشيخه وهو يرى الحال الذى بات عليه الكثير ممن عرف انتمائهم التاريخى للحركة الاسلامية .. ؟؟ .. أين هؤلاء يا صديقى من المساجد وحلقات الذكر وتلاوة القرءان .. ؟؟ .. لماذا غابت هذه الوجوه عن صفوف المساجد حنى أنك ان أردت أن تعثر على أحدهم فيها أعياك البحث بينما كان الموعد فى ذاك الزمان الآفل هو صلاة الفجر أو المغرب أو العشاء ان أردت أن تلقى أحدهم فتربص به بالمسجد فانه حتماً سيكون فى الموعد يزهو به مقامه ويعلو به ايمانه وترفعه الأعين مهابة الشيخ الورع المؤمن وتتجه اليه الأبدان ان تعاركت والنفوس ان تشاحنت والملمات ان وقعت .. هذا هو المنتسب قديماً سيدى الرئيس للحركة الاسلامية وللاسلاميين .. لو ظل موجوداً على حاله ديناً وخلقاً وأدباً ما أحوجك اليوم لتدعوه للدخول والعودة للمساجد .. !!!!!! .. انها دعوة سيدى الرئيس تمثل فضيحة مجلجلة لمن عرفوا سايقاً بأهل المساجد .. اليوم هم خارجها وكأنما تصدق الآن تلك العبارة الطرفة ( .. دخلونا المساجد ودخلوا السوق .. !!.. ) وأى سوق فخامة الرئيس .. !! .. وبالفعل بنت الانقاذ المساجد الفخيمة والكبيرة والزاهية وبالفعل هنالك من دخل هذه المساجد من الشباب والنساء والشيوخ ولكن بالمقابل خرج منها آخرون .. هم من تدعوهم اليوم للعودة اليها .. !!!!!!! ..
.. هل يفلح سعيك أخى الرئيس .. هل ستستطيع أن تعود بهؤلاء الذين أحبوا المال وتسابقوا من أجله ومن أجل الدنيا التى طابت لهم مقاماً حتى بات بعضهم لأ يدرك حتى فكرة مغادرته لها يوماً ما .. ؟؟ .. هل ستستطيع أن تولد لنا تياراً شبابياً جديداً يكفر ويتبرأ مما فعله هؤلاء ليعود بتلك الرياح الطيبة .. رياح الايمان والصدق والأمانة .. ؟؟ .. لأ نطمع فى تلك الصورة الزاهية من الصدر الأول وعهود التابعين أوتابعى التابعين ولكن فقط .. نريدك وقد عزمت الأمر أن تعيد الينا ملمحاً من مجتمعنا السودانى الجميل الذى يفطر أهله على قدح البركة ويتعشون على ماعون الجماعة ويغسلون أيديهم من عشائهم بابريق الصلاة الذى يتوضون منه صباحاً غادين الى الفجر الذى دعوتهم اليه .. وفقك الله أخى الرئيس وسدد خطى عزمك فقد ألهبت بالجمعة أشواق الصادقين المعتزلين للشأن العام والسياسة فى زمن الفتنة والانقسام ..
.. انها الصورة التى رسمها السيد / الرئيس يوم الجمعة الماضية أمام منتسبى حزبه لما ينطلع اليه خلال المرحلة القادمة مؤكداً تمايز الصفوف بخروج المكون المسيحى المقدر الذى كان جزءاً من المؤتمر الوطنى قبل اعلان نتيجة استفتاء الجنوب بما يشير الى تقدير سيادته بأنه كان العقبة الرئيسية لتعطيل وربما تعليق برنامج الدعوة الشاملة بما يعنى الآن أن الوقت قد حان لزمان الأوبة والعودة الى الله عبر برنامج الدعوة الشاملة الذى أكد ساخراً لمن يمكن أن يأتيه عقب حديثه هذا رافعاً له تقديرات تكلفة باهظة لتنفيذه وتعميمه .. يأنه لأ يحتاج ( اللسيارات والميزانيات الضخمة .. ) .. بل فقط الى رجل يخرج بنفسه الى صلاة الفجر يشارك الناس صلاتهم ومجلس ذكرهم وهمومهم ليعود ومن جديد لذات المجلس عند صلاة المغرب أو العشاء لينظر معهم ما تم وما يجب عمله من أمور الدنيا والآخرة .. يا لها من صورة .. !! .. ولعل المثير الذى يدعو بحق للوقوف على هذا الأمر أن السيد / الرئيس كان حديثه جلياً فيما يتصل بمن يجب أن يقود هذا البرنامج .. ذلك الذى يخرج الى صلاة الفجر ليصلى مع الناس جماعة ثم يجالسهم ويستمع اليهم بمثل ما يسمع منهم .. نعم كان من الواضح أن الرئيس يشير ويرمى بهذا الحديث وعلى وجه خاص جداً الى من يحدقون فيه من قيادات حزبه ثم الى بقية منتسبيه من الأعضاء .. ماذا يعنى هذا .. ؟؟ .. فى تقديرى الخاص أنه يعنى الكثير والكثير جداً .. فى المقام الأول أإنه يعنى بأن السيد / رئبس الجمهورية بات على قناعة تامة بأن هنلك مشكل حقيقى يواجهه كرأس دولة فيما يتصل بالشأن الاجتماعى فى اطاره المتصل بعافية النسيج الاجتماعى والوضعية الطبقية له بما ينسحب على قضايا أساسية يأتى فى مقدمتها المستوى المعيشى والقدرة على مكابدة الحياة فى ظل ترشيحات بدخول مرحلة اقتصادية جديدة تتطلب انفاذ سياسات تقشفية ربما تكون قاسية على الطبقات الدنيا من المجتمع بأكثر مما قد تمس حياة الطبقات المقتدرة والمترفة التى نمت قدراتها خلال السنوات الماضية على نحو مذهل ومدهش حتى بات الطراز العمرانى السكنى للخرطوم ينبئك بأنك فى احدى عواصم النفط الغنية بمثل ما قد تنبئك المحال التجارية الاستهلاكية الضخمة بأنك فى قلب العالم الغنى المنعم بخيرات الدنيا وملذاتها حتى اذا خرجت منها رأيت نموذجاً آخراً من البؤس والعوز والمرض .. !! .. هذه الصورة وتلك فى اعتقادى الخاص أنها باتت تؤرق الآن السيد / الرئيس بما يدفعه لالتماس المعالجة والتقويم عبر الدعوة الى انزال قيم التكافل والتراحم والتعاون بجانب سياسات تنظيمية أخرى حاسمة سيحرص سيادته وفق ما أرى حرصاً بالغاً على أن تتبناها و تتبعها الجهات المنظمة لانسياب السلع والخدمات لكافة قطاعات الشعب دونما تمييز أو محاباة تنتهك حرمة تلك المعانى التربوية والعقدية .. وفى المقام الثانى الذى ربما مثل محور هذا المقال يتصل باحساسى وتقديرى الخاص بوصول السيد / رئيس الجمهورية – رئيس حزب المؤتمر الوطنى الى قناعة تامة بوجود كارثة حقيقية داخل حزبه تتصل بالنمط الأخلاقى لعدد غير قليل من قيادات الحزب العليا وعدد أكثر من القيادات الوسطى والدنيا المنتسبين للمؤتمر الوطنى خاصة فيما يتصل بحرمة المال العام والكسب غير المشروع الذى تتعدد صوره وأشكاله من الاستغلال المباشر للسلطة والنفوذ الى الاستغلال غير المباشر للعلاقات المنفعية المتبادلة هنا وهناك بين من يتولون أو يتصلون بمراكز القرار السياسى والاقتصادى ولأ بد أن أذن السيد / الرئيس وعينه قد باتتا الآن مفتوحتين الى آخر مدى يمكنه استخدامه لسماع ورؤية المثير والغريب من الفضائح التى تورط فيها عدد كبير من منتسبى الحزب الذين أخذتهم شهوة المال الى مدى آخر تجاوز تلك المعايير الأخلاقية والقيمية التى يريد سيادته الآن أن يرد هؤلاء اليها عبر خطابه الأخير .. ولكن .. السؤال هنا يقول .. هل سيفلح الأمر .. ؟؟ .. هل يمكن وبالفعل أن تنجح هذه الثورة الأخلاقية الجديدة لتصل رياحها الى معاقل كل هؤلاء بكل قدراتهم النافذة وتأثيرهم الحاسم .. ؟؟ !! .. هل سترينا الأيام القادمات أوبة حقيقية الى تلك المعانى الرفيعة .. هل يمكن أن تفلح هذه السياسات الجديدة التى بشر بها الرئيس البشير على مستوى الحزب القائد الى بروز تيار يرفع شعار سنعيدها سيرتها الأولى .. صورة الزهد والصدق والأمانة والخروج بالنفس والمال الى الله لأ الى الدنيا وملذاتها .. حدثنى أحد الأصدقاء القدامى بأنه قد قام مؤخراً بزيارة الى منزل أحد القيادات الحزبية الذى حمل له ومنذ وقت مبكر من شبابه حباً وتقديراً كبيراً لأنه زرع فيه قيم الاستعلاء على الدنيا استعلاء المؤمن بايمانه بأنها دار خير زائل ومتاع بال ونفس هالكة لأ محالة .. ويا ليته لم يذهب كما أسر الى .. فاستعلمته الأمر فوجدته ينكر على شيخه ومربيه حال الدنيا الذى شغله عن علمه الذى كان حريصاً على وصوله للناس وزهده الذى أفل باقباله على طيب المقام فى الدنيا .. فهممت أن أرده عن فكرته وتقييمه للرجل هكذا من زيارة واحدة ولم أفلح فقد كانت صدمته فى شيخه أكبر من قدرتى على محو الفكرة أو تطييب الخاطر لصديق أعرف تماماً صدقه وأمانته .. ولكن ما لصديقى هذا يسكب دمعه فقط على معلمه وشيخه وهو يرى الحال الذى بات عليه الكثير ممن عرف انتمائهم التاريخى للحركة الاسلامية .. ؟؟ .. أين هؤلاء يا صديقى من المساجد وحلقات الذكر وتلاوة القرءان .. ؟؟ .. لماذا غابت هذه الوجوه عن صفوف المساجد حنى أنك ان أردت أن تعثر على أحدهم فيها أعياك البحث بينما كان الموعد فى ذاك الزمان الآفل هو صلاة الفجر أو المغرب أو العشاء ان أردت أن تلقى أحدهم فتربص به بالمسجد فانه حتماً سيكون فى الموعد يزهو به مقامه ويعلو به ايمانه وترفعه الأعين مهابة الشيخ الورع المؤمن وتتجه اليه الأبدان ان تعاركت والنفوس ان تشاحنت والملمات ان وقعت .. هذا هو المنتسب قديماً سيدى الرئيس للحركة الاسلامية وللاسلاميين .. لو ظل موجوداً على حاله ديناً وخلقاً وأدباً ما أحوجك اليوم لتدعوه للدخول والعودة للمساجد .. !!!!!! .. انها دعوة سيدى الرئيس تمثل فضيحة مجلجلة لمن عرفوا سايقاً بأهل المساجد .. اليوم هم خارجها وكأنما تصدق الآن تلك العبارة الطرفة ( .. دخلونا المساجد ودخلوا السوق .. !!.. ) وأى سوق فخامة الرئيس .. !! .. وبالفعل بنت الانقاذ المساجد الفخيمة والكبيرة والزاهية وبالفعل هنالك من دخل هذه المساجد من الشباب والنساء والشيوخ ولكن بالمقابل خرج منها آخرون .. هم من تدعوهم اليوم للعودة اليها .. !!!!!!! ..
.. هل يفلح سعيك أخى الرئيس .. هل ستستطيع أن تعود بهؤلاء الذين أحبوا المال وتسابقوا من أجله ومن أجل الدنيا التى طابت لهم مقاماً حتى بات بعضهم لأ يدرك حتى فكرة مغادرته لها يوماً ما .. ؟؟ .. هل ستستطيع أن تولد لنا تياراً شبابياً جديداً يكفر ويتبرأ مما فعله هؤلاء ليعود بتلك الرياح الطيبة .. رياح الايمان والصدق والأمانة .. ؟؟ .. لأ نطمع فى تلك الصورة الزاهية من الصدر الأول وعهود التابعين أوتابعى التابعين ولكن فقط .. نريدك وقد عزمت الأمر أن تعيد الينا ملمحاً من مجتمعنا السودانى الجميل الذى يفطر أهله على قدح البركة ويتعشون على ماعون الجماعة ويغسلون أيديهم من عشائهم بابريق الصلاة الذى يتوضون منه صباحاً غادين الى الفجر الذى دعوتهم اليه .. وفقك الله أخى الرئيس وسدد خطى عزمك فقد ألهبت بالجمعة أشواق الصادقين المعتزلين للشأن العام والسياسة فى زمن الفتنة والانقسام ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق