لا شوفتاً تبل الشوق ولا ردا يطمن ..
أريتك تبقى طيب انت أنا البى كلو هين ..
قليباً لى رهيف أنا عارفو ما بحمل حنين ..
ده ما بيغباك حالو الفيهو كل البيهو بين ..
بقيت مالى غير أشعارى أكتبها فيك وأدون ..
أقول يمكن تزيل البى ولا قليل تهون ..
مالكن يا قمارى بتشدن .. ليش لازمن تغنن ..
نغماتكن تهيج أشواقى للعينين يبكن ..
بديكن وصية أمانة لسيد روحى طيرن ..
ترا الحال العلى شوفتينو .. قولن ليهو أحكن ..
قولن ليهو ليلو طويل .. طوبل طولاً يجنن ..
لا قمر ظهر فى سماهو .. لا نجمات يضون ..
قولن ليهو السحب فى روضو ما عادن يكبن ..
أضحى محل خراب ما فيهو غير زهراً مضبلن ..
كل ماليهو يصبر يقول أيام يعدن ..
يمنى لنفسو بى لقياك ولا تردلو يمكن ..
.. هذه القصيدة من أجمل قصيد الشايقية الدال بقوة على فصاحتهم وشاعريتهم وهى من أجمل ما كتب الشاعر المرهف محمد سعيد دفع الله وقد تغنى بها ولردح طويل من الزمن فنان الطمبور الأول النعام آدم وكانت له بمثابة الأغنية الفاكهة التى تطلب منه فى كل جلسة غنائية أو حفل غنائى وبالرغم من معانيها المليئة والمشحونة بعاطفة دافقة مثيرة للشجون والأحزان الا أنها بصدقية تعبيرها مثلت حالة تعبيرية ولحنية مطلوبة للأذن التى ألفت من أرض الشمال لحن الشوق الآسر بتموجاته المدهشة والتى تزداد دهشة وعمقاً كلما كانت ملكات الشادى حقيقية بفطرتها وخيالها فعندما يجتمع الصوت الطروب الأصيل بخيال صاحبه الشادى تجد الكلمات منه مساحات أوسع وأعمق لمعانيها والهاماتها التعبيرية .. وهنالك من قال بأن الموضوع الأساسى لهذه القصيدة ارتبط بحالة صورها الشاعر لرجل أعمى ولحكمة الله فقد ولد له ولد أبكم لأ يستطيع الحديث قأصبح الوالد لأيرى ولده والولد بالمقابل لأ يستطيع الكلام ليطمئن والده على حاله ( .. لأ شوفتاً تبل اشوق ولأ رداً يطمن .. ) .. ولهذه الأغنية بحق حالتها الخاصة ولا عجب فمحمد سعيد دفع الله هو شاعرها الذى ولد فى أجمل مناطق الشايقية فى القرير ريفى مروى وحمل أشواقه وخياله معه خلال مسيرته التعليمية فى القضارف ودنقلا ومروى حتى احتضنته كلية اللآداب بجامعة ومعهد الدراسات الآسيوية والأفريقية ليقضى بعدها ما قارب من عقد كامل من الزمان بالاذاعة السودانية مسئولاً عن البرامج الثقافية فيها ..
.. سبب هذه الرمية الطويلة ( أو كما يقول ) صديقنا العزيز البروفيسور عبداللطيف البونى .. هو هذا الغياب الغريب عن الساحة السياسية المتفاعلة و الذى ظل يمارسه زعيم الحزب الاتحادى الديمقراطى .. زعيم طائفة الختمية السيد / محمد عثمان الميرغنى .. أين هذا الرجل الآن .. ؟؟ .. لماذا هو عازف عن الظهور والتفاعل مع ما تضج به الساحة السياسية من أحداث متوالية ومتفاعلة بل ومفصلية فى تاريخ البلاد ..؟؟ .. لماذا اختار مولانا الميرغنى هذا الاغتراب المدهش عن قواعد حزبه بالرغم من توفر الظرف السياسى الذى بسمح له ولحزبه على نحو خاص من التواجد والتفاعل مع قواعده .. ؟؟ .. هنالك بالطبع عدة أسباب قد يكون بعضها موضوعياً لعل من أهمها تدهور الوضعية التمولية و المالية للحزب وهو أمر قد يكون معروفاً ومتفق عليه خاصة بعد الأزمة الأخيرة التى واجهها وهو يواجه مديونيته خلال فترة الانتخابات الماضية بجانب عدد من المؤشرات التى تشير الى تدهور وضعف القدرات المالية للحزب التى تفاقمت خلال السنوات الماضية بما أدى الى حالة مزرية وسيئة الى الدرجة التى وصل معها امتعاض كوادره المتقدمة ( الباقية لازالت ) الى مستوى شديد السوء ومنهم من نفض كلتا يديه عن أى نشاط حزبى ومنهم من وضع على أذنيه ما يكفى لأن يجعله أصم تجاه كل ما يحدث ويدور فى دائرة شئون الحزب ومنهم من رفض حتى المشاركة فى جلسات التداول العام حول مآلات الكيان فى ظل تطورات الساحة السياسية السودانية وقد أعلن كثيرون تجميدهم غير الرسمى لنشاطهم ودخلوا فى اجازة لا محدودة الأجل .. كل هذا يحدث ومولانا الميرغنى فى بيات شتوى ( أو صيفى ) أيضاً يبدو غير محدود الأجل ..!!! .. والأدهى أن قواعد الحزب باتت وفى ظل هذه الحالة كالأعمى الذى لأ يرى أمامه من يريد وبشتهى أن يراه بالرغم من سماعه لجلبة الطريق والساحة التى تصل الى أذنيه وقد باتت هذه القواعد الآن تنشد ذات الأغنية مع النعام ومحمد سعيد دفع الله .. ( لأ شوفتاً تبل الشوق ولأ رداً يطمن .. ) والطبع فمريديك يا شيخ الختمية كما أنشد حاج الماحى لأ ينسون الشق الآخر من بيت محمد سعيد ( .. أريتك تبقى طيب انت والبى كلو هين .. ) .. ولكن هل تقرر هذه الحالة من الضعف المالى دخول الحزب الاتحادى فى حالة هى أشبه ما تكون بالموت السريرى ..؟؟ وهل ارتضى الزعيم الميرغنى هذه الوضعية ووضع عليها قفطانه مباركاً وهز عليها بعصاته مهللاً متجاهلاً كل تاريخ هذا الحزب العريق بمواقفه ودوره الوطنى .. وهل نسى الزعيم الروحى والرئيس الحزبى ما يميز قواعده عن الآخرين .. قواعد هذا الحزب على وجه خاص ودون قواعد التكوينات الحزبية السودانية الأخرى تميزت بمميزات خاصة أهمها على الاطلاق القدرة على الصمود على الولاء نتيجة لقوة الارتباط عبر الامتدادات الأسرية التى عملت وعلى سنوات طويلة على تكوين حالة عاطفية تلقائية تمتد بطول الأسرة الختمية فكان من الصعب على التكوينات الأخرى اختراق هذا الارتباط على نحو مؤثر وبالرغم من نجاح التيار ( الترابى ) بنهجه الاستيعابى الجديد مع بروز نجم الدكتور حسن الترابى عقب ثورة أكتوبر من اجنذاب عدد كبير من الشباب الا أن حظ الحزب الاتحادى وطائفته الختمية ظل محفوظاً على نحو مدهش وفريد وخلال السنوات الماضية تم اختبار هذه القواعد فى أكثر من مناسبة كان من أهمها الزيارة التى قام بها الراحل أحمد الميرغنى للولاية الشمالية والتى قام بهندستها القطب الاتحادى السياسى الذكى ( النور محمد النور ) الذى أفلح فى اقناع قيادات الحزب بتنظيم الزيارة التى مثلت حينها الزيارة الأولى لقيادة الحزب بعد جولة حوار طويلة كللت بحالة من التصالح حينها مع حكومة الانقاذ .. هذه الزيارة أجلت حقيقة أذهلت الحكومة لحد كبير .. فهاهى قواعد الحزب الاتحادى لا زالت موجودة .. !! وهى الحقيقة التى أراد النور محمد النور وضعها أمام الزعيم الميرغنى ليقنعه بالتحرك تجاه قواعده وبالفعل صدق الرجل فى توقعه فخرجت الولاية الشمالية عن بكرة أبيها لاستقبال الراحل أحمد الميرغى .. وتكرر ذات المشهد من بعد فى زيارات أخرى قام بها رأس الحزب نفسه كان آخرها للشرق وكسلا أثناء حملة الانتخابات الأخيرة و التى تساءل عقبها الميرغنى اذا ما كانت الجماهير التى خرجت لاستقباله خلال هذه الزيارة قد ( شالها القاش ) فى اشارة خبيثة لعدم تمكن أياً من مرشحيه بالفوز فى منطقة تعتبر احدى معاقل حزبه الرئيسية ..!!! .. هذه الميزة من الولاء الأسرى الممتد وجدت بتحرر أكثر فى الحزب الاتحادى مما وجدت فى حزب الأمة الذى يمكن مقارنة تكوينه الطائفى بحالة الحزب الاتحادى الديمقراطى فقد تميز هنا الاتحاديون على أهل حزب الأمة وبقدر نسبى ملحوظ بقدرتهم الكبيرة فى استقطاب الطبقات الوسطى من المجتمع بمن فيهم المثقفين وموظفى الدولة والشارع الراغب فى الانتماء لحزب وسط يبتعد عن حدة الآخرين وعنف البعض منهم فكان ملاذ هؤلاء الحزب الاتحادى الذى لازال عدد كبير منهم يحتقظ بولائه له بمثل ما ظلت الأسر الختمية بامتداداتها العميقة تحفظ ذات الولاء .. وهذه الحالة التى يتمتع بها الحزب الاتحادى هى بلا شك فى مصلحة أى جهد حكومى تقوم به الحكومة الحالية تجاه استقرار سياسى تقوده معها أحزاب كبرى قادرة بكوادرها على اقراره وفرضه على الحالة السياسية السودانية ..
.. مولانا الميرغنى .. ألم يحن الوقت بعد لينتهى فصل غيابك عن ما يدور فى الساحة .. قواعدك تهتف مع النعام (كل ماليهو يصبر يقول أيام يعدن .. يمنى لنفسو بى لقياك ولا تردلو يمكن .. ) .. والموضوع ( ما كلو موضوع قروش ) .. فهاهو الصادق المهدى رغم ( قلة الجرزان فى دائرته ) الا أنه لأ يمل من ملء الساحة ضجيجاً وصياحاً هو و ( بناته ) والرجل يعرف دائماً وكما قال أين يضع ( كراعو ) .. ونحن عرفنا أين يضع شيخ حسن ( رأسو ) بقى أن نعرف أين ستضع أنت قفطانك .. ؟؟!! .. وليحقظ الله هذا البلد مع كراع المهدى و قفطان الميرغنى و .. رأس الترابى .. وهذا الأخير هو الأهم ..
أريتك تبقى طيب انت أنا البى كلو هين ..
قليباً لى رهيف أنا عارفو ما بحمل حنين ..
ده ما بيغباك حالو الفيهو كل البيهو بين ..
بقيت مالى غير أشعارى أكتبها فيك وأدون ..
أقول يمكن تزيل البى ولا قليل تهون ..
مالكن يا قمارى بتشدن .. ليش لازمن تغنن ..
نغماتكن تهيج أشواقى للعينين يبكن ..
بديكن وصية أمانة لسيد روحى طيرن ..
ترا الحال العلى شوفتينو .. قولن ليهو أحكن ..
قولن ليهو ليلو طويل .. طوبل طولاً يجنن ..
لا قمر ظهر فى سماهو .. لا نجمات يضون ..
قولن ليهو السحب فى روضو ما عادن يكبن ..
أضحى محل خراب ما فيهو غير زهراً مضبلن ..
كل ماليهو يصبر يقول أيام يعدن ..
يمنى لنفسو بى لقياك ولا تردلو يمكن ..
.. هذه القصيدة من أجمل قصيد الشايقية الدال بقوة على فصاحتهم وشاعريتهم وهى من أجمل ما كتب الشاعر المرهف محمد سعيد دفع الله وقد تغنى بها ولردح طويل من الزمن فنان الطمبور الأول النعام آدم وكانت له بمثابة الأغنية الفاكهة التى تطلب منه فى كل جلسة غنائية أو حفل غنائى وبالرغم من معانيها المليئة والمشحونة بعاطفة دافقة مثيرة للشجون والأحزان الا أنها بصدقية تعبيرها مثلت حالة تعبيرية ولحنية مطلوبة للأذن التى ألفت من أرض الشمال لحن الشوق الآسر بتموجاته المدهشة والتى تزداد دهشة وعمقاً كلما كانت ملكات الشادى حقيقية بفطرتها وخيالها فعندما يجتمع الصوت الطروب الأصيل بخيال صاحبه الشادى تجد الكلمات منه مساحات أوسع وأعمق لمعانيها والهاماتها التعبيرية .. وهنالك من قال بأن الموضوع الأساسى لهذه القصيدة ارتبط بحالة صورها الشاعر لرجل أعمى ولحكمة الله فقد ولد له ولد أبكم لأ يستطيع الحديث قأصبح الوالد لأيرى ولده والولد بالمقابل لأ يستطيع الكلام ليطمئن والده على حاله ( .. لأ شوفتاً تبل اشوق ولأ رداً يطمن .. ) .. ولهذه الأغنية بحق حالتها الخاصة ولا عجب فمحمد سعيد دفع الله هو شاعرها الذى ولد فى أجمل مناطق الشايقية فى القرير ريفى مروى وحمل أشواقه وخياله معه خلال مسيرته التعليمية فى القضارف ودنقلا ومروى حتى احتضنته كلية اللآداب بجامعة ومعهد الدراسات الآسيوية والأفريقية ليقضى بعدها ما قارب من عقد كامل من الزمان بالاذاعة السودانية مسئولاً عن البرامج الثقافية فيها ..
.. سبب هذه الرمية الطويلة ( أو كما يقول ) صديقنا العزيز البروفيسور عبداللطيف البونى .. هو هذا الغياب الغريب عن الساحة السياسية المتفاعلة و الذى ظل يمارسه زعيم الحزب الاتحادى الديمقراطى .. زعيم طائفة الختمية السيد / محمد عثمان الميرغنى .. أين هذا الرجل الآن .. ؟؟ .. لماذا هو عازف عن الظهور والتفاعل مع ما تضج به الساحة السياسية من أحداث متوالية ومتفاعلة بل ومفصلية فى تاريخ البلاد ..؟؟ .. لماذا اختار مولانا الميرغنى هذا الاغتراب المدهش عن قواعد حزبه بالرغم من توفر الظرف السياسى الذى بسمح له ولحزبه على نحو خاص من التواجد والتفاعل مع قواعده .. ؟؟ .. هنالك بالطبع عدة أسباب قد يكون بعضها موضوعياً لعل من أهمها تدهور الوضعية التمولية و المالية للحزب وهو أمر قد يكون معروفاً ومتفق عليه خاصة بعد الأزمة الأخيرة التى واجهها وهو يواجه مديونيته خلال فترة الانتخابات الماضية بجانب عدد من المؤشرات التى تشير الى تدهور وضعف القدرات المالية للحزب التى تفاقمت خلال السنوات الماضية بما أدى الى حالة مزرية وسيئة الى الدرجة التى وصل معها امتعاض كوادره المتقدمة ( الباقية لازالت ) الى مستوى شديد السوء ومنهم من نفض كلتا يديه عن أى نشاط حزبى ومنهم من وضع على أذنيه ما يكفى لأن يجعله أصم تجاه كل ما يحدث ويدور فى دائرة شئون الحزب ومنهم من رفض حتى المشاركة فى جلسات التداول العام حول مآلات الكيان فى ظل تطورات الساحة السياسية السودانية وقد أعلن كثيرون تجميدهم غير الرسمى لنشاطهم ودخلوا فى اجازة لا محدودة الأجل .. كل هذا يحدث ومولانا الميرغنى فى بيات شتوى ( أو صيفى ) أيضاً يبدو غير محدود الأجل ..!!! .. والأدهى أن قواعد الحزب باتت وفى ظل هذه الحالة كالأعمى الذى لأ يرى أمامه من يريد وبشتهى أن يراه بالرغم من سماعه لجلبة الطريق والساحة التى تصل الى أذنيه وقد باتت هذه القواعد الآن تنشد ذات الأغنية مع النعام ومحمد سعيد دفع الله .. ( لأ شوفتاً تبل الشوق ولأ رداً يطمن .. ) والطبع فمريديك يا شيخ الختمية كما أنشد حاج الماحى لأ ينسون الشق الآخر من بيت محمد سعيد ( .. أريتك تبقى طيب انت والبى كلو هين .. ) .. ولكن هل تقرر هذه الحالة من الضعف المالى دخول الحزب الاتحادى فى حالة هى أشبه ما تكون بالموت السريرى ..؟؟ وهل ارتضى الزعيم الميرغنى هذه الوضعية ووضع عليها قفطانه مباركاً وهز عليها بعصاته مهللاً متجاهلاً كل تاريخ هذا الحزب العريق بمواقفه ودوره الوطنى .. وهل نسى الزعيم الروحى والرئيس الحزبى ما يميز قواعده عن الآخرين .. قواعد هذا الحزب على وجه خاص ودون قواعد التكوينات الحزبية السودانية الأخرى تميزت بمميزات خاصة أهمها على الاطلاق القدرة على الصمود على الولاء نتيجة لقوة الارتباط عبر الامتدادات الأسرية التى عملت وعلى سنوات طويلة على تكوين حالة عاطفية تلقائية تمتد بطول الأسرة الختمية فكان من الصعب على التكوينات الأخرى اختراق هذا الارتباط على نحو مؤثر وبالرغم من نجاح التيار ( الترابى ) بنهجه الاستيعابى الجديد مع بروز نجم الدكتور حسن الترابى عقب ثورة أكتوبر من اجنذاب عدد كبير من الشباب الا أن حظ الحزب الاتحادى وطائفته الختمية ظل محفوظاً على نحو مدهش وفريد وخلال السنوات الماضية تم اختبار هذه القواعد فى أكثر من مناسبة كان من أهمها الزيارة التى قام بها الراحل أحمد الميرغنى للولاية الشمالية والتى قام بهندستها القطب الاتحادى السياسى الذكى ( النور محمد النور ) الذى أفلح فى اقناع قيادات الحزب بتنظيم الزيارة التى مثلت حينها الزيارة الأولى لقيادة الحزب بعد جولة حوار طويلة كللت بحالة من التصالح حينها مع حكومة الانقاذ .. هذه الزيارة أجلت حقيقة أذهلت الحكومة لحد كبير .. فهاهى قواعد الحزب الاتحادى لا زالت موجودة .. !! وهى الحقيقة التى أراد النور محمد النور وضعها أمام الزعيم الميرغنى ليقنعه بالتحرك تجاه قواعده وبالفعل صدق الرجل فى توقعه فخرجت الولاية الشمالية عن بكرة أبيها لاستقبال الراحل أحمد الميرغى .. وتكرر ذات المشهد من بعد فى زيارات أخرى قام بها رأس الحزب نفسه كان آخرها للشرق وكسلا أثناء حملة الانتخابات الأخيرة و التى تساءل عقبها الميرغنى اذا ما كانت الجماهير التى خرجت لاستقباله خلال هذه الزيارة قد ( شالها القاش ) فى اشارة خبيثة لعدم تمكن أياً من مرشحيه بالفوز فى منطقة تعتبر احدى معاقل حزبه الرئيسية ..!!! .. هذه الميزة من الولاء الأسرى الممتد وجدت بتحرر أكثر فى الحزب الاتحادى مما وجدت فى حزب الأمة الذى يمكن مقارنة تكوينه الطائفى بحالة الحزب الاتحادى الديمقراطى فقد تميز هنا الاتحاديون على أهل حزب الأمة وبقدر نسبى ملحوظ بقدرتهم الكبيرة فى استقطاب الطبقات الوسطى من المجتمع بمن فيهم المثقفين وموظفى الدولة والشارع الراغب فى الانتماء لحزب وسط يبتعد عن حدة الآخرين وعنف البعض منهم فكان ملاذ هؤلاء الحزب الاتحادى الذى لازال عدد كبير منهم يحتقظ بولائه له بمثل ما ظلت الأسر الختمية بامتداداتها العميقة تحفظ ذات الولاء .. وهذه الحالة التى يتمتع بها الحزب الاتحادى هى بلا شك فى مصلحة أى جهد حكومى تقوم به الحكومة الحالية تجاه استقرار سياسى تقوده معها أحزاب كبرى قادرة بكوادرها على اقراره وفرضه على الحالة السياسية السودانية ..
.. مولانا الميرغنى .. ألم يحن الوقت بعد لينتهى فصل غيابك عن ما يدور فى الساحة .. قواعدك تهتف مع النعام (كل ماليهو يصبر يقول أيام يعدن .. يمنى لنفسو بى لقياك ولا تردلو يمكن .. ) .. والموضوع ( ما كلو موضوع قروش ) .. فهاهو الصادق المهدى رغم ( قلة الجرزان فى دائرته ) الا أنه لأ يمل من ملء الساحة ضجيجاً وصياحاً هو و ( بناته ) والرجل يعرف دائماً وكما قال أين يضع ( كراعو ) .. ونحن عرفنا أين يضع شيخ حسن ( رأسو ) بقى أن نعرف أين ستضع أنت قفطانك .. ؟؟!! .. وليحقظ الله هذا البلد مع كراع المهدى و قفطان الميرغنى و .. رأس الترابى .. وهذا الأخير هو الأهم ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق