الأربعاء، 26 ديسمبر 2007
البشير - الترابى .. هل يلتقى الرجلان ..؟؟
خالد حسن لقمان
E- mail: ellogman @yahoo.com
* البشير – الترابى .. هل يلتقى الرجلان..!!
.. ما الأمر الجديد الذى يمكن أن يحدثه لقاء ثنائى يجمع الرئيس عمر البشير بالدكتور حسن الترابى زعيم حزب المؤتمر الشعبى المعارض ..؟؟ هل هنالك خطوات ايجابية حقيقية يمكن أن يسهم بها لقاء كهذا فى اعطاء دفعة مؤثرة للموقف السياسى المتحرك بقوةعبر خطوات تنبىء بتغييرات كبيرة على حاضر ومستقبل البلاد .. أم أن لقاء كهذا وكما ذهب الدكتور الترابى نفسه ومعه البعض من المراقبين وقادة الرأى لن يمثل أكثر من صورة بروتوكولية تتقاذفها وسائل الاعلام دون أن تطعم أحداً من جوع أو تأمن أحداً من خوف ..؟؟!!
00 وبالطبع لن يستطيع أحد الاجابة على سيل هذه الأسئلة بحرجها وحيرتها دون الوقوف على حجم الوزن الذى يمثله زعيم حزب المؤتمر الشعبى المعارض وفى هذا لأ زال الكثيرون يؤكدون على دور ايجابى كبير يمكن أن يسهم به رجل كالدكتور حسن الترابى خلال المرحلة الحالية من تاريخ السودان وذلك لعدة أسباب يرتبط بعضها بقدرات خاصة يتميز بها الرجل بحكم تجربته وخبرته 00 فيما ترتبط أسباب أخرى بما تمثله وضعية الترابى السياسية الآن كزعيم معارض لحزب منشق عن التنظيم الحاكم بات يمتلك علاقات سياسية قوية مع أكثر القوى المعارضة للحكومة فى الوقت الذى لا زالت متعلقات ارتباطاته الحزبية بالمؤتمر الوطنى مثار جدل واسع على المستوى القاعدى للجسم الاسلامى العريض المكون للحركة الاسلامية بوجهها القديم 00 وهذه الوضعية الغريبة والمتفردة لزعيم المؤتمر الشعبى تجعله يمثل الآن واجهة من أهم واجهات الرهان على حدوث تطورات هامة على المسار السياسى السودانى توجه وربما تدعم السعى للخروج بأفضل النتائج من تفاعلات المرحلة خاصة ما يرتبط منها بالمحافظة على المسيرة السلمية بين الحكومة والحركة الشعبية وما يداخلها من خلافات وصراعات كان آخرها أزمة تجميد الحركة الشعبية لمشاركتها فى حكومة الوحدة الوطنية الحاكمة هذا بجانب تطورات مواقف القوى المعارضة و القوى الخارجية المهتمة الآن بالشأن السودانى فيما تعتبر تطورات الموقف بدافور من أهم حلقات التأثير التى يمكن أن تنشط ايجابياً اذا ما قدر لها أن ترتبط بارادة لها صلتها وقربها من الدكتور الترابى ..
.. وبجانب هذه الأسباب المباشرة توجد عدة مؤشرات تؤكد وبوضوح تام حاجة الساحة السياسية السودانية الآن لأنفاس الدكتور الترابي الا أن هنالك دلائل بعينها تمثلها الأسباب التالية تجعل من لقاء الرجل بالرئيس عمر البشير وفي هذا الوقت تحديداً أهمية ذات ضرورة خاصة :-
(-) جلوس الدكتور الترابى فى منضدة واحدة تجمعه ثنائياً مع الرئيس البشير سيسهم وبالتأكيد في فك الحالة النفسية المتوجسة الآن بشدة داخل الكيان الإسلامي العريض وهو ما ينتظر أن يسهم وبقوة في فرض مناخ أكثر هدوءاً في حركته سواءً علي مستوي من يسيطرون علي السلطة أو علي مستوي من هم خارجها من معارضين يمثلون المؤتمر الشعبي وهو وضع سيحقق عدة مكاسب للطرفين وللساحة السياسية بوجه عام فهذا اللقاء سيساعد الحكومة فى دفع الترابي وأنصاره لحلبة النشاط السياسي الملتزم ليس بقوانينها فحسب بل وبممارسة ما اقتضته هذه القوانين وهو ما سيضمن مشاركة المؤتمر الشعبى فى المرحلة الانتخابية المقبلة على نحو يؤكد نجاح التجربة ويبرىء ما قد تسفر عنه النتائج فهذه الوضعية ستجنب الحكومة ما قد يلجأ اليه الترابى من دعوة لمقاطعة الانتخابات وهى الدعوة التى قد تجد فى مراحل متقدمة صدى كبير واستجابة واسعة من قبل القوى السياسية المعارضة .. اذاً لقاء البشير – الترابى سيعمل هنا على تقديم أقوى الضمانات المهيئة للمرحلة السياسية المقبلة لتبقى احتمالات الخارطة التحالفية الانتخابية رهينة بتطورات العلاقات بين الطرفين والأطراف الأخرى وهذا الأمر في تقدير الكثيرين أفضل في كافة الاحوال من الصراع خارج الحلبة السياسية المكشوفة والذي فيه يتجاوز المتصارعون قواعد الصراع بأكثر مما يفعلون داخلها ومن ناحية أخرى سيسهم هذا التطور في منع وتحجيم دور أية عناصر متشددة ( من انصار الجانبين) قد تسعي لابقاء العلاقة بين الطرفين على جمودها دون تطورات ايجابية تحدث مقاربة أيّاً كان شكلها وطبيعتها ولعله من بين أكثر المفارقات السياسية فى التاريخ السياسى السودانى المعاصر أن تتطلع العديد من القوى السياسية المناوئة للاسلاميين ( والتى أسعدها انشقاق رمضان الشهير) لحدوث لقاء ايجابى بين البشير والترابى يعمل على ازالة حالة الاحتقان بينهما والتى تهدد التقدم نحو المرحلة الانتخابية المقبلة ..!! هذه الصورة من أكثر ما رسمته التجربة السياسية السودانية الحديثة من مفارقات مدهشة ونادرة .. الآن القوى المناوئة للاسلاميين تناشد الترابى وتدفعه للقاء البشير .. هذه هى الصورة ..!!
(-) أيضاً ومما يعزز القول بالأهمية القصوي للقاء الترابي بالرئيس البشير هو ما تحمله هذه المرحلة من مخاطر كبيرة تحتاج لأن تتعامل معها كافة القوى الوطنية بمسئولية كبيرة لتصيغ مجتمعة وصفة المخرج المناسب وهو الأمر الذى يجب أن يجتهد معه الجانب الحكومى اجتهاداً كبيراً لدفع رجل فى قامة الترابى للتعاطى معه فعملية السلام بكل ما يداخلها من منعطفات يبدو بعضها وكأن لا شىء بعده سوى الكارثة والانهيار التام لاتفاقية السلام تحتاج لحالة من التوافق الذهنى للعبور بها وهنا يمثل الترابى بتاريخه جزءً لأ يمكن اهماله من هذه اللحمة الذهنية القارئة للحالة السياسية السودانية الان بخطورتها وهذا التقدير لدور الدكتورالترابى والذى يمكن أن يعكسه لقاء يجمعه بالرئيس البشير ربما يعمل على المساعدة فى اعادة قراءة الرجل للوضع قراءة قد تختلف عن ما إعتمدته آليات حزبه المنشق في المراحل التي اعقبت انشقاقه بأعوانه عن الحكومة وربما تشهد الساحة السياسية في المرحلة المقبلة وجهاً جديداً للمؤتمر الشعبي بقيادة زعيمه تفاعلاً مع المستجدات والتطورات الماثلة الآن وهذا الامر في مجمله قد يفيد الجانب الحكومي في عدة اتجاهات لعل من بينها توفير آلية جديدة تمكنها من الضغط والمناورة مع تيارات مناوئة لها يمثل الترابي بالنسبة اليها خصماً لدوداً لديه الخبرة علي خلط أوراقها بأكثر مما يفعل الآخرون وربما سعدت هذه التيارات في مراحل سابقة بإقصاء الترابي لميزته هذه علي وجه خاص ويمكن للقارئ للوضع السياسي الآن أن يتصور حجم ما يفرزه نشاط سياسي كثيف للدكتور الترابي في هذه المرحلة فبالنظر لتجاربه السابقة في أوضاع مماثلة كانت حركة الرجل دوماً ما تجنح لتجديد اطروحات الوضع السياسي برمته بما يهيئ لاستقبال مراحل جديدة قد يجد غيره صعوبة في بلوغها بذات السرعة والجرأة التي يتسم بها وهو الامر الذي تحتاجه الآن الساحة السياسية السودانية بأكثر من ما احتاجته في أي وقت مضي .. وهذا هو أيضاً ما يسعي اليه الجانب الحكومي نفسه والذي يعاني بشدة من ضعف من يشاركونه الساحة السياسية الداخلية الآن ففي أحائيين كثيرة لمح المراقبون رغبة لدي تيار بعينه فى الحكومة لرؤية وضع سياسي داخلي يؤمّن لها حدود تسقط عندها كل المطامح المتجاوزة لمصلحة البلاد العليا في توجهاتها وأمنها وهذا ما يمكن أن يوفره الدكتور الترابي بقدرته وجرأته ..
.. وبعد .. هل سيجلس الرجلان منفردين ببعضهما البعض على مائدة واحدة .. ؟؟
.. الواقع يقول نعم سيفعلان ذلك و(على أعجل ما تيسر ) فما تشهده الساحة السياسية من تطورات متسارعة بخطورتها ومصيريتها لم تعد تترك لكليهما أو لغيرهما مساحة للمناورة أو الالتفاف على الآخرين .. نعم سيجلس الرجلان ولكن بماذا سيخرجان .. هذا هو السؤال ..؟؟!!
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
هناك تعليقان (2):
الترابي ذلك الرجل الغامض الذي يمكن أن نطلق عليه بن لادن السودان ،، لايؤتمن أبدا ،، ننصح الرئيس السوداني الذي وضع بلاده في مسارها الصحيح بتجاهله
بسام الدوري
حلب
الأخ أستاذ لقمان
هل تستطيع حل تلك (الكلمات المتقاطعة) التي ورد في مقال الزميل الكاتب الصحفي أحمد الربعي بصحيفة الشرق الأوسط ،، بالعدد 9231 في 7 مارس 2004 والذي قال فيه :
الترابي.. كلمات متقاطعة
مواقف حسن الترابي تشبه الكلمات المتقاطعة، وكلما تحدث الرجل يثير وراءه زوبعة من المواقف التي يصعب فهمها، وهو لا يرى تناقضاً في ان يقول الشيء وضده في نفس الوقت، وبالتأكيد فإن هناك مدرسة فكرية في حياتنا تنطلق من فكرة ان الناس ذاكرتهم ضعيفة او انهم بلا ذاكرة اصلاً.
في حديثه المطول مع صحيفة «السياسة» الكويتية يبرئ الترابي، اسامة بن لادن من احداث 11 سبتمبر، ورغم ان بن لادن نفسه وفي اشرطة مسجلة باسمه يتبنى العملية ورغم اطنان المعلومات عن دور تنظيم القاعدة، فإن حسن الترابي مصر على ان بن لادن بريء وانه «فرح بالأحداث ولكن لم يفعلها». ويكشف لنا حسن الترابي حقيقة جديدة وهي ان من قام بأحداث 11 سبتمبر هم «بناة الثقافة الاميركية وقد غضبوا على الولايات المتحدة وفعلوا ما فعلوه» اما من هم هؤلاء، فليس مهماً، المهم هو ان بن لادن بريء من العملية!!
كلنا يتذكر حكاية الانقلاب العسكري الذي قامت به جماعة حسن الترابي، وكيف انهم استخدموا الرئيس البشير كواجهة سياسية، وكلنا يتذكر ان جماعة الترابي يتهربون من ذكر وقائع ذلك الانقلاب، الا ان حسن الترابي يعيد تذكيرنا بالحكاية من دون ان يشعر بحرج امام جمهوره وامام حزبه فهو يقول «جئنا بالبشير وادخلنا انفسنا السجن كي لا يشعر احد بقيام دولة اسلامية، ومع ذلك غدر البشير بنا وبالدستور». وبالتأكيد فإن هذه الجرأة يحسد عليها حسن الترابي، فكيف يمكن لسياسي ان يقول انه قام بمؤامرة او تمثيلية، وانه سجن نفسه ووضع واجهة اخرى هي الرئيس البشير، ثم بعد ذلك يتوقع الترابي ان يثق به الجمهور، وما الذي يمنعه من ان يفعل شيئا مشابها وهو الذي صرح قبل ايام انه تاب عن الانقلابات العسكرية!!
حديث الترابي يستحق القراءة وخاصة لهواة الكلمات المتقاطعة، فالرجل يتحدث عن علاقاته بصدام وكيف انه كان يسمع منه ولا يطيعه، وعلاقته بابن لادن واستثمارات بن لادن في السودان، وعلاقاته بالقذافي وكيف «ان القذافي يكره الافارقة». وينقل الترابي رواية «غير مؤكدة»، مفادها ان القذافي هو الذي وشى بعالم الذرة الباكستاني عبد القدير خان لدى الاميركان. وكلام آخر طويل يؤكد ان افضل موقف يمكن ان يتخذه الترابي هو الصمت.
محمد الحسيني
مراسل صحفي - لندن
إرسال تعليق