الى أين يمكن أن تنتهي الأزمة الراهنة بين شريكي نيفاشا المؤتمر الوطني والحركة الشعبية؟ .. هل يمكن أن تتوقع الساحة السياسية السودانية أحداثاً دراماتيكية مثيرة تفضي الى واقع سياسي جديد يقود الى انفصال داوٍ بين شمال البلاد وجنوبها مكوناً دولتين منفصلتين بجغرافيتهما وأدوات حكميهما وسلطانهما من وزارات وهياكل دولة منفذة .. هل يمكن أن تشهد المرحلة القريبة المقبلة اعلاناً من طرف الحركة الشعبية وحكومة الجنوب برئاسة سلفاكير ميارديت بالاستقلال وبالتالي الطلب من الحكومات الدولية والاقليمية للاسراع بالاعتراف بها .. ؟! هل يمكن أن يفاجىء هذا السيناريو الشعب السوداني فى فترة قياسية بدأ تاريخها يقترب بتسارع منذ اعلان الحركة الشعبية قرارها تعليق مشاركتها فى الحكومة المركزية ؟؟
تبدو الاجابة على هذا التساؤل مصيرية بمثل ما تمثله المرحلة من تداعيات يراها البعض على الأفق القريب الا أنها تبدو متباينة بين من يحملون هذه التوقعات بملامحها الحاسمة والمصادمة وبين آخرين لا يرون فيما يحدث سوى أعراض ساخنة لخلافات شريكين يسعى كل منهما لكسب نقاط متتالية على حساب الطرف الآخر تساعده فى تحسين مواقفه وتثبيت مكتسباته وحقوقه تطلعاً لمراحل قادمة أكثر صعوبة فى تاريخ شراكتهما الحديثة والتى يسعى كلاهما للمحافظة عليها باعتبارها تمثل مصيراً واحداً مشتركاً ينأى كل طرف بكل ارادته عن التفكير فى المساس به مساساً حقيقياً يعرضه للانهيار، وهذا التيار الأخير ينظر لما يحدث الآن باعتباره حرباً باردة تعمل على ترسيخ الشراكة بمقاومتها لمصير الانهيار عبر مقاومة قوية تصيب جسم الشريكين بالحمى دون أن تتلف خلاياه وأنسجته الداخلية وان تصاعدت تلك الحمى للدماغ مسببة الهلوسة والاضطراب العقلي وغيرها من الأعراض العارضة .. وهذا التيار لا يبدو متفائلاً بدقة هذا التعبير الا من وجهة مقارنته بالتيار الآخر ( والذى تصاعدت درجة تشاؤمه الآن الى الحد الواصف للأزمة الحالية باعتبارها مرحلة الانطلاق الأولى لقطار الانفصال ) ليبقى التعبير الأمثل لموقف هؤلاء بوصفه تياراً قارئاً للحالة السياسية السودانية الحالية قراءة تتعلق موضوعياتها كلها على نقطة واحدة وهى ذات النقطة التى تمثل نقطة الالتقاء الأساسية بين الحزب الوطني والحركة الشعبية وهى المصير الواحد لكيانين يحتاج كل منهما للآخر لبلوغ أهدافه على نحو يصبح معه الافتراق وانهاء الشراكة انتحاراً سياسياً حقيقياً .. فمن ناحية فقد مثلت نيفاشا مشروعاً سياسياً متكاملاً لحزب المؤتمر الوطني صاغ عبره رؤيته لحل مشكلة الجنوب بل واعتبره أساساً دافعاً لحركته السياسية خلال المرحلة المقبلة باعتبار ما حققه هذا الملف من مكتسب سياسي كبير يضعه فى مقدمة القوى السياسية ذات التأثير الفعلي والواقعي على الحياة السياسية والاجتماعية السودانية وهو ما يزيد فرص نجاحاته التى يأملها خلال المرحلة المقبلة التى بدأ هذا الكيان الحاكم بالفعل الاستعداد لها عبر اعادة بناء هياكله التنظيمية وتفعيل قواعده الحزبية بما يعكس جديته للدخول بالبلاد فى مرحلة جديدة تستعيد فيها القوى الحزبية دورها فى الساحة السياسية السودانية والتى غابت عنها لأكثر من ثمانية عشر عاماً .. ومن ناحيتها تبدو الحركة الشعبية هى الأخرى ملتصقة بجدار نيفاشا وعلى نحو أكثر تماسكا وبالتالي بالمؤتمر الوطني بحيث يصبح التفكير فى فض الشراكة معه بالفعل مغامرة سياسية كبيرة يمكن أن تضع ما تحقق فى نيفاشا فى كف عفريت وبذات القياس يبدو الأمر هنا متعلقاً بالمكتسب السياسي لكيان الحركة الشعبية ( التى بدأت تشعر الآن ولأول مرة أنه ليس فى مقدورها الاستمرار ككيان أوحد لا ينافسه أحد على الساحة الجنوبية ) التى نجحت دون غيرها من الحركات المتمردة على حكومات الشمال المركزية عبر تاريخ سياسي وميداني عريض فى الوصول لاتفاقية انتزعت عبرها اعترافاً صريحاً بحق تقرير المصير والحق فى الانفصال بدولة جنوبية وذلك فى اطار زمني متفق عليه بست سنوات منذ توقيع الاتفاقية الى تاريخ يحق فيه لأبناء الجنوب اعلان موقفهم من الوحدة أو الانفصال .. وهذه الحالة تضع الحركة الشعبية فى خيار واحد لا ثانى له وهو الاستمرار مع المؤتمر الوطني الى نهاية المطاف وبالتالي نهاية الفترة التى يجرى بعدها الاستفتاء حول تقرير المصير .. ولكن ما الذى يبرر هذا الاتجاه الذى يجعل خيار الحركة الشعبية واحداً لا ثانى له ..؟؟ لماذا لا يصبح خيار اعلان الانفصال الآن خياراً موضوعياً للحركة الشعبية ..؟؟ هذا هو السؤال الأهم .. هل تملك الحركة الشعبية الآن القدرة الموضوعية على اتخاذ مثل هذا القرار الخطير على نحو مباشر أو على الأقل التمهيد له بخطوات أكثر حدة واثارة خلال المرحلة القصيرة المقبلة ..؟؟ الاجابة هنا وبالتأكيد تقول لا .. وذلك لجملة من الأسباب أهمها على الاطلاق يتمثل فى الحالة السياسية التى عليها الوضع بالجنوب الآن والتى تبدو بائسة وبعيدة كل البعد عن الحالة التى يمكن فيها الاتجاه نحو خطوات خطيرة تجاه المفاصلة، فالحركة الشعبية فيما أظهرته الحياة السياسية خلال فترتها القصيرة بمدن الجنوب الكبرى لا تملك كل الساحة السياسية على النحو الذى تصبح معه مسيطرة وباطلاق على توجيه ارادة الجميع هناك خاصة مع بدء أى فعل تجاه مفاصلة ما مع الشمال فالجميع هنا يريد موقفه وموقعه فى الساحة الجنوبية المستقلة أو المتجهة للاستقلال وذلك على المستويين السياسي والقبلي ويمكن لأى تحالف قبلي أو تنظيم سياسي حديث بالجنوب أن يثير قلقاً وتوتراً بالغين لدى الحركة الشعبية بمثل ما حدث أخيراً فيما يظل التمثيل الاثنى المرضى للجميع ( حتى داخل جسم الحركة ) فى اللحمة السياسية الحاكمة أو المستقلة مستقبلاً أكثر خطورة فى كل الأحوال وهذا يعنى أن الحركة الشعبية بعيدة الآن والى حد كبير من مرحلة قيادة الشعب الجنوبى عبر قيادة وطنية تحتشد لاعلان قرار الانفصال ومن ثم تلتئم لانشاء وتأسيس دولة مستقلة لمجتمع متجانس فى تداخله ومتوحد فى ارادته وأهدافه وهو ما يضع احتمالات اندلاع حروب قبلية جنوبية - جنوبية وارد بقوة وموضوعية كبيرة .. فالحركة الشعبية هنا تحتاج لفاصل زمني كافٍ يمكنها من تنفيذ ما يمكن تنفيذه وبناء ما يمكن بناؤه لرسم وجه سياسى ناضج يستطيع مقابلة مطلوبات المرحلة المقبلة التى تسبق مرحلة الدخول فى الاستفتاء الشعبي على الوحدة أو الانفصال، ومن الناحية الأخرى تهيئة الساحة السياسية الجنوبية لحكم نفسها حكماً مطلقاً لا صلة له البتة بحكومة الخرطوم المركزية وهى المهمة الأكثر صعوبة فى ظل الواقع السياسي الحالي الذى يعيشه الجنوب صاحب السلطة الوليدة والحركة الشعبية تدرك هذه الحقيقة ادراكاً تاماً يدفعها للمحافظة على اتفاقيتها وشراكتها مع المؤتمر الوطني بأكثر من اندفاعها وراء أحلام تبدو الآن وعلى الأقل بعيدة المنال فى غياب المناخ الملائم أو المعافى لتحقيقها.. فاستمرار شراكتها مع المؤتمر الوطنى يبدو هنا طريقاً آمناً لتحقيق تلك الأحلام فيما تبدو مسارات المغامرة التى يحاول البعض دفعها تجاهها محفوفة بمخاطر عديدة يمكن أن تعصف بما تحقق عبر نيفاشا والدخول من جديد فى دائرة الحرب والاقتتال .. وادراك الحركة الشعبية لهذه الحقيقة يعزز اعتقاد الكثيرين بوجود أهداف بعينها سعى لها سيلفاكير ميارديت النائب الأول للرئيس البشير ورئيس حكومة الجنوب عبر تفجيره لأزمة الشريكين الحالية أهمها على الاطلاق السيطرة على من علا صوته أخيراً من معارضيه داخل الحركة بجانب انهاء طموحات آخرين يحاولون وكما يعتقد اختراق الساحة السياسية الجنوبية بمساعدة وجهد مركز من قبل المؤتمر الوطنى بغية تذويب الحالة شبه الأحادية للوضع السياسى الجنوبى الذى تبرز فيه الحركة الشعبية بوضعية شبه منفردة ان لم تكن كذلك بالفعل وقد عول بعض أولئك المعارضين لسياسة سيلفاكير على مؤتمر جوبا الأخير للدفع ببعض أفكارهم لتأتى خطوات سيلفاكير الأخيرة ساحبة للبساط من تحت أرجل الجميع فى ذات الوقت الذى يدفع فيه الرجل المؤتمر الوطنى لمباركة تعديلاته على تشكيلة الحركة الوزارية فى الحكومة الاتحادية والتى أبرزها على الاطلاق اعفاء الدكتور لام أكول عن منصبه كوزير للخارجية واستبداله بشخصية رشحها سيلفاكير بنفسه وهو ما يمثل مؤشراً ذا مضامين واضحة تتهم المؤتمر الوطنى بالتأثير أو الاستمالة لعدد من ممثلى الحركة الشعبية فى مجلس الوزراء بما أفرغ وجود الحركة فى الحكومة المركزية من محتواه وهذا الأمر فى حد ذاته يمثل اهتماماً متأخراً لقيادة الحركة الشعبية بما يجرى فى الخرطوم فى ذات الوقت الذى يؤكد ويبرهن على تمسك الحركة الشعبية بشراكتها مع المؤتمر الوطنى تمسكاً كبيراً يدفعها الآن للمطالبة باعادة توازن وجودها فى الحكومة المركزية بما يمكنها من أدوات التأثير المعاكس على حكومة البشير وكذا التفاعل مع ما يجرى فى الساحة السياسية الماضية الآن لدخول مرحلة جديدة تستبق مرحلة الانتخابات العامة..
اذاً سيمضى رئيس حكومة الجنوب تجاه خطوات كتبت عليه بمثل ما كتبت على شركائه فى المؤتمر الوطنى ولا مناص له من ذلك البتة وان بدا الرجل أخيراً قريباً فى أنفاسه من التيار الجنوبى صاحب الصوت الانفصالى والرافض لشكل المشاركة الحالية مع شركاء نيفاشا فهذا يمثل وبحكم موضوعيات الأزمة استخداماً ذكياً منه لتلك العناصر المتنمرة على الاتفاقية لتعطى وجهاً مطلوباً الآن بقسماته المشاكسة والصارمة الا أن تحسبات ردة الفعل الشمالية وتحديداً ردة الفعل المتوقعة من الرئيس البشير تجاه ما حدث تظل هى هاجس سيلفاكير الى أن تهدأ الانفاس وتعود الأمور من جديد الى ما كانت عليه .
تبدو الاجابة على هذا التساؤل مصيرية بمثل ما تمثله المرحلة من تداعيات يراها البعض على الأفق القريب الا أنها تبدو متباينة بين من يحملون هذه التوقعات بملامحها الحاسمة والمصادمة وبين آخرين لا يرون فيما يحدث سوى أعراض ساخنة لخلافات شريكين يسعى كل منهما لكسب نقاط متتالية على حساب الطرف الآخر تساعده فى تحسين مواقفه وتثبيت مكتسباته وحقوقه تطلعاً لمراحل قادمة أكثر صعوبة فى تاريخ شراكتهما الحديثة والتى يسعى كلاهما للمحافظة عليها باعتبارها تمثل مصيراً واحداً مشتركاً ينأى كل طرف بكل ارادته عن التفكير فى المساس به مساساً حقيقياً يعرضه للانهيار، وهذا التيار الأخير ينظر لما يحدث الآن باعتباره حرباً باردة تعمل على ترسيخ الشراكة بمقاومتها لمصير الانهيار عبر مقاومة قوية تصيب جسم الشريكين بالحمى دون أن تتلف خلاياه وأنسجته الداخلية وان تصاعدت تلك الحمى للدماغ مسببة الهلوسة والاضطراب العقلي وغيرها من الأعراض العارضة .. وهذا التيار لا يبدو متفائلاً بدقة هذا التعبير الا من وجهة مقارنته بالتيار الآخر ( والذى تصاعدت درجة تشاؤمه الآن الى الحد الواصف للأزمة الحالية باعتبارها مرحلة الانطلاق الأولى لقطار الانفصال ) ليبقى التعبير الأمثل لموقف هؤلاء بوصفه تياراً قارئاً للحالة السياسية السودانية الحالية قراءة تتعلق موضوعياتها كلها على نقطة واحدة وهى ذات النقطة التى تمثل نقطة الالتقاء الأساسية بين الحزب الوطني والحركة الشعبية وهى المصير الواحد لكيانين يحتاج كل منهما للآخر لبلوغ أهدافه على نحو يصبح معه الافتراق وانهاء الشراكة انتحاراً سياسياً حقيقياً .. فمن ناحية فقد مثلت نيفاشا مشروعاً سياسياً متكاملاً لحزب المؤتمر الوطني صاغ عبره رؤيته لحل مشكلة الجنوب بل واعتبره أساساً دافعاً لحركته السياسية خلال المرحلة المقبلة باعتبار ما حققه هذا الملف من مكتسب سياسي كبير يضعه فى مقدمة القوى السياسية ذات التأثير الفعلي والواقعي على الحياة السياسية والاجتماعية السودانية وهو ما يزيد فرص نجاحاته التى يأملها خلال المرحلة المقبلة التى بدأ هذا الكيان الحاكم بالفعل الاستعداد لها عبر اعادة بناء هياكله التنظيمية وتفعيل قواعده الحزبية بما يعكس جديته للدخول بالبلاد فى مرحلة جديدة تستعيد فيها القوى الحزبية دورها فى الساحة السياسية السودانية والتى غابت عنها لأكثر من ثمانية عشر عاماً .. ومن ناحيتها تبدو الحركة الشعبية هى الأخرى ملتصقة بجدار نيفاشا وعلى نحو أكثر تماسكا وبالتالي بالمؤتمر الوطني بحيث يصبح التفكير فى فض الشراكة معه بالفعل مغامرة سياسية كبيرة يمكن أن تضع ما تحقق فى نيفاشا فى كف عفريت وبذات القياس يبدو الأمر هنا متعلقاً بالمكتسب السياسي لكيان الحركة الشعبية ( التى بدأت تشعر الآن ولأول مرة أنه ليس فى مقدورها الاستمرار ككيان أوحد لا ينافسه أحد على الساحة الجنوبية ) التى نجحت دون غيرها من الحركات المتمردة على حكومات الشمال المركزية عبر تاريخ سياسي وميداني عريض فى الوصول لاتفاقية انتزعت عبرها اعترافاً صريحاً بحق تقرير المصير والحق فى الانفصال بدولة جنوبية وذلك فى اطار زمني متفق عليه بست سنوات منذ توقيع الاتفاقية الى تاريخ يحق فيه لأبناء الجنوب اعلان موقفهم من الوحدة أو الانفصال .. وهذه الحالة تضع الحركة الشعبية فى خيار واحد لا ثانى له وهو الاستمرار مع المؤتمر الوطني الى نهاية المطاف وبالتالي نهاية الفترة التى يجرى بعدها الاستفتاء حول تقرير المصير .. ولكن ما الذى يبرر هذا الاتجاه الذى يجعل خيار الحركة الشعبية واحداً لا ثانى له ..؟؟ لماذا لا يصبح خيار اعلان الانفصال الآن خياراً موضوعياً للحركة الشعبية ..؟؟ هذا هو السؤال الأهم .. هل تملك الحركة الشعبية الآن القدرة الموضوعية على اتخاذ مثل هذا القرار الخطير على نحو مباشر أو على الأقل التمهيد له بخطوات أكثر حدة واثارة خلال المرحلة القصيرة المقبلة ..؟؟ الاجابة هنا وبالتأكيد تقول لا .. وذلك لجملة من الأسباب أهمها على الاطلاق يتمثل فى الحالة السياسية التى عليها الوضع بالجنوب الآن والتى تبدو بائسة وبعيدة كل البعد عن الحالة التى يمكن فيها الاتجاه نحو خطوات خطيرة تجاه المفاصلة، فالحركة الشعبية فيما أظهرته الحياة السياسية خلال فترتها القصيرة بمدن الجنوب الكبرى لا تملك كل الساحة السياسية على النحو الذى تصبح معه مسيطرة وباطلاق على توجيه ارادة الجميع هناك خاصة مع بدء أى فعل تجاه مفاصلة ما مع الشمال فالجميع هنا يريد موقفه وموقعه فى الساحة الجنوبية المستقلة أو المتجهة للاستقلال وذلك على المستويين السياسي والقبلي ويمكن لأى تحالف قبلي أو تنظيم سياسي حديث بالجنوب أن يثير قلقاً وتوتراً بالغين لدى الحركة الشعبية بمثل ما حدث أخيراً فيما يظل التمثيل الاثنى المرضى للجميع ( حتى داخل جسم الحركة ) فى اللحمة السياسية الحاكمة أو المستقلة مستقبلاً أكثر خطورة فى كل الأحوال وهذا يعنى أن الحركة الشعبية بعيدة الآن والى حد كبير من مرحلة قيادة الشعب الجنوبى عبر قيادة وطنية تحتشد لاعلان قرار الانفصال ومن ثم تلتئم لانشاء وتأسيس دولة مستقلة لمجتمع متجانس فى تداخله ومتوحد فى ارادته وأهدافه وهو ما يضع احتمالات اندلاع حروب قبلية جنوبية - جنوبية وارد بقوة وموضوعية كبيرة .. فالحركة الشعبية هنا تحتاج لفاصل زمني كافٍ يمكنها من تنفيذ ما يمكن تنفيذه وبناء ما يمكن بناؤه لرسم وجه سياسى ناضج يستطيع مقابلة مطلوبات المرحلة المقبلة التى تسبق مرحلة الدخول فى الاستفتاء الشعبي على الوحدة أو الانفصال، ومن الناحية الأخرى تهيئة الساحة السياسية الجنوبية لحكم نفسها حكماً مطلقاً لا صلة له البتة بحكومة الخرطوم المركزية وهى المهمة الأكثر صعوبة فى ظل الواقع السياسي الحالي الذى يعيشه الجنوب صاحب السلطة الوليدة والحركة الشعبية تدرك هذه الحقيقة ادراكاً تاماً يدفعها للمحافظة على اتفاقيتها وشراكتها مع المؤتمر الوطني بأكثر من اندفاعها وراء أحلام تبدو الآن وعلى الأقل بعيدة المنال فى غياب المناخ الملائم أو المعافى لتحقيقها.. فاستمرار شراكتها مع المؤتمر الوطنى يبدو هنا طريقاً آمناً لتحقيق تلك الأحلام فيما تبدو مسارات المغامرة التى يحاول البعض دفعها تجاهها محفوفة بمخاطر عديدة يمكن أن تعصف بما تحقق عبر نيفاشا والدخول من جديد فى دائرة الحرب والاقتتال .. وادراك الحركة الشعبية لهذه الحقيقة يعزز اعتقاد الكثيرين بوجود أهداف بعينها سعى لها سيلفاكير ميارديت النائب الأول للرئيس البشير ورئيس حكومة الجنوب عبر تفجيره لأزمة الشريكين الحالية أهمها على الاطلاق السيطرة على من علا صوته أخيراً من معارضيه داخل الحركة بجانب انهاء طموحات آخرين يحاولون وكما يعتقد اختراق الساحة السياسية الجنوبية بمساعدة وجهد مركز من قبل المؤتمر الوطنى بغية تذويب الحالة شبه الأحادية للوضع السياسى الجنوبى الذى تبرز فيه الحركة الشعبية بوضعية شبه منفردة ان لم تكن كذلك بالفعل وقد عول بعض أولئك المعارضين لسياسة سيلفاكير على مؤتمر جوبا الأخير للدفع ببعض أفكارهم لتأتى خطوات سيلفاكير الأخيرة ساحبة للبساط من تحت أرجل الجميع فى ذات الوقت الذى يدفع فيه الرجل المؤتمر الوطنى لمباركة تعديلاته على تشكيلة الحركة الوزارية فى الحكومة الاتحادية والتى أبرزها على الاطلاق اعفاء الدكتور لام أكول عن منصبه كوزير للخارجية واستبداله بشخصية رشحها سيلفاكير بنفسه وهو ما يمثل مؤشراً ذا مضامين واضحة تتهم المؤتمر الوطنى بالتأثير أو الاستمالة لعدد من ممثلى الحركة الشعبية فى مجلس الوزراء بما أفرغ وجود الحركة فى الحكومة المركزية من محتواه وهذا الأمر فى حد ذاته يمثل اهتماماً متأخراً لقيادة الحركة الشعبية بما يجرى فى الخرطوم فى ذات الوقت الذى يؤكد ويبرهن على تمسك الحركة الشعبية بشراكتها مع المؤتمر الوطنى تمسكاً كبيراً يدفعها الآن للمطالبة باعادة توازن وجودها فى الحكومة المركزية بما يمكنها من أدوات التأثير المعاكس على حكومة البشير وكذا التفاعل مع ما يجرى فى الساحة السياسية الماضية الآن لدخول مرحلة جديدة تستبق مرحلة الانتخابات العامة..
اذاً سيمضى رئيس حكومة الجنوب تجاه خطوات كتبت عليه بمثل ما كتبت على شركائه فى المؤتمر الوطنى ولا مناص له من ذلك البتة وان بدا الرجل أخيراً قريباً فى أنفاسه من التيار الجنوبى صاحب الصوت الانفصالى والرافض لشكل المشاركة الحالية مع شركاء نيفاشا فهذا يمثل وبحكم موضوعيات الأزمة استخداماً ذكياً منه لتلك العناصر المتنمرة على الاتفاقية لتعطى وجهاً مطلوباً الآن بقسماته المشاكسة والصارمة الا أن تحسبات ردة الفعل الشمالية وتحديداً ردة الفعل المتوقعة من الرئيس البشير تجاه ما حدث تظل هى هاجس سيلفاكير الى أن تهدأ الانفاس وتعود الأمور من جديد الى ما كانت عليه .
هناك 7 تعليقات:
كيف يعقل أن أسمي نفسي شريكا لك وأنا في الأصل لم أتفق معك ؟ إذن فلا بد أن يكون هناك شخص مخرب ،، وبالفعل ياأخي خالد هذا هو الأفعى الأمريكي أندرو ناتسيوس، المبعوث الأمريكي الخاص الذي تم إبتعائه للسودان مؤخرا ،، نعم هو الذي أشعل فتيل الفتنة وولى هاربا ،، ليتفرج هو ومن أرسله على الدمار من بعيد...!!!!!!!!!!
هذا حال العرب دائما ،، يتصارعون ويتبارزون من أجل الحفاظ على كرسي السلطان ويعلقون اللوم على أمريكا،،
عبدالمولى - دارفوري - بون
السودان ،، تلك الدولة العجيبة التي يمكن أن نسميها بلد الجوقة السياسية فمنذ إستقلاله والصراعات السياسية تشتعل دون توقف ،، فحزب الميرغني من جهة وحزب المهدي من جهة أخرى وأحزاب أخرى تظهر وتختفي في ظل الإنقلابات وفي خضم تلك الصراعات طوال تلك السنون ينبثق السؤال الذي يجب أن يساله أولئك لأنفسهم ،، ماذا قدموا لبلدهم خصوصا تلك الأحزاب التي كانت على رأس السلطة يوما ما ؟؟ فحقيقة أخي قد آن الأوان لأولئك المتعنتين أن يتنحو جانبا ، بل يجب عليهم أن يقنعوا انفسهم بأنهم فاشلون وأنهم لن يستطيعون حتى المساهمة في حل جزء من مشكلة لأنهم قد أصبحوا هم المشكلة والعائق الذي يعرقل جميع الطرق التي يمكن أن تقود ذلك البلد الطيب للأمام ،، ودعني يااخي أذهب بك بأبعد من ذلك وأقولها حقيقة ملموسة لدى كل الشعوب العربية وحتى لأمريكا وحليفاتهاوهي أن طريق الأمان وطريق الصواب وطريق السلام وطريق المستقبل الزاهر لهذا البلد هو بيد رجل السلام عمر البشير حفظه الله لكم ،، ولكنهم لايريدون ذلك أن يحدث خوفا من أن تظهر لهم إيران جديدة بأفريقيا ...!!
شوقي البنداري
محلل سياسي
واشنطن
صدقت يااخي شوقي ،، وأمريكا تريدها دولتان لتسلم الدولة الجنوبية لإسرائيل
فخرالدين - بروكسل
رسالة أوجهها للأخ الرئيس عمر البشير عبرك أخي خالد لقمان بأن يحذر كل الحذر من ذلك اليهودي الكافر المسمى باقان أموم الأمين العام للحركة الشعبية فهو عميل مجند لأمريكا يستمد كل أقواله وتصريحاته وتحرشاته من أهله اليهود ويغذي بها زعمائه بالحركة ، بمعنى أن تلك حركة تحركها أمريكا لمصلحتها ومصلحة إسرائيل عن طريق ذلك المأجور الرخيص
الشفيع نورالدين
معلم تربوي
عجمان
أخي خالد لقمان ، إن البيت السوداني ومنذ بنائه خلا تماما من الجنوبيين ، وهنا أعني أسلوب التعايش وأنت كسوداني مثلي تعلم ذلك جيدا ، إذن فمن هذه النقطة يجب ان نبحث مشكلتنا بمعنى انه ، كيف يمكن أن نخلق ذلك التآلف والتواؤم والسلام الحقيقي النابع من القلوب !!! بالطبع ياأخي فإن ذلك شبه مستحيل ،، إن لم يك مستحيلا وبعيد المنال..!! وإذا كان كذلك ، فإستقرار الأوضاع وسلام السودان كدولة موحدة سيكون كذلك !!
د.عبدالعظيم خيرالله
الدمام -السعودية
يااخي خالد ،، سلام السودان الذي عجر عن صنعه كل الذين حكموا السودان من قبل ،، ولكنه الآن قد أصبح حقيقة واقعة بعد أن صنعه رجل السلام الرئيس البشير ،، وإذا كان قد صنعه بعد ذلل أشد مشاكله تعقيدا وقاد الدفة إلى بر الأمان ، والذي يحدث الآن من أزمات هنا وهناك فحتما لدى هذا الرجل رؤاه الحكيمة لحلها ،، فمن قلوبنا نسأل الله له التوفيق والسداد ...
زبيدة
صحفية
تونس
إرسال تعليق