خالد حسن لقمان
ellogman@yahoo.com : E-mail
* العراق والواقع العربى .. بأى حال عدت يا عيد ..؟؟
.. عيد بأى حال عدت يا عيد بما مضى أم بأمر فيك تجديد ..؟؟ المعنى أصبح ذهبياً فى الواقع المعاش لأمة الضاد وأهل الكلم المنظوم شعراً ونثراً .. الصورة جلية بتفاصيلها ولا تحتاج لاستجداء التعبير لتفصح عن نفسها .. العراق المحترق لا زال يدفن موتاه منذ الصباح الى المساء والأرض تبتلع القتلى بدمائهم شيوخاً ورجالاً ونساءً و شباباً وصبايا .. الشيعة يقتلون السنة وأهل السنة يقتلون الشيعة والأمريكان المحتلون أنفسهم تمتذج دماءهم بدماء ضحاياهم ولا يغادرون .. بوش وغيتس لا زالا يتوعدان ويهددان بغضب وعنجهية تتحدى الضمير العالمى وكل قيم الانسانية بعقائدها وموروثها الأخلاقى ولا أحد من المحيط الى الخليج ينبض لسانه ببنت شفة .. الصمت المهيب والانزواء المخجل والارادة المكبلة بزجرات واشنطن وتهديدات لندن وحمرة عين يهود هى ملامح الواقع الذى نعيش وقسمات الوجه الذى تراه منا الأمم ويتفرسه فينا العالمين .. عيد بأى حال عدت يا عيد .. ؟؟
.. والعراق هو العنوان بمانشيته العريض الأحمر القانى عنوان زمان القهر والهزيمة والرضوخ لاملاءات ( المستعمرون الجدد ) أبناء الكابوى وورائهم أصحاب نجمة داؤود المتمددون بطول قهرنا وعرض هزيمتنا .. العراق .. فقط العنوان وتفاصيل الصحيفة يشد عصب البصر حتى الاحتقان ويحتقن خلايا الدماغ حتى الانفجار .. كيف نقرأ الآن الخارطة العربية بهذا المكون الانهزامى .. ماذا نرى وفى أى شىء نحدق ..؟؟
المنطقة العربية لا زالت تتجزأ على نفسها وتسكنها مأساة العراق التى جزأت المجزأ وقسمت المقسم فأصبحت للمنطقة خارطتها السياسية الجديدة بتوجساتها وخلافاتها .. خارطة مجموعات جديدة تشكل عليها المسرح السياسى العربى تتجاذبها مجموعتان رئيسيتان لهما القدرة على الفعل والتأثير أكثر من غيرهما :
- الأولى والتى تسمى نفسها دول الاعتدال والحل السياسى الدولى والتى تطلق عليها واشنطن لقب ( أصدقاؤنا فى المنطقة ) تسميها المجموعات الأخرى وخاصة المناوىء منها للتيار الأمريكى بدول الاستسلام والتآمر على الأمة العربية .. هذه المجموعة تقودها الآن مصر والأردن فيما تظاهرها عدة امارات خليجية وبعض من دول المغرب العربى على استحياء وغموض وقد اتجه سعيها للالتقاء قدر ما تستطيع مع الأفكار الأمريكية لفرض واقع جديد ينقذ ما يمكن انقاذه بعد حريق العراق وها هى عجلى مع واشنطن وبعض حليفاتها الغربيات لعقد المؤتمر الدولى لمناقشة القضية العربية وبالرغم من المواقف السياسية المعلنة لبعض هذه الدول بضرورة اشراك جميع الأطراف الممثلة للقضية الفلسطينية الا أن قوة اندفاعها السياسى الفعلى المؤازر للخطوات الأمريكية يشير من ناحية الى مواقف أخرى مبطنة تكاد تلتقى مع أفكار عزل بعض القوى الفلسطينية ( وعلى رأسها حماس وبعض التيارات الجهادية ) واقصاؤها من أية مشروعات تسوية دولية متوقع أن يتبناها المؤتمر كما يشير من الناحية الأخرى الى القدر التفاهمى الرفيع الذى وصلت اليه علاقات هذه الجموعة مع الولايات المتحدة .. وبالرغم من استحالة تصور ايمان هذه المجموعة بحل يمكن أن يخرج على هذه النحو الاقصائى الغريب الا أن الارتباط القوى لمن يقود هذا الاتجاه مع محددات السياسة الأمريكية يوجد مبرراً كافياً لمضى أصحابه قدماً فى مؤازرة أية تصورات أمريكية حتى ولو جاءت مخبولة أو مجنونة ..!! والمدهش أن هذه المجموعة لديها رد فعلها لما يجرى فى العراق على نحو مخالف لما تراه المجموعة الثانية خاصة فيما يتصل بنفوذ المحور الايرانى – السورى فى العراق ولبنان وفلسطين فهذه المجموعة تشارك الثانية رفضها لهذا الدور بقوته وتأثيره الا أنها لا تلقى بتبعات هذه الحالة على الدور الأمريكى وذلك فى فصل غريب لمسببات الأزمة وتطوراتها فهذه المجموعة وحتى الآن لا توجه تأنيباً أو لوماً لواشنطن تجاه ما يجرى فى العراق بل أنها أعلنت رفضها القاطع لأية أفكار يمكن ان تساند خروج للقوات الأمريكية من العراق معللة هذا الرفض بامكانية تدهور الحالة الأمنية ودخول المنطقة فى حالة فوضى عارمة فور خروج القوات الأمريكية من بغداد والمدن العراقية الأخرى وفى تقديرات الكثيرين فان هذه الجموعة تبدو الآن على استعداد أكثر من غيرها للتعامل مع أية أفكار أمريكية مستقبلية تهدف لتوجيه ضربة عسكرية لايران بل أن البعض من هؤلاء بدأ يتحدث عن دخول هذه المجموعة فى مرحلة تخطيط وتنسيق فعلى يدرس خططاً ميدانية مع الجانب الأمريكى لضرب ايران عبر مؤازرة عربية ربما كانت لوجستية الشكل أو متفاعلة على نحو أعمق مع تطورات الأحداث والمراحل ..!! اذاً هذه هى المجموعة الأولى ..
- المجموعة الثانية / بدأت تقودها الآن وعلى نحو متثاقل وربما كان خجولاً المملكة العربية السعودية بحليفاتها التقليديات من امارات وممالك الخليج العربى وبتأثير متواضع مع بعض أبرز دول المغرب العربى والعالم الاسلامى العريض بدوله الآسيوية الكبيرة .. هذه المجموعة باتت تتبنى الآن وبلطف وتلطيف مدهشين الخط الداعى للخروج الأمريكى من العراق وفق برمجة زمانية محدودة الأجل .. وقد عبر الملك عبد الله العاهل السعودى خلال مؤتمر القمة الأخير بالرياض عن موقفه المساند لهذه الأفكار مشيراً لواقع العراق الذى لا زال يعانى من ( احتلال أجنبى ) كما جاء فى تعبيره وقد بدا هذا الموقف غريباً للكثيرين فى العالم العربى فيما بدا مريحاً لآخرين فيه بينما استقبلته واشنطن باستهجان وغضب انسحب بدوره فيما يبدو على ( مجموعة أصدقاء المنطقة العربية ) التى اندفعت لتشكل رؤاها الخاصة مما يجرى فى العراق بسفور أكبر مستهجنة بدورها الموقف السعودى وهى ذات ردة الفعل التى أبدتها الأقطاب الرئيسية لهذه المجموعة تجاه الدور السعودى الذى بدأ متعاظماً حينها عبر طرح مبادراته الخاصة بشأن بعض القضايا العربية كالأزمة اللبنانية والصراع الفلسطينى – الفلسطينى فيما بدا الأمر هنا للكثيرين باعتباره تنافساً سياسياً بين القاهرة والرياض على مقدار حجم الحضور الفاعل على الساحة العربية ببؤرها الملتهبة الا أن القراءة هنا تبدو أكثر استقامة وموضوعية اذا ما تم ربط ردود الأفعال بحجم قرب هاتين المجموعتين أو ابتعادهما من دائرة التفاهمات مع واشنطن فهنا مجموعة ترى أن الأزمة العربية التى بدأت باحتراق العراق وتطورت بأحداثه الدامية مسببها الرئيسى استمرار الاحتلال الأمريكى الذى يتيح قدراً واسعاً للفوضى واشتعال الفتنة المذهبية بين الشيعة والسنة تحديداً وكذا تمدد الدور والتأثير الايرانى على المنطقة العربية سواءً فى العراق أو لبنان أو حتى فى الأراضى الفلسطينية وهذه المجموعة التى تقودها باستحياء المملكة السعودية لا ترى نهاية لهذه التطورات المفجعة أفضل من انهاء الأمريكان لاحتلالهم للعراق بعد فشلهم فى ضبط حالته الأمنية وانهيار الخطط الأمريكية تجاه ذلك مرة تلو الأخرى وهى وجهة النظر التى يصادمها بوش وبالتالى ( أصدقاؤه فى المنطقة العربية ) الذين يرفضون وحتى هذه اللحظة الانسحاب الأمريكى من العراق فى مفارقة غريبة مع صيحات الكونغرس الأمريكى نفسه التى تناصر أفكار الانسحاب وتقطع على الرئيس الأمريكى الطريق برفضها تمرير خطط التمويل لارسال المزيد من القوات الأمريكية للعراق ..!!!!
نعم هذا هو الحزن الذى يسكن النفوس ويملأ الصدور .. حزن المواقف وحزن الزمان والعراق الجريح المحتل لا زال يعيش مأساته ليلاً ونهاراً يدفن فى أرضه الطاهرة نضارة الشباب ووقار الشيوخ وشموخ النساء وبراءة الأطفال .. عيد .. !! .. بأى حال عدت يا عيد ..؟؟
الثلاثاء، 9 أكتوبر 2007
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
هناك 3 تعليقات:
تعودنا ياأخي لقمان سياسة الولايات المتحدة المنافقة منذ زمن بعيد.ونحن نسأل أين كانت من كل ما جرى سابقا من تهجير وتنكيل بالشعب العراقي؟ أين كانت من حقوق الإنسان؟ ومن القتل الجماعي؟ ما هو دورها في انتفاضة 1991 ( في العراق)؟ ترمي محاولاتها الآن إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة وتقسيم العراق بحجج مختلفة منها حماية أمن جيران العراق والمقصود من ذلك هو أمن الدولة العبرية وبديهي ان الشعب العراقي يرفض ذلك.
خالد أبو وحيد-سوريا
الأخ خالد لقمان السلام عليكم وكل عام وجميع المسلمين في كل بقاع الأرض بألف خير..
أمريكا تريد أن تعلق فشلها في أمنها الداخلي على أي كان لتنتصر عليه وترفع هيبتها بتدمير العراق لتغطي هزيمتها في فيتنام وليدفع العرب فاتورة خيالية من أرواح الأبرياء وكوارث مستديمة وأموال لا تنتهي لبوش الأب والآن سيدفعون أكثر بكثير لبوش الابن الذي يتقرب الآن من باكستان والدول العربية الأخرى حتى لا يقال إنها حروب صليبيه.
د. عصمت من الولايات المتحدة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الأستاذ خالد لقمان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وكل عام وأنتم بخير
قرأت لك كثيرا عبر صحيفة الرأي العام وسبحان الله ،، ففي أثناء تجوالى بالإنترنت صادفتني مدونتكم (الأمة الوسط) التي صرت أتابع كتاباتك فيها وعموما ياأخي فإنني لا أريد أن أطيل عليك القصة غير أني حقيقة كنت أبحث عن طريق أستطيع به إيصال صوتي وقول كلمتي كسوداني غيور على بلده ،، وموضوعي ياأخي هو (هل سكت الرجل السوداني إلى الأبد ؟!) حيال إقتحام النساء لكل مجالات العمل في السودان إذ لاتخلو مؤسسة أو هيئة أو محلا تجاريا منهن وكأن البلد قد خلت من الرجال (سبحان الله) ، ونحن هنا في الغربة عندما يرفع الله أقدامنا ونعود لوطننا في إجازاتنا السنوية أصبح الشىء الذي نتضايق منه حقا هو تعاملهن (الوقح) مع المغتربين عند تخليص إجراءاتهم بمكتب المغتربين بالخرطوم .. لكن
فالشىء المحزن ياأخي هو دخولهن في برامج الرجال ! فمثلا تظهر لك واحدة على شاشة الفضائية السوداني أو قناة النيل الأزرق وهي تضع صدرها على الطاولة التي أمامها وتقدم لك برنامج الرياضة وتجد أخرى في برنامج تستضيف فيه مجموعة من الرجال وتراها تتوسطهم وهي واضعة (رجلا على رجل !) ،، وهذا الذي أصبح يحيرني ويحير الكثيرين أمثالي في أن مثل أولئك الضيوف الذين يقبلون بمثل تلك الأوضاع يجعلوننا نتصور أن الرجل السوداني قد سكت إلى الأبد ، ويمكننا الآن أن نتوقع بأن نسمع بالرئيس سوسو ونائبه حليمة !!
معذرة أخي ،، وددت هنا نقل صوتي إليكم وليس التعليق على الموضوعات الواردة بمدونتكم (الصاروخية) .
أعاننا الله وإياكم لما فيه الخير ،، وتقبل تحياتي
د. عبدالرؤوف سيدأحمد – الرياض - السعودية
إرسال تعليق