السبت، 25 فبراير 2023

الزبير .. بين قناة ( الجزيرة ) و قناة ( العربية ) ..!!

 د . خالد حسن لقمان

يكتب : 

—————-

الزبير بين قناة (الجزيرة)   و قناة( العربية)..!!

———————————

عقب مشاهدتي لحلقة الأمس من برنامج ( الجريمة السياسية ) بقناة الجزيرة دخلت في حالة انزعاج كبير الي أن طالعني مقال الأخ الصحفي الكبير الصديق الأستاذ  ضياء الدين بلال عن الموضوع بعنوان : ( ليس السؤال من قتل الزبير ولكن : من خدع الجزيرة ؟ ) وبخبرته ومهارته أدرك الاخ ضياء وسريعاً جداً ضعف المادة و سقوطها المهني بخروجها من ما وضعت فيه كعنوان و اسم  برامجي فليس من المنطق ان تصنف مادة علي هذا النحو الفقير بل المنعدم في أدلته وبراهينه ضمن قالب تلفزيوني استقصائي كبير  يحمل هذا الإسم .. فبمجرد ان تضع مادة ضمن هذا القالب فأنت و منذ اللحظة الأولي أدرجتها بالفعل ضمن معني ( الجريمة السياسية ) الذي هو اسم البرنامج  وان فعلت هذا فأنت مطالب حينها بحشد كل ما يتوقعه الجمهور المستهدف بالمادة من أدلة و براهين تتنوع بأشكالها وموضوعها من حوارات مباشرة داخل الإستديو الرئيسي لمادة الحلقة سواءً كانت بالفعل مع اشخاص داخل استديو واحد بمعني ان يتم حشد مجموعة من الاشخاص ويدار معهم حوار مباشر من داخل الإستديو وهو قالب الحوار المشترك كما والندوة التلفزيونية المعروفة  او حتي بين  شخصيتين  علي ذات الشكل أو سواءً  عبر الافادات التحقيقية التي تتوزع فيها الأسئلة والافادات علي مجموعة من الشخصيات تمثل أطراف ذات صلة وثيقة بالحدث ليقول كلاً من هؤلاء كلمته ويدلي بشهادته للامساك بكل أطراف المادة بموضوعها وشخوصها .. هذا فضلاً عن وسائل وأساليب  الاستقصاء الأخري المعروفة من وثائق مكتوبة وتقارير محررة من جهات معتبرة  تكون أيضاً ذات صلة  بالموضوع او مكالمات هاتفية مرصودة و مسجلة بأصوات اصحابها الحقيقيين أو قصاصات صحفية لمقالات كانت او اخبار او تحقيقات نشرت عن الحادثة في وقتها أو بعدها اذا ما رشحت  تطورات تقتضي الاضافة الجديدة الموثوقة او الكشف الجديد الموثق  .. وغير ذلك من وسائل الاستقصاء المرئي والمسموع والمقروء .. هذا هو الأمر الطبيعي للإيفاء  بالتحقيق المطلوب بمعني أنه اذا لم تتوفر مواد من هذا النوع لمن يريد ان يقدم مادة استقصائية تقع ضمن مسمي كمسمي و عنوان قناة الجزيرة بالامس وهو ( الجريمة السياسية ) فلا ينبغي له أن يدخل مؤسسته الإعلامية في حرج بالغ للحد الذي يسقطها مهنياً سقوطاً مدوياً و ما حدث بالأمس لم يكن مناسباً مطلقاً أن يكون ضمن أعمال قناة بحجم قناة الجزيرة وامكانياتها المهولة لأن كل ما قدم كان تائهاً و ضعيفاً و باهتاً ولا معني له فماذا يعني أن تأتي للجمهور بالتخمينات و بالمنقول علي الشفاه وعبر التحليلات الظنية و احاديث المجالس  و ثرثراتها .. من فعل هذا هو بالتأكيد قد أحرج قناة الجزيرة العملاقة وهو بهذا لم يخرج بشئ ذا قيمة تذكر سوي اثارة الموضوع علي نحو يثير التساؤلات المبهمة خاصة اذا صدق قول البعض بأن هذه المادة قد تم  انتاجها قبل سنوات وظلت حبيسة في مكتبة قناة الجديرة و قدر لها ان تخرج في هذا التوقيت تحديداً ..!! ..  المثير أيها السادة أن قناة عربية أخري هي قناة العربية قد  بثت قبل يومين فقط من موعد بث الجزيرة لحلقة ( الجريمة السياسية ) هذه الخاصة بمقتل الزبير محمد صالح - النائب  السابق للرئيس السوداني عمر البشير  الذي يحاكم الآن  .. بثت قناة العربية هذه حواراً كانت قد انتجته هي الأخري  قبل سنوات أيضاً مع الدكتور لام أكول الذي كان ضمن ركاب الطائرة  ومن الذين نجوا من الحادث وعددهم الذي أعلن آنذاك 21 شخصاً خرجوا وكما افاد لام اكول من الجزء الخلفي للطائرة بينما حشر  القدر الآخرين بين كابينة القيادة و ال ( العشفش ) الذي حملته طائرة الانتنوف الغارقة بالزبير ومن كانوا معه وقد افاد لام اكول وزير الخارجية السوداني السابق في حوار العربية هذا  وعبر برنامج بعنوان ( الذاكرة السياسية ) بأن الحادث لم يكن له اي ظلال سياسية ولم يكن فيه اي شكوك لجريمة قد ارتكبت بل شدد علي ان ما حدث كان حادث طيران فني فقط قد يكون متصلاً بمسار اتجاه الرياح الذي قدر لام أكول وفق خبرته بموقع المطار و بيئته انه كان يجب ان يكون الاتجاه الآخر لهبوط الطائرة لتعمل مقاومته علي كبح سرعة الطائرة وايقافها قبل سقوطها السريع في النهر وقد فند فرضية تعرضها لمضادات أرضية أنهم كركاب لم يرصدوا ذلك كما ان المستقبلين للوفد والمتابعين لهبوط الطائرة هم أنفسهم لم يروا شئ من هذا وظلوا في امكانهم لاستقبال ركاب الطائرة التي غرقت امام ابصارهم كما نفي بشدة وجود أي اشتباك مسلح حدث  داخل الطائرة وقال بالحرف الواحد انه لو حدث لرأيته ولسمعته فقد كنت أكثر قرباً من الآخرين بين الزبير واروك طون وقد  ظل الرجل يكرر نفيه هذا  خلال الحوار أكثر من مرة  بالرغم من الحاح مقدم الحوار و محاولاته المتكررة للخروج بشئ آخر  ويبدو أن فشله في هذا قد أفاد قناته أخيراً و ( كخبط عشواء ) في استخدام حوارها  في هذا الوقت وقبل بث الجزيرة لحلقة الجريمة السياسية بالأمس لنسف الفرضيات الفاشلة التي بنت عليها غريمتها مادتها الاستقصائية ..                            أخيراً ..  فإن السؤال الذي يضاف هنا بعد السؤال الذكي للاخ ضياء الدين بلال والذي دفع به في عنوان مادته ( ليس السؤال من قتل الزبير ولكن من خدع الجزيرة ؟ ) .. هو هل أصبحنا بكل هذا الضعف الذي تتناهشنا معه القنوات العربية كيفما شاءت فتكتب أحداثنا وتاريخنا وفق خيالاتها ومواقفها الخاصة وخصوماتها التي تصفيها بين بعضها البعض بنسف كلاً منها لأعمال القناة الأخري .. ؟؟!! .. هذا هو سؤالي أخي الكريم  ضياء .. ليس لك فقط ولكن لكل الاعلاميين والصحفيين السودانيين  المتميزين أمثالك ولكافة اصحاب القنوات الرسمية والخاصة واصحاب شركات الانتاج الاعلامي السودانية كافة  .. لماذا لا تنهضوا بإعلامنا حتي نتصدي بأنفسنا لقضايانا و أحداثنا و بالتالي تاريخنا الذي نعيشه الآن حاضراً سيقرأه القادمون تاريخاً قد يكتبه الآن  كل من يسوي و من لا  يسوي شيئاً بالنسبة لنا و لبلدنا .. هذا السودان الضخم بحضارته التليدة و تاريخه المجيد .. ؟؟!!  .. أرجوكم أيها السادة نحن أعظم  من هذا و أكبر من هذا فلا تضعونا بين الروث والوحل ..

ليست هناك تعليقات: