الاثنين، 11 يوليو 2022

بين أبو جعفر المنصور والمؤتمر الوطني والبرهان .. !!

 د. خالد حسن لقمان 

يكتب : 

بين أبو جعفر المنصور و المؤتمر الوطني و البرهان .. !!

(إذا كُنتَ ذا رأيٍ فكُن ذا عزيمةٍ فإن فسادَ الرأيِ أن تتردّدا)”.

... هذه من أشهر العبارات التي نقلت عن الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور وقد اختار المؤتمر الوطني أن يختم بها بيانه الذي نشره اليوم  علي وسائل الاعلام في ختام جلسة طارئة لمجلسه القيادي عقدها في الرابع من الشهر الجاري ناقش فيها ما جاء في خطاب البرهان الذي اعلن بدوره انسحاب الجيش من حوار الآلية الثلاثية .. و لمن نسي سيرة ابو جعفر المنصور فهو أبو جعفر عبد الله المنصور بن مُحمد بن عَلي بن عبد الله بن العباس بن عَبْد المُطلّب بن هَاشم القُرشيّ هو الخليفة العشرون من خلفاء الرسول، والخليفة العباسي الثاني، وهُو المؤسس الحقيقي للدولة العباسيةِ، وباني بغداد، وقد بويع له بالخلافة في شهر ذي الحجة عام 136 هـ ..

  ..  ويبدو أن من صاغ بيان المكتب القيادي للمؤتمر الوطني قد نجح في الدفع بخاتمة قوية لابد وأنها قد لخصت رسالته للرئيس البرهان و من يمسكون معه زمام الأمور الآن علي نحو فيه الكثير من الحزم و القوة بمثل ما فيه من الوضوح التام خاصة ما يتصل بآلية الحوار الثلاثية التي أكد البيان رفض دورها بل واتهمها بالفساد و السعي لتفكيك البلاد عبر متآمرين مأجورين .. ولكن لعل أهم ما استتر في تعبيره والافصاح عنه في هذا البيان الخطير هو اكمال مسار الضوء للبرهان وصحبه ليرون مخرجاً في آخر النفق يقفون معه في موقف واحد من كافة القوي السياسية بما فيها المؤتمر الوطني ليجلس الجميع علي مائدة حوار سوداني - سوداني كامل الدسم و خالي من السم حتي وان ضم فقط القوي السياسية التي يمكن ان تقبل بهكذا حوار في غياب من يغيب ويحضر من يحضر  ليقرر المتحاورون بعدها الذهاب لصندوق الانتخابات عبر حكومة تصريف اعمال لا يتجاوز عمرها التاريخ  المعلن للانتخابات في يوليو 2023م  .. 

..  هذا هو حزم أبو جعفر المنصور الذي يذكر به المؤتمر الوطني الرئيس البرهان .. ولكن المنصور أسس بهذا الحزم الدولة العباسية فماذا سيؤسس البرهان بحزمه المطلوب هنا ..؟؟!! .. هل سيؤسس لدولة السودان الحديثة الناهضة بآلية حكم ديمقراطي حقيقي عبر عملية انتخابية حقيقية  تجري في تاريخ يوليو 2023م بمشاركة الجميع بدون استثناء أم سيؤسس لتحالف سياسي لا مفر منه بين الإسلاميين بتيارهم العريض  و الجيش والدعم السريع و من معهما من حركات مسلحة وأيضاً مع من سيأتي من أجنحة حزب الأمة و الاتحادي و غيرها من الأحزاب التي قد يسارع بعضها في الركوب مبكراً  و يتأخر بعضها الآخر مع مناورات سياسية تضمن له مقعده متي ما قرر اللحاق بقطار البرهان   .. ؟!!

.. من يملك الإجابة ..؟!

ليست هناك تعليقات: