الأربعاء، 8 ديسمبر 2021

كابلي .. عشناك كالأماني ..

 كابلي .. عشناك كالأماني .. 

هذا المقال كتبته قبل شهور قليلة أسأل عن حال  فناننا الكبير الذي رحل مطلع الاسبوع الماضي الدكتور عبد الكريم  الكابلي - أحد اهرامات فننا و تاريخنا و فكرنا و ثقافتنا وقد وصلتنا اخبار مقلقة حينها عن صحته الا ان استاذنا العزيز الدكتور عمر الجزلي - رفيق عمر فقيدنا الكبير  - بدد وعبر رسالة خاصة لشخصي الضعيف بعض من ذاك القلق .. الآن أعود لنشر كلماتي هذه و أعلم أين موقع كابلي الآن فيكم يا عشاق الفن الرفيع و عشاق كابلي الذي مضي تاركاً لنا ما نفاخر به و نبارز به و نتكئ عليه عندما يصفو النيل وتهدأ الخرطوم أو نتسابق به و نتسامق عندما يندفع الأول في موسم عنفوانه و تموج الثانية في زمان ثورتها و تخليق مجدها القادم بحول الله تعالي و قدرته ومشيئته الغالبة و المنتصرة أبداً  .. 

.. رحمك الله كابلي .... 


د. خالد حسن لقمان 

- صحيفة المجهر السودانية 


كابلي .. عشناك كالأماني ..


يا الكل يوم معانا وما قادرين نقول ليك..

أنك في قلوبنا وكم نشتاق لي عينيك..

حنانك يا حالم..

عشناك كالأماني وأنت قريب معانا.. عشناك كالأماني وأنت قريب حدانا..

فيك سر الغرام..

واهديناك أغاني.. تنبع من دمانا

ترمز ليك دوام..

فيها زهور جنينة..

في قلوبنا الحنينة الراجياك دوام..

كل ما ندور نصارحك يتجمد بيانا

يغلبنا الكلام..

وكم نشتاق لي عينيك.. كم نشتاق نقول ليك

حنانك يا حالم..

هذا بعض من مطلع ومتن إحدى الأغنيات الفرايحية الخفيفة لفناننا الكبير "عبد الكريم الكابلي" الذي استطاع أن يلعب وبحرفية مدهشة نادرة بين فخيم الكلام وهفيفه وعميق المعنى وبساطته على نحو لم يبلغه فناناً آخراً لدينا وكيف لا وهاهو كابلي يصول ويجول بين مقتنيات "أبي فراس الحمداني" ليأخذ لؤلؤته (أراك عصي الدمع شيمتك الصبر)، ويبذ بلحنها وأدائها سيدة الغناء العربي كما واقتلع من "يزيد بن معاوية" (أمطرت لؤلؤاً) ومن صاحب العبقريات العقاد (شذي زهر ولا زهر) ومن الملاح المهندس (فينيسيا وكيليوباترا) وهاهو يعتلي مسرح الزعماء الكبار ليتجلى في ليالي ستينيات التحرر والانعتاق ب( آسيا وأفريقيا) بمثل جاهد ليكشف عن عتمة تراثنا وإرثنا بأفضل من ما فعلت الأقلام واحتوت الصحائف.. وللوطن أوقفنا "كابلي" والجميع في (يا قمر دورين والقومة ليك يا وطني) وفي مسيرة نضالنا مضى هاتفاً بقوة في (شارع الجامعة) وفي معارك أصحاب القلوب الصارخة رمى ب(ضنين الوعد) و(حبيبة عمري) و(كل الجمال) وفي رحاب الإيمان والتقوى سار مع "المجذوب" يتمايلان في ميدان "عبد المنعم" ب(ليلة المولد يا سر الليالي) وهاهو صوته ينبعث مع تباشير ذي الحجة في بث مباشر إلى أرض الله ورسوله والجميع يتناجون معه ودموعهم تبلل وجوههم مع مدحه: (قالوا الحجيج قطع طالب نور البقع .. قلبي زاد وجع حماني القيد منع)..

.. أين "كابلي" بالله عليكم؟.. من يبدد قلقنا على هذا الهرم السوداني الكبير..

ليست هناك تعليقات: