السبت، 22 مايو 2021

غزة .. الانتصار الداوي ..!!

 ربع مقال

د. خالد حسن لقمان

 غزة .. الإنتصار الداوي .. !!

.. للمرة الرابعة تنتصر غزة الصامدة في وجه الاعتداءات الاسرائيلية الحائرة والبائسة وعندما يتكرر المشهد للمرة الرابعة فإنه لابد أن يكون الطرف الراسم له اما مفتقداً للتمييز أو أنه يفعل ما يفعل من باب يأسه و حيرته تجاه ما يواجهه من معطيات واقع لا يستطيع تغييره وهذا بالتحديد ما يكتنف الموقف الاسرائيلي و بنيامين نتنياهو الذي ظل له الدور الرئيسي في  هذه الترهات يدخل بهذه المرة كيانه الغاصب في مرحلة تحول خطيرة تجاه بقائه و شرعيته ليس لدي الدول الاسلامية والعربية الذي الامر لديها امر عقيدة و تاريخ وجغرافيا وبقاء او فناء  ولكن هذه المرة  لدي أكبر حلفاء هذا الكيان  و تحديداً في العقلية الامريكية   

  التي وصل اليها الامر هذه المرة الي عصب الدماغ الناقل لاشارات التمييز و الفهم و التعقل .. خروج الشارع الامريكي هذه المرة محتجاً علي اعتداءات اسرائيل علي الفلسطينين كان من أكبر المفاجآت التي حصل عليها نتنياهو و أكبر الصدمات التي تلقاها الرئيس الجديد جو بايدن 

و لم يقتصر الامر علي الشارع الامريكي بل وصل الامر الي قلب العاصمة البريطانية لندن ( عاصمة وعد بلفور )  التي خرجت وبكثافة في المشاركة مستنكرة موقف الحكومة البريطانية من السياسات والافعال الاسرائلية وكذا فعلت باريس عاصمة النور الفرنسية التي شهدت مظاهرات حاشدة منددة بالعدوان الاسرائيلي .. وفي مشهد آخر فار اعضاء الحزب  الديمقراطي الامريكي الحاكم ( حزب بايدن نفسه ) و اعلنوا عن موقفهم المستنكر لتصرفات نتنياهو الظالمة و المتكبرة ..تدمير برج الجلاء التي تعمل من داخله كبريات وكالات الانباء الامريكية والدولية و العربية بما فيها قناة الجزيرة اعطي العقلية الامريكية اشارات جديدة تجاه تصرفات الكيان الاسرائيلي ..الغضب و التفاعل الشعبي الاسلامي الكبير في الكويت والاردن وتونس ومصر و الباكستان وماليزيا واندونيسيا والفلبين .. الموقف الصيني الرسمي الغاضب و المدافع عن الفلسطينيين والداعم لهم مادياً  والمنادي ايضاً بضرورة مراجعة القضية الفلسطينية داخل الامم المتحدة بجانب الموقف التركي الحاسم و المهدد .. الامم المتحدة بمسارعتها هذه  المرة بكشف حجم الدمار الكبير لقطاع غزة  مشيرة الي تدمير  6 مستشفيات كبري و 11 مركزاً صحياً و 53 مؤسسة تعليمية ..  كل ذلك دفع بايدن ليستشيط غضباً في وجه نتنياهو محذراً له من تجاهل ما يقوله له .. أوقف هذه الحماقة فوراً ..

    ..  وأخيراً جاءت المبادرة المصرية ليسارع نتنياهو بتلقفها وقبولها مزعناً ذليلاً كسيراً مع غضبة بايدن الذي وبالرغم من ذلك لم ينس ان يؤكد دعمه للكيان الاسرائيلي ولكن هذه المرة جاء دعمه هو أيضاً خافتاً ضعيفاً مع الهدير العالمي الغاضب في وجهه و وجه نتنياهو و كيانه الغاصب الظالم المتجبر .. نعم انتصرت غزة انتصاراً داوياً سيكون له ما بعده قريباً وقريباً جداً بعد ان كشف أبناء فلسطين الأبطال  بصمودهم عن وجه العالم بأسره غطاء الكذب و التدليس والابتزاز الذي مارسه الكيان الاسرائيلي علي حلفائه ومناصريه الاوروبيين و الامريكان وبعد ان استيقظت الشعوب الاسلامية والعربية من غفوتها وباتت جاهزة لاختراق الحدود و نصرة القدس الشريف أولي القبلتين و ثاني المسجدين و ثالث الحرمين الشريفين ..     


ليست هناك تعليقات: