ربع مقال
د. خالد حسن لقمان
أنتوني بلينكن .. بين العلم والجهل .. !!
.. انتوني بلينكن .. وزير الخارجية الامريكي الجديد بدا متحمساً ومتفائلاً علي نحو مدهش لايجاد حلول لمشكلات الشرق الاوسط وقد سبقته للمنطقة تصريحات مدهشة بشأن العدوان الاسرائيلي علي غزة و حتمية ايجاد وضع عادل للفلسطينيين ليعيشوا بسلام في تلميح مفضوح و .. ( خجول ) لمشروع الدولتين مؤكداً علي دور امريكي كبير قادم لايجاد حل شامل للقضية الفلسطينية وفي اتجاه آخر صرح الرجل ( برئ الوجه جميل القسمات ) بضرورة تسوية عاجلة لحرب اليمن يتم التوصل اليها عبر قيام تطبيع العلاقات بين ايران و السعودية وهي تصريحات علي غرابتها و .. ( سذاجتها ) بدت للعاقلين مساندة و فيما يبدو للمبعوث الامريكي الجديد لليمن .. لم تمض سوي ساعات قليلة علي هذه التصريحات و ( الهضربات ) الا وكان الرجل بجوار بنيامين نتباهو علي منصة التصريحات الاعلامية ليؤكد الدعم المطلق للولايات المتحدة لاسرائيل في دفاعها وعلي اي وجه كان عن وجودها ومصالحها واصفاً حركة حماس بالمنظمة الارهابية وهو الوصف الرسمي لبلاده لحماس الا ان استخدام بلينكن له و انفاس نتنياهو بجواره جاء فيما يبدو وكأنه ينفذ أمراً لازماً حتي ولو تعارض مع طبيعة مهمته الخاصة لدعم و تأكيد انتهاء الحرب بين اسرائيل و حماس ( التي هي الطرف الثاني الحقيقي علي ميدان المعركة ) و ما يتعلق بإجراءات و مشروعات اعادة تعمير غزة التي دمرتها اسرائيل بكل همجية جعلت كل العالم يخرج مستنكراً لها الا ساكني البيت الابيض .. !!! .. حتي الشارع الامريكي خرج هذه المرة بعد ان طفح الكيل امام كل العالم وليس الشارع الامريكي وحده بل الفرنسي وقبله البريطاني فضلاً عن كل الشعوب الاوروبية و الاسيوية والافريقية وغيرها .. السيد بلينكن و بملامحه البريئة بدا في هذا المشهد علي أسوأ حال يظهر عليه منذ لحظة توليه لمهامه وزيراً لخارجية جو بايدن الذي فاجأ العالم هو الآخر بعبارات التأييد المطلقة لاسرائيل بعد ان اضطر في لحظة حاسمة للصراخ في وجه نتنياهو وهو يطالبه بالوقف الفوري لحرب غزة بعد ان وصل الحال الي غضب دولي كاد ان ينفجر علي نحو خطير .. السيد بلينكن .. يبدو انك ( وان كنت لا تعرف ) قد تعرفت الآن علي القوي التي تحرك بلادك و تحركك انت و بايدن وكل العالم الجبان الذي ظل يتابع تقتيل النساء والأطفال و تهدم المستشفيات و المراكز الصحية و المؤسسات التعليمية لشعب اعزل محاصر لا حول له و لا قوة .. سيد بلينكن ان كنت تعلم هذه الحقيقة فهذا امر طبيعي لا نستغربه وان كنت لا تعلم فعليك ان تغادر منطقتنا فوراً و من ثم تقدم استقالتك حتي نعلم انك لم تكن تعلم ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق