الثلاثاء، 31 ديسمبر 2019

الصادق المهدي ومنظومة الترابي الخالفة .. !! د. خالد حسن لقمان

ربع مقال

د. خالد حسن لقمان

الصادق المهدي ومنظومة الترابي الخالفة .. !!

.. ان صح ما رشح أخيراً عن ابتدار زعيم حزب الأمة الصادق المهدي ودفعه للمكون الحزبي المدني لقوي الحرية والتغيير  للدخول في مفاوضات مع الاسلاميين وتحديداً مع مقربين من المؤتمر الوطني أو مع قادته مباشرة  .. يكون المحبوب عبد السلام - المساعد السابق وكاتم أسرار الزعيم الاسلامي الراحل الدكتور حسن الترابي - و الدكتور  الشفيع خضر - القيادي الشيوعي المعروف بنزعته ودعوته لتطويرالحالة  الفكرية  والحركية للحزب الشيوعي -   قد قررا إعطاء الصادق المهدي شرف اطلاق الشرارة الأولي المشغلة لمحرك الحوار التاريخي بين اليمين واليسار والذي سيفضي الي قلب المشهد السوداني السياسي رأساً علي عقب بما يؤدي بنتائجه الي تغيير المعادلة السياسية في البلاد لتقارب وتنفذ فكرة الراحل الدكتور الشيخ الترابي والتي أطلق عليها المنظومة الخالفة المتجددة والتي قيل همساً وربما جهراً (  أن الترابي قد انتخب لها ومنذ وقت مبكّر وبصبره المعروف ونسجه المتأني الدكتور الشفيع خضر ليكون رأس رمحها مع صديقه المحبوب عبد السلام أكثر المقربين فكرياً للترابي  ) وهذه المنظومة الخالفة  التي رفع عنها الراحل الترابي الستار  قبيل رحيله تهدف للقفز بالحالة السودانية السياسية  برمتها لتتجاوز حتي الفضاءات والتجارب  السياسية بالمنطقة العربية والافريقية قاطبة .. الترابي يسعي بإجتهاده الأخير هذا الي قفل الساحة السياسية علي  تيارين سياسيين فقط يكونا بمثابة جناحي الحالة السياسية للسودان وبإعتبار طبيعة التكوين السياسي في هذا البلد فإن هذين الجناحين سيمثلهما اليمين كتيار عريض يتشكل من القوي السياسية من أدني اليمين الي أقصاه و تيار آخر يقابله وينافسه و يبادله السلطة عبر صناديق الانتخاب وهو التيار اليساري العريض الذي يضم كل القوي اليسارية و التقدمية من أدناها الي أقصاها وبذا يكون السودان وحال اكتمال هذا المشهد بنجاح قد انتقل وكأول دولة في المنطقة ليحكم نفسه وفق معادلة سياسية مستقرة مثلما فعل العالم الأول والذي تعكسه الحالة الامريكية بوجود الحزب الجمهوري والديمقراطي والحالة البريطانية التي يمثلها حزب العمال و حزب المحافظين و كذا الحالتين  الفرنسية والألمانية بالرغم من وجود التكوينات الفرعية المنضوية تحت هذه الاحزاب الرئيسية الكبيرة وهو ما سيحدث في التجربة السودانية اذا ما قدر لها النجاح عبر هذا الإختراق الذي يدور الهمس حوله الآن والذي ان أصبح جهراً وخرج الي العلن ومضي في طريق نجاحه سيكون الشيخ الترابي قد أفلح بالفعل في تنفيذ المنظومة الخالفة المتجددة  من داخل القبر ..

ليست هناك تعليقات: