الأربعاء، 22 أكتوبر 2014

أمدرمان تحتضر .. محمد الواثق في رحاب الله

      أمدرمان تحتضر .. محمد الواثق في رحاب الله

      .. سبحان الله .. لعب القدر في مسار معرفتي بالشاعر الدكتور الرقيق المتواضع المهذب والعالم المبجل والاستاذ الفذ محمد الواثق دوراً غريباً فقد ظللت ردحاً من الزمان وخاصة عندما كنت أقدم برنامج ( ملفات ثقافية ) علي تلفزيون السودان .. أطمع في سانحة تجمعني وعبر لقاء تلفزيوني مع هذا الرجل الا ان الاقدار لم تشأ حتي أن تجمعني به ولو عرضاً ( باستثناء حوار قصير عبر الهاتف خلال احدي حلقات ملفات ثقافية البرنامج الذي أشرت اليه هنا ) .. حتي جاء يوم وفقط قبل أسابيع قليلة أو أكثر قليلاً. لأفاجأ بالرجل يتقدم نحوي أثناء تواجدي أمام أحد المحال بضاحية العمارات بالخرطوم ولدهشتي فقد استقرت قدما الواثق علي بعد سنتيمترات مني .. فنظرت اليه بتطفل أدرك هو بذكائه أسبابه فدفعت له  وعلي وجهي ابتسامة جزلة سؤال سريع ومفاجئ قلت له فيه : ( ألا زالت أمدرمان تحتضر يا أستاذنا ) فرد علي بصوت مدهش : ( لأ .. لا زال فيها رمق ) ثم تبادلنا الحديث الي أن أبديت له رغبتي لإجراء ذلك الحوار التلفزيوني معه فأبدي وعلي الفور موافقته فسجلت رقم هاتفه علي هاتفي النقال توطئة للاتصال به لترتيبات الحوار ( هكذا خططت ) فأسرعت وعلي الفور بالاتصال بصديقي المخرج المميز صاحب الاعمال الوثائقية الناجحة المتفردة الاخ سيف الدين حسن وأخبرته برغبتي في اجراء حوارات عميقة مع عدد من المبدعين والمفكرين والمثقفين والأدباء والشعراء وعلي رأسهم محمد الواثق .. أبدي الاخ سيف حماسه وبدأنا التفكير في الترتيبات .. ولكن .. نعم رحل محمد الواثق ليبقي عزائي في تلك اللحظات العارضة وتلك الابتسامة الرقيقة وذلك الانسان المدهش الذي رأيته وحدثته وجهاً لوجه ..
رحمك الله محمد الواثق ..

أم درمان تحتضر
محمد الواثق
الخرطوم 1969


لا حبـذا أنتِ يا ام درمانُ من بلدٍ أمْطَرْتنِي نَكَـداً لا جـادك المطرُ
من صحنِ مسجدِها حتى مشارفها حطَّ الخمولُ بها واستحكم الضجرُ
ولا أحِـبُّ بلاداً لا ظــلالَ لها يُظلُّـها النيـمُ والهجْليجُ والعُشَرُ
ولا أُحِبُّ رجالاً من جــهالتِهم أمـسى وأصبـح فيهم آمناً زُفَرُ
أكلَّما قام فيــهم شـاعرٌ فَطِنٌ جَمُّ المقـالِ نبيـلُ القلبِ مُبْتكِرُ
ضـاقوا بِهِمَّتِه واستدبروا جزعاً صـمُّ القلوبِ وفي آذانهـم وَقَر
أكلَّما غَرَسـتْ كفي لهم غَرساً كانوا الجرادَ فـلا يُبقى ولا يذر
المظهـرونَ بياضَ الصبحِ خَشْيتَهم والمفـسدون إذا ما صرَّح القمرُ
*** *** ***

قمـيصُ يوسُفَ في كفِّي أَليحُ به
قميصَ يوسُفَ لم يرجِع لهم بصر
ولا أحـبُّ نساءً إن سَفَرْنَ فقد
تحجَّر الحـسنُ والإشراقُ والخَفرُ

مـن كُلِ مـاكرٍة في زِي طاهرٍة
في ثوبِها تَسْتَكِّــن الحَيْةُ الذكر
يا بعضَ أهلي سئمتُ العيشَ بينكم
وفي الرحيـلِ لنا من دونكم وَطَرُ
*** *** ***

سألتك الله ربَ العـرشِ في حُرَقٍ إنِّي ابتأستُ وإنِّي مـسَّنى الضـرَرُ
هـل تُبْلِغَنِّي حقولَ الرونِ ناجيةٌ تطـوي الفـضاء ولا يُلْفَى لها أثر
قربَ الجبالِ جبالِ الألبِ دَسْكَرةٌ قد خصَّها الرِّيفُ، لا همٌ ولا كَدَرُ
تلقاكَ مـونيك في أفْيَائِها عَرَضا غـضُّ الإهـابِ ووجهُ باغِمُ نَضِرُ
من صـبحِ غُرَّتِها حِيكَ الضياءُ لنا ومـسكُ دَارينَ من أردانِها عَطِرَ
مـونيكُ إني وما حجَ الحجيجُ له لم يُلْهِنى عنكمُ صَـحْوُ ولا سكَرُ
وعـهدُك الغرُّ في أغوارِ مُحْتَمِلٍ إني لذاكرهُ ما أورَقَ الشـــجرُ
*** *** ***

كيف اللقاءُ وقد عزَ الرحيلُ وما
يثْنِى عناني سـوى ما خطـَّه القدرُ
راحلــتي همتي لا تبتغي وطناً
لكـن يُقيدها الإشفـاقُ والحـذر
مونيكُ كانت لنا أم درمانُ مَقْبرةً
فيـها قَبرْتُ شـبابي كالأُلَى غَبَروا
إن الأنيسَ بها ســطرٌ أطالعُه
قـد بتُ أقرؤه حتى عفا النـظرُ
ثم أصطـحبت كُمَيْتَاً أستلذُ بها
وخلـت في سكرتي اُمْدرمانُ تُحْتَضرُ

هناك تعليق واحد:

elbshyar يقول...

شركة تنظيف خزانات بمكة
للحفاظ على صحتنا يجب تنظيف خزانات المياة بشكل دورى
لمنع حدوث تلوث للمياة و القضاء على أى بكتريا
لذلك نقدم لكم شركة صقر الشباير تنظيف خزانات بمكة
حيث تقوم بتنظيف الخزانات على مستوى عالى من النظافة
وتقوم بتعقيم و تطهير الخزانات
كما أنها تقوم بخدمة
عزل خزانات بمكة
حيث تقوم بعزل خزانات المياة ضد تسريب المياة
بأستخدام أفضل مواد للعزل المائى
شركة صقر البشاير لديها أفضل فريق عمل يقدم أفضل ما لدية فى تنظيف خزانات بمكة
و عزل خزانات بمكة
شركة صقر البشاير اسعارها مناسبة جدا
شركة عزل خزانات بمكة

اتصل بنا على0500941566
http://www.elbshayr.com/6/Cleaning-tanks