الثلاثاء، 1 مايو 2012

الغاء وزارة الاعلام .. لماذا وكيف ومتى .. !!


# الغاء وزارة الاعلام .. لماذا وكيف ومتى .. !!


       .. وجدت دعوتى التى حملتها ما جاء فى مقالى قبل الأخير فى الأسبوع قبل الماضى والتى ناديت فيها بالغاء وزارة الاعلام وشطبها تماماً وعلى وجه السرعة من الهيكل التنفيذى الحكومى القيادى  صدىً أحسبه واسعاً بين عدد مقدر من الزملاء الاعلاميين الناشطين فى مختلف وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية وكذا عبر عدد مقدر ونوعى من الأكادميين والباحثين والمهتمين بل وعدد من القراء  وبالرغم من أن أفكاراً كهذه لابد وانها قد وجدت مساحة ما فى خاطرة الكثيرين بل أنه لابد وأن يكون هنالك من اجتهد بالفعل سواءً عبر الدراسات والبحوث أو عبر التداول أو الحوار حول هذا الأمر .. الا أننى شعرت وعبر ما وصلنى من تأييد كبير للفكرة وحماس  دافق مؤيد لها حتى من عامة القراء .. أن هنالك عهداً جديداً من الاهتمام و الوعى بدور الاعلام وأهميته وأثره المباشر على حياة الناس بتفاصيلها قد بدأ الآن على نحو أصبحت لدى المتعرضين للرسائل الاعلامية المختلفة رغبة جامحة للمشاركة فى ايجاد واقع جديد للاعلام خاصة وأن جميع هؤلاء قد تخطوا  ( مع تخطى التقنيات الاعلامية الحديثة لحاجز اللاممكن والمستحيل ) .. حيز دورهم القديم كمتلقين سلبيين للرسالة الاعلامية الى ناقلين لها بل والى صانعين لها ومن الطبيعى لمن أصبح جزءاً أصيلاً من الآلية الاعلامية الحديثة أن يتقدم الآن ليدفع برؤاه  وأفكاره  لخاصة  التى يؤمن بها لتطوير وسطه المتفاعل معه والمتعاون فيه بالفعل مع الآخرين ..
     
.. ولعله من المتأخر جداً علينا نحن هنا فى الداخل وكذا محيطنا الاقليمى العربى والافريقى المجاور على الأقل أن نتحدث الآن فقط عن استقلالية الاعلام وانعتاق دوره عن ما يؤخره فى خدمة الحقيقة عبر حرية الكلمة والأداء الصانع والمتفاعل لها وهو أمر معيب وحقيقة مؤلمة لحد كبير ومؤسف الا أن قاعدة ( أن تأتى متأخراً أفضل من ألا تأتى مطلقاً .. ) .. تجعل من الاسراع الآن فى طرح أفكار كهذه فى خانة الاهتمام والتداول بغية الخروج بحلول لها .. أمراً حتمياً وعاجلاً للحاق بالعالم المتقدم من حولنا وكذاا لمواكبة الروح العربى المتطلع الى واقع سياسى واجتماعى جديدين تماماً يكون فيهما الاعلام معبراً عن الدولة والشعب وليس عن أفكار وأهداف وقرارات ومواقف مجموعات تمثلها هياكل تنفيذية حكومية كانت أو حتى معارضة بحيث يصبح الفعل الاعلامى اعلام دولة تعترف بالمؤسسات وتحترم رأى الشعب وتعمل من أجله فى حيدة وحرية وشفافية كاملة وتامة وفى هذا لا تقف المطالبة لاحداث هذا التحول فقط من قبل الأجهزة الاعلامية المملوكة للدولة ولكن حتى تلك الأجهزة والوسائل الاعلامية التى قامت  ( برأس مال غير حكومى ويملكها رأس مال خاص ممثلاً فى أفراد أو مجموعات مستثمرة وناشطة فى الساحة الاعلامية عبر أجهزتها ووسائلها المقروءة والمسموعة والمرئية .. ) عليها أن تعى بأن الحاضر الذى  تسنده مؤشرات مستقبل  قادم يقول بأن الوقت قد حان بالفعل لاجراء عملية جراحية كبيرة تنقل المكونات المفاهيمية لدور الاعلام الى محددات مهنية رفيعة ليس لرغبات المالك الرأسمالى وأهواءه أى حضور فى الأداء العام وحتى التفصيلى لمؤسسته الاعلامية وهذه هى الاجابة على السؤال : ( .. لماذا الغاء وزارة الاعلام .. لماذا .. ؟؟ ) .. باختصار أن العقلية البشرية المعاصرة والحديثة باتت اليوم رافضة لاعلام المجموعات و الكيانات الحكومية أو حتى المعارضة التى تجعل من الاعلام مطيتها لتحقيق أهدافها ومصالحها الخاصة التى فى غالب الأحوال يدفع بها  لتمر عبر تأثير الاعلام وسطوته .. اليوم رغبة جديدة وشعور جديد لدى شعب المنطقة برمتها  الذى أصيح صانعاً وناقلاً للرسالة لأن يدخل الاعلام الى مرحلة جديدة ومحترمة فى أداء يعبر عن الدولة وعنه كشعب لديه أفكاره وقضاياه ..

أما الاجابة على السؤال : .. كيف يمكن الغاء وزارة الاعلام  ..  كيف .. ؟؟ .. فالاجابة هنا ببساطة أننا عندما ننادى بالغاء وزارة الاعلام  فاننا حتماً ننادى ببديل لها والبديل هنا وان ( تأخر ) وعجزت معه عقليتنا عن استيعاب مطلوباته فانه لن يكون أبداً بمواصفات وزارة الاعلام بهياكلها ومهامها وأهدافها يل أننا نتحدث هنا عن جسم مستقل بكيانه وأهدافه ومراميه بل وحتى ممثليه .. جسم يعمل على خدمة النشاط الاعلامى بمسئولية الدولة ونفس الشعب وليكن الحديث عن هيئة مستقلة .. لأ بأس ولكن التخطيط لها ولصلاحياتها ومهامها وحدود حرية مباشرتها لوظيفتها يجب أن يكون بعيداً كل البعد عن الصورة العالقة فى الأذهان عن الهيئات الخاصة التى تسمى هكذا اصطلاحاً بأنها هيئات سواءً كانت بصيغة رسمية – حكومية أو بصيغة شعبية تعطى لها فقط لاعطاء الشكل الشعبى على غير ارادة حقيقية على الواقع والأرض .. نعم نتحدث عن هيئة ( ان تم التراضى على ذلك ) مستقلة تماماً فى كل شأنها الهيكلى والادارى والمالى ..  هل يمكن أن يتحقق ذلك الآن .. ؟؟ .. كثيرون قد يرون ذلك مستحيلاً  الا أن المستحيل لا يبقى مستحيلاً الى الأبد اذا  كان هنالك من يسعى تجاهه ويعمل من أجله خاصة اذا ما تحتم الأمر وأصبح ضرورة لازمة وواقعاً  لأ مناص منه وان قبلنا أن نكون بعيدين عن ركب الفكر والعقل المعاصر الممارس للحياة بتكامل تطورها التقنى والمفاهيمى فان من حولنا سيجدون صعوبة بالغة فى التعاطى والتعامل معنا لأنه حينها سنتحدث بلسان مختلف تماماً عن لسان الآخرين كما وسنصرف شئوننا على نحو يراه الآخرون شيئاً من الماضى المتخلف .. اذاً متى نبدأ التغيير ومتى نعلن عن الغاء وزارة الاعلام .. ؟؟ .. الاجابة تقول : الآن .. وعلى الفور .. على الأقل ان صدر قرار كهذا سيكون اعلاناً أولياً عن رغبتنا للحاق بالآخرين وليشرع فى بناء الهيئة البديلة ولتجلس لها الكفاءات والخبرات والكوادر الاعلامية الوطنية ولتقدم الدعوة لبعض من خبراء المنطقة العربية والأفريقية وبعض من الخبراء والناشطين الدوليين لنخرج بجسم معافى ولو على مستوى التخطيط والتنظير المرحلى له ولتباشر هيئة كهذه بعد ( انتخاب ) أو حتى ( تكليف  ) شخصيات متفق على استقلاليتها وحياديتها لتطلع بمهام الهيئة الجديدة المستقلة فى حركتها ومهامها ولنرى ما سيحدث .. لن نتوقع بالطبع ومنذ الوهلة الأولى أو التطبيق الأولى نجاحاً كبيراً وربما نرى اخفاقاً .. قد يحدث .. الا أننا حينها سنكون قد بدأنا السير فى  الاتجاه الصحيح ..


ليست هناك تعليقات: