خالد حسن لقمان
E-mail: ellogman@yahoo.com
!! ..المصير .. بين غضبة البشير وحيرة سيلفاكير *
E-mail: ellogman@yahoo.com
!! ..المصير .. بين غضبة البشير وحيرة سيلفاكير *
.. هكذا ودون أية اشارة للتراجع والعودة الى حالة الهدوء على حذره وتوتره تندفع أزمة شريكا نيفاشا لتدخل مراحل أكثر حرجاً وغموضاً .. الصقور من الطرفين تشاركها هذه المرة بعض من الحمائم لا زالوا ينفثون فى الساحة العبارات الساخنة والتوصيفات القاسية .. النائب الأول للرئيس البشير ورئيس حكومة الجنوب سيلفاكير ميارديت يطير ودون ترتيب مع شركائه فى الحكم ليلتقى فى البيت الأبيض الرئيس الأمريكى جورج بوش عقب تصريحات جريئة يعلن عبرها عن فقدانه الثقة فى حزب المؤتمر الوطنى وقادته ثم يعود قافلاً الى جوبا دون أن يمر وكما هو العرف الدبلوماسى والسياسى على الخرطوم ..!! البشير فى احتفالات الدفاع الشعبى بولاية الجزيرة يعلن عن غضبه الشديد من تصريحات ومواقف قيادات الحركة الشعبية مؤكداً جاهزيته وحكومته وقاعدته الشعبية لكافة الاحتمالات المتوقعة وتلك التى يلّوح بها البعض داعياً وبقوة الى اعادة فتح معسكرات الدفاع الشعبى فى جميع أنحاء البلاد ..!! ..
.. ما الذى يحدث .. هل وصل الطرفان بالفعل الى مرحلة اللاعودة .. ؟؟ وكيف يمكن وصف اللاعودة هذه .. هل هى استمرار لحالة التناطح الكلامى مع جمود التعاطى السياسى بين الطرفين دون معرفة آلية الاستمرار فى وجود حكومة مركزية خالية من ممثلى أحد طرفى اتفاقية السلام وحكومة بالجنوب تحاول الانفراد بقراراتها وتحركاتها الخارجية دون اكتراث بمحددات التزاماتها مع الطرف الآخر .. والى أين يمكن أن تقود هذه الصورة ..؟؟ الى الحرب ..؟؟ هل يمكن أن يعود الطرفان ومن جديد الى الميدان هكذا بكل بساطة .. كيف يمكن الوقوف على جدليات هذا الاحتمال على قربه الآن من مخيلة المتشائمين من امكانية مضى الشريكين الى نهاية الشوط والوصول الى ميس السلامة بعد ثلاث سنوات أخرى ..؟؟ ما هى المكونات التى يمكن عبرها استبصار موقف الجانبين من هذا الاحتمال .. احتمال العودة القسرية لميدان القتال ..؟؟ الاجابة تستلزم الوقوف وعلى نحو مباشر وصريح على موقف الطرفين.. فعلى جانب المؤتمر الوطنى نجد الآتى :
(-) الرغبة فى الامساك بالسلام كأكبر منجز سياسى تحققه حكومة المؤتمر الوطنى بما يعتبر أكبر انجاز تحوذ عليه حكومة سودانية منذ سنوات طويلة .. العودة للحرب ينسف هذا المنجز الذى شكل جزءً كبيراً من التأييد الشعبى للبشير وحكومته التى ينظر اليها الكثيرين من هذه الوجهة باعتبارها الأقدر على اكمال شوط السلام بقدرة وأمان ..
(-) الرغبة فى اكمال ما بدأ من جهد تنموى كبير يصب فى سجل منجزات المؤتمر الوطنى والرمى به كأكبر عنوان فى مرحلة التنافس السياسى المقبل .. أى عودة للحرب توقف هذا الجهد بل وتنسفه ..
(-) الرغبة فى ابقاء الحالة السياسية مرتبطة كليّاً باتفاقية السلام ذات الشرعية الدولية والصبغة الدستورية باحتواء الدستور على أهم بنودها التى خرجت بها .. هذا الابقاء يعطى حكومة المؤتمر الوطنى أكثر مسوغات استمرارها بل والتجديد لها فى حالة توجه قطاعات الشعب ذات يوم الى صناديق الاقتراع لاختيار حكومة ديمقراطية تعمل فى وجود اتفاقية نيفاشا كأساس للممارسة السياسية .. العودة للحرب تلغى هذه الحالة تماماً ..
(-) كما أن المضى قدماً فى تنفيذ اتفاقية نيفاشا يعطى حكومة المؤتمر الوطنى القدرة على التحرك الخارجى بحرية أكبر بعيداً عن المضايقات الدولية فى وجود حلفاء دوليين يهمهم سلامة موقف الخرطوم بما يسمح لهم بتأييد مواقفها على المسارح الدولية وعى رأس هؤلاء الحلفاء الصين الحليف الاقتصادى والسياسى الأول للخرطوم .. العودة للحرب تغير اتجاه الدفة بالكامل ..
.. كل هذه المعطيات تدفع المؤتمر الوطنى دفعاً للنأى وبكل ارادته عن احتمالات العودة للحرب الا أن كل هذا لا يعنى للخرطوم قفلاً لخيارات أخرى من ضمنها الحرب فبالرغم من صعوبة تصور وصول قيادات المؤتمر الوطنى فى مرحلة قادمة الى قرار بالدخول مجدداً الى الميدان العسكرى الا أن هذا الخيار يبقى قريباً من فعل يصدر فى حالة الشعور بتهديد حقيقى يهدد بانهيار اقتصادى يمكن حدوثه اذا ما خرج البترول الآن من ميزانية الدولة نتيجة لأية اشارة حقيقية تشكلها نوايا تخرج كفعل من جانب الحركة الشعبية بما يهدد بايقاف هذا المورد بأى صورة كانت .. هنا لن يكون لحكومة المؤتمر الوطنى سوى خيارين .. اما الانهيار التام أو دخول حرب جديدة ليبقى الخيار الأخير هو الأقرب خاصة فى وجود تيار عريض بالمؤتمر الوطنى لأ تمثل له الحرب خياراً انتحارياً بل تمثل له عودة الى أشواق الجهاد والمجاهدة وقوة الكلمة والحسم الثورى بعد انتقادات عنيفة ظل هذا التيار يوجهها لاتفاقية نيفاشا باعتبارها أكثر ما قصم ( ومن وجهة نظر هؤلاء ) الانقاذ وأضعفها بل وسلبها مرتكزاتها القيمية التى قامت عليها .. هنالك الآن تيار جهادى عريض بدأ بالفعل يتململ وكأنه قد مل بياته القسرى بعيداً عن أرض المعارك .. هذا التيار يكاد يلامس الآن بأنامله الزناد فى انتظار صيحات تعود به الى الجهاد والاستشهاد كحالة ألفها بل وعشقها .. هنا يتبدى عجز الطرفين معاً وخاصة المؤتمر الوطنى فى استيعاب هذه الطاقات الجهادية لتصب تجاه السلام نشراً لثقافته وبذلاً لفعله وبالفعل فقد مورس تجاهلاً كبيراً تجاه هذا القطاع الجهادى بما ألغى دوره وشكل الآن فيه حيرة صامتة وغضب يوشك أن ينفجر فى الجميع اذا ما توفرت له الآن ظروفاً مثالية لانفجاره ..
على جانب الحركة الشعبية :-
(-) يبدو التمسك باتفاقية السلام للحركة الشعبية أكثر مصيرية من ما هو عليه الحال للجانب الشمالى فلأول مرة يعايش الجنوب حالة مثالية مثلت نتاجاً لاتفاقية ذات ضمانات دولية تضمن له وللمرة الأولى حق البقاء فى وحدة مع الشمال أو الانفصال بدولة مستقلة .. اتفاقية مضى نصف عمرها ليبقى فقط النصف الأخير الذى ينقضى فقط بعد ثلاث سنوات بما يعنى قطع نصف الشوط فى انتظار الخطو بسلام الى النهاية فى وحدة متراض عليها أوانفصال بسلام .. هذه الحالة تمثل الوضعية الأكثر مثالية فى تاريخ الجنوب وحركاته العسكرية ضد الشمال .. وهى وضعية لن تتكرر مجدداً اذا ما تم فقدها فكيف يمكن العودة لهذه الوضعية المثالية فى حالة اندلاع حرب جديدة .. كم سينتظر الجنوبيين من الوقت فى ظل حرب لا يعلم أحداً متى تنتهى خاصة وأنها هذه المرة سترتبط بالثروة البترولية التى أصبحت عصب الحياة للخرطوم الشمالية وكذا لحلفائها الدوليين والاقليميين بالخارج ..؟؟ هذه القراءة لا تعنى للحركة الشعبية سوى شىء واحد .. حتمية المضى مع شريكها الى نهاية المطاف بالرغم من كل ما قد يواجهها من صعوبات داخلية وضغوطات خارجية ..
(-) وفقاً لخارطة التوازنات العسكرية لأ تبدو الحركة الشعبية مطلقاً فى حالة أفضل كثيراً وعلى نحو نسبي من ما كان عليه الوضع بينها والجيش الحكومى بتكويناته الرسمية والشعبية خلال سنوات التعاطى الميدانى فبينما استنزفت الوضعية الجديدة للحركة عقب تسلمها لمهامها فى الجنوب جهدها معايشة لحالة جديدة عليها فى ممارسة الحكم التنفيذى فى مجتمع يحمل مشكلاته الاثنية والاجتماعية كبرميل بارود قابل للانفجار فى أية لحظة مما منعها من التطور والتحديث العسكرى الحقيقى .. أصاب الجيش الحكومى تطوراً قياسياً كماً ونوعاً .. هذه الوضعية لأ تجعل الحركة الشعبية مندفعة وعلى الاطلاق للعودة للحرب وهى حقيقة يدركها المؤتمر الوطنى بمثل ما تعيها الحركة الشعبية .
(-) .. بالرغم من ما تجده الحركة الشعبية وعلى الدوام من تأييد لمواقفها من جانب الولايات المتحدة الا أن ما وجده سيلفاكيير خلال زيارته الأخيرة لواشنطن يمثل شيئاً جديداً قرأته الخرطوم باهتمام بالغ حيث حرص البيت الأبيض هذه المرة على أن يكون متوازناً لحد كبير دفعه ليقدم النصح لرئيس حكومة الجنوب للمحافظة على اتفاقية السلام .. هذا الموقف الأخير من واشنطن أصاب سيلفاكير فيما يبدو بحيرة بالغة ما لبثت أن تضاعفت فى رأس الرجل بعد خطاب البشير النارى فى الجزيرة .. هذه حالة جديدة ستدفع بالتأكيد الحركة الشعبية لاعادة قراءة الوضع الدولى وتحالفاته وصراعاته بالمنطقة .. أين تقف واشنطن الآن من قوة المد الصينى والحركة الأوروبية الطامحة من جديد فى قارتها القديمة ..؟؟ من يصنع الفعل الحاسم الحقيقى الآن بالمنطقة .. الحركة الشعبية وقائدها سيلفاكيير يعيدون القراءة بفعل قسرى مرير ولكنه واقعى ومفيد لتوصيف الحالة وحسم الخيارات .. وهنا يبدو احتمال العودة للحرب للحركة الشعبية انتحاراً حقيقياً يفقدها وربما لعقود قادمة فرصتها التاريخية فى انتزاع ما ظلت تحارب من أجله سنوات طويلة ..
.. على هذا يبدو احتمال العودة للحرب أبعد ما يكون بالنسبة للطرفين من نجوم السماء الا أنه يبدو أقرب من حصى الأرض لكليهما اذا ما أفلحت قوى خارجية فى تأزيم الحالة واخراجها عن موضوعياتها نتيجة ليأسها من اصابة أهداف سعت طويلاً لتحقيقها والوصول اليها ..
.. ما الذى يحدث .. هل وصل الطرفان بالفعل الى مرحلة اللاعودة .. ؟؟ وكيف يمكن وصف اللاعودة هذه .. هل هى استمرار لحالة التناطح الكلامى مع جمود التعاطى السياسى بين الطرفين دون معرفة آلية الاستمرار فى وجود حكومة مركزية خالية من ممثلى أحد طرفى اتفاقية السلام وحكومة بالجنوب تحاول الانفراد بقراراتها وتحركاتها الخارجية دون اكتراث بمحددات التزاماتها مع الطرف الآخر .. والى أين يمكن أن تقود هذه الصورة ..؟؟ الى الحرب ..؟؟ هل يمكن أن يعود الطرفان ومن جديد الى الميدان هكذا بكل بساطة .. كيف يمكن الوقوف على جدليات هذا الاحتمال على قربه الآن من مخيلة المتشائمين من امكانية مضى الشريكين الى نهاية الشوط والوصول الى ميس السلامة بعد ثلاث سنوات أخرى ..؟؟ ما هى المكونات التى يمكن عبرها استبصار موقف الجانبين من هذا الاحتمال .. احتمال العودة القسرية لميدان القتال ..؟؟ الاجابة تستلزم الوقوف وعلى نحو مباشر وصريح على موقف الطرفين.. فعلى جانب المؤتمر الوطنى نجد الآتى :
(-) الرغبة فى الامساك بالسلام كأكبر منجز سياسى تحققه حكومة المؤتمر الوطنى بما يعتبر أكبر انجاز تحوذ عليه حكومة سودانية منذ سنوات طويلة .. العودة للحرب ينسف هذا المنجز الذى شكل جزءً كبيراً من التأييد الشعبى للبشير وحكومته التى ينظر اليها الكثيرين من هذه الوجهة باعتبارها الأقدر على اكمال شوط السلام بقدرة وأمان ..
(-) الرغبة فى اكمال ما بدأ من جهد تنموى كبير يصب فى سجل منجزات المؤتمر الوطنى والرمى به كأكبر عنوان فى مرحلة التنافس السياسى المقبل .. أى عودة للحرب توقف هذا الجهد بل وتنسفه ..
(-) الرغبة فى ابقاء الحالة السياسية مرتبطة كليّاً باتفاقية السلام ذات الشرعية الدولية والصبغة الدستورية باحتواء الدستور على أهم بنودها التى خرجت بها .. هذا الابقاء يعطى حكومة المؤتمر الوطنى أكثر مسوغات استمرارها بل والتجديد لها فى حالة توجه قطاعات الشعب ذات يوم الى صناديق الاقتراع لاختيار حكومة ديمقراطية تعمل فى وجود اتفاقية نيفاشا كأساس للممارسة السياسية .. العودة للحرب تلغى هذه الحالة تماماً ..
(-) كما أن المضى قدماً فى تنفيذ اتفاقية نيفاشا يعطى حكومة المؤتمر الوطنى القدرة على التحرك الخارجى بحرية أكبر بعيداً عن المضايقات الدولية فى وجود حلفاء دوليين يهمهم سلامة موقف الخرطوم بما يسمح لهم بتأييد مواقفها على المسارح الدولية وعى رأس هؤلاء الحلفاء الصين الحليف الاقتصادى والسياسى الأول للخرطوم .. العودة للحرب تغير اتجاه الدفة بالكامل ..
.. كل هذه المعطيات تدفع المؤتمر الوطنى دفعاً للنأى وبكل ارادته عن احتمالات العودة للحرب الا أن كل هذا لا يعنى للخرطوم قفلاً لخيارات أخرى من ضمنها الحرب فبالرغم من صعوبة تصور وصول قيادات المؤتمر الوطنى فى مرحلة قادمة الى قرار بالدخول مجدداً الى الميدان العسكرى الا أن هذا الخيار يبقى قريباً من فعل يصدر فى حالة الشعور بتهديد حقيقى يهدد بانهيار اقتصادى يمكن حدوثه اذا ما خرج البترول الآن من ميزانية الدولة نتيجة لأية اشارة حقيقية تشكلها نوايا تخرج كفعل من جانب الحركة الشعبية بما يهدد بايقاف هذا المورد بأى صورة كانت .. هنا لن يكون لحكومة المؤتمر الوطنى سوى خيارين .. اما الانهيار التام أو دخول حرب جديدة ليبقى الخيار الأخير هو الأقرب خاصة فى وجود تيار عريض بالمؤتمر الوطنى لأ تمثل له الحرب خياراً انتحارياً بل تمثل له عودة الى أشواق الجهاد والمجاهدة وقوة الكلمة والحسم الثورى بعد انتقادات عنيفة ظل هذا التيار يوجهها لاتفاقية نيفاشا باعتبارها أكثر ما قصم ( ومن وجهة نظر هؤلاء ) الانقاذ وأضعفها بل وسلبها مرتكزاتها القيمية التى قامت عليها .. هنالك الآن تيار جهادى عريض بدأ بالفعل يتململ وكأنه قد مل بياته القسرى بعيداً عن أرض المعارك .. هذا التيار يكاد يلامس الآن بأنامله الزناد فى انتظار صيحات تعود به الى الجهاد والاستشهاد كحالة ألفها بل وعشقها .. هنا يتبدى عجز الطرفين معاً وخاصة المؤتمر الوطنى فى استيعاب هذه الطاقات الجهادية لتصب تجاه السلام نشراً لثقافته وبذلاً لفعله وبالفعل فقد مورس تجاهلاً كبيراً تجاه هذا القطاع الجهادى بما ألغى دوره وشكل الآن فيه حيرة صامتة وغضب يوشك أن ينفجر فى الجميع اذا ما توفرت له الآن ظروفاً مثالية لانفجاره ..
على جانب الحركة الشعبية :-
(-) يبدو التمسك باتفاقية السلام للحركة الشعبية أكثر مصيرية من ما هو عليه الحال للجانب الشمالى فلأول مرة يعايش الجنوب حالة مثالية مثلت نتاجاً لاتفاقية ذات ضمانات دولية تضمن له وللمرة الأولى حق البقاء فى وحدة مع الشمال أو الانفصال بدولة مستقلة .. اتفاقية مضى نصف عمرها ليبقى فقط النصف الأخير الذى ينقضى فقط بعد ثلاث سنوات بما يعنى قطع نصف الشوط فى انتظار الخطو بسلام الى النهاية فى وحدة متراض عليها أوانفصال بسلام .. هذه الحالة تمثل الوضعية الأكثر مثالية فى تاريخ الجنوب وحركاته العسكرية ضد الشمال .. وهى وضعية لن تتكرر مجدداً اذا ما تم فقدها فكيف يمكن العودة لهذه الوضعية المثالية فى حالة اندلاع حرب جديدة .. كم سينتظر الجنوبيين من الوقت فى ظل حرب لا يعلم أحداً متى تنتهى خاصة وأنها هذه المرة سترتبط بالثروة البترولية التى أصبحت عصب الحياة للخرطوم الشمالية وكذا لحلفائها الدوليين والاقليميين بالخارج ..؟؟ هذه القراءة لا تعنى للحركة الشعبية سوى شىء واحد .. حتمية المضى مع شريكها الى نهاية المطاف بالرغم من كل ما قد يواجهها من صعوبات داخلية وضغوطات خارجية ..
(-) وفقاً لخارطة التوازنات العسكرية لأ تبدو الحركة الشعبية مطلقاً فى حالة أفضل كثيراً وعلى نحو نسبي من ما كان عليه الوضع بينها والجيش الحكومى بتكويناته الرسمية والشعبية خلال سنوات التعاطى الميدانى فبينما استنزفت الوضعية الجديدة للحركة عقب تسلمها لمهامها فى الجنوب جهدها معايشة لحالة جديدة عليها فى ممارسة الحكم التنفيذى فى مجتمع يحمل مشكلاته الاثنية والاجتماعية كبرميل بارود قابل للانفجار فى أية لحظة مما منعها من التطور والتحديث العسكرى الحقيقى .. أصاب الجيش الحكومى تطوراً قياسياً كماً ونوعاً .. هذه الوضعية لأ تجعل الحركة الشعبية مندفعة وعلى الاطلاق للعودة للحرب وهى حقيقة يدركها المؤتمر الوطنى بمثل ما تعيها الحركة الشعبية .
(-) .. بالرغم من ما تجده الحركة الشعبية وعلى الدوام من تأييد لمواقفها من جانب الولايات المتحدة الا أن ما وجده سيلفاكيير خلال زيارته الأخيرة لواشنطن يمثل شيئاً جديداً قرأته الخرطوم باهتمام بالغ حيث حرص البيت الأبيض هذه المرة على أن يكون متوازناً لحد كبير دفعه ليقدم النصح لرئيس حكومة الجنوب للمحافظة على اتفاقية السلام .. هذا الموقف الأخير من واشنطن أصاب سيلفاكير فيما يبدو بحيرة بالغة ما لبثت أن تضاعفت فى رأس الرجل بعد خطاب البشير النارى فى الجزيرة .. هذه حالة جديدة ستدفع بالتأكيد الحركة الشعبية لاعادة قراءة الوضع الدولى وتحالفاته وصراعاته بالمنطقة .. أين تقف واشنطن الآن من قوة المد الصينى والحركة الأوروبية الطامحة من جديد فى قارتها القديمة ..؟؟ من يصنع الفعل الحاسم الحقيقى الآن بالمنطقة .. الحركة الشعبية وقائدها سيلفاكيير يعيدون القراءة بفعل قسرى مرير ولكنه واقعى ومفيد لتوصيف الحالة وحسم الخيارات .. وهنا يبدو احتمال العودة للحرب للحركة الشعبية انتحاراً حقيقياً يفقدها وربما لعقود قادمة فرصتها التاريخية فى انتزاع ما ظلت تحارب من أجله سنوات طويلة ..
.. على هذا يبدو احتمال العودة للحرب أبعد ما يكون بالنسبة للطرفين من نجوم السماء الا أنه يبدو أقرب من حصى الأرض لكليهما اذا ما أفلحت قوى خارجية فى تأزيم الحالة واخراجها عن موضوعياتها نتيجة ليأسها من اصابة أهداف سعت طويلاً لتحقيقها والوصول اليها ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق