الشكل الذى أخرجت به تشاد قضية الأطفال المختطفين بواسطة احدى المنظمات الفرنسية شكل يدعو للدهشة والاستغراب بدراماتيكيته ودعائيته الصارخة التى فتح معها الباب واسعاً أمام وسائل الاعلام الاقليمية والعالمية للتعاطى مع الحدث واعطائه بعداً دعائياً دولياً استخدم فيه التشاديون أقصى ما لديهم لتشكيل خطوط الصورة التى يريدونها بجهد واضح تجلى فيه حتى الرئيس ادريس ديبى مستعيراً الأسلوب الأمريكى الدعائى باعطاء اشارات مدروسة للرأى العام العالمى والغربى تحديداً تمس وجدانه الانسانى عبر صور تجمعه وزوجته مع عدد من أطفال القضية التى لا يتوقع احداً البتة أن تكون الأولى من نوعها التى تنفذ فى المنطقة ومن المثير جداً أن تلجأ الحكومة التشادية خلال هذه الأزمة الى تشجيع ودفع الشعب التشادى عبر عدة تنظيمات مجتمعية موالية لها للتظاهر والتنديد ضد فرنسا على نحو لم يسبق له مثيل فى تاريخ البلاد وهو الأمر الذى يدعو للتساؤل وبقوة حول الأسباب التى دعت حكومة ادريس دبى لمعالجة هذا الحدث بكل هذا الصراخ الاعلامى نافخة ببوقها فى وجه حليفها التقليدى الدولى .. ماذا تريد انجمينا وما الذى دفعها لهذه المواجهة المكشوفة مع باريس على هذا النحو الساخن الذى أزعج الفرنسيين للدرجة التى دعت ساركوزى للتوجه وعلى وجه السرعة لانجمينا فى زيارة انحصرت أهدافها المعلنة رسمياً فى معالجة الأزمة ..؟؟!!
.. الاجابة على هذه الأسئلة تستلزم التأكيد والتبرير الموضوعى على اختلال شكل المعالجة للقضية من قبل الحكومة التشادية قياساً على ما كان متوقعاً بقراءة التاريخ القريب لعلاقات الطرفين التشادى والفرنسى وهنالك مؤشرات حقيقية الآن تؤكد على وجود وضعية غير طبيعية اندفعت معها انجمينا لمعالجة الأزمة بمثل ما عالجتها بها وفى مقدمة هذه المؤشرات تأتى الطريقة التى تمكنت معها السلطات التشادية من فضح العملية ومن ثم القاء القبض على المجموعة الفرنسية الخاطفة باعتبارها طريقة تدعو للتساؤل فالمعلومات التى وثقها أكثر من طرف دولى تؤكد بأن الطائرة المستخدمة لنقل الأطفال أقلعت عدة مرات لنقل شحنتها من مواقع بعينها لتهبط بذات عدد المرات بالقرب من قاعدة عسكرية فرنسية داخل الأراضى التشادية ليتم النقل لفرنسا عبر طائرة أخرى أكبر حجماً أعدت لتنفيذ العملية وهذا يعنى الكثير فمن ناحية ليس من المعتاد أن تتشكك السلطات التشادية لحد الترصد والمتابعة والمراقبة لتحركات القوات الفرنسية فى قواعدها ومناطقها التاريخية بتشاد خاصة اذا ما اقتربت تلك الحركة من الخطوط العسكرية المكشوفة لهذه القواعد فكيف يمكن هنا تصور هذا الترصد التشادى الذى أعقبه هجوم مباشر وجرىء على الطائرة الهابطة واقتحامها والقاء القبض على طاقمها ومن بداخلها من فرنسيين لديهم علاقاتهم القوية بمن يقودون القواعد الفرنسية هناك خاصة وان ذلك قد تم على بعد قريب جداً من احدى تلك القواعد ..؟؟!! ومن ناحية أخرى هل يعقل أن يتقبل المنطق الرواية التشادية بأن مصدر المعلومة التى وصلت للأجهزة التشادية بشأن العملية قد جاءت عبر مكالمة هاتفية من مجهول ..؟؟!! هذه رواية تستخف بالعقل والمنطق ومن المؤكد أن هنالك وسيط استخباراتى عمل على توفير هذه المعلومة فى الوقت المحدد لفعل شىء متفق عليه .. فمن يكون هذا الوسيط القوى بمعلوماته ودقة تنفيذه لعمله للحد الذى تكون معه السلطات التشادية على يقين تام بوجود عملية اختطاف كبيرة لأطفال من الأراضى التشادية بما يدفعها ودون تردد فى تنفيذ عملية الاقتحام ومن ثم الاعتقال للمتورطين فيها .. هنا تبدو هذه العملية وعلى شكلها الذى أحبطت به ساذجة من قبل من قاموا بها فليس من المعقول أن تتم عملية اختطاف جماعى عبر طائرة تهبط عدة مرات لنقل شحنتها لطائرة أخرى تقلع بحملها هكذا .. هذه الصورة تدل على أن الأمر لم يتم بوجود تشادى طبيعى فى منطقة التنفيذ للعملية بل أن هذا التواجد كان مفاجئاً للخاطفين بحيث أسقط فى أيديهم وهو ما يبرر حالة الذهول التى بدت على وجوه الخاطفين فى الصور التى نقلتها لهم الفضائيات الدولية .. هذا الأمر يؤكد بأن هنالك حالة انفعال تشادى غير طبيعى بهذه العملية أحكمت معه عملية الاحباط والاعتقال للخاطفين وذلك عبر دعم معلوماتى استخباراتى لجهة لديها القدرة على أن تجعل عينيها راصدتين لما يدور فى الأرض التشادية والاشارة هنا تتجه وبقوة للولايات المتحدة باعتبارها صاحبة مصلحة متقدمة فى احداث شىء ما جديد يؤدى الى اعادة تشكيل خارطة النفوذ الدولى فى منطقة غرب افريقيا وتشاد الغنية بمواردالطاقة واليورانيوم وليس بعيداً عن الأذهان ذلك الفتور الذى أبداه الفرنسيون تجاه الرغبة الأمريكية فى بناء قاعدة عسكرية فى تشاد ودعوتها المتكررة لنشر قوات دولية على الحدود السودانية – التشادية فالفرنسيون لا زالوا يعتبرون أنفسهم ملاكاً تاريخيون للمنطقة بالرغم من كل الحراك الدولى الذى يحفها الآن عبر التمدد الصينى الذى يواجهه اندفاعاً أمريكياً عنيداً فيما تتساقط الحروف الفرنسية التاريخية حرفاً حرفاً من على صفحات كتاب المنطقة .. ويمكن لحدث خطير كهذا الذى مثلته هذه العملية أن يصيب الحالة الفرنسية – التشادية بتشنجات عنيفة يمكن أن تكون لها مضاعفاتها المستقبلية اذا ما كان لدى التشاديون خططاً كبيرة نسجوا مراحلها مع واشنطن بهدف اعادة تشكيل خارطة النفوذ الدولى بالمنطقة بما يدخل الأمريككيين كمعادل أساسى فيها ومما يزيد من تماسك هذه التكهنات هو ما أبداه الفرنسيون من قلق بالغ بالتحرك التشادى الى الحد الذى دفع الآن الرئيس الفرنسى للتوجه لانجمينا لبحث الأزمة مع المسؤلين التشاديين غير أن قرائن الأحوال تشير الى وجود متعلقات عديدة بين الطرفين سيسعى ساركوزى للتباحث فيها مع التشاديين على ضوء ما تشهده المنطقة من صراع دولى وفى ظل الاستقرار النسبى للأوضاع الأمنية الحالية بتشاد يصعب القول بأن انجمينا تريد وعبر ما أقدمت عليه أخيراً تجاه باريس تقديم احتجاج صارخ لما يعتقده البعض تفاهمات فرنسية مع بعض فصائل المعارضة التشادية فاحباط عملية اختطاف أطفال من الأراضى التشادية بواسطة منظمة فرنسية حدث يؤثر بصداه القوى على الرأى العام الدولى والغربى خاصة وهى رسالة تتجاوز فى صورتها وأثرها رسالة احتجاج للحليف التاريخى ليرفع يده عن ما يظنه البعض مساعدات فرنسية لفصائل معارضة تشادية فهنا الأمر يبدو كغطاء أشمل لتحولات أكثر خطورة فى علاقة الطرفين وليس من المهضوم هنا تصور لجوء باريس للضغط على حكومة ديبى عبر معارضيه فى وقت تترسخ فيه أقدام الأخير بما يعزز استقرار الدولة التشادية و من ثم يحافظ على نفوذها القديم دون اضطرابات تهدده وبالتالى فانه ليس للفرنسيين ما يخرجون به من الضغط على ديبى وحكومته الا اذا كان هذا الضغط يصب هو الآخر فى دائرة الصراع الدولى على موارد المنطقة وحتى فى هذا الجانب يصعب تصور اسقاط باريس لخيار احتواء ديبى وحكومته بدلاً عن تهديده والضغط عليه ولفرنسا حظها التاريخى ووجودها الفاعل وأيديها الطويلة لتفعل هذا بأنفاس باردة وبهدوء كبير دون اللجوء لخيارات أخرى لا تحتاج لاعتمادها مطلقاً .. ولعل أكثر ما يزيد من قوة هذه القراءة وتماسكها هو الخط السياسى الفاتر الذى قابلت به الحكومة السودانية ( صاحبة القضية باعتبارها الدولة التى ينتمى لها من تعرضوا للخطف من معسكرات اللاجئين من الحرب بدارفور ) الصراخ التشادى والمعركة التشادية – الفرنسية فمن المؤكد بأن لدى القيادة السودانية ما يشير الى وجود أهداف تشادية بعينها ترمى لها انجمينا من هذه المعركة تتجاوز بالنسبة لها قضية اختطاف الأطفال الى أهداف أخرى تخص تشاد وحدها .. وبالرغم من أن الخرطوم قد أعلنت وعبر زيارة وزيرتها للشئون الاجتماعية لانجمينا بأنها فى قلب الأزمة الا أن هذا الأمر لم يتجاوز حدود الاعلان عن الاستعداد لتقديم المساعدة فى التحقيقات التى تجريها السلطات التشادية بشأن الأزمة وهذ يعنى عدم رغبة السودان فى استخدام كامل أدواته السياسية للتعامل مع القضية على الأقل فى الوقت الراهن كما أن هذا الموقف الفاتر من جانب الخرطوم يشير لأحد أمرين فاما أن يكون لدى أجهزة الدولة السودانية بأزرعها الاستخباراتية ما يؤكد بالفعل بوجود أهداف للحكومة التشادية من حملتها الشعواء ضد فرنسا وبالتالى اعتبار أن المعركة بشكلها الذى أخرجته بها انجمينا ليست معركة سودانية بالدرجة الأولى بقدر ما هى معركة تشادية والاحتمال الآخر أن يكون الجهاز السياسى السودانى قد عجز وحتى هذه اللحظة فى تكوين رؤية سياسية واضحة تجاه الأزمة وهو أمر تصعب معه مواجهة القضية حالياً عبر خطوط واضحة ومواقف قاطعة وفى كلتا الحالتين تجد الخرطوم نفسها ولأول مرة فى موقف المتفرج ربما السعيد بما يراه أمامه من معركة تدور بين طرفين آخرين لديه حساباته المعقدة مع كل منهما .. ً .. ونسبة لاعتيادها على ايجاد نفسها دوماً فى قلب الأزمات فسيصعب على الخرطوم القبول بمقعد المتفرج والبقاء طويلاً خارج الحلبة فى قضية تهمها على نحو يخالف الشكل الذى أحدثت معه انجمينا جلبتها وصراخها الا أن السؤال الذى يطرح نفسه هنا يقول كيف ستعالج الخرطوم قضيتها هذه وكيف تستفيد منها فى دعم موقفها السياسى الاقليمى والدولى .. هذا هو السؤال ..
.. الاجابة على هذه الأسئلة تستلزم التأكيد والتبرير الموضوعى على اختلال شكل المعالجة للقضية من قبل الحكومة التشادية قياساً على ما كان متوقعاً بقراءة التاريخ القريب لعلاقات الطرفين التشادى والفرنسى وهنالك مؤشرات حقيقية الآن تؤكد على وجود وضعية غير طبيعية اندفعت معها انجمينا لمعالجة الأزمة بمثل ما عالجتها بها وفى مقدمة هذه المؤشرات تأتى الطريقة التى تمكنت معها السلطات التشادية من فضح العملية ومن ثم القاء القبض على المجموعة الفرنسية الخاطفة باعتبارها طريقة تدعو للتساؤل فالمعلومات التى وثقها أكثر من طرف دولى تؤكد بأن الطائرة المستخدمة لنقل الأطفال أقلعت عدة مرات لنقل شحنتها من مواقع بعينها لتهبط بذات عدد المرات بالقرب من قاعدة عسكرية فرنسية داخل الأراضى التشادية ليتم النقل لفرنسا عبر طائرة أخرى أكبر حجماً أعدت لتنفيذ العملية وهذا يعنى الكثير فمن ناحية ليس من المعتاد أن تتشكك السلطات التشادية لحد الترصد والمتابعة والمراقبة لتحركات القوات الفرنسية فى قواعدها ومناطقها التاريخية بتشاد خاصة اذا ما اقتربت تلك الحركة من الخطوط العسكرية المكشوفة لهذه القواعد فكيف يمكن هنا تصور هذا الترصد التشادى الذى أعقبه هجوم مباشر وجرىء على الطائرة الهابطة واقتحامها والقاء القبض على طاقمها ومن بداخلها من فرنسيين لديهم علاقاتهم القوية بمن يقودون القواعد الفرنسية هناك خاصة وان ذلك قد تم على بعد قريب جداً من احدى تلك القواعد ..؟؟!! ومن ناحية أخرى هل يعقل أن يتقبل المنطق الرواية التشادية بأن مصدر المعلومة التى وصلت للأجهزة التشادية بشأن العملية قد جاءت عبر مكالمة هاتفية من مجهول ..؟؟!! هذه رواية تستخف بالعقل والمنطق ومن المؤكد أن هنالك وسيط استخباراتى عمل على توفير هذه المعلومة فى الوقت المحدد لفعل شىء متفق عليه .. فمن يكون هذا الوسيط القوى بمعلوماته ودقة تنفيذه لعمله للحد الذى تكون معه السلطات التشادية على يقين تام بوجود عملية اختطاف كبيرة لأطفال من الأراضى التشادية بما يدفعها ودون تردد فى تنفيذ عملية الاقتحام ومن ثم الاعتقال للمتورطين فيها .. هنا تبدو هذه العملية وعلى شكلها الذى أحبطت به ساذجة من قبل من قاموا بها فليس من المعقول أن تتم عملية اختطاف جماعى عبر طائرة تهبط عدة مرات لنقل شحنتها لطائرة أخرى تقلع بحملها هكذا .. هذه الصورة تدل على أن الأمر لم يتم بوجود تشادى طبيعى فى منطقة التنفيذ للعملية بل أن هذا التواجد كان مفاجئاً للخاطفين بحيث أسقط فى أيديهم وهو ما يبرر حالة الذهول التى بدت على وجوه الخاطفين فى الصور التى نقلتها لهم الفضائيات الدولية .. هذا الأمر يؤكد بأن هنالك حالة انفعال تشادى غير طبيعى بهذه العملية أحكمت معه عملية الاحباط والاعتقال للخاطفين وذلك عبر دعم معلوماتى استخباراتى لجهة لديها القدرة على أن تجعل عينيها راصدتين لما يدور فى الأرض التشادية والاشارة هنا تتجه وبقوة للولايات المتحدة باعتبارها صاحبة مصلحة متقدمة فى احداث شىء ما جديد يؤدى الى اعادة تشكيل خارطة النفوذ الدولى فى منطقة غرب افريقيا وتشاد الغنية بمواردالطاقة واليورانيوم وليس بعيداً عن الأذهان ذلك الفتور الذى أبداه الفرنسيون تجاه الرغبة الأمريكية فى بناء قاعدة عسكرية فى تشاد ودعوتها المتكررة لنشر قوات دولية على الحدود السودانية – التشادية فالفرنسيون لا زالوا يعتبرون أنفسهم ملاكاً تاريخيون للمنطقة بالرغم من كل الحراك الدولى الذى يحفها الآن عبر التمدد الصينى الذى يواجهه اندفاعاً أمريكياً عنيداً فيما تتساقط الحروف الفرنسية التاريخية حرفاً حرفاً من على صفحات كتاب المنطقة .. ويمكن لحدث خطير كهذا الذى مثلته هذه العملية أن يصيب الحالة الفرنسية – التشادية بتشنجات عنيفة يمكن أن تكون لها مضاعفاتها المستقبلية اذا ما كان لدى التشاديون خططاً كبيرة نسجوا مراحلها مع واشنطن بهدف اعادة تشكيل خارطة النفوذ الدولى بالمنطقة بما يدخل الأمريككيين كمعادل أساسى فيها ومما يزيد من تماسك هذه التكهنات هو ما أبداه الفرنسيون من قلق بالغ بالتحرك التشادى الى الحد الذى دفع الآن الرئيس الفرنسى للتوجه لانجمينا لبحث الأزمة مع المسؤلين التشاديين غير أن قرائن الأحوال تشير الى وجود متعلقات عديدة بين الطرفين سيسعى ساركوزى للتباحث فيها مع التشاديين على ضوء ما تشهده المنطقة من صراع دولى وفى ظل الاستقرار النسبى للأوضاع الأمنية الحالية بتشاد يصعب القول بأن انجمينا تريد وعبر ما أقدمت عليه أخيراً تجاه باريس تقديم احتجاج صارخ لما يعتقده البعض تفاهمات فرنسية مع بعض فصائل المعارضة التشادية فاحباط عملية اختطاف أطفال من الأراضى التشادية بواسطة منظمة فرنسية حدث يؤثر بصداه القوى على الرأى العام الدولى والغربى خاصة وهى رسالة تتجاوز فى صورتها وأثرها رسالة احتجاج للحليف التاريخى ليرفع يده عن ما يظنه البعض مساعدات فرنسية لفصائل معارضة تشادية فهنا الأمر يبدو كغطاء أشمل لتحولات أكثر خطورة فى علاقة الطرفين وليس من المهضوم هنا تصور لجوء باريس للضغط على حكومة ديبى عبر معارضيه فى وقت تترسخ فيه أقدام الأخير بما يعزز استقرار الدولة التشادية و من ثم يحافظ على نفوذها القديم دون اضطرابات تهدده وبالتالى فانه ليس للفرنسيين ما يخرجون به من الضغط على ديبى وحكومته الا اذا كان هذا الضغط يصب هو الآخر فى دائرة الصراع الدولى على موارد المنطقة وحتى فى هذا الجانب يصعب تصور اسقاط باريس لخيار احتواء ديبى وحكومته بدلاً عن تهديده والضغط عليه ولفرنسا حظها التاريخى ووجودها الفاعل وأيديها الطويلة لتفعل هذا بأنفاس باردة وبهدوء كبير دون اللجوء لخيارات أخرى لا تحتاج لاعتمادها مطلقاً .. ولعل أكثر ما يزيد من قوة هذه القراءة وتماسكها هو الخط السياسى الفاتر الذى قابلت به الحكومة السودانية ( صاحبة القضية باعتبارها الدولة التى ينتمى لها من تعرضوا للخطف من معسكرات اللاجئين من الحرب بدارفور ) الصراخ التشادى والمعركة التشادية – الفرنسية فمن المؤكد بأن لدى القيادة السودانية ما يشير الى وجود أهداف تشادية بعينها ترمى لها انجمينا من هذه المعركة تتجاوز بالنسبة لها قضية اختطاف الأطفال الى أهداف أخرى تخص تشاد وحدها .. وبالرغم من أن الخرطوم قد أعلنت وعبر زيارة وزيرتها للشئون الاجتماعية لانجمينا بأنها فى قلب الأزمة الا أن هذا الأمر لم يتجاوز حدود الاعلان عن الاستعداد لتقديم المساعدة فى التحقيقات التى تجريها السلطات التشادية بشأن الأزمة وهذ يعنى عدم رغبة السودان فى استخدام كامل أدواته السياسية للتعامل مع القضية على الأقل فى الوقت الراهن كما أن هذا الموقف الفاتر من جانب الخرطوم يشير لأحد أمرين فاما أن يكون لدى أجهزة الدولة السودانية بأزرعها الاستخباراتية ما يؤكد بالفعل بوجود أهداف للحكومة التشادية من حملتها الشعواء ضد فرنسا وبالتالى اعتبار أن المعركة بشكلها الذى أخرجته بها انجمينا ليست معركة سودانية بالدرجة الأولى بقدر ما هى معركة تشادية والاحتمال الآخر أن يكون الجهاز السياسى السودانى قد عجز وحتى هذه اللحظة فى تكوين رؤية سياسية واضحة تجاه الأزمة وهو أمر تصعب معه مواجهة القضية حالياً عبر خطوط واضحة ومواقف قاطعة وفى كلتا الحالتين تجد الخرطوم نفسها ولأول مرة فى موقف المتفرج ربما السعيد بما يراه أمامه من معركة تدور بين طرفين آخرين لديه حساباته المعقدة مع كل منهما .. ً .. ونسبة لاعتيادها على ايجاد نفسها دوماً فى قلب الأزمات فسيصعب على الخرطوم القبول بمقعد المتفرج والبقاء طويلاً خارج الحلبة فى قضية تهمها على نحو يخالف الشكل الذى أحدثت معه انجمينا جلبتها وصراخها الا أن السؤال الذى يطرح نفسه هنا يقول كيف ستعالج الخرطوم قضيتها هذه وكيف تستفيد منها فى دعم موقفها السياسى الاقليمى والدولى .. هذا هو السؤال ..
هناك تعليق واحد:
أصبحت الموضة السادة في عالم حكام هذا الزمان خصوصا المهمشون منهم هي الصراخ حتى يلفتوا الأنظار إليهم ظنا منهم أن ذلك سيكسبهم علوا مثل هذا الإدريس الذي ظل يعوي وسيظل على هذا الحال إلى أن يسقطه أسياده بطلقة في رأسه الخاوي...!! وبمقالك هذ أخي لقمان تجدني قد وصلت إلى قناعة بيني وبين نفسي ألا وهي أن (الإيدز) في حقيقته ليس مرضا ، إنما هو أناس يركضون على وجه البسيطة والعياذ بالله،،
صافيناز تركي
صحفية - الوطن العربي
إرسال تعليق