ربع مقال
د. خالد حسن لقمان
زاهدون في الدنيا .. !!
.. خرج الحجاج بن يوسف الي الصحراء وعسكر بتابعيه فيها ثم طلب من تابعيه ان يأتوا من الخلاء بأحد ليتغدي معه فلم يجدوا غير اعرابي في شملة فأتوا به .. فقال الحجاج مشيراً للطعام : ( هلم يا رجل ) .. قأل الرجل : ( دعاني من هو أفضل منك ) قال الحجاج : من ..؟؟ .. قال الرجل : الله فأنا صائم .. قال الحجاج : في مثل هذا الحر ..؟؟ .. قال الرجل : صمت ليوم أحر منه .. قال الحجاج أفطر اليوم وصم غداً .. قال الرجل : أويضمن لي الأمير العيش الي الغد .. قال الحجاج : لا فقال الرجل : فكيف تسألني عاجلاً بآجل لا تضمنه ..؟؟ .. قال الحجاج : انه طعام طيب .. قال الرجل : والله ما طيبه خبازك ولا طباخك ولكن طيبته العافية .. قال الحجاج : أخرجوه عني والله ما رأيت كهذا أبداً ..
قال تعالى:﴿ اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ [الحديد: 20].
وعن عمرو بن عوف رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (فو الله ما الفقر أخشى عليكم، ولكني أخشى أن تبسط عليكم الدنيا، كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، وتهلككم كما أهلكتهم) رواه البخاري.
ودخل رجل علي أبي ذَر رضي الله عنه في منزله فجعل يقلب بصره في البيت ثم قال : اين متاعك يا يا اباذر ليس في بيتك متاع .. قال له ابوذر : ان لنا بيتاً نوجه اليه صالح متاعنا ..
وقال شاعرهم :
لا تركنن الي الدنيا وما فيها ..
فالموت لاشك يفنينا ويفنيها..
وأعمل لدارغداًرضوان خازنها
والجارأحمدوالرحمن نأشيها
قصورها ذهب والمسك طينتها
والزعفران حشيش نابت فيها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق