الثلاثاء، 18 مايو 2021

مؤتمر باريس .. الله يكضب الشينة ..!!

 ربع مقال


د. خالد حسن لقمان

مؤتمر باريس ..الله يكضب الشينة .. !!

.. لا ادري اذا ما كان علينا ان ندفع نفوسنا دفعاً للتفاؤل بمؤتمر باريس المزمع عقده غداً الإثنين بالعاصمة الفرنسية (باريس -17 مايو 2021م ) لبحث قضايا السودان الاقتصادية ومعالجة ديونه الخارجية وفتح الباب للمانحين و كافة الجهات التمويلية والاستثمارية .. هل يجب ان نفعل ذلك ..؟؟ 
 الدكتور عبدالله  حمدوك رئيس مجلس وزراء الحكومة الانتقالية - رئيس الوفد السوداني للمؤتمر يقول  أن مؤتمر باريس ليس هدفه جمع المنح والتبرعات وإنما لتأكيد عودة السودان القوية والفاعلة للمجتمع الدولي .. 
ووزير الاستثمار  الهادي محمد إبراهيم، يقول بأنه قد جهز قائمة متكاملة بمشروعات استثمارية لطرحها في المؤتمر .. هذا حديث جيد ولكن لكم أن تعلموا بأن هذا المؤتمر قد وصل لكافة الدول المشاركة وهو يحمل بالعنوان  والمعني إسم 
(  المؤتمر الدولي للمانحين الداعم  لحكومة الخرطوم الانتقالية ) ولراعي الضأن في الخلاء ( كما كان يقول الصحفي الراحل محمد طه محمد أحمد ) من قدرة للتمييز  ليصل الي الفكرة الأساسية التي انبني عليها هذا المؤتمر وهي فكرة اقناع الدول الغنية بتقديم منح مالية عاجلة لانقاذ الاقتصاد السوداني المنهار الآن .. وهي الفكرة التي تحمل في تقديري شهادة وفاة هذا المؤتمر .. أقول هذا وأشهدكم الله أني اتمني ومن كل قلبي نجاح هذه المحاولة و اخراجها لشعبنا الأبئ الكريم من ما يعيشه ويواجهه من ضنك العيش و ضيقه الا انه من غير المعقول ان لا نجد من بين كل من يحكموننا الآن اقتصادي واحد يمكنه توجيه اقتصاد البلاد الي وجهته الصحيحة وبالتالي توجيه الجهود الساعية لذلك الوجهة الصحيحة  .. لبنان .. البلد الصغير المدلل من كبريات الدول العربية الخليجية والاوروبية وعلي رأسها فرنسا .. كل هؤلاء لم يستطيعوا رفع الاقتصاد اللبناني من وهدته بعد سقوطه المدوي ولازال اللبنانيون الي هذه الساعة يعانون أسوأ الاوضاع الاقتصادية والمعيشية علي نحو يتجاوز الوضع السوداني بمراحل بؤسه وشقائه .. لماذا ..؟؟ .. السبب في ذلك ان السادة الحاكمين للبنان يريدون وكما يريد السيد حمدوك الآن ان تمتد أيادي العالم بالدولارات لتمتلئ بها خزينة الحكومة اللبنانية التي كانت تعيش أصلاً علي اقتصاد خدمي هش تسنده السياسات الخليجية و الاوروبية الداعمة لقطاعات هذا القطاع الذي انهار الآن بسبب أزمة كورونا وما تبعها من كساد عالمي أصاب حتي الاقتصاد الامريكي و الاوروبي علي قوته مثلما أقعد الاقتصاد الخليجي المتأزم أصلاً بتراجع دور وحركة النفط الحيوي في مقابل تقدم البترول الصخري الامريكي المندفع بقوة ليحتل المكانة الاولي في سوق مواد الطاقة المحركة .. اذاً كل لبنان بالحريري و ميشيل عون و حتي ( السيدة فيروز حياها الله واطال في عمرها )
لم تستطع ان ترفع عن الشعب اللبناني معاناته التي ارهقته حتي ( طفش الشباب اللبناني و انتحر ) .. وما يريده الساسة اللبنانيون يريده الآن السيد حمدوك و معه هذه ( الجوقة ) من المشاركين في مؤتمر باريس ..!!!! .. يريدون للعالم ان يمد وبكل اريحية يده  ليعطينا  كما يعطي السلاطين المال لشعراء القصور .. وان كان للبنان و الحريري وصاحبة الصوت الملائكي فيروز  الحق فيما يفعلان من استجداء للعالم لينقذا بلادهما واقتصادها المغلق بقاعدته الموردية الضعيفة فمن اين نجد العذر لحمدوك و ( جوقته ) المصاحبة لحفل باريس في هذا  ( التسول المخزي )في وضح النهار .. لماذا تفعلون ذلك ووطنكم يمتلك أكبر قاعدة موردية في المنطقة العربية و الافريقية ..؟؟ .. لماذا تحرجوننا  مع العالم في كل مرة .. مؤتمر أصدقاء السودان .. اجتماع دول الخليج .. اجتماعات الامارات .. كلها فعاليات فاشلة و ( ضاربة ) ورائحتها فائحة .. لماذا لا تبقون في داخل وطنكم وفي قلب الخرطوم الصامدة و تدعون وعبر التصويب الدقيق الشركات الدولية في كافة القطاعات الاقتصادية والصناعية والزراعية و الخدمية لتأتي هنا ( وحتي بدون التكلفة الدولارية الباهظة  ل ( لجوقة حمدوك ) وتعرض عليها مشروعات حقيقية معدة بعلمية حقيقية وحرفية دارسة و متفوقة بعلم من يضعها و يختارها  .. هل تصدقون  ما قاله وزير الاستثمار عن وجود دراسات حقيقية لمشروعات استثمارية جاهزة لعرضها في باريس ..؟؟ .. شخصي الضعيف ان شاء البعض او ام يشأ لا يصدق هذا مطلقاً .. عليكم معرفة الحقيقة كما هي .. لا توجد لدينا الآن دراسات حديثة حقيقية بتفاصيلها لمشروعات استثمارية وان كانت توجد فعلي وزير الاستثمار ان يعرضها علينا وعلي الملأ عبر موقع الوزارة او موقع المؤتمر فهذه الدراسات ليست سراً بل يجب ان تكون و ( بتفاصيلها ) مادة ترويجية لفرص بلادنا الاستثمارية .. هذا هو الجهد المفقود ياحمودك .. دراسات حقيقية جاذبة للرساميل الدولية والعربية لتدخل بلادنا .. ولكن للاسف الاستثمار نفسه ليس رأس مال فقط بل بيئة استثمارية معافاة و السيد حمدوك تبدو حكومته كما و الحامل لعصاه و ( ملفحته ) و ( بندقيته ) لا يدري هل يتغطي بالملفحة ليتقي برد يناير أو  سموم مايو وحرارته  أم يرمي الملفحة و يرفع بندقيته ليصوبها لعدو قد يكون بين يديه وامامه ومن خلفه و عن ايمانه او شمايله .. وضع متوجس وحكومة مضطربة السياسات ووثيقة حكم ممزقة و شركاء متشاكسون  و معسكرات دولية متربصة و عقول اقتصادية لا تمتلك حتي دراسات حقيقية لما تريده من  طرح لفرص استثمارات عاجلة تنقذ اقتصادها وخاصة مشروعاته الموجودة والمنهارة أصلاً  والتي في ذاتها لا تحتاج سوي لثورة ادارية فقط لا نحتاج ان نأتي بها من باريس او لندن .. هل نحتاج للنهوض بمشروع الجزيرة لأحد ..؟؟ .. هل نحتاج للسيطرة علي حزام الصمغ العربي لأحد .،؟؟ .. هل نحتاج للعودة بقطاع الثروة الحيوانيه لما كان عليه لأحد ..؟؟ .. هل نحتاج لاستخراج ثراوتنا المعدنية لأحد .. هل نحتاج لاصطياد الثروة السمكية وتعبئتها  لاحد ..؟؟  .. هل نحتاج لدعم القطاع الزراعي و صناعاته التحويلية لأحد ..؟؟ ..  ما لكم يا هؤلاء تتركون كل ذلك و لا يبقي لديكم سوي قرعة ترفعونها للعالم .. فقط ( قرعة ) تمد للعالم ليرمي فيها ماله لنا .. ؟؟!!  .. برغم كل امانينا واماني كل ابناء شعبنا في جهود تخرج اقتصادنا من ( ورطته ) الحالية الا أن  مؤتمر علي هذا النحو مثل مؤتمر باريس هذا يصعب معه دفع النفس للتفاؤل  لانه جهد لم يتم الاعداد له في ظل وجود علماء اقتصاد حقيقيون يستطيعون ان يوجدوا لهذا البلد الضخم وجهته الاقتصادية الصحيحة لينتظم في مسار التنمية الحقيقية ومن ثم التقدم والازدهار ..

ليست هناك تعليقات: