الثلاثاء، 19 مايو 2015

# علي عثمان طه .. العودة أم الرحيل ..؟؟!!


الموضوع: علي عثمان .. العودة أم الرحيل ..!!
               
image1.png
# على عثمان طه .. العودة أم الرحيل ..؟؟ !!
      
   .. هل سيعود الاستاذ علي عثمان محمد طه النائب الأول السابق لرئيس الجمهورية  الي الساحة السياسية مجدداً من خلال منصب ما تنفيذياً كان أو تشريعياً ( كما ينتظر البعض رئاسته للمجلس الوطني في عهده الجديد في ظل الولاية الجديدة للرئيس البشير )  .. أم أن الرجل قد قرر بالفعل الارتحال بعيداً عن تلك الساحة بتلاطم أمواجها وصرير عواصفها ..؟؟!! ..   

  .. وأهمية الوقوف علي موقف الرجل الآن تأتي من انه موقف يمكن ان يكون كاشفاً وبوضوح كبير للحال السياسي الذي تبدو علي حقيقته الحكومة بحزبها وفكرها ومستقبل سياساتها تجاه الداخل والخارج .. هذا فضلاً عن كون الرجل يمثل تاريخياً أحد أهم رجلين شكلا بجهدهما وشخصيتهما تاريخ الحركة الاسلامية السودانية الحديثة باسلامها السياسى وانفتاحها المجتمعى الذى مثل بدوره انقلاباً فى تاريخ ومسيرة ونهج الحركات الاخوانية الاسلامية التى خرجت من عباءة التنظيم الدولى بقيادة الشهيدين حسن البناء وسيد قطب .. فللرجل بتاريخه الطوبل فى الحركة مميزاته التى أبانها وأكدها بجدارة واقتدار فى اعقاب تحفظ عدد من قيادات الحركة الاسلامية الكبار بصف الحركة الأول آنذاك والذين تحفظوا بكثير من الأدب و الحكمة وهم يتفهمون رغبة زعيم الحركة الدكتور حسن الترابى بوضع دور ووظيفة الشاب على عثمان أمام دورهم ووظيفتهم التنظيمية بالحركة وقد عاد  جل هؤلاء فى أوقات لاحقة ليؤكدوا سلامة القرار وحكمته اعتباراً للقدرات الخاصة والعالية لطه بجانب ما تحقق منه بربط واقع وتاريخ الحركة بمستقبلها وأجيالها القادمة ..
     
      .. وقد مضى الرجل ليؤكد يوماً بعد يوم بأنه الأمين على عروة و عقيدة الجماعة وفكرها ونهجها بمثل ما أكد على قدراته القيادية التنظيمية والتنفيذية فيما انتزع بشخصيته الجادة وأسلوبه المنهجى والواقعى احترام القاعدة الاسلامية التى نظرت اليه دوماً على اعتباره الخيار الأفضل بين قيادات حركتها بل وقدمته دوماً باعتباره الرقم البديل لشيخ الحركة ومؤسسها الدكتور الترابى اذا ما حدث وغاب الأخير عن الساحة السياسية بالبلاد وبالرغم من كل ما دخلته الحركة الاسلامية من مناجزات وخصومات ومعارك ضارية مع الحركات والقوى السياسية السودانية الأخرى .. فقد ظل على عثمان يتمتع بقدر كبير من الاحترام وسط قيادات وقواعد هذه القوى نظراً لشخصيته التى تميل لاحترام وتقدير الآخرين وقد عف لسانه عن توجيه الجارح من تعبير الكلام لجميع خصومه الذين شهدوا له مراراً بخصلته النبيلة هذه مؤكدين على احترامهم وتقديرهم الكبير له وهو أمر انفرد به الرجل عن معظم قيادات الحركة الاسلامية بتاريخ ملاسناتهم ومعاركهم المشهودة مع خصومهم السياسيين .. وفى سنوات متقدمة من تاريخه و خلال الفترات القليلة الماضية أطل على عثمان طه ( كما أسمته القنوات الفضائية ووكالات الأنباء الدولية ) بوجهه على العالم والمحيط الدولى  عبر دوره البارز فى ايقاف حرب الجنوب بين شمال السودان وجنوبه كأطول حرب شهدتها القارة الأفريقية فى عصرها الحديث حبث أسهم الرجل بالدور الأكبر عبر اختراقاته وجولاته المارثونية مع زعيم ومؤسس الحركة الشعبية الجنوبية الراحل جون قرنق الذى وقع معه على اتفاقية نيفاشا الشهيرة  وبالرغم من ما رسمه الرجل لشخصيته ( عقب توقيع الاتفاقية ووقف الحرب )  داخل الدوائر الدولية المهتمة والراعية للاتفاقية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبى الا أن بريق الرجل الذى طالبت له بعض الجهات بجائزة نوبل للسلام فى عام توقيع الاتفاقية  بدأ يخفت بالداخل  تدريجياً على نحو انسحابى غريب وربما كان مريباً للبعض بينما وقفت تلك الدوائر الدولية على مسافة حزرة من محاولة الدخول فى تفاسير هذه الحالة الانسحابية بعد أن توفعت للرجل دوراً كبيراً وهاماً وسط فعالياتها الاقليمية والدولية هذا فيما اتجهت تفاسير الداخل لتنسج على خيالها ما شاءت من مبررات وتأويلات بلغت لحد اليقين عند بعضهم بوجود انشقاق صامت داخل الجسم الحاكم تم عبره الاطاحة بدور الرجل واقصاؤه لصالح مجموعات أخرى أصبح لها القرار والسلطة الحقيقية فى ادارة شئون السودان فى أعقاب توقيع اتفاقية نيفاشا والوصول مع الجنوب لصيغة تصالحية نهائية مثلت فيما يبدو لهؤلاء آخر مهمة حقيقية لعلى عثمان ليوضع دور الرجل من ثم على هوامش الفعل السياسى والقرار الحقيقى للدولة ولعل هذه القراءة التى يعبر بها هؤلاء عن فهمهم لما يدور بمناطق صنع القرار السياسى بالبلاد هى الأفرب الى فهم الغالبية من المراقبين للشأن السودانى كما وهى الأقرب من تحليلات الأكثرية بالداخل عطفاً على ما تم رصده من أحداث ومواقف سياسية غاب فيها دور طه بل وتصادم مع فقه وعقل آخرين شكلوا بنفوذهم معالجات تلك الأحداث والمواقف الا أن التصادم ظل صامتاً على نحو يتماهى مع طبيعة على عثمان وميله الفطرى للمعالجات الصامتة والهادئة حتى وان أخذت هذه المعالجات زمناً طويلاً وربما طويلاً جداً وهى مهارة اكتسبها الرجل وتدرب عليها مذ كان يافعاً حيث تعلم على يدى معلمه وشيخه الدكتور الترابى كيف ينسج الفكرة ويصبر على نسجها ثم كيف يخرجها ويصبر على اخراجها لمن حوله حيناً على شكل أوامر تنظيمية يوزعها بنفسه وهو يرتدى رداء الثانويات القصير يجول  ( وشمس مايو الحارقة على رأسه ) على العضوية المستهدفة ويملىء على كل دوره ومهمته أوفى أحايين أخرى وفى مراحل أخرى يمررها عبر اللقاءات المفتوحة والخاصة مستخدماً ذكاءً حاداً فى الاستقطاب وكسب المواقف والآراء وأيضاً مستعيناً بصبر يحسد عليه وبتؤدة تفوق حد الملل وتقطع على الصابر صبره وجلده .. هكذا تعلم وهكذا استخدم ما تعلمه بمهارة عالية وعلى عثمان رجل وكما يصفه البعض يعتبر جبل من الجليد عندما يواجه المعضلات وعندما يواجه الخصوم حتى أن بعضهم أطلق فى قاع المدينة طرفة تقول بأن أحدهم اذا ما حدث ووقف أمام الرجل ووجه له السباب والوعيد والتهديد لم يجد منه سوى هز رأسه من أعلى الى أسفل ( كما يفعل دائماً ) موافقاً زاعناً كمن لأ حول له ولأ قوة حتى اذا ما أكمل المسب سبابه وخرج مكفهر الوجه يتطاير شرار عينيه بدأ الرجل فى معالجة الأمر بهدوء يحسد عليه .. نعم هذا هو على عثمان محمد طه الذى عرفته الحركة الاسلامية الا أن جملة تلك التفاسير حول وضعية الرجل الآن ودوره قى مناطق صنع القرار ليست هى كل ما احتملته وحملته وتحمله الآن بعض أدمغة الاسلاميين فمن هؤلاء من يؤمن لأزال بنظرية توزيع الأدوار التى بدأت سيناريوهاتها بانشقاق رمضان الشهير الذى يراه هؤلاء انشقاقاً كاذباً خرج بمقتضاه زعيم الحركة الدكتور الترابى ليؤدى مهمة أخرى تدفع بعلى عثمان ( كقائد تنظيمى - حركى للجهاز التنفيذى  للحكومة ) الى خارج نطاق الخطر متجاوزاً الحصار الدولى والخصومة العربية ومخترقاً لأفاق الاقتصاد والاستثمار الاقليمى والدولى ناقلاً أقدار سفينة الانقاذ التى أوشكت على الغرق الى بر الأمان السياسى والاقتصادى وهو ما حدث بالفعل بوجود الترابى بالخارج وعلى عثمان بالداخل .. !! ..
   
      ..  والمتدبر والمتأمل الآن للخارطة السياسية السودانية يخرج ومنذ الوهلة الأولى بقراءة مدهشة وغريبة .. فعلى الحكم الآن رجال وأبناء الدكتور الترابى وعلى المعارضة الآن رجال وأبناء الدكتور الترابى وقد أصبح الرجل بالفعل يحكم ويعارض وان صحت نظرية هؤلاء وهى بالفعل الى تركيبة وعقل الترابى ودهائه أقرب فان على عثمان يكون قد أدى ما عليه بنجاح يفوق حد التصور بل ويفوق حد الخيال خاصة اذا ما كان العالمون والمحيطون بتدبير الترابى الماكر فى شأن انشقاقه الكاذب هذا لأ يتجاوزن أصابع اليد الواحدة ويتضاعف ذلك اذا ما قل العدد من أصابع اليد الواحدة بأصبع واحد الى أصبعين بينما يستحق على عثمان أكثر من ذلك اذا ما صدق ظن البعض فى أن أمر الاتشقاق الكاذب تدبير تم بين رجلين الله ثالثهما أولهما هو الدكتور الترابى وثانيهما هو الأستاذ على عثمان محمد طه ..
 
  .. إذاً والحال الآن يتجه بالرجل الي مرحلة حاسمة لحياته السياسية .. اي قرار يمكن ان يكون قد اتخذه تجاه مشاركته في المرحلة القادمة أو عدم مشاركته ..؟؟ .. 
.. ومن واقع ما جاء هنا فان من يتوقع ارتحال الرجل الآن وبهدوء عن الساحة يتفق رأيهم مع من يتعاملون مع واقع الأشياء كما هي لا مع ما تخفيه في باطنها وهؤلاء باتوا علي يقين بأن المرحلة المقبلة هي مرحلة الرئيس البشير رجل الجيش برجاله وعتاده .. ويري هؤلاء أن طرح أمر عودة علي عثمان بكل تاريخه علي مسرح ( تنافسي ) مع رئيس المجلس الوطني الحالي بكل مفارقاته يعني أمر واحد وهو قرار الرجل بالرحيل عبر سيناريو ( سايكولوجي ) يجلد به الرجل ذاته التي قدمها يوماً خالصة ( من بعد ربه ) لفكرة و جماعة آمن بفكرها وعقيدتها وبذل لها من الجهد روحه وعقله وكل حياته ..
فيما يبقي موقف المتمترسين بفكرة توزيع الأدوار والذين يتوقعون بالفعل عودة الرجل للساحة ليتصدي لدور جديد ربما لا يقل بأهميته عن كل ما لعبه من أدوار قدمها بطيب نفس  وايمان صدر وصدق أداء ..
فأي الموقفين سيتخذ الرجل .. ؟؟ .. العودة أم الرحيل .. ؟؟!!  

          


       





‏‫

هناك تعليق واحد: