السودان .. حرية الصحافة .. البقاء او العدم .. !!

السودان .. حرية الصحافة .. البقاء أو العدم ..!!

.. من تجربة شخصية خاصة يبدو احساسي باردا ولحد ما تجاه الازمة التي تواجه الصحافة السودانية في اعقاب الاحداث الاخيرة والتي تفجرت باعلانالحكومة الزيادات الاخيرة علي المحروقات 
فقبل سنوات كتبت مقالا في صحيفة الرأي العام السودانية ( الصحيفة التي كتبت فيها لفترة طويلة )حول التعليم في السودان والمستقبل الذي يتجه اليه وحذرت في المقال من السير قدما في سياسة 
التعليم الخاص خاصة علي مستوي التعليم المدرسي وقد ذكرت بان هذا الامر سيؤدي حتما الي تمزيق النسيج الاجتماعي عبر تكريس وبناء الطبقات المجتمعية.بتباين مخل ومحسوبية مضرة .. النتيجة
كانت ايقاف صحيفة الرأي العام لعدة ايام ..!! .. وقد سعت ادارة الصحيفة لمناجزة القرار وتابعته في ساحات القضاء وكسبت القضية بعد فترة نفذت خلالها ارادت من اخرج قرار الايقاف ونفذه
.. الآن .. اصبح التعليم تماما كما وصفت في المقال بلوباكثر مما حذرت .. وفي فترات متتابعة ومرات متتالية تمت مصادرة عدة مقالات كتبتها في موضوعات مختلفة ولغرابة الامر كنت دوما اجد نتائج 
ما اكتبه فيما يصادر يقع امامي ولو بعد حين .. وليس الامر هنا وقفا علي .. هنالك الكثيرين الذين وجدت كتاباتهم هذا التعامل وهذا المصير .. الغريب في الامر ان ارادة من يصنع هذا الموقف ضد النشاط 
الصحفي بالبلاد يبدو مرتبكا علي نحو مدهش ففي احايين تجد تشجيعا وتعاملا سمحا مع الصحافة وفي احايين اقل حدة في مواقفها وازمانها تجد تشددا غريبا وغير متوقع .. الموقف الحالي يحكي هذه 
المفارقة فقد اتجهت الصحافة وعقب احداث العنف لتناول الاحداث بموضوعية رافضة للعنف وفي ذات الوقت مطالبة بالمحافظة والتمسك بحرية التظاهر السلمي وبالفعل بدء التعاطي علي هذا النحو
ثم فجأة تحدث الازمة بالتدخل في سياسة الصحف التحريرية عبر املاءات لا يستطيع الصحفي بمهنيته والتزامه الصحفي قبولها .. !! .. السؤال الهام هنا يقول : لمصلحة من يتم افتعال هذه الازمة ..؟؟
فما حدث لا يبدو انه حتي في مصلحة الحكومة التي كانت تحتاج وخلال الازمة الحالية لاعلام قوي وفاعل لمواجهة اي خطورة في حجم ما تصفه بالمؤامرة علي امن البلاد ..!! .. كيف نفهم رؤية 
صانع القرار هنا ورؤيته تجاه الصحافة ..؟؟ .. 
.. كنت اريد كتابة المزيد عن هذا الموضوع الهام الا انني اشعر هنا وفي هذه اللحظة بانني ساكرر نفسي بكلماتي وعباراتي .. اللهم احمي عقولنا فقد اصبحنا لا نفهم ماذا يريد البعض بهذا البلد وماذ يخطط  له ..