# أولمبياد لندن وفضائيات رمضان والفاروق عمر
.. !!
.. سأعتبر هذا المقال من المقالات التى أحاول
عبرها اللحاق بقطار الأحداث المسرع دوماً دون انتظار لأحد ودون التفات حتى للوراء لرؤية ما يخلفه وراءه من آثار أياً كانت
نتائجها وكيفما كانت مآلاتها .. وهكذا الزمان يمضى بأقداره على الجميع وليس لأحد
فيه حكم بل الجميع فيه خاضعين لارادة المولى عز وجل .. بعضهم مؤمنين ساجدين حامدين يلفهم الرضى
ويحتويهم الايمان وآخرون كتبوا على أنفسهم الشقاء قأضحى زمانهم وبأيديهم جحيماً لأ
يطاق بعيداً عن دوحة الايمان الوارفة
بظلالها .. وبين ظهرانينا الشهر الكريم .. شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار تأتى
الكلمات هكذا وحدها هاتفة بشىء من رمضان الخير والبركة تقدمة لما نريده وما نلاحقه
هنا ..
.. أولمبياد لندن .. شىء
أقرب الى الخيال سجلته العاصمة البريطانية وهى تدشن لموسم الألعاب الأولمبية المقامة
بها هذا العام .. لم ير العالم فى تاريخه
المعاصر مثل ما رأى مساء الجمعة الماضى السابع والعشرون من يوليو 2012م فى
الااستاد الأولمبى بستراتفورد شرق عاصمة الضباب خلال حفل الافتتاح .. لوحة كما
والسحر تتوج بها بريطانيا تجاربها السايقة فى التنظيم للألعاب لتصبح المدينة
الأولى التى تستضيف الأولمبياد ثلاث مرات .. الأولى كانت فى العام 1908م والثانية
جاءت بعد أربعين عاماً قى 1948م لتأتى الأخيرة هذه بعد أربعة وستون عاماً أخرى
وكأن لندن تمارس النضج الأولمبى على طريقتها الخاصة فى الابهار والسحر .. سر النجاح الكبير فى اعتقادى جاء من قوة الفكرة
الاخراجية لمخرج الحفل دانى بويل الذى سكب
فيما يبدو كل خبرته واعتصر كل موهبته ليأتى وكما صرح قبل الافتتاح بشىء جديد وقد
قام الرجل بالفعل بما وعد به .. الجميع شاهدوا الحفل وقد بهرتهم بالتأكيد تلك
اللقطات التى جمعت بين الملكة ( الثمانينية ) اليزابيث والممثل الأشهر دانييل كريغ
ممثل شخصية جيمس بوند تلك الشخصية السينمائية الشهيرة والأسطورية .. شىء مدهش ..
استطاع دانى بويل الحاصل على جائزة أوسكار عن فلمه الشهير ( المليونير المتشرد )
أن يحرك وبلهب اللحظات المهرجانية كيفما شاء وهاهو يضع جيمس بوند أمام أعين الناس
داخل القصر الملكى ( قصر باكنجهام ) وداخل مكتب الملكة التى تهتف مرحبة به (
مرحباً سيد بوند ) لينقل دانى المشهد سريعاً الى الفضاء فيظهر بوند بصحبة الملكة
على متن طائرة مروحية تجوب بهما سماء لندن ليهبطا منها والطائرة تحلق بهما فوق
استاد الاحتفال فى ذات اللحظة التى تدخل فيها الملكة الى داخل الاستاذ فى توقيت
مبهر وأداء معجز .. ولعل الأكثر ابهاراً
هو قدرة مخرج الحفل وفربقه الفنى على احالة ساحة الاحتفال الى ما يشبه شاشة العرض
الضخمة المجسمة لبانوراما تاريخية مصورة
فى أقضل الظروف الانتاجية صورة وصوتاً ودقة فى العرض والابهار فقد أفلح دانى بويل
فى تحول ساحة الحفل تارة الى حقول ريفية بأبقارها وأوزها وغنمها وزرعها وتارة أخرى
الى هضاب خضراء بأشجارها وبساتينها يتوسطها عازفون ومغنون فيما تنقل الرجل بالناس
خلال الحقب التاريخية للمملكة المتحدة محتفياً وعلى نحو خاص بالثورة الصناعية التى
غيرت وجه بريطانيا بمثل ما غيرت تاريخها وتاريخ الشعوب من حولها وكتبته فصلاً
فصلاً .. ليأتى من ثم دور التاريخ الحديث الذى لم يهمل دانى بويل تفاصيله بمثل ما
لم يهمل تفاصيل التاريخ البعيد والقريب .. الا من وجهة واحدة تجاهلها الرجل وكأنها
لم تكن جزءاً من تاريخ الدولة البريطانية .. المستعمرات البريطانية القديمة .. لم
ينس بويل أن يقف ومعه كل العالم الحابس لأنفاسه ليقدم التحية العسكرية لقدامى
المحاربين البريطانيين كما لم ينس أن يوقف العالم بأسره بمن فيهم نحن أنفسنا أحفاد
جيل المستعمرين ( بفتح
التاء والميم ) من القارتين الأقريقية والآسيوية لتقدم اولمبياد لندن الثالثة
بحشدها المحتفل التحية لمن أسماهم الحفل
بضحايا الحروب التى خاضتها بريطانيا وخرجت من بعضها محملة بخيرات أرضنا ومقيدة
لأجدادنا بقيود العبودية والرق .. يا ليت الرجل أنصفنا وقد أرادها هذا العام
أولمبياد سياسية عندما عبر فى حفله عن مناهضة بريطانيا لانتشار الأسلحة النووية ..!!
.. اذاً فقد فتحت أولمبياد لندن الصفحة السياسية بمثل ما عبرت عن الموضوع
الاجتماعى والثقافى .. لذا يحق لنا نحن أحفاد الأجيال الذى استعمرتها بريطانيا أن
نجد شىء ما من عرض دانى بويل حتى ولو كان لمحة اعتذارية خاطفة .. أما أن يمر الرجل
بهذه الحقية الظالمة من تاريخ بلاده والمظلمة فى تاريخنا هكذا مرور الكرام وهو
يستعرض فى بانوراما مدهشة بكل ادوات العرض الضوئى والصوتى الحديث .. فهذا هو الجزء
المحزن فى حفل افتتاح أولمبياد 2012م وهذا
هو الفصل المبكى فى حفل لندن الرائع المبهر ..
فضائيات رمضان والفاروق عمر ( رضى الله عنه ) :
.. لأ أدرى اذا ما كان ما شعرت به خلال تجوالى على ترددات القنوات
الفضائية العربية خلال هذا الشهر الكريم هو احساسى لوحدى أم هو احساس الجميع ..
فقد شعرت بالبؤس والبطء والانعدام للأفكار الجديدة والمعالجات الحيوية الرائعة للبرامج
.. وحتى على مستوى الدراما والمسلسلات العربية التى كانت تشغل الناس خلال الشهر ..
لم أشعر بقوتها بمثل ما لم أشعر بارتباط كبير للمشاهدين بها .. هل هو احساسى
منفرداً .. ؟؟ ..وبالطبع يأتى تقديرنا هنا على مستوى القراءة والرصد العام غض
النظر عن رأينا القاطع فى خصوصية هذا الشهر واهمية اعطاءه حقه كاملاً فى الشكل
والمضمون عبر البرامج الهادفة الدافعة للمزيد من الاجتهاد فى العبادة واعمال الخير
وليس عبر الأعمال الماجنة العايثة وتلك الأعمال التلفزيزنية والسينمائية غير
المحتشمة .. ولكن كل هذا يمكن أن يكون محل اختلاف أو اتفاق الا أن مسلسل ( عمر )
الذى تعرضه قناة ال mbc لأشك
بأنه قد أحدث للجميع حالة من الصدمة الكبيرة .. فلأول مرة يجروء عمل درامى تلفزيونى
( مرئى ) على تصوير شخصية أحد كبار صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم الذى
يمثل أحد الخلفاء الراشدين وثاتى خليفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعد سيدنا
أبابكر الصديق رضى الله عنه وأرضاه .. وكذا تصوير شخصيات عدد من الصحابة والخلفاء
الراشدين وأقاربهم وأسرهم .. !! .. حدث بلا شك كبير وقد أحدث الآن جدلاً كبيراً فى
كافة الأوساط بكافة البلدان العربية والاسلامية وبالرغم من عدم وصول حلقات المسلسل
حتى الى منتصفها حتى الآن الا أن تجسييد الشخصيات به قد أحدث ما أحدث من جدال يمكن
أن يتطور بسرعة وقوة الى مرحلة متقدمة وربما خطيرة .. وبغض النظر عن سلامة تقديرات
القائمين على العمل أو عدم سلامة وصحة ذلك فان الأسئلة التى تطرح نفسها هنا تتحدث
حول اذا ما كانت هنالك صحة للشكوك التى أبداها البعض تجاه نوايا منتجى العمل واذا
ما كانت هذه النوايا غير سايمة ومستهدفة لعروة الدين عبر استهداف سيرة الاسلام
الأولى وصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى يقول عنهم رضى الله عنهم وأرضاهم
( أصحابى كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم ) فهل هنالك بالفعل جهات من وراء هذا العمل لديها
مثل هذه النوايا .. واذا ما جاء بعضهم اليوم بتخريجات فقهية – تشريعية تتيح للعمل
الدرامى أن يجسد شخصيات الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين .. فأين كانت هذه
التخريجات طوال هذه السنوات والعقود التى بلغ فيها تأثير ودور العمل الدرامى
والسينمائى حداً كبيراً فى حباة الشعوب والمجتمعات .. هل يمكن القول بأنه لم يحدث
اجتهاد طوال هذه الفترة لينتقل العمل الدرامى لهذه المرحلة من تجسييد الشخصيات
الدينية .. ؟؟ .. وهل حملت الآن تطورات الحياة العصرية بتعقيداتها وانفجار
معلوماتها حداً يتوجب معه الخروج بالعمل الدرامى الأن الى هذا الأفق بجرأته .. ؟؟ !! .. المدهش أنه
والى هذه اللحظة عقب عرض المسلسل وبلوغه اليوم لحلقته الثانية عشرة لم تتجه جهة
متخصصة أو مهتمة لتنظيم حلقة تدارسية عن الامر وكان صدمة تجسييد المساسل لشخصية
سيدنا عمر رضى الله عنه وعدد من الخلفاء الراشدين وكذا الصحابة قد ألجم الجميع وأخرس
ألسنتهم .. !! ..
.. على عموم الأمر سيتوجب
الأمر وبلا شك التداول والحوار بين كبار العلماء والأكاديميين ورجال الدين وكذا
الدراميين وأهل الفن التلفزيونى والسينمائى معاً ولكن يجب أن يكون ذلك حواراً
هادئاً بعيداً عن روح الصراع والاقتتال وصولاً لرأى يصب فى مصلحة الأمة الاسلامية .. الا أننى هنا ( وفى عجالة )
أرى بأن الممثل الذى أسندت له مهمة تجسييد
شخصية سيدنا عمر رضى الله عنه ليس فى هيئته شىء من الفاروق عمر رضى الله عنه وأرضاه ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق