الثلاثاء، 10 يوليو 2012

# يا والى الخرطوم .. أغلق هذه المقاهى يرحمك الله ..!!


# يا والى الخرطوم .. أغلق هذه المقاهى يرحمك الله ..!!

      .. يبدو أن الأمور قد اختلطت علينا فى هذا البلد للحد الذى أصبحنا معه لأ نميز بين المقلق و الخطر والخطير والأشد خطراً علينا منها .. ويبدو أن تطور الأوضاع الاجتماعية وتفاغم الأوضاع الاقتصادية مع توهان الوضع السياسى واضطرابه وهواجسه قد جعلنا كمجتمع و مع كل هذا فى مهب الريح لأ نكاد نقف على شىء لنتأمله قليلاً فنحكم عليه أو نقول فيه شيئاً ذا دلالة أو قيمة تقييمية أو تحليلية له .. ما الذى حدث لنا نحن السودانيين حتى وصلنا الى هذه الحالة الغريبة والمدهشة التى ما عدنا معها ننظر الى العيب كما كنا ننظر اليه ولأ نحكم على الفسوق والفجور و ( قلة الأدب والحياء ) كما كنا نحكم عليه ببصيرة واضحة ورأى قاطع وصوت جهورى يهتز له قلب المستهترين وتجحظ له أعينهم .. شىء مؤسف أن بدأنا الآن نتبدل ونتغير على هذا النحو المؤسف والخطير على سلوكنا الذى عرفنا به وأدبنا الذى نشأنا فيه وقيمنا التى تربينا عليها .. حدبثى هنا لك الأخ الدكتور عبد الرحمن الخضر والى ولاية الخرطوم .. نحن أيها الوالى فى مجتمع ولايتك فى خطر سلوكى داهم لأ يقل خطورة البتة عن خطر الحالة الاقتصادية بل قد يكون هو أحد أسبابها المباشرة أو غبر المباشرة .. وأرجو أن تعيرنا سمعك ويصرك لدقائق معدودات ..

      ..  هل مررت يوماً الأخ الوالى بطرقات و شوارع الخرطوم وأزقتها .. هل مررت بشوارع مدينة بحرى  ( بديومها وأحيائها ) وهل أخذتك قدميك يوماً فترجلت من على سيارتك وتمشيت على شوارع أمدرمان الشعبية وطرقاتها العامة ( بحواريها وأسواقها القديمة ) .. بنسبة كبيرة أتوقع ألا تكون قد فعلت .. ليس طعناً فى شعورك واستشعارك بمجتمع ولايتك بحيث تتفقده كما كان يفعل الفاروق عمر رضى الله عنه ولكن لاحساسى بأنك وكغيرك من المسئولين ترى فى ذلك ضرباً من الفعل الساذج أو غير المؤثر فى بناء المجتمع ورعايته على نحو مباشر وهو أمر بات يمثل الآن آفة من يسوس المجتمعات البشرية فى كل مكان حيث تباعدت أنفاس القادة عن أنفاس شعوبهم بل تباعدت الوجوه والأجساد فضلاً عن الأفكار والآراء بمظلماتها وقضاياها فأضحت أحلام الشعوب أحلاماً محبوسة فى صدورها كما وأضحت آلامها آهات مكتومة فى ذات الصدور لأ يسمعها أحد غير أهلها الذين تنبض فيهم وتنموء حتى اذا ما اكتمل النموء بل وخرج فى تعاظم جزره وورقه وسوقه على حد النموء المعتاد انفجر الأمر كما والبركان تماماً كما بدأت أصوات الانفجارات المجتمعية تصك الآن مسامعنا وتكاد أن تخرق بقوتها طبل أذاننا فتدميها وتصمها الى الأبد .. وانى لأذكر كما وغيرى بأنك الأخ الوالى قد دفع بك الى ولاية الخرطوم من باب أنك الأصلح فى نظر القيادة لتكون يداً حانية على مجتمعها الذى عانى فى أوقات سابقة من روح من سبقوك بفكرهم التجارى وجنوهم الاستثمارى حتى فى حياة الناس وقوتهم فأصبح المواطن قلقاً طوال فترة وجودهم من عقليتهم التى لأ تقيم لحياته وحياة أهله وزناً فأصبحت الحياة رغدة لمن بيده المال وجحيماً قاسياً لغيرهم من الفقراء والمساكين الذين باتوا يعالجون من صباحهم الباكر معادلة البقاء والتنفس أحياء حتى اذا ما جاء المساء ناموه مبكرين حتى لأ تداخلهم كوابيس معادلة القيام والنهوض أحياء .. وأذكر أنك قد جلست فى ذاك النهار أمام السيد رئيس الجمهورية تستمع له حتى اذا خرجت منه صرحت بأن الرجل قد وجهك بالاهتمام بالمجتمع وقضاياه ومعيشته بما أكد ظن الكثيرين فى أن الدفع بك جاء من باب الظن الحسن فى قدرتك على الاتجاه نحو معالجة أمر الحياة المعيشية للمواطنيين .. ستقول أنك فعلت وقدمت المشروعات ونفذت ما نفذت منها .. يمكننا أن نسمعك دهراً كاملاً ولكن بعدها سنقول لك كلمتين فقط .. لأ نتيجة لفعلك .. ضاع كل ما فعلت بلا نتيجة بمثل ما خرج ( المدعو البرنامج الاسعافى ولم بعد حتى الآن وما أظنه عائداً أبداً اذ لم يكن أصلاً موجوداً .. )  .. نعم لا زال الحال كما هو الأخ الوالى بل أضحى الآن أسوأ مما كان عليه ويمكننا فى هذا أن نقول الكثير الذى لأ نرى أن هذا مقامه .. والذى نريدك فيه هنا هو تحديداً ما يتعلق بهذا المظهر و ال ( المخفر ) الذى أضحت عليه شوارع ولايتك وهى تتزين برايات المقاهى الليلية و ( النهارية ) تماماً كما والرايات ( الحمراء ) فى ذاك الزمان الجاهل .. لأ أدرى الأخ الوالى كيف يستمر أمر كهذا وبمثل خطورته أمام أعينكم .. هل تدرى ما يحدث داخل هذا المقاهى الأخ الوالى .. لأ تعلم .. ؟؟ .. حسناً سأخبرك .. فى داخل هذه ( المأخورات ) الأخ الوالى .. مجموعات من الفتيات ( الأجنبيات ) العاريات الكاسيات .. متحلقات حول مجموعات من المناضد مختلفة الأحجام منها ما هو منفرد قصى فى انفراده وما هو ثنائى غير حذر  فى ثنائيته وما هو جماعى غير خجول أو ( مسنحى ) بين جماعته المتضاحكة المتمايلة على الأنغام و الألحان الأجنبية .. الواحدة من هؤلاء الأخ الوالى تأتيك مبتسمة ضاحكة قبل أن تحادثها أو حتى تنظر اليها .. نعم هكذا تدربن سريعاً على عملهن وهكذا تأقلمن سريعاً على طباع شبابنا وميولهم و ( رغباتهم ) .. يحدثنى أحدهم أن شبابنا بات ومنذ غروب الشمس وبعضهم ( منذ منتصف النهار ) يسارع الى الحضور الى المقهى ( المأخور ) ليلتقى  ( فتاته ) .. أى والله الأخ الوالى .. كل شاب ب ( فتاته ) تماماً كما والمجتمعات الغربية .. من جاء بهذا السلوك المخجل الخطير .. ؟؟ .. هؤلاء الفتيات الأجنبيات العاريات الكاسيات المريضات بمرض نقص المناعة ( الأيدز ) .. هنالك بالفعل تحقيق صحفى خطير وجرىء قامت به احدى الصحف السودانية العريقة أعتبره تحقيق الموسم .. كشف هذا التحقيق عن تجارة تمارس بالفعل للبشر من دولة مجاورة يتم عبرها تهريب الفتيات فى مختلف الأعمار للعمل بالبلاد .. أى عمل الأخ الوالى .. ؟؟ .. ألهذا العمل المشين جاؤوا بهؤلاء الفتيات ومنهن من هن صغيرات السن وقاصرات .. المثير فى تحقيق هذه الصحيفة أنه قد كشف حجم ما يحققه هؤلاء التجار من ربح فى الشحنة الواحدة أما الخطير فيه فهو ما كشفه التقرير بشأن المنطقة التى يتم تهريب هؤلاء الفتيات منها حيث يؤكد صاحب التحقيق أنها منطقة ( موبوءة بالايدز ) .. هذا يعنى الأخ الوالى أن جل هؤلاء الفتيات يمكن أن يكن مصابات بالفعل بهذا المرض المهلك فهل سلطات ولايتكم لديها علم عن هذه المعلومات الخطيرة وهل هنالك نظام ما تتبعه سلطات ولايتك الصحية للكشف على الداخلين لحدود الولاية لضمان عدم حملهم لهذا المرض الخطير وفى هذا الأمر تحديداً هنالك تخوفات كبيرة من يكون عدد كبير من الداخلين للبلاد وولاية الخرطوم خاصة من أبناء دولة مجاورة أخرى يحملون مرض وباء الكبد الفيروسى المعدى .. هل هذه التخوفات حقيقية لديكم ولدى سلطاتكم الصحية .. ولنعود للمقاهى تلك المواخير النتنة والخطيرة .. هل تعلم الأخ الوالى أن داخل هذه المقاهى غرف من بينها غرف ومن خلفها غرف ومن أمامها غرف لأ يدرى أحد ماذا يدور فيها ليلاً أو نهاراً .. ؟؟ .. هل تدرى الأخ الوالى أن هنالك داخل هذه المواخير شرب للشاى والقهوة اسمه ( الشاى الخاص ) أو ( القهوة الخاصة ) .. أتدرى كيف هذه .. سأخبرك .. تأتى الفتاة الكاسية العارية بكوب الشاى أو القهوة أو حتى العصير البارد أو الآيسكريم ) .. ثم تجلس على مقربة جداً من فتاها حتى تكاد الأنفس تلتقى والأجساد تتلاصق وتبدأ هى بنفسها فى تقديم الشاى أو القهوة كوب وراء كوب لا.. هى من تصبه وربما من تسفبه أيضاً .. يحكى البعض بأن عدداً كبيراً من شبابنا أدمن الآن هذه النوع الأخير ( الجلسة الخاصة ) كما أدمن صاحبته التى تعرف فى المأخور بأنها صاحبته هو فقط لأ احد بشاركه فيها ..!! .. اشتكى لى احد الاخوة بأن لديه اخ شقيق أصبح همه الشاغل منذ غروب الشمس الذهاب الى هذه المقاهى ( المواخير ) ويصرف فيها كل ماله الذى يجنيه حتى اذا جاء آخر الشهر طلب منه مبلغاً من المال يأخذه كسلفة ولأ يرجعه له .. اذاً أصبحت هذه المقاهى مكاناً يرمى فيه شبابنا بعرقهم وجهدهم فى أفخاذ العاهرات و صدورهن .. !! ..

         .. ما هذا الأخ الوالى .. ما هذا القرف وما هذا القبح .. لأ نريد شرطة نظام عام تنفذ الدين بجهل وعدم معرفة ولأ نريدك أن تحول ولايتك الى قندهار أخرى .. لأ فقط نريدك أن تحمى شبابنا وأولادنا من هذا الأمر الخطير عن طريق منع واغلاق هذه المقاهى الى الأبد .. فهلا فعلت رحمك الله ..     
       

ليست هناك تعليقات: