ربع مقال


نشر في المجهر السياسي يوم 13 - 08 - 2017 



رحم الله "فاطمة" ..
خالد حسن لقمان
.. لا أدري بأي أبيات من الشعر كان سينعي "صلاح أحمد إبراهيم" شقيقته "فاطمة" التي انتقلت بالأمس إلى رحاب الله .. ولكن حتماً كان سيبكي كل بيت منها وكل كلمة عليها وكل حرف فيها من يقرأه وينشده ويغنيه همساً وجهراً.. وليست جزالة شعر الرجل وقريحته وقوة قوافيه ورشاقة نظمها لديه وذكاء اختيارها عنده وتراصها وتنافرها بين يديه كيفما أراد فقط ما كان سينتزع من المقل الدموع ولكنه إحساس "صلاح" وقوة عاطفته ولهيبها عندما تقترب الأشياء والأحداث بأقدارها الربانية الوحدانية من منطقته الخاصة.. هنا يهدر الرجل ويرتج داخله ارتجاجاً عظيماً يخرج بقوته حمم إحساسه وشعوره ولرقته وحبه الشفيف واللامتناهي تصل حممه تلك للبرية من حوله دفئاً في القلوب بمثلما ينتهي هديره ذاك همساً على الأذان.. و"فاطمة" التي ألهمت الناس كلهم من أقصى يسارهم إلى أقصى يمينهم تستحق من "صلاح" أعظم نظمه ومن الناس جميعاً حبهم وأجل تقديرهم واحترامهم وقد أهدت إليهم بعمرها الذي أفنته احتراقاً واختراقاً قصة الإيمان بالفكرة والوطن وحكاية الوفاء بالصبر والجلد وعظمة الفعل بالإباء والشموخ.. رحمك الله "فاطمة" فقد انتزعت هكذا بذاتك العالية حب خصومك انتزاعاً جميلاً لطيفاً وهادئاً وخالدا ..